بارزاني يعلن العراق «جاراً» عشية الاستفتاء الكردي... والعبادي يتعهد «حماية الوحدة»

بغداد تطالب أربيل بتسليم المطارات والمعابر ووقف تصدير النفط

موظفة من هيئة الاستفتاء تعرض بطاقة تصويت في مركز اقتراع بأربيل امس (أ.ف.ب)
موظفة من هيئة الاستفتاء تعرض بطاقة تصويت في مركز اقتراع بأربيل امس (أ.ف.ب)
TT

بارزاني يعلن العراق «جاراً» عشية الاستفتاء الكردي... والعبادي يتعهد «حماية الوحدة»

موظفة من هيئة الاستفتاء تعرض بطاقة تصويت في مركز اقتراع بأربيل امس (أ.ف.ب)
موظفة من هيئة الاستفتاء تعرض بطاقة تصويت في مركز اقتراع بأربيل امس (أ.ف.ب)

في وقت تعهد فيه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي باتخاذ كل «الإجراءات الضرورية» لحماية وحدة البلاد، عشية الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق، عدّ رئيس الإقليم مسعود بارزاني أن الأكراد أصبحوا «من الآن فصاعدا جاراً للعراق». وطالبت بغداد الأكراد بتسليم المعابر الحدودية والمطارات، ودعت العالم إلى وقف شراء النفط من الإقليم.
وجاء كلام العبادي عبر خطاب متلفز خاطب فيه العراقيين بعد وقت قصير من إعلان بارزاني «فشل الشراكة بين الأكراد وبغداد». وقال العبادي إن اتخاذ قرار أحادي بإجراء استفتاء يؤثر على الأمن العراقي والإقليمي على حد سواء، وهو قرار «غير دستوري وضد السلام المجتمعي... وسنقوم باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحفظ وحدة البلاد. ولن نسمح لأحد باللعب بالعراق من دون تحمل العواقب».
وطالبت الحكومة العراقية حكومة إقليم كردستان بتسليم المواقع الحدودية الدولية والمطارات رداً على الاستفتاء. وجاء في بيان نشره مكتب العبادي أن الحكومة طلبت أيضاً من الدول الأجنبية وقف تجارة النفط مع إقليم كردستان، والتعامل مع الحكومة المركزية فيما يتعلق بالمطارات والحدود.
وقبل كلمة العبادي، حض بارزاني الأكراد على المشاركة في الاستفتاء والتصويت اليوم. وقال إن «الشراكة مع بغداد فشلت ولن نعود إليها». وأضاف متناولا المناطق المتنازع عليها مثل كركوك الغنية بالنفط، أن «الاستفتاء ليس لترسيم الحدود أو فرض أمر واقع».
وبعد مشاركته في اجتماع لحزبه «الديمقراطي الكردستاني» مع حزبي «الاتحاد الوطني الكردستاني» و«الاتحاد الإسلامي»، تجاوز الثلاثة خلاله خلافاتهم فيما يخص إجراء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها، شدد بارزاني على تمسك الإقليم بإجراء الاستفتاء. وأكد أن «الإقليم والعراق أصبحا من الآن وصاعدا جارين»، موجهاً في الوقت ذاته رسالة إلى دول الجوار مفادها أن «دولة كردستان ستكون مصدراً للاستقرار في المنطقة وستواصل تعاونها مع العراق والمجتمع الدولي في الحرب ضد الإرهاب».
وقال بارزاني إن «الاستفتاء هو الخطوة الأولى، ومن بعدها سنبدأ حواراً ومفاوضات مطولة مع بغداد قد تستغرق عاماً أو عامين أو أكثر، نحن لن نغلق باب الحوار أبداً». وأضاف: «ستكون دولتنا مدنية ديمقراطية فيدرالية، تضمن حقوق المكونات كافة في كردستان». ودعا الأكراد إلى «التوجه إلى صناديق الاقتراع والابتعاد عن كل ما يضع عملية الاستفتاء تحت السؤال».
وخاطب تركيا وإيران قائلاً: «سنكون مصدر استقرار في المنطقة مثلما كنا خلال الأعوام الخمسة والعشرين الماضية، وسيظهر بعد غد من سيؤيدنا ومن سيقف ضدنا ومن سيبدي شبه التأييد، لكن ما يُذكر في الإعلام مختلف عما يحصل في الواقع في غالب الأحيان». وتوقع أن يُجابه الاستفتاء برد فعل. لكنه قال: «نحن لن ننفعل، ولن تصدر منا أي ردة فعل صبيانية، بل سننتظر ما يؤول إليه الحوار مع بغداد بعد الاستفتاء، فإن أصرت بغداد على موقفها الحالي، حينها سيكون لنا موقف ثانٍ، لكن لن نفكر بالعنف لأنه في النتيجة يجب أن نحل المشاكل بالتفاهم». وأضاف أن «كردستان لا تتوقع أي نزاع عسكري مع العراق، ولديها الاستعداد الكافي لمواجهة أي خطر... نحن من الآن وصاعدا جيران للعراق».
وشدد على أن «الاستفتاء قرار أمتنا، وفي النتيجة سيتعامل المجتمع الدولي مع قرار شعب كردستان، لأن المجتمع الدولي يتعامل مع الأمر الواقع، ورسالتنا إلى الأطراف كافة ألا يحاربوا إرادتنا، لأننا لن ننكسر». وأكد أنه «ليس من السهل الهجوم على المناطق المتنازع عليها لوجود الكثير من مقاتلي قوات البيشمركة فيها».
من جهته، عدّ الرئيس العراقي فؤاد معصوم قرار بارزاني «أحادي الجانب». وقال في تصريح صحافي: «في مواجهة هذا القرار المتخذ بشكل أحادي الجانب وانطلاقاً من مسؤوليتنا الدستورية بضرورة بذل أقصى ما نستطيع لإبعاد بلادنا ووحدة شعبنا عن الأخطار الجسيمة المحدقة، ندعو القيادات السياسية في أربيل وبغداد إلى تجنب التصعيد بأي ثمن والتركيز الفوري على العودة إلى الحوار والاتفاق كأولوية قصوى». ودعا إلى «تجنيب شعبنا أي مهاوٍ لا تحمد عقباها مهما اقتضى ذلك من جهود استثنائية وتضحيات، ونجدد التأكيد على أولوية مبادئ الدستور... ورفض المواقف الاستفزازية والمتطرفة».
وطالب «بالمضي بعزم لإعادة الثقة اللازمة بين الجانبين والتوجه معاً لبناء دولة المواطنة والحقوق التي نطمح إليها جميعاً... وكرئيس لجمهورية العراق سأواصل بذل كل جهد أو مسعى من أجل التعجيل باستئناف الحوار الأخوي بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية للتوصل إلى حلول ناجعة تكفُل تجاوز هذه الأزمة الدقيقة ومنع استغلالها من قبل الإرهابيين، والتوجه للعمل معاً على تحقيق الأهداف المشتركة، ومعالجة التراكمات السلبية والأخطاء مهما كانت شدة الاختلاف في وجهات النظر والمواقف».
وأصدرت السفارة الأميركية لدى العراق تحذيراً لرعاياها من اضطرابات محتملة أثناء الاستفتاء. وقال تحذير السفر الذي نقلته وكالة «رويترز»: «بالأخص يجب على المواطنين الأميركيين تجنب السفر إلى أو داخل المناطق المتنازع عليها بين حكومة إقليم كردستان وحكومة العراق».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.