اتفاق ضمني بين {النهضة} و{نداء تونس} يؤجل موعد الانتخابات البلدية

TT

اتفاق ضمني بين {النهضة} و{نداء تونس} يؤجل موعد الانتخابات البلدية

يتوقع أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس اليوم (الاثنين) عن موعد جديد للانتخابات البلدية، وهو الأمر الذي لمح له راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، فيما ينتظر تأكيده بصفة رسمية بإمضاء من الرئيس الباجي قائد السبسي تأجيل الانتخابات إلى بداية العام المقبل.
ويدعم نحو 10 أحزاب من المعارضة التونسية، قرار تأجيل الانتخابات من 17 ديسمبر (كانون الأول) المقبل إلى 17 مارس (آذار) 2018 وهو موقف عبر عنه الرئيس التونسي بصفة غير علنية إثر اشتراطه الإمضاء على الأمر الرئاسي الذي يدعو التونسيين إلى المشاركة في الانتخابات البلدية، بسد الشغور على مستوى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات (تعويض ثلاث استقالات) قبل يوم 18سبتمبر (أيلول) الحالي، وهو ما فشل البرلمان التونسي في تحقيقه ليصبح تاريخ إجراء الانتخابات في موعدها المحدد مسبقا غير ممكن لعدم اكتمال رزنامة توزيع المواعيد التي تسبق تلك الانتخابات والمحددة بثلاثة أشهر على أدنى تقدير.
وينتظر أن يعقد البرلمان يوم الأربعاء المقبل جلسة عامة لاستكمال تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وسد الشغورات فيها، في ظل خلاف بين حركة النهضة وحزب النداء حول الشخصية المرشحة لرئاسة تلك الهيئة.
ويتجه الرئيس التونسي نحو عدم إصدار الأمر الرئاسي الداعي الناخبين للاقتراع ليتمّ بذلك تأجيل موعد الانتخابات البلدية، وهو أمر رفضته أطراف سياسية اعتبرت أنه لا يحق لرئيس الدولة أن لا يصدر الأمر الرئاسي المذكور لأنه يخالف بذلك القانون على اعتبار عدم سد الشغور في هيئة الانتخابات وعدم التصديق على قانون الجماعات المحلية المنظم لآلية الحكم المحلي، علاوة على عدم تركيز فروع جهوية للمحكمة الإدارية بالجهات وهي محكمة تنظر في الشكاوى الانتخابية.
ولدى إشرافه يوم أمس على اجتماع لإطارات حركة النهضة في الجنوب بمدينة قابس (جنوب شرقي تونس)، قال الغنوشي الذي التقى الرئيس التونسي قبل يومين، إن «حزبه لم يكن مع تأخير موعد الانتخابات البلدية إلا أن هناك أسبابا موضوعية دعت إلى ذلك» على حد قوله. ودعا إلى تأجيلها إلى أجل معلوم وليس إلى أجل غير معلوم.
وكان راشد الغنوشي قد أعلن إثر لقائه الرئيس التونسي أن تاريخ إجراء الانتخابات البلدية يوم 17 ديسمبر أضحى من حديث الماضي، فيما أشارت مصادر مقربة من حركة النهضة إلى أن حزب الغنوشي يرغب من ناحيته في تأجيل الانتخابات بهدف الحصول على مهلة زمنية معقولة لامتصاص غضب قواعده من دعم الحركة لقانون المصالحة مع رموز النظام السابق، إلى جانب دعمها كذلك لإجراءات اقتصادية مؤلمة ستتخذها الحكومة التونسية إبان مناقشة ميزانية السنة المقبلة أمام أعضاء البرلمان، وهو ما قد يؤثر على شعبيتها.
وفي السياق ذاته، يعقد مجلس الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات اليوم (الاثنين) اجتماعا للنّظر في مسار الانتخابات البلدية، حيث أفاد أنور بن حسن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بالنيابة أنور بن حسن، بأنّ آخر أجل لإصدار الأمر الرئاسي المتعلق بدعوة الناخبين إلى الاقتراع في الانتخابات البلدية يوم 17 ديسمبر 2017 سيكون اليوم ولم يتم إلى حد الآن سد الشغور على مستوى هيئة الانتخابات وهو الشرط الأساسي لمواصلة الإعداد للانتخابات البلدية في موعد شهر ديسمبر المقبل.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الداخلية التونسية عن سبع تسميات جديدة على مستوى إدارات الأمن الوطني في إطار إعادة هيكلة أمنية أعلن عنها الرئيس التونسي خلال شهر يونيو (حزيران) المنقضي.
وشملت التعيينات الجديدة إدارات الشرطة البلدية، والشرطة الفنية والعلمية، والأمن السياحي، والأمن الخارجي، وإدارة الوثائق، وإدارة مكافحة الإرهاب.
وتتزامن هذه التسميات مع تعيين لطفي إبراهيم وزيرا جديدا للداخلية خلال التحوير الوزاري الأخير وهو الذي كان يشغل خطة آمر للحرس الوطني.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.