أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا، أمس، عن نتائج آخر انتخابات محلية تشهدها البلاد قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في مارس (آذار) 2018. وأظهرت النتائج فوز حزب «روسيا الموحدة»، وهو حزب السلطة في روسيا، بالغالبية في المجالس المحلية، فضلاً عن فوز مرشحين قدمهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التنافس على كرسي «محافظ - عمدة - رئيس بلدية» في معظم الأقاليم الروسية.
وكان لافتاً وسط هذه النتائج فوز ممثلي المعارضة الروسية «غير النظامية»، أي التي لم تتمكن من الحصول على مقاعد برلمانية في الانتخابات المحلية في موسكو، وحصولها على الغالبية في عدد من المجالس المحلية في بلديات مناطق موسكو، إلا أن هذا الفوز لم يمنح المعارضة النسبة المطلوبة للمنافسة في انتخابات عمدة موسكو العام المقبل.
وشهدت 125 منطقة تتألف منها العاصمة الروسية موسكو انتخابات مجالس محلية يوم أول من أمس، 10 سبتمبر (أيلول)، التي تنافس فيها 8329 مرشحاً على 1502 مقعد، بينهم مرشحون من 32 حزباً، بما في ذلك الأحزاب الرئيسية الكبرى الممثلة في البرلمان الروسي، وهي: «حزب روسيا الموحدة»، و«الحزب الشيوعي الروسي» و«الحزب الليبرالي الديمقراطي»، فضلاً عن أحزاب المعارضة غير البرلمانية، مثل حزب «يابلكو» وحزب «التضامن»، وهي أحزاب - على عكس المعارضة الممثلة في البرلمان - تنتقد سياسات الكرملين.
وأظهرت نتائج الانتخابات في موسكو خسارة حزب السلطة (حزب روسيا الموحدة) للأغلبية في المجالس المحلية في 15 منطقة من موسكو، بينما فاز حزب «يابلكو» بغالبية في 6 مناطق إدارية، مما يعني فوزه بالسلطة في تلك المناطق. وفاز حزب «التضامن» في منطقة واحدة. إلا أن المعارضة لن تتمكن من المنافسة على عمادة موسكو لأنها لم تحصل على 3 أرباع المقاعد، وهو شرط ضروري للتأهل لانتخابات عمدة العاصمة.
مع ذلك، يجمع المراقبون على أن النتيجة الأهم للانتخابات المحلية في موسكو أظهرت تغيراً جدياً في المشهد السياسي، حيث تمكنت المعارضة غير البرلمانية، أو التي يطلق عليها الإعلام الروسي «غير نظامية»، من توحيد صفوفها وخوض الانتخابات وفوز عدد كبير من مرشحيها، بينما لم تتمكن أحزاب المعارضة البرلمانية (المؤيدة في معظمها لنهج الكرملين) من تمرير عدد مماثل من مرشحيها في هذه الانتخابات.
هذا التقدم اللافت للمعارضة في الانتخابات المحلية في موسكو لم يلغ حقيقة حفاظ «روسيا الموحدة»، بزعامة دميتري مدفيديف، على موقع القوة السياسية المسيطرة، إذ تشير نتائج الانتخابات في موسكو إلى فوز «روسيا الموحدة» بـ76 في المائة من مقاعد المجالس البلدية، فيما جاء حزب «يابلكو» الليبرالي في المركز الثاني، بحصوله على 11.72 في المائة من الأصوات.
ورأى دميتري بيسكوف، المتحدث الصحافي باسم الكرملين، أن هذه النتيجة تظهر فوز «روسيا الموحدة»، ورحب في الوقت ذاته بنجاح عدد من مرشحي المعارضة، وقال: «إنه أمر جيد جداً، إذ سيشارك ممثلو المعارضة في حياة المدينة، وستكون لهم فرصة ليثبتوا كفاءتهم».
المعارضة الروسية تحسن موقعها في الانتخابات المحلية
المعارضة الروسية تحسن موقعها في الانتخابات المحلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة