وضع الهلال السعودي قدماً في نهائي دوري أبطال آسيا بعد انتصاره الصريح بعشرة لاعبين على ضيفه فريق بيرسبوليس الإيراني، أمس (الثلاثاء)، بأربعة أهداف دون رد، في مواجهة الذهاب التي احتضنها ملعب استاد محمد بن زايد في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وافتتح الهلال التسجيل عن طريق مهاجمه السوري عمر خريبين، وأضاف المدافع ياسر الشهراني الهدف الثاني قبل نهاية الشوط الأول بخمس دقائق، وعاد المهاجم عمر خريبين وسجل الهدف الثالث مع مطلع الشوط الثاني، وقبل نهاية المباراة توج عطاءه بالهدف الرابع لفريقه والثالث الشخصي، في الوقت الذي فقد فيه الهلال خدمات لاعبه عبد الله عطيف بالبطاقة الحمراء.
أحكم الضيوف سيطرتهم على منطقة المناورة في الدقائق العشر الأولى بفضل تحركات خماسي خط المنتصف بقيادة أميري ومسلمان، ومرر الأول كرة ماكرة من بين متوسط الدفاع الهلالي للمهاجم مينشاي لكن حارس الهلال عبد الله المعيوف تدخل في الوقت المناسب وأبطل خطورتها، ولم يمنح الضيوف صاحب الضيافة فرصة لتناقل الكرات وسط الملعب وفرْض أسلوبهم الذي اعتادوا عليه، وانسلّ سالم الدوسري من الجهة اليمنى وتوغل داخل منطقة الجزاء ومرر كرة حريرية للبرازيلي إدواردو، بيد أن الأخير سددها ضعيفة في أحضان حارس بيرسبوليس علي رضا. هذه الفرصة كانت كفيلة بدخول لاعبي الهلال أجواء المباراة، وحاصروا مرمى الضيف الإيراني، وتسابق الثنائي الهلالي البرازيلي إدواردو ومليسي على إهدار الفرص السهلة أمام المرمى، وصوب الأخير كرة زاحفة مرت بجوار القائم، ولاحت للأول فرصة داخل منطقة الجزاء لكنه صوّبها بعيدة عن الخشبات الثلاث، وعلى الرغم من تسيد الهلال وخطورته المستمرة، فإن الضيوف شكّلوا قلقاً مستمراً لمرمى عبد الله المعيوف واعتمدوا على الكرات المرتدة السريعة التي يقف خلفها دائماً صانع ألعاب الفريق أميري.
الضغط الهلالي أجبر دفاع بيرسبوليس على ارتكاب الأخطاء الفردية في تخليص الكرات من داخل الصندوق، وهو ما لم يستغله عمر خريبين وإدواردو، ولم تفلح محاولات التسديد من خارج منطقة الجزاء في افتتاح التسجيل من جانب الفريقين، إذ غلب عليها العشوائية وعدم التركيز، وتكررت الكرات الثابتة للهلال بالقرب من منطقة الجزاء الإيرانية، التي لم تُستغل بالشكل المحبب لمدرب الهلال دياز الذي أوعز إلى ظهيري الجنب بمساندة الهجوم، وهو ما أثمر كرةً عرضية مثالية من محمد البريك لزميله عمر خريبين حوّلها الأخير رأسية داخل شباك بيرسبوليس.
ولم يتراجع لاعبو الهلال إلى مناطقهم الدفاعية، وواصلوا بحثهم عن هدف التعزيز، وكان لهم ما أرادوا بعد عدد من الفرص المهدرة أمام المرمى، إذ تمكن المدافع ياسر الشهراني من ترجمة هجمة مرتدة قادها سالم الدوسري قبل أن يحولها بأناقة إلى زمليه ياسر الشهراني القادم من الخلف، سددها الأخير زاحفة داخل شباك الضيوف، وفي الدقائق الخمس الأخيرة تراجع لاعبو الهلال إلى مناطقهم الخلفية للحفاظ على تقدمهم المستحق، بينما عجز مدرب بيرسبوليس الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش عن تغيير مجرى هذا الشوط على الرغم من الاندفاع الهجومي للاعبي فريقه، وفي الدقيقة الأخيرة من المباراة طالب لاعبو الهلال حكم المباراة بركلة جزاء بعد ملامسة الكرة يد المدافع خليل زاده، لكن الحكم أمر باستمرار اللعب.
وتعرض الهلال لضربة موجعة بداية الشوط الثاني، بعدما استعبد الحكم لاعب محور الارتكاز عبد الله عطيف بالبطاقة الحمراء لإعاقته لاعب بيرسبوليس في منتصف الملعب، وهو ما أثار حفيظة الجهازين الفني والإداري ولاعبي الهلال على قرار الحكم، وكان عطيف قد تحصل على بطاقة صفراء قبل استبعاده بدقيقة واحدة فقط.
النقص العددي في صفوف الهلال لم يمنعهم من مواصلة الهجوم للبحث عن مزيد من الأهداف، وكان لهم ما أردوا من قدم المهاجم عمر خريبين الذي لم يرفض هدية زميله سالم الدوسري، والأخير أهدر فرصة الهدف الرابع بعدما واجه الحارس لكنه أرسلها ضعيفة نحو المرمى لكن المدافع اليقظ رابيك أنقذ فريقه من هدف محقق.
الهلال بعشرة لاعبين فرض أسلوبه كيفما شاء على مجريات المباراة، وبدت شهية لاعبيه مفتوحة لزيادة الغلة التهديفية، في ظل تألق سالم الدوسري وياسر الشهراني على الطرف الأيسر، والثنائي محمد البريك وإدواردو على الجهة اليمنى، وتكفل سلمان الفرج ومليسي بإفساد كل الطلعات الهجومية لفريق بيرسبوليس، وفي النصف ساعة الأخيرة تحركت الأوراق الفنية من جانب الضيوف واستغنى الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش عن لاعب الطرف علي مصلح، وأشرك المهاجم العراقي بشار راسان، لتعزيز النواحي الهجومية.
واضطر مدرب الهلال رامون دياز إلى إجراء تغيير اضطراري بعد إصابة الظهير الأيمن محمد البريك، ودخل بديلاً عنه عبد الله الزوري، وانتقل الشهراني إلى الجهة اليمنى وترك مركزه للزوري، وفي ثلث الساعة الأخيرة فضّل مدرب الهلال دياز الحفاظ على تقدم فريقه الصريح، واستغنى عن البرازيلي إدواردو الغائب عن أجواء اللقاء وأشرك لاعب محور الارتكاز عبد الملك الخيبري لإغلاق المنافذ المؤدية إلى خطوطه الخلفية.
وتصدى حارس الهلال عبد الله المعيوف ببراعة وأنقذ فريقه من هدف محقق من تسديدة مليزي الصاروخية، وحاول البديل العراقي مباغتة المعيوف وصوب كرة بعيدة المدى لكنها مرت بسلام على المرمى الهلالي، ودفع مدرب أصحاب الأرض بورقته الأخيرة واستغنى عن البرازيلي مليسي وأشرك محمد كنو لتنشيط خط المنتصف الذي تراجع أداؤه بشكل لافت، مما منح الضيوف محاصرته داخل ملعبه.
انخفاض المعدل اللياقي الملحوظ على اللاعبين عمر خريبين وسالم الدوسري أفقد الهجمات المرتدة الهلالية خطورتها بسبب الأخطاء المتكرر في التمرير، وعاد الأخير وأهدر فرصة هدف محقق وصوّب كرة من داخل منطقة الجزاء استقرت في الشباك الخارجية لمرمى الضيوف، وعاند الحظ الدوسري للمرة الثالثة بعدما وجد نفسه وجهاً لوجه أمام الحارس علي رضا وأهدر فرصة الهدف الرابع، ومع الدقائق الخمس الأخيرة رمى الضيوف بكامل ثقلهم بحثاً عن هدف التقليص لكن الثنائي عبد الله الحافظ وأسامة هوساوي وقفا بكل شجاعة أمام المد الهجومي.
الهلال السعودي يقهر بيرسبوليس الإيراني برباعية نارية
وضع قدماً في نهائي دوري أبطال آسيا بعد هاتريك «عمر» وصاروخ الشهراني

الهلال قدم مباراة تاريخية وبقي التأهل الرسمي لنهائي أبطال آسيا (تصوير: بدر الحمد)
الهلال السعودي يقهر بيرسبوليس الإيراني برباعية نارية

الهلال قدم مباراة تاريخية وبقي التأهل الرسمي لنهائي أبطال آسيا (تصوير: بدر الحمد)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة