مصدر فلسطيني: عباس لا يمانع لقاءً ثلاثياً يجمعه مع نتنياهو وترمب

محمود عباس
محمود عباس
TT

مصدر فلسطيني: عباس لا يمانع لقاءً ثلاثياً يجمعه مع نتنياهو وترمب

محمود عباس
محمود عباس

قال مصدر فلسطيني مطلع إن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لا يمانع لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن أو أي مكان آخر.
وأكد المصدر أن عباس مستعد لأي ترتيبات أميركية، من أجل عقد لقاء ثلاثي يضمه ونتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وأضاف: «الرئيس كان مستعداً دائماً لمثل هذا اللقاء، لكن نتنياهو هو الذي تهرب أكثر من مرة». وتابع المصدر قائلاً: «لدى الرئيس ما يقوله إذا جرى لقاء من هذا النوع». وأكد وجود لقاء سيجمع عباس بترمب خلال الشهر الحالي، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لكنه قال إن اجتماعاً ثلاثياً ليس على الأجندة بعد.
وبحسب المصدر نفسه، لم يجرِ التوصل إلى مواعيد محددة حتى الآن، لكن الاجتماع سيكون بين 17 و20 من الشهر الحالي، قبل أن يلقي عباس خطابه في الـ20 من هذا الشهر.
ويفترض أن يلتقي ترمب كلاً من عباس ونتنياهو، في محاولة لتحريك المفاوضات بين الجانبين. ويتوقع أن يستكشف ترمب كيف يمكن التوصل إلى سلام.
ويؤمن ترمب بإمكانية صنع سلام إقليمي تشارك فيه الدول العربية، دون أن يتضح ما سيؤول إليه مصير دولة فلسطينية.
لكن عباس يرفض هذا الطرح ويصر على دولة فلسطينية، باعتبار حل الدولتين هو الوحيد الممكن، «ثم بعد ذلك يمكن إقامة سلام إقليمي».
وقال المصدر: «عباس سيبلغ ترمب أن حل الدولتين هو الحل الوحيد، وأن سلاماً إقليمياً أو سلاماً اقتصادياً أو حلولاً ترقيعية، هي أمور مرفوضة».
من ناحية عملية، سبق لعباس أن أبلغ موقفه إلى جاريد كوشنر، الذي التقاه الشهر الماضي، على رأس وفد أميركي زار المنطقة، واتفقا على أخذ وقت أطول من أجل بلورة خطة عمل.
واختلف عباس مع كوشنر حول حل الدولتين، بعد أن امتنع موفد ترمب عن دعم هذا الحل، وطلب عباس من كوشنر ضمانات من أجل عملية سلام مرجعيتها حل الدولتين ومحكومة بسقف زمني.
وقال كوشنر لعباس إنه سيعمل على ذلك، وسيعرض الأمر على الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وفيما قال دبلوماسي فلسطيني لصحيفة «إسرائيل اليوم»، إن ثمة مساعي دبلوماسية أميركية لترتيب قمة ثلاثية تجمع ترمب مع عباس ونتنياهو، خلال انعقاد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال القيادي في فتح، جبريل الرجوب، إنه لا توجد ترتيبات لمثل هذا اللقاء.
وقال المصدر إن هناك موافقة مبدئية من طرف الرئيس الفلسطيني على عقد لقاء ثلاثي كهذا، غير أن الفلسطينيين يطالبون بلقاء ثنائي بين عباس وترمب يسبق القمة الثلاثية.
وحسبما أوردت المصادر الفلسطينية، فإن الرئيس الأميركي ومساعديه يصرون على أن لقاءً ثنائياً بينه وبين عباس ممكن فقط، بعد خطاب عباس في الجمعية العامة. والسبب في ذلك، وفق المصادر الفلسطينية، يعود إلى رغبة الأميركيين في سماع ما سيقوله الرئيس الفلسطيني في خطابه، والتحقق من أنه لن يحرض ضد إسرائيل.
ويقول مسؤولون في رام الله، إن الحديث هنا يدور عن تحرك جرى التنسيق له بين الأميركيين والإسرائيليين، وسيلة للضغط على الرئيس الفلسطيني قبيل انعقاد دورة الجمعية العامة.
لكن مسؤولين في الجانب الأميركي، نفوا صحة هذه التقارير. وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض: «إن هذه الأنباء لا أساس لها من الصحة». وأضاف: «نحن نجري محادثات مثمرة مع الفلسطينيين، ولكننا لم نتحدث معهم حول فحوى خطاب عباس في الأمم المتحدة، ولا نمارس الضغط عليهم بهذا الخصوص».
ويتوقع أن يتحدث عباس في خطابه عن استحالة استمرار الأوضاع كما هي عليه، ويصر على حل الدولتين كحل وحيد لإنهاء الصراع.
وجهز الفلسطينيون 16 مشروعاً لإقرارها في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، المقررة في الـ20 من الشهر الحالي.
وقال مندوب فلسطيني في الأمم المتحدة، رياض منصور، إن من بين المشاريع الـ16، يوجد 13 مشروع قرار سياسي، سيتم تقديمها في الأمم المتحدة، أبرزها: حول القدس، واللاجئين، وإعادة التأكيد على قرار 194، ورفع الحصار الظالم عن غزة، ومشروع قرار حول الاستيطان، وآخر عن الحل السياسي من كل جوانبه، وفق الشرعية الدولية.
وأضاف منصور للإذاعة الرسمية: «إن الرئيس محمود عباس سيتناول، في خطابه المقرر في أعمال الجمعية العامة، قضايا كثيرة، أبرزها: تقييم الوضع السياسي للعام الماضي، والآفاق والإمكانيات لإحياء عملية سياسية مجدية، وأوضاع شعبنا، خصوصاً أن خطاب سيادته يأتي في الذكرى الخمسين للاحتلال الإسرائيلي، والسبعين لقرار التقسيم، والمئوية لوعد بلفور المشؤوم».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.