إردوغان يبحث مصير إدلب مع بوتين الخميس المقبل

تركيا ترد على إطلاق قذيفة مدفعية من سوريا

TT

إردوغان يبحث مصير إدلب مع بوتين الخميس المقبل

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إنه سيوجه الدعوة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين للحضور إلى تركيا الخميس المقبل لمناقشة آخر التطورات السياسية والميدانية في سوريا، خصوصا الوضع في محافظة إدلب التي «تعيش بعض المشكلات».
وأضاف إردوغان أمام «منتدى الأعمال العالمي»، الذي عقد مساء أول من أمس على هامش اجتماعات الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه سيجري، الاثنين المقبل، اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي، وسيبحث التطورات الأخيرة في سوريا خصوصا إدلب، خلال مأدبة عشاء مع بوتين، في 28 من سبتمبر (أيلول) الجاري (الخميس المقبل) في تركيا.
ولفت إردوغان إلى أنه تم الاتفاق حول منطقة خفض التوتر في إدلب خلال لجولة الأخيرة لاجتماعات آستانة. وقال إن هناك أبراج حماية تابعة لروسيا خارج حدود إدلب، وأخرى تابعة لتركيا داخلها، ويشرف عليها الجيش التركي بالتعاون مع «الجيش السوري الحر». وتابع أن الوضع سيبقى على حاله في المنطقة حتى تحقيق السلام وعودة السوريين الذين نستضيفهم إلى أراضيهم، كما عاد 100 ألف آخرون منهم إلى أراضيهم (بعد انتهاء عملية درع الفرات).
وبالنسبة للحشود العسكرية التركية على الحدود السورية، وما إذا كانت هناك احتمالات لزيادة عدد أفراد الجيش التركي في سوريا، قال إردوغان، إن ذلك «يتغير حسب التطورات، قد يزيد أو ينقص والظروف هي التي تتحكم بذلك». ولفت إلى أن مزيدا من الجنود الأتراك ينتظرون على الحدود ويستعدون للدخول إلى سوريا، لتحقيق السلام هناك.
ودفعت تركيا بتعزيزات ضخمة من القوات والآليات العسكرية على الحدود مع سوريا على مدار الأسبوع الجاري بمواجهة كل من عفرين الخاضعة تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، وإدلب التي سيطرت «هيئة تحرير الشام» والتي تضم «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقا) على أجزاء كبيرة منها، وسط تصاعد الحديث عن عملية عسكرية كبيرة للجيش التركي وفصائل «الجيش السوري الحر» المدعومة منه في المنطقتين.
وفي الإطار، عبرت قافلة محملة بجرافات عسكرية الحدود التركية في ولاية هاطاي الحدودية مع سوريا، أمس الخميس، وتمركزت في المنطقة العازلة بين حدود البلدين.
واجتازت الشاحنات معبر جليفاجوزو في بلدة ريحانلي (الريحانية) جنوب تركيا المقابل لمعبر «باب الهوى» على الجانب السوري، وتمركزت في المنطقة الفاصلة بينهما، بهدف دعم الوحدات العسكرية المتمركزة على الحدود مع سوريا.
في شأن آخر، وفيما يتعلق بالتسليح الأميركي لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، الذراع العسكرية لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» في سوريا، قال إردوغان: «لا أستطيع فهم استعانة دولة مؤمنة بالديمقراطية كأميركا، بمنظمة إرهابية للقضاء على منظمة إرهابية أخرى (في إشارة إلى الاعتماد على تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» في عملية تحرير الرقة من تنظيم داعش الإرهابي)». وتساءل: «من يضمن عدم استخدام الأسلحة الثقيلة الواردة إلى شمال سوريا ضدنا غدا؟».
من جهة أخرى, قالت قناة «سي إن إن ترك» التلفزيونية، إن القوات التركية ردت بالمثل على قذيفة مدفعية انطلقت من سوريا، وسقطت في إقليم خطاي بجنوب شرقي تركيا، أمس الخميس.
وأضافت أنه لم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو مصابين، بعد أن سقطت القذيفة على منطقة ريفية. وقالت القناة إن القذيفة جاءت من منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة السورية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.