قال محمد فنيك، مساعد أحمد الدباشي، آمر كتيبة (48 مشاة) التابعة لحكومة «الوفاق الوطني»، لـ«الشرق الأوسط»، إن الاشتباكات المتواصلة لليوم الخامس على التوالي في مدينة صبراتة بين غرفة عمليات محاربة «داعش» والكتيبة، أوقعت أمس ستة قتلى في صفوف الغرفة، مضيفاً أن «غرفة العمليات اخترقت الهدنة». غير أن غرفة عمليات محاربة تنظيم داعش ردت في بيان أمس بالتأكيد على عدم سقوط قتلى في صفوفها، مشددة على استمرارها في الدفاع عن المدينة ومقدراتها ضد الميليشيات وأنصار الدواعش.
وفي غضون ذلك، دعت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا إلى الوقف الفوري لأعمال الاقتتال في صبراتة، وعبرت عن قلقها بشأن حجم الاشتباكات، وما تردد عن سقوط صاروخ على مستشفى، ووقوع ضحايا.
من جهتها، أكدت حكومة عبد الله الثني، رئيس الحكومة الموالية لمجلس النواب، في بيان لها، أنها تتابع من مكان وجودها الحالي في غرب البلاد بالمناطق المتاخمة للعاصمة طرابلس، مجريات الأحداث التي تشهدها صبراتة منذ الأحد الماضي، على أيدي من وصفتهم بـ«الجماعات الإرهابية والخارجة عن القانون»، ودعت الأمم المتحدة للاضطلاع بمسؤولياتها لوقف نزيف الدم في صبراتة، مؤكدة في المقابل على دعم قوات الجيش الوطني الليبي في مواجهة الميليشيات الإرهابية في بلدية صبراتة.
بدوره، قال العميد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الذي يقوده المشير خليفة حفتر، إن «المعارك ما زالت مستمرة على التخوم الشمالية لمدينة صبراتة، للقضاء على الإرهابيين الموجودين هناك... والمعركة الآن أصبحت خارج المدينة، بعد أن أخرجناهم من منطقة الآثار، ونحن نطاردهم في الجهة الشمالية للمدينة، ونواجه تنظيما شرسا تأتيه جرافات مليئة بالسلاح والمقاتلين؛ لكننا قطعنا الطريق على هذه الإمدادات، والقوات الجوية جاهزة للتدخل في أي لحظة».
وأوضح المسماري أن المشير حفتر أجرى اتصالات مع حكومتي إيطاليا وفرنسا، لاستيضاح مدى تورط إيطاليا في دعم ميليشيات إرهابية توجد في صبراتة، وقال بهذا الخصوص: «هناك ميليشيات إرهابية دعمت بطريقة غير صحيحة من طرف إيطاليا، التي منحت أحمد الدباشي (قائد كتيبة أنس الدباشي)، الملقب بـ(العمو) 5 ملايين يورو»، وتساءل: «هل من المعقول أن تتعامل دولة مع شخص وليس دولة، هذا استهتار بالأمن القومي الليبي».
ووصف المسماري الدباشي بأنه «مجرم إرهابي ومطلوب للعدالة»، لافتا إلى أن هناك دعوات في البرلمان الإيطالي للتحقيق مع الحكومة الإيطالية في دعم «العمو»، وفقا لوسائل إعلام إيطالية تحدثت حول هذا الموضوع.
وعلى الرغم من أن «العمو» نفى مؤخرا لصحيفة محلية ليبية أنه تسلم مبلغ 5 ملايين يورو من الحكومة الإيطالية، كما نفى أن يكون قد تواصل مع حكومة إيطاليا مباشرة، أو حتى عبر وساطة حكومة السراج، فقد نقلت أمس وكالة «رويترز» عن مصادر محلية، طلبت عدم نشر أسمائها، أن اجتماعا واحدا على الأقل عقد بين مسؤولين حكوميين والدباشي الذي ورد اسمه في تقرير للأمم المتحدة هذا العام، كأحد الوسطاء الرئيسيين في تهريب البشر.
وأوضح المسماري، الذي وصل إلى القاهرة أمس، قادما من العاصمة الروسية موسكو، أنه أجرى هناك ما وصفه بزيارة «ناجحة»، شملت مسؤولين كبارا في الحكومة الروسية، وأطلعهم على الإرهاب الذي تمارسه بعض التنظيمات المتطرفة والإرهابية، خاصة «داعش» و«القاعدة» على الشعب الليبي، مبرزا أنه حمل المسؤولين الروس «مسؤولية تاريخية تجاه الشعب الليبي، ولدينا عقود التسليح التي نود أن نعيد الحياة إليها، وطلبنا تدخل موسكو لرفع الحظر المفروض على إعادة تسليح قوات الجيش».
كما أبلغ المسماري «الشرق الأوسط» أن جولة عبد الله الثني، رئيس الحكومة الموالية لمجلس النواب، داخل جنوب وغرب البلاد، تتم في إطار حماية قوات الجيش، مؤكدا على أن قوات الجيش أصبحت تسيطر بالفعل على نحو 90 في المائة من إجمالي الأراضي الليبية.
وكان الثني قد اقترب أمس للمرة الأولى منذ خروجه من العاصمة طرابلس وانتقاله إلى المنطقة الشرقية قبل أكثر من عامين، من العاصمة، حيث زار منطقة حوش الستين التي تبعد عنها نحو 60 كيلومترا فقط، وافتتح مقرات أمنية بمناطق غرب ليبيا رفقة وفد حكومي كبير، بعدما تجول في بلدة بئر الغنم التي تقع على بعد 90 كيلومترا جنوب غربي طرابلس.
معارك صبراتة تخلف 6 قتلى... وحكومة الثني تدعو الأمم المتحدة للتدخل
حفتر يجري اتصالات مع حكومة إيطاليا لمعرفة مدى تورطها في دعم ميليشيات إرهابية
معارك صبراتة تخلف 6 قتلى... وحكومة الثني تدعو الأمم المتحدة للتدخل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة