لافروف: أهداف أميركا في سوريا ستتضح بعد القضاء على «داعش»

TT

لافروف: أهداف أميركا في سوريا ستتضح بعد القضاء على «داعش»

شكك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنوايا الولايات المتحدة والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها من خلال وجودها العسكري على الأراضي السورية، ولم يستبعد أن تكون لدى الأميركيين أهداف غير القضاء على تنظيم داعش.
وفي حوار أجرته معه قناة «إن تي في» الروسية، وجهت له الصحافية سؤالاً، قالت فيه إن «87 في المائة تقريباً من الأراضي السورية تم تحريرها من (داعش) ويبدو أن هذا لم يعجب الأميركيين، الذين بدأوا يفتعلون ضربان. كيف سترد روسيا، هل بتصريحات حادة اللهجة، أم ستبحث عن حل عبر الدبلوماسية؟». فأجاب لافروف، أن «العمل على هذا الموضوع بين روسيا والولايات المتحدة يجري عبر القنوات المعنية»، وأكد أنه «عمل يأتي بنتائج»، وبالنسبة للأهداف التي تسعى الأطراف إلى تحقيقها في سوريا، أشار إلى أنه عندما يتم القضاء على تنظيم داعش ومعه «جبهة النصرة»، عندها سيتضح هذا الأمر.
وأشار لافروف إلى أن «الزملاء الأميركيين، بما في ذلك وزير الخارجية ريكس تيلرسون، يؤكدون لنا ويقسمون أنه لا أهداف لديهم في سوريا باستثناء القضاء على الإرهابيين»، وأضاف: «عندما يتم القضاء على الإرهابيين سيتضح ما إذا كان الأمر كذلك، أم أنه هناك بكل الأحوال أهداف أخرى يسعى إليها الأميركيون (في سوريا)، ولا علم لنا بها بعد».
وكان لافروف تناول وجود القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي وقوات من دول أخرى في تصريحاته أول من أمس، وقال إنها توجد في سوريا بصورة غير شرعية «دون موافقة الحكومة»، وشدد على ضرورة انسحاب كل تلك القوات من الأراضي السورية بعد القضاء على «داعش».
من جانبها، واصلت وزارة الدفاع الروسية تشكيكها بالدور الذي تلعبه القوات الأميركية ومعها «قوات سوريا الديمقراطية» في معركة دير الزور ضد «داعش»، ونشرت أمس صوراً قالت إنها تؤكد وجود مواقع للقوات الأميركية في المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» في دير الزور. وقالت الوزارة في تعليقها المرفق للصور، إن «الوحدات الخاصة الأميركية تؤمن لمجموعات (سوريا الديمقراطية) التحرك دون عوائق عبر المواقع القتالية لـ«داعش». وأضافت أن «مقاتلي (سوريا الديمقراطية) يتحركون على الضفة اليسرى لنهر الفرات، باتجاه دير الزور دون أي مقاومة من جانب (داعش)». وأكدت أن الصور التي تم التقاطها في الفترة 8 - 12 سبتمبر (أيلول) الجاري، في مناطق تحت سيطرة «داعش»، رصدت في مواقع محصنة هناك، أقامها التنظيم، انتشار عدد كبير من السيارات الأميركية المدرعة من نوع «هامر» التي تستخدمها القوات الخاصة الأميركية.
واتهمت الوزارة القوات الأميركية بالتواطؤ مع «داعش»، وذلك حين لفتت إلى «غياب آثار هجوم أو مواجهات مسلحة أو قصف جوي من جانب قوات التحالف الدولي، في محيط تلك المواقع». وأبدت استغرابها من أنه «وعلى الرغم من وجود مواقع القوات الخاصة الأميركية في مناطق سيطرة داعش، لم يظهر وجود أي حراسة عسكرية عليها»، ورأت أن هذا «يدل على أن كل العسكريين الأميركيين هناك يشعرون بأمان تام في المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين».
وانضم برلمانيون روس إلى الحديث حول الدور الأميركي في معركة دير الزور. وقال السيناتور فرانتس كلينتسيفتش، نائب رئيس لجنة المجلس الفيدرالي لشؤون الدفاع والأمن، إن أيام «داعش» في سوريا معدودة، لكن إذا لم تعرقل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة «القوات الحكومية السورية من القيام بعملها». أما النائب في مجلس الدوما يوري شفيتكين، فقد توقف عند فترة وجود القوات الروسية في سوريا، وأكد أنها ستبقى هناك إلى أن يتم القضاء على «داعش»، وأكد أن «روسيا بلا شك ستدافع عن مصالح الجمهورية العربية السورية، الرامية إلى الحفاظ على البنية الدستورية للدولة، والحفاظ على نظام بشار الأسد، وستفعل كل ما بوسعها كي تنسحب تلك الوحدات المسماة (ضيف غير مدعو) من الأراضي السورية»، وأوضح أنه يقصد القوات الأميركية وحلفاءها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.