تلاسن يسبق ذهاب الحكومة إلى غزة... والسلطة ستطلب من مصر الإشراف على تنفيذ الاتفاق

ملف موظفي «حماس» يبرز عقدة مبكرة أمام المصالحة الداخلية

الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإلى يمينه رئيس الحكومة رامي الحمدالله في اجتماع للقيادة الفلسطينية عقد أخيراً (غيتي)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإلى يمينه رئيس الحكومة رامي الحمدالله في اجتماع للقيادة الفلسطينية عقد أخيراً (غيتي)
TT

تلاسن يسبق ذهاب الحكومة إلى غزة... والسلطة ستطلب من مصر الإشراف على تنفيذ الاتفاق

الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإلى يمينه رئيس الحكومة رامي الحمدالله في اجتماع للقيادة الفلسطينية عقد أخيراً (غيتي)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإلى يمينه رئيس الحكومة رامي الحمدالله في اجتماع للقيادة الفلسطينية عقد أخيراً (غيتي)

برزت مشكلة موظفي حكومة حماس السابقة، عقبة مبكرة أمام إنجاز اتفاق مصالحة بين حركتي فتح وحماس، بعدما أعلن وزير المالية في حكومة الوفاق الوطني سلفاً، أنه لا يمكن استيعاب أولئك الموظفين، وردت حماس محذرة رئيس الحكومة رامي الحمدالله من فشل جديد.
ووجه عضو المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق، أمس، رسالة مباشرة إلى الحمدالله قائلاً له: «د. رامي الحمدالله، لقد أفشلك من قرر لك عدم استيعاب موظفي غزة، واليوم قبل قدومك لغزة (هناك) تصريحات مشابهة بذرائع لا قيمة لها، فلا تستمع لها. فالوحدة أولوية».
جاءت رسالة أبو مرزوق بعد ساعات من تصريحات لوزير المالية، شكري بشارة، قال فيها إن السلطة تعاني من تضخم وظيفي وعجز مالي كبير، ولا تستطيع استيعاب 40 ألفاً أو 50 ألف موظف جديد، في إشارة إلى موظفي حكومة حماس.
وأضاف شكري للتلفزيون الرسمي: «السلطة الفلسطينية والحكومة تعانيان من أزمة مالية خانقة، والدين العام على الحكومة تجاوز 3 مليارات دولار، منها مليار و600 مليون دولار لصالح هيئة التقاعد الفلسطيني». وتابع: «الحكومة الفلسطينية تعاني من تضخم وظيفي كبير، ومن الصعب حالياً إدراج 40 أو 50 ألف موظف جديد ضمن سلم رواتب الموظفين، الأمر يحتاج إلى سنوات طويلة من الدراسة، وأنا أقترح إنشاء صناديق خاصة بموظفي غزة الجدد بعيداً عن موازنة السلطة».
ويعني تصريح بشارة، أنه لا يمكن استيعاب موظفي حماس على موازنة السلطة، وهو الطلب الرئيسي الأهم لحماس من أجل تمكين حكومة رامي الحمدالله في قطاع غزة، وتعني تصريحات أبو مرزوق أنه دون استيعاب موظفي حماس ستفشل المصالحة.
وتريد حماس تفريغ نحو 43 ألف موظف مدني وعسكري فوراً في حكومة الحمدالله، عندما تتسلم قطاع غزة. لكن حركة فتح رفضت في جلسات سابقة، وقالت إنه لا يمكن للحكومة استيعابهم دفعة واحدة. وتم التوافق سابقاً، على تشكيل لجنة إدارية لمعالجة هذا الملف.
واقترح رئيس الحكومة رامي الحمدالله على حماس، في وقت سابق، أن تسمح لموظفي السلطة بالعودة إلى أعمالهم، ثم يجري بعد ذلك، حصر الشواغر في كل الوزارات، على أن تكون الأولوية في التوظيف لموظفي الحركة، ويجري صرف مكافآت للباقين. لكن حماس رفضت.
وهذه المواقف المتباعدة بين فتح وحماس بشأن موظفي حكومة حماس السابقة، جاءت بعد أسبوع واحد من إعلان حماس حل اللجنة الإدارية التي كانت تحكم غزة وقبولها انتخابات عامة.
وطلبت حماس من حكومة التوافق الحضور إلى غزة من أجل تسلم مهامها، لكن الحكومة لم تحدد موعداً لذلك، وقالت إنها في طور ترتيب الأمر.
وعدت اللجنة المركزية لحركة فتح موقف حماس، موقفاً إيجابياً، وأكدت استعدادها للتعامل بجدية مع هذا التطور. ودعت حكومة الوفاق الوطني للذهاب إلى قطاع غزة في خطوة أولى لتقييم الوضع، والبدء في عملية تمكين حقيقية وممارسة الصلاحيات في كل المجالات.
وأبدت مركزية فتح استعدادها لمزيد من الحوارات بهدف التوصل إلى رؤية تفصيلية لتنفيذ اتفاق المصالحة واستعادة الوحدة.
ودعت الدول الشقيقة والصديقة كافة إلى تعزيز مساعداتهم لقطاع غزة، وتوجيه هذه المساعدات إلى حكومة الوفاق الوطني باعتبارها الجهة الشرعية الوحيدة.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن القيادة الفلسطينية التي من المفترض أنها اجتمعت أمس وناقشت كذلك قضية المصالحة، ستطلب من مصر الإشراف على تسلم الحكومة لمهامها. وأضافت: «بعد ذلك تبدأ حوارات حول القضايا المختلفة، بما في ذلك الموظفون والعقوبات... إلخ».
وتابعت: «يتحدد كل شيء بحسب طبيعة التطور على الأرض». لكن ذلك لم يعجب حركة حماس أيضاً، وأصدرت بياناً قالت فيه، إنها تستغرب «خلو بيان مركزية فتح من أي مواقف أو قرارات تتعلق بإجراءات أبو مازن ضد قطاع غزة، التي من المفترض إلغاؤها بمجرد إعلان حماس من القاهرة خطواتها الوطنية والمسؤولة المتعلقة بمجريات المصالحة وإنهاء الانقسام». وأضافت: «إن المطلوب من رئيس السلطة، محمود عباس، اتخاذ قرارات إيجابية ومسؤولة بإلغاء هذه الإجراءات كافة، ولم يعد مبرراً أي تعطيل أو تسويف، لا سيما أن هذه الإجراءات تسببت بضرر كبير في حياة الناس ومصالحهم، كما أن الكل الفلسطيني ومكوناته ومؤسسات المجتمع المدني، مطالب بالضغط من أجل إلغائها فعلياً على الأرض».
وتابع بيان حماس: «على حركة فتح ضبط تصريحاتها ومواقف قياداتها التوتيرية والانسجام مع المزاج العام الفلسطيني، والتوقف عن وضع أي اشتراطات استباقية من شأنها تعقيد الأمور وتسميم الأجواء».
وأصدرت حماس بياناً ثانياً، ألحقته بالأول، قالت فيه: «إنه من غير المقبول التلكؤ في التراجع عن الإجراءات العقابية عن قطاع غزة».
وأضاف عبد اللطيف القانوع في تصريح مقتضب: «رغم مضي أسبوع على حل اللجنة الإدارية ما زالت الإجراءات العقابية قائمة، فمن غير المقبول التلكؤ في التراجع عنها، ولا يوجد ما يعيق الحكومة من القيام بواجباتها». وتابع: «لا يوجد ما يعيق الحكومة عن القيام بواجباتها في قطاع غزة، بعد مضي أسبوع على حل اللجنة الإدارية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.