ذكرت مصادر في وزارة الداخلية الألمانية أن السلطات الأمنية أبعدت 36 متطرفاً من المصنَّفين في قائمة «الخطرين»، وفي قائمة «المستعدين لممارسة العنف»، خلال الأشهر التسعة الماضية.
ونقلت صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» في عددها ليوم أمس، عن هذه الدوائر، توقعها أن يتجاوز العدد الخمسين متطرفاً حتى نهاية السنة الجارية. وأضافت الجريدة أن معظم المرحَّلين كانوا من تونس والجزائر والبوسنة. وتم ترحيل سبعة «خطرين» في شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) الماضيين. ووجهت المحكمة الإدارية الاتحادية في مدينة لايبزغ جميع دوائر الهجرة واللجوء بالعمل على إحالة قضايا «الخطرين»، الذين لا يحملون الجنسية الألمانية، إلى قضاتها «ليلاً أو نهاراً»، بهدف الإسراع بترحيلهم إلى بلدانهم.
ولا تزال السلطات الألمانية تواجه صعوبات في ترحيل «الخطرين» رغم قرار المحكمة الدستورية الذي أجاز ذلك. وتعود معظم أسباب هذه الصعوبات إلى موقف إنساني يخشى تعرُّض المسفّرين إلى الإعدام أو التعذيب في بلدانهم. كما قدّرت دائرة حماية الدستور الاتحادية (مديرية الأمن العامة) أن حَمَلة الجنسية الألمانية يشكِّلون نصف عدد الخطرين (700 شخص) والمستعدّين لممارسة العنف (410 أشخاص).
ويشكل حَمَلة الجنسيات الأوروبية ثلث الخطرين والمشتبه باستعدادهم لممارسة العنف، وتبقى نسبة 20% من حَمَلة مختلف الجنسيات، وهم مَن تشملهم إجراءات التسفير القسري حسب القانون الألمان، ويتعدى عددهم المائة بقليل. وهناك نحو 100 «خطر» من حَمَلة مختلف الجنسيات يوجدون الآن في الخارج، وفي سوريا والعراق على الأغلب، يقاتلون إلى جانب مختلف التنظيمات الإرهابية.
وتتحدث مصادر وزارات الداخلية المحلية في الولايات عن 50 متشددا خطراً تجري معاملات تسفيرهم على قدم وساق في ولاية الراين الشمالي - فيستفاليا، و12 خطراً في ولاية بافاريا، و10 في ولاية هيسن.
وسبق لخبراء في دائرة اللجوء والهجرة أن قدّروا كلفة تسفير اللاجئ الواحد بنحو 7239 يورو في عام 2014، وانخفضت هذه الكلفة إلى 5486 يورو كمعدل بسبب عمليات التسفير الكبرى والجماعية التي أدت إلى تقليل الكلفة.
وفيما يتعلق بقضية التونسي أنيس العامري (26 سنة)، منفذ عملية الدهس الإرهابية في برلين يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) 2016، ذكرت صحيفة «دير شبيغل» أن شرطة الجنايات البرلينية حذّرته بشكل غير مباشر بأنه يخضع للرقابة. وجاء في تقرير المجلة المعروفة أن العامري سافر بالحافلة من دورتموند إلى برلين في فبراير (شباط) 2016،
وطالبت شرطة الجنايات في ولاية الراين الشمالي من رديفتها البرلينية مراقبة تحركاته في العاصمة الألمانية دون علمه، إلا أن ما حصل هو أن شرطة برلين اعتقلته حال نزوله من الحافلة وأجرت التحقيق معه في مركز للشرطة.
وتضيف «دير شبيغل» أن العامري اتصل بأحد رجال «داعش» في دورتموند في الحال وأبلغه أن الشرطة «ضبطته» حال وصوله إلى برلين، وأن رجال الشرطة صادروا هاتفه الجوال. ورد رجل «داعش» عليه بالقول إن عليه الحذر لأنه مراقَب، وعدم اصطحاب هاتفه الجوال معه مستقبلاً خلال رحلاته.
وتم تحذير العامري مجدداً في مدينة أوبرهاوزن في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، حسب تقرير المجلة. وذكرت «دير شبيغل» أن عميلاً متخفياً للشرطة رافق العامري في أثناء تسلمه مبلغ المساعدات الاجتماعية من دائرة المساعدات، وأن هذا الرجل حذر العامري من أن المدينة تشك بأنه يتسلم المساعدات المالية من أكثر من مدينة بأسماء مزورة. وأشارت «دير شبيغل» إلى أن شرطة ولاية الراين الشمالي فيتسفاليا نفت صحة المعلومة حول رجل الأمن المتخفي الذي حذر العامري.
ومعروف أن وزارة الداخلية الاتحادية تحدثت، بعد تنفيذ العامري عمليته الإرهابية، عن 14 شخصية استعان العامري بهم في ألمانيا، وعن 14 وثيقة مزوّرة يستخدمها، لتسلم مبلغ المساعدات المخصص للاجئين من 14 مدينة مختلفة في أكثر من ولاية ألمانية.
وفي إطار مشاركة ألمانيا في الحرب على الإرهاب، قدمت الحكومة الألمانية عربات مصفحة قيمتها 5 ملايين يورو إلى النيجر. جاءت هذه المساعدة، في الحرب على الإرهاب وعلى مهربي البشر، على أساس اتفاقية وقعت بين السفير الألماني بيرند فون مونشو - بول مع وزير الدفاع في النيجر كالا موتاري.
والسيارات المقدَّمة إلى النيجر مخصصة للاستخدامات الخاصة ونقل الجنود، وتعد مكمِّلة لصفقة سابقة شملت 100 سيارة من هذا النوع سلمتها وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين إلى النيجر في يوليو الماضي. وشملت الصفقة آنذاك رافعات وسيارات إسعاف و115 دراجة نارية و55 هاتفاً يعمل عبر الأقمار الصناعية.
وتعتبر النيجر بالنسبة إلى عصابات تهريب البشر من بلدان «الترانزيت» لنقل طالب اللجوء من وسط القارة الأفريقية إلى ليبيا والمغرب.
ألمانيا أبعدت 36 متطرفاً «خطيراً» إلى بلدانهم خلال عام
شرطة برلين حذّرت الإرهابي أنيس العامري بالخطأ
ألمانيا أبعدت 36 متطرفاً «خطيراً» إلى بلدانهم خلال عام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة