أعلنت الرئاسة السورية أن رئيس النظام بشار الأسد استقبل أمس الثلاثاء وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو موفداً من الرئيس فلاديمير بوتين، فيما أفاد بيان لوزارة الدفاع الروسية بأن اللقاء تناول «التعاون العسكري والتقني في إطار العمليات الناجحة للقوات الحكومية السورية بمساعدة الطيران الروسي لتدمير تنظيم داعش الإرهابي في سوريا». وتابعت الوزارة أنهما بحثا كذلك «استقرار الوضع في الجمهورية العربية السورية، وسير عمل مناطق خفض التوتر، وتسليم المساعدات الإنسانية إلى السكان».
في غضون ذلك, تواصلت أمس الاستعدادات في العاصمة الكازاخية لاستقبال الجولة السادسة من المفاوضات السورية، التي ستنطلق يوم غد. ويتوقع أن تعقد لجنة الخبراء من الدول الضامنة سلسلة لقاءات اليوم، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على وثائق حول مناطق خفض التصعيد في سوريا، ومسائل أخرى، لتبنيها في «آستانة - 6».
وقال وزير الخارجية الكازاخي خيرات عبد الرحمنوف، إن الأردن أكد مشاركته في الاجتماع، وأكد أمس أن «الأردن سيشارك أيضاً في الاجتماع بصفة مراقب، وسيمثله في لقاء آستانة السادس دبلوماسي رفيع المستوى». وأكد كذلك أن وفد المعارضة السورية المسلحة سيشارك هو الآخر في هذه الجولة، ولفت إلى أن أعضاء الوفد تقدموا من السفارات الكازاخية بطلب تأشيرات الدخول، وقال إن المعارضة ستشارك بفعالية في هذا اللقاء، موضحاً أن ممثلين عن الجبهة الجنوبية في «الجيش الحر»، وعن مجموعات المعارضة الأخرى، سيصلون آستانة للمشاركة في المفاوضات المرتقبة في اليومين المقبلين.
وتأمل الدول «الضامنة» في توقيع اتفاق بدء تنفيذ منطقة خفض التصعيد في إدلب، وهي المنطقة الوحيدة من أصل أربع مناطق لخفض التصعيد لم يتم الاتفاق حولها حتى اللحظة، وسبق أن اتفقت روسيا مع الولايات المتحدة والأردن على منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سوريا، واتفقت مباشرة مع المعارضة السورية، بوساطة مصرية على منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية. وكان هناك اتفاق بوساطة مصرية أيضاً على منطقة خفض التصعيد في ريف حمص الشمالي، إلا أن لجنة التفاوض باسم المنطقة رفضت صيغة الاتفاق، وتجري حاليا محادثات مع العسكريين الروس لصياغة اتفاق جديد. وتحدثت بعض المصادر عن عمل عسكري روسي - تركي - إيراني مشترك، بهدف القضاء عل «جبهة النصرة»، في إطار اتفاق إدلب. بينما أشارت مصادر أخرى إلى اتفاق تحصل إيران بموجبه على منطقة نفوذ لها جنوب دمشق، وبالمقابل تحصل تركيا على صلاحيات عسكرية أوسع في محافظة إدلب.
وقال مصدر مواكب للتحضيرات الجارية للقاء «آستانة - 6» إن كل ما تناقلته وسائل الإعلام يعكس جانبا من أفكار تجري مناقشتها. وأشار في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الدول الضامنة متوافقة على ضرورة المضي في المعركة ضد تنظيمات الإرهاب»، مثل «داعش» و«النصرة» حتى النهاية. وفي هذا السياق فإن «كل السيناريوهات مطروحة»، إلا أنه استبعد احتمال تنفيذ الروس والأتراك عملاً عسكرياً واسعاً في إدلب.
في شأن متصل، أكد الجنرال ألكسندر لابين، رئيس أركان القوات الروسية في سوريا، أن «عملية استئصال إرهابيي (داعش) و(جبهة النصرة) في سوريا ستستمر حتى النهاية وسحقهم التام». وقال في بيان، إن «داعش» ما زال يسيطر على 27 ألف كيلومتر مربع تقريباً، وهو ما يعادل نحو 15 في المائة من مساحة البلاد البالغة 185 ألف كيلومتر مربع، وأشار إلى أن قوات النظام تمكنت بإسناد جوي روسي من تحقيق إنجازات عسكرية كبيرة وسط وشرق البلاد، وحررت 85 في المائة من الأراضي السورية من المسلحين. وقال إن القوات الجوية الروسية نفذت أمس 50 طلعة جوية دعماً لتقدم قوات النظام في منطقة عقيربات.
الأسد يستقبل وزير الدفاع الروسي
موسكو: مناطق «داعش» تراجعت إلى 15 %
الأسد يستقبل وزير الدفاع الروسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة