تعرض مطران الروم الأرثوذكس، عطا الله حنا، لاعتداء جسدي من طرف مجموعة من المستوطنين اليهود في القدس. وقد وقع الاعتداء بينما كان المطران يسير من دير حبس المسيح باتجاه طريق الآلام، بعد استقبال وفد أسترالي زار المدينة المقدسة. فتقدم منه شبان المدارس الدينية اليهودية وهاجموه بالأيدي، وبصقوا عليه، وراحوا يشتمونه. بل حاولت صبية منهم انتزاع الصليب عن صدره، إلا أن التفاف الشباب العرب المقدسيين حول المطران عطا الله، حال دون حدوث أذى له.
وبدا أن المعتدين تعرفوا عليه قبل الاعتداء، ما يعني أنه اعتداء مخطط، وقد ترافق مع موجة تحريض على المطران من أوساط يمينية حاكمة، بسبب مواقفه السياسية الوطنية في الدفاع عن القدس والأقصى، وعن العقارات المسيحية التي يجري التفريط بها لصالح الشركات الاستيطانية. ودعت صحيفة اليمين «يسرائيل هيوم» إلى إبعاد المطران عن القدس والبلاد. ويندرج ما وقع ضمن سلسلة اعتداءات يتعرض لها العديد من رجال الدين المسيحيين في القدس الشرقية من طرف المستوطنين.
وقد أصدر المطران حنا بيانا جاء فيه: «نؤكد ما أكدناه مرارا وتكرارا، بأن أي ضغوط إسرائيلية استخبارية لن تؤثر على سيادة المطران، ذي المواقف الثابتة التي لا تتزعزع، وأننا إذ نرفض هذا التحريض الذي نعتبره تطاولا على شخصية دينية لها مكانتها في مدينة القدس، فإننا نعتبر أن التهديد بإبعاده عن المدينة المقدسة، (على أنه) مؤشر خطير هادف إلى إسكات الأصوات الوطنية في المدينة المقدسة، ويؤكد انزعاج الأجهزة الشاباكية (نسبة إلى الشاباك-الأمن العام الإسرائيلي) وعملائها ومرتزقتها، من الأصوات المسيحية الفلسطينية الوطنية المنادية بالعدالة والحرية والكرامة لشعبنا الفلسطيني».
وأضاف البيان: «لم يدع سيادة المطران في يوم من الأيام إلى العنف، وهو يرفض العنف جملة وتفصيلا، ولكن مواقف سيادته ثابتة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والمناداة بتحقيق العدالة في هذه الأرض المقدسة، ولن يؤثر هذا التحريض على سيادة المطران بل سيزيده إصرارا وثباتا وتمسكا بمواقفه وثوابته».
وقال البيان: «يبدو أن هنالك جهات استيطانية إسرائيلية ومتطرفين إسرائيليين، يزعجهم أن يكون هنالك حضور مسيحي في الدفاع عن القدس ومقدساتها، ورفض لكافة السياسات التي تستهدف مقدساتها ومؤسساتها وأوقافها الإسلامية والمسيحية، وأننا في الوقت الذي فيه نؤكد رفضنا لهذا التحريض، نناشد الكنائس المسيحية والمؤسسات الحقوقية وجميع أصدقاء شعبنا الفلسطيني في كل مكان، بالإعلان عن موقفهم الواضح والرافض لهذا التحريض والتهديد بإبعاد سيادة المطران عن القدس، هذه المدينة التي ينتمي إليها سيادته ويدافع عنها منذ سنوات، أنها المدينة الساكنة في قلبه كما هي ساكنة في قلب كل عربي وفلسطيني في هذه الأرض المقدسة وفي هذا المشرق العربي».
وشدد البيان على مواقف المطران عطا الله، وقال: «إنها ثابتة لا تتبدل ولا تتغير، رغما عن كل الضغوطات والابتزازات التي تعرضت لها خلال السنوات الماضية، وأنه سيبقى داعية للسلام والمحبة والأخوة، ومدافعا حقيقيا عن عدالة القضية الفلسطينية، ورافضا للمؤامرات التي تستهدف أمتنا العربية ومشرقنا العربي».
وأصدرت مجموعة «الحقيقة الأرثوذكسية» في القدس، بيانا قالت فيه، «لا يجوز الصمت أمام ظاهرة الاعتداء على رجال الدين المسيحيين والمسلمين وعلى مقدساتنا المسيحية والإسلامية، هذه الظاهرة التي ازدادت في الآونة الأخيرة في مدينة القدس، وعلى المؤسسات المسيحية والإسلامية التحرك واتخاذ القرارات والمبادرات الضرورية واللازمة لوقف هذه الظاهرة». وحذرت من أن «هؤلاء المتطرفين اليهود، يبصقون ويشتمون رجال الدين المسيحي والراهبات، ويسيؤون للديانة المسيحية، ويستعملون ألفاظا وشتائم تدل على عنصريتهم وكراهيتهم للديانة المسيحية وللمسيحيين».
مستوطنون في القدس يعتدون على المطران عطا الله حنا
قال إن مواقفه ثابتة رغم الضغوط ومحاولات الابتزاز
مستوطنون في القدس يعتدون على المطران عطا الله حنا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة