المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تتفاوض مع السلطات الليبية لحل أزمة المهاجرين

تزايد مخاوف دول الغرب من تسلل إرهابيين يندسون وسط الراغبين في معانقة أوروبا

المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تتفاوض مع السلطات الليبية لحل أزمة المهاجرين
TT

المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تتفاوض مع السلطات الليبية لحل أزمة المهاجرين

المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تتفاوض مع السلطات الليبية لحل أزمة المهاجرين

كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين النقاب عن تفاوضها حاليا مع السلطات الليبية حول إنشاء مركز استقبال مفتوح يتيح لطالبي اللجوء حرية التحرك، ويعطي الأولوية للفئات الأضعف من بينهم، موضحة أنها تعمل من أجل مساعدة وحماية أكثر من 535 ألف شخص في ليبيا، بينهم أكثر من 226 ألف ليبي نزحوا جراء الصراع الدائر، و267 ألف ليبي عادوا إلى منازلهم، لكنهم لا يزالون في وضع ضعيف، و42 ألفاً و834 لاجئا وطالب لجوء مسجلا.
واعتبرت المفوضية، أنه من المهم إجراء حوار مع السلطات ذات الصلة في ليبيا من أجل ضمان وصول وتوزيع المساعدات المنقذة للحياة، وحشد الدعم من أجل تعزيز الوصول إلى خدمات تحديد السمات والتسجيل، ومن أجل وضع تدابير تمنع مخاطر العنف الجنسي.
وقال روبيرتو مينيوني، ممثل المفوضية الخاص بليبيا «إننا نجري زيارات دورية إلى مراكز الاحتجاز الرسمية من أجل توفير الدعم المنقذ للحياة، ولا يُعتبر وجودنا في مراكز الاحتجاز هذه تأييدا لها أو لما يحصل داخلها. لكن من واجبنا توفير المساعدة للاجئين وطالبي اللجوء وحشد الدعم لحمايتهم».
وتؤكد المفوضية أنها تعمل في ليبيا من أجل تحسين الأوضاع آلاف المدنيين المتضررين من الصراع، كما تعمل على توفير الحماية الدولية والمساعدة الإنسانية وتقديم الحلول للأشخاص الذين يعيشون في البلاد أو يعبرونها باتجاه أوروبا، كما تنسق بشكل وثيق مع منظمة الهجرة الدولية وشركاء آخرين، مشددة على أن القيود التي يواجهها المهاجرون في ليبيا كثيرة ومعقدة، بما في ذلك محدودية التنقل في البلاد بسبب الوضع الأمني الحالي.
وتعتبر صبراتة أبرز نقطة انطلاق في ليبيا للمهاجرين غير الشرعيين نحو أوروبا، لكن مؤخرا بدأ الطوق يضيق حول مهربي البشر بسبب تشديد الرقابة على السواحل، والتهديد باللجوء إلى القوة والضغوط المكثفة من السكان، إلى حد أن بعضهم اضطر إلى وقف أنشطته بسبب هذا الضغط المتزايد.
وكنتيجة لذلك بدأت النتائج الإيجابية تظهر سريعا على الجانب الآخر من المتوسط، حيث تراجع بشكل ملحوظ عدد الوافدين إلى السواحل الإيطالية التي لا تبعد سوى 300 كيلو عن ليبيا، مع وصول 6 آلاف و500 شخص منذ منتصف يوليو (تموز) الماضي، أي بانخفاض يقارب 15 في المائة من العدد المسجل في الفترة نفسها بين 2014 و2016.
وبحسب مسؤولين في صبراتة، الواقعة على بعد 70 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس، فإن هذا التراجع ناجم عن تشديد الرقابة على السواحل من قبل البحرية الليبية والإيطالية والضغوط الكثيفة محليا.
ومنذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، أصبحت صبراتة نقطة انطلاق رئيسية للهجرة غير الشرعية، حيث استفاد المهربون فيها من الفراغ الأمني والإفلات الكامل من العقاب، وسيطر بعض أكبر المهربين على أجزاء كاملة من المدينة، وأصبحوا يملكون أرصفتهم الخاصة التي تنطلق منها يوميا عشرات الزوارق المحملة بالمهاجرين.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ضابط يدير مكتب مكافحة الهجرة غير الشرعية في صبراتة، أنه قبل الحصول على دعم حكومة الوفاق التي يرأسها فائز السراج «لم تكن لدينا الإمكانات للتصدي للمهربين الذين كانوا أفضل تسليحا... لكن الآن 90 في المائة من المهربين وافقوا على وقف أنشطتهم».
من جانبه، قال رئيس بلدية صبراتة، حسين الذوادي، إن السكان والقوى الأمنية «وجهوا رسالة قوية مفادها بأنه إذا لم يتم ترحيل المهاجرين من المدينة فسيتم مواجهتكم بالقوة. وهذه كانت رسالة قوية وصلت للمهربين، وأنا متأكد أنها وصلت بشكل إيجابي».
وأمام هذه الضغوط المتزايدة يستعد العديد من المهربين لتسليم قوات الأمن أكثر من عشرة آلاف مهاجر كانوا يعتزمون إرسالهم على متن مراكب إلى إيطاليا.
وفي انتظار التوجه إلى السواحل الإيطالية، يمضي المهاجرون أيامهم عادة في عنابر أعدت على طول الشاطئ على مرأى ومسمع من الجميع. وفي الضواحي الشرقية للمدينة، وفي موقع شركة بناء مهجور أعدت عنابر ضخمة لإيواء المهاجرين في انتظار أن يستقلوا المراكب إلى إيطاليا. وفي الجانب الآخر للباحة الكبرى هناك غرف جاهزة التصنيع أعدت أساسا لكي تكون مكاتب في الورش لاستقبال النساء.
يقول مراد الغرابلي، آمر كتيبة شهداء الغرابلية الموالية لحكومة الوفاق الوطني، إن المهربين «أدركوا أنهم في خطر... وبعض عناصر (داعش) لا يزالون موجودين في المدينة، ويسعون للاستفادة من تهريب البشر... وقد أدرك الأوروبيون أيضا أنهم مهددون من الإرهابيين الذين قد يندسون وسط المهاجرين».
وما زاد من الضغوط على المهربين هو التلويح بملاحقات بعدما أعلنت المحكمة الجنائية الدولية في مايو (أيار) الماضي أنها تدرس «احتمال فتح تحقيق في جرائم مرتبطة بالمهاجرين في ليبيا»، وفي هذا السياق قال الغرابلي: «فجأة بات العديد من المهربين يسعون لتلميع صورتهم والانتقال إلى أنشطة أخرى».
وبسبب هذه المخاوف أيضا أصبح أحد أبرز المهربين في المنطقة، والذي كان رجاله يسيطرون على نصف صبراتة، رئيسا لهيئة أمنية مكلفة بمكافحة الهجرة غير الشرعية.
وقد حصل هذا التحول بعد ورود معلومات عن «اتفاق تحت الطاولة» تم مع الإيطاليين خلال اجتماع غير رسمي عقد في يوليو (تموز) الماضي في مالطة بحسب أخبار سرت في صبراتة وتداولها مسؤولون في المنطقة.
لكن رئيس بلدية المدينة قال: «لقد سألت السفير الإيطالي ووزير الداخلية الإيطالي، والاثنان نفيا أنهما كانا طرفا في مثل هكذا اتفاق. لكن في الوقت نفسه فإن المهربين أنفسهم يتكلمون عنه».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.