«النهضة»: لم نمنح صكاً أبيض لرموز الفساد في تونس

TT

«النهضة»: لم نمنح صكاً أبيض لرموز الفساد في تونس

قال أسامة الصغير، عضو المكتب السياسي لحركة النهضة، إن مصادقة البرلمان التونسي على قانون المصالحة الإدارية مع موظفي الإدارة الذين سهلوا عمليات نهب الأموال العامة من قبل رموز نظام بن علي، لا يعني البتة العفو التام عنهم، ولن يبرئ أي أحد من المتهمين، ويمنحهم صكا أبيض يعفيهم من المساءلة في ملفات الفساد السابقة.
واعتبر الصغير في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن قانون المصالحة يشمل فقط الموظفين، الذين فرضت عليهم مواقعهم الإدارية الاستجابة لتسلط عائلة بن علي وأقربائه وأصهاره، وكانوا مجبرين على توقيع وثائق إدارية، وأولئك الذين لم يستفيدوا بأي شكل من الأشكال من تلك العمليات. لكن إذا أكدت التحريات الإدارية والأمنية عكس ذلك، فإن القضاء سيكون الفيصل في هذه الملفات.
وبخصوص قانون المصالحة الإدارية وتأثيره على مكانة حركة النهضة الرافضة في معظمها لهذا القانون، وعلى موقعها على الساحة السياسية، أوضح الصغير أن حركة النهضة نجحت في تغيير صيغة ذلك القانون الذي «تمت المصادقة عليه في صيغة أخرى»، على حد تعبيره، في إشارة إلى استثناء رجال الأعمال المستفيدين من عمليات الفساد من المصالحة، واعتبر أن مقترحات حركة النهضة وتعديلاتها وملاحظاتها التي أقرها مجلس شورى الحركة قد تم أخذها بعين الاعتبار؛ وهو ما جعل معظم نواب حركة النهضة يصوتون في البرلمان لصالح قانون المصالحة.
وفي تبريره للأحداث التي عرفها البرلمان أثناء التصويت على هذا القانون وما رافق ذلك من تشنج، قال الصغير، إن من حق كل طرف سياسي معارض لقانون المصالحة أن يعبر عن رأيه بصفة حرة ومسؤولة، موضحا أنه كان يتمنى أن تقدم تفاصيل أخرى حول هذا القانون، وتوضيحات كافية للمواطنين بشأن قانون المصالحة؛ حتى لا يعتبر نصرا لطرف سياسي على آخر، أو خيبة أمل بالنسبة لأطراف أخرى، وأبرز في هذا السياق، أن لجنة التشريع داخل البرلمان انتهجت منذ اقتراح القانون من قبل الرئيس االباجي قائد السبسي في شهر يوليو (تموز) 2015 أسلوب الحوار قبل أن يخرج قانون الصالحة في شقه الإداري بإجماع مختلف الأطراف السياسية، بما فيها ممثلو تحالف الجبهة الشعبية بزعامة حمة الهمامي، والكتلة البرلمانية الديمقراطية التي يتزعمها عماد الدايمي، الأمين العام لحزب تونس الإرادة، الذي يرأسه الرئيس السابق المنصف المرزوقي.
وفي سياق متصل، نفى الصغير أي ارتباط بين استقالة نذير بن عمو، وزير العدل السابق، من حركة النهضة والمصادقة على قانون المصالحة، مشيرا إلى وجود خلافات أخرى بعيدا عن هذا الملف،.
وبخصوص إلغاء القرار الحكومي الذي يمنع زواج المسلمة من غير المسلم، قال عضو المكتب السياسي لحركة النهضة: إن حزبه بصدد النظر في هذه النقطة من الناحية القانونية، وأضاف، إن الحركة ستستدعي رجال القانون للبت في هذا الموضوع؛ لأن قرار إلغاء المنشور اتخذ من قبل رئيس الحكومة دون نقاشات سياسية أو قانونية حول انعكاساته على العائلة التونسية، على حد تعبيره.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.