واشنطن تتعهد بإعادة لم شمل ليبيا ومساعدة الحكومة على أداء وظيفتها

حكومة السراج تنفي إقامة معسكرات إيطالية في الجنوب الليبي

وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون. («الشرق الأوسط»)
وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون. («الشرق الأوسط»)
TT

واشنطن تتعهد بإعادة لم شمل ليبيا ومساعدة الحكومة على أداء وظيفتها

وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون. («الشرق الأوسط»)
وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون. («الشرق الأوسط»)

تعهد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس بدعم الولايات المتحدة «لإعادة لمّ شمل ليبيا»، مشدداً على ضرورة قيام المجتمع الدولي بمساعدة الليبيين على إيجاد حلول ليبية لاستعادة قيام الحكومة بأداء وظيفتها.
وقال بيان مقتضب لوزارة الخارجية الأميركية أمس إن تصريحات تيلرسون وردت في خطاب ألقاه أمام الدبلوماسيين الأميركيين في العاصمة البريطانية لندن، عقب الاجتماع الوزاري السداسي الذي تم هناك حول ملف الأزمة الليبية.
من جانبه، أوضح أحمد أبو زيد، الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية، أن المشاركين في اجتماع لندن أبدوا ارتياحهم لتراجع نشاط التنظيمات الإرهابية في ليبيا مؤخراً، وهو ما أرجعه وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تراجع مستوى التمويل المقدم لهم في الأشهر الأخيرة. وقال أبو زيد في بيان وزعه أمس إن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة استعرض أبرز تطورات الملف الليبي على الصعيدين الأمني والسياسي، وعرض رؤيته بشأن الاجتماع القادم المزمع عقده على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء المقبل في نيويورك، لافتاً إلى أن الحاضرين اتفقوا على أهمية دعم جهود سلامة الرامية إلى حلحلة الأوضاع في ليبيا.
وأكد شكري، وفقاً للبيان، استمرار الجهود المصرية لتقريب وجهات النظر بين القيادات الليبية على الصعيدين المدني والعسكري، موضحاً أن موقف بلاده يدعم الوصول إلى حل توافقي يضمن الوصول إلى تسوية سياسية على أساس اتفاق الصخيرات، الذي تم بالمغرب قبل نحو عامين برعاية أممية.
في غضون ذلك، نفى مسؤول أمني في حكومة الوفاق الوطني بطرابلس إقامة معسكرات إيطالية في الجنوب الليبي، عقب أول اجتماع من نوعه للجنة الليبية - الإيطالية المشتركة لمكافحة الهجرة غير الشرعية والتهريب، الذي انعقد في العاصمة الإيطالية روما مساء أول من أمس.
وقال العقيد طارق شنبور، مدير الإدارة العامة لأمن السواحل ورئيس غرفة العمليات الليبية - الإيطالية المشتركة، إن اجتماع روما الذي شارك فيه وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي، ووكيل وزارة الداخلية بحكومة الوفاق عبد السلام عاشور، استعرض الاحتياجات التي تساعد إدارة أمن السواحل على تنفيذ المهام الموكلة لها في مكافحة الهجرة غير الشرعية والتهريب، ودعم مراكز مكافحة الهجرة في المناطق الجنوبية الحدودية، والمجالس البلدية، وفق الخطط التي وضعتها الجهات ذات العلاقة، وليس إقامة معسكرات كما أعلنت عنه وسائل الإعلام. وأشار شنبور في بيان إلى أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على البدء الفعلي في تدريب عناصر أمن السواحل الليبية، وفق قرار أصدرته حكومة السراج مؤخراً، لافتا إلى وجود تنسيق لترحيل المهاجرين غير الشرعيين بالتنسيق مع سفارات بلدانهم، ومعاملتهم بمراكز الإيواء وفق المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
ومن جانبها كشفت الداخلية الإيطالية عن اتفاق مع حكومة السراج بشأن مشروع إيطالي، يموله الاتحاد الأوروبي لدعم جهود السلطات في طرابلس للتحكم في الحدود الجنوبية لليبيا للسيطرة على تدفقات الهجرة.
وفي هذا السياق نقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن بيان حكومي أن المشروع يتمثل في إرسال «بعثة إلى الحدود الجنوبية لليبيا، تكمن أهدافها الرئيسية في بناء قاعدة لوجيستية للأنشطة التنفيذية لحرس الحدود الليبي، والسماح بتواجد مناسب لمنظمات الأمم المتحدة في المنطقة».
وقالت الداخلية الإيطالية إن الاتفاق تمّ بمقرها خلال اجتماع اللجنة المشتركة، تنفيذاً لمذكرة التفاهم الإيطالية - الليبية، برئاسة وزير الداخلية ماركو مينيتي من الجانب الإيطالي، ووفد ليبي يتألف من ممثلين عن وزارة الداخلية والدفاع والخارجية، برئاسة وكيل وزارة الداخلية عبد السلام عاشور.
وأوضحت اللجنة الإيطالية - الليبية الخاصة بالهجرة أنه تم إنقاذ أزيد من 13500 مهاجر قبالة سواحل ليبيا حتى أول من أمس، مشيرة إلى أن «إيطاليا سترسل في الأسابيع المقبلة مساعدات طارئة كبيرة للمجتمعات في المنطقة من خلال القنوات المؤسساتية للسلطات الليبية»، وشددت في بيان لها أنه جرى في إطار التعاون الذي تم تفعيله من خلال إقامة غرفة سيطرة بمجال الهجرة، تسجيل انخفاض بأكثر من 35 في المائة في نسبة المهاجرين القادمين من النيجر.
في المقابل، وفي محاولة لتأكيد هيمنة الحكومة التابعة لمجلس النواب الليبي، غير المعترف بها دولياً، بدأ عبد الله الثني، رئيس الحكومة الانتقالية في شرق ليبيا، جولة مفاجئة على رأس وفد حكومي رفيع المستوى إلى عدة مناطق في غرب البلاد وجنوبها.
وطبقاً لبيان أصدره مكتب الثني مساء أول من أمس فقد وصل الثني إلى مدينة غدامس جنوب غربي العاصمة طرابلس، برفقة عدة وزراء ومسؤولين في الحكومة، ومن المتوقع أن يعقد عدة اجتماعات مع مسؤولي المنطقة، وأن يتجول في مناطق غرب وجنوب البلاد.
وقالت وكالة الأنباء الموالية لحكومة الثني إن هذه الزيارة تأتي «لتؤكد مدى سيطرة الحكومة المؤقتة على معظم مناطق البلاد، وتلاشي نفوذ الحكومة الموازية في تلك المناطق»، في إشارة إلى حكومة السراج التي تحظى بدعم من بعثة الأمم المتحدة.
على صعيد آخر، أصيب خمسة من رجال الأمن مساء أول من أمس في انفجار استهدف مقر قسم الطابعات التابع لمصلحة الجوازات والجنسية في منطقة بودزيرة شرق مدينة بنغازي. واعتبر مسؤول إداري أن هذا التفجير يعد بمثابة عمل إرهابي ضد مؤسسات الدولة، التي عادت للعمل من جديد في مدينة بنغازي، لافتا إلى أنه استهدف أول إنجاز للمنطقة الشرقية بعدما كانت الجوازات تطبع بمقر الإدارة الرئيسية في طرابلس.
وأوضح مسؤول أمنى أن التفجير أسفر عن أضرار مادية كبيرة في 5 سيارات تابعة للمصلحة، بعدما تمكن الجناة من إدخال السيارة المفخخة إلى داخل مقرها، وأضاف موضحاً أن «المستهدفين هم رجال الأمن في المرحلة المقبلة بعد القضاء على الجماعات الإرهابية وتحرير المدينة من التنظيمات الإرهابية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.