المذيعة النووية... القوة الناعمة لكوريا الشمالية

ري تشون هي جدة في الـ74 اشتهرت بملابسها الوردية

ري تشون هي في آخر ظهور لها على التلفزيون الرسمي لكوريا الشمالية (أ.ف.ب) - تحاول حبس دموعها لدى إعلانها خبر وفاة الزعيم الكوري السابق كيم جونغ إل
ري تشون هي في آخر ظهور لها على التلفزيون الرسمي لكوريا الشمالية (أ.ف.ب) - تحاول حبس دموعها لدى إعلانها خبر وفاة الزعيم الكوري السابق كيم جونغ إل
TT

المذيعة النووية... القوة الناعمة لكوريا الشمالية

ري تشون هي في آخر ظهور لها على التلفزيون الرسمي لكوريا الشمالية (أ.ف.ب) - تحاول حبس دموعها لدى إعلانها خبر وفاة الزعيم الكوري السابق كيم جونغ إل
ري تشون هي في آخر ظهور لها على التلفزيون الرسمي لكوريا الشمالية (أ.ف.ب) - تحاول حبس دموعها لدى إعلانها خبر وفاة الزعيم الكوري السابق كيم جونغ إل

في ظل تصاعد التوترات عالمياً عقب اختبار كوريا الشمالية قنبلة، بدأت التساؤلات حول أشهر الشخصيات العامة في البلاد. عندما يكون لدى كوريا الشمالية نبأ مهم تود الإعلان عنه، عادة ما تكون ري تشون هي، الشخص المسؤول عن ذلك. ويستمع العالم إلى أسلوب قارئة الأخبار المثير المتميز، وقد حدث ذلك مؤخراً حين كانت بلادها تطلق صاروخاً سراً، أو تجري تجارب نووية.
يأتي صوتها من أعماق سحيقة كقارئة مدربة قادرة على جذب الانتباه والأسماع إلى النبأ الذي يذاع. وفي المرات النادرة هذه الأيام، التي تظهر فيها ري تشون هي، على شاشة القناة الإخبارية المملوكة لدولة كوريا الشمالية، يعلم المشاهدون أن النبأ الذي ستتم إذاعته مهم وخطير.
وقد أعلنت في آخر ظهور لها على الشاشة، بينما ترتدي ملابس باللون الوردي، أن كوريا الشمالية قد أجرت اختباراً على قنبلة هيدروجينية، حسبما وصفها نظام بيونغ يانغ، وقال إن قوتها أكبر بخمسة أمثال من القنبلة التي تم قصف ناغازاكي بها أثناء الحرب العالمية الثانية.
يقول مارتن ويليامز، الصحافي لدى «نورث كوريان تيك»، الموقع الإلكتروني الذي يبث النشرات الإخبارية الخاصة بالدولة الكورية مباشرة عبر القمر الاصطناعي من منزله في سان فرنسيسكو: «إنها الأنباء الأهم، وتعد قيمتها هي الأكبر من الناحية الدعائية لكوريا الشمالية. ري تشون هي التي تظهر على الشاشة وتعلن تلك الأنباء على الأمة والعالم». وأضاف أن «طريقة إعلانها للنبأ تتسم بالتميز، والقوة، والعملية، ويساعدها في تحقيق ذلك نبرة صوتها بينما تتصاعد وتنخفض. وأوضح أن كتفيها يتحركان بتناغم أحياناً مع الكلمات، وأنها تبتسم أحياناً، ويبدو تعبيرها مزيجاً بين البهجة والزهو».
بدوره، قول بيتر كيم، أستاذ مساعد في جامعة كوكمين في سيول، وقد شاهد إعلان نبأ إطلاق الصاروخ: «حين أراها تبدو لي كأنها تغني، لا تذيع نبأ على الشاشة».
يذكر أن ري قد ارتدت في أحدث ظهور لها زياً تقليدياً وردي اللون يتألف من تنورة طويلة ذات خصر مرتفع، وقطعة ملابس علوية ذات أكمام طويلة تعرف باسم «هانبوك» باللغة الكورية، وصرنا نعرفها بهذا الزي الوردي. السؤال هو: من تلك المرأة التي تحدث كلماتها هزات دبلوماسية حول العالم؟
ولدت ري تشون هي، التي تبلغ 74 عاماً، لأسرة فقيرة في مقاطعة تونغتشون عام 1943، وقد درست فنون الأداء في جامعة بيونغ يانغ للمسرح والأفلام، وكان أول ظهور لها في محطة «كيه سي تي في» التابعة للدولة عام 1971.
في عام 1974 كانت مقدمة الأخبار الرئيسية في المحطة، وتولت إذاعة نبأ وفاة كل من القائدين السابقين كيم إل سونغ وكيم يونغ رسمياً. وشوهدت وهي تبكي أو تحاول حبس دموعها في المرتين، مما أثر على ثبات نبرتها التي اشتهرت بها خارج كوريا الشمالية.
المسيرة المهنية لتشون فريدة في مدتها، حيث استمرت فترة عملها لمدة أطول من آخرين ممن عملوا لدى محطة «كيه سي تي في»، وتم استبعادهم. وتقاعدت تشون مؤقتاً عام 2012، لكنها عاودت الظهور بعد ذلك بأربع سنوات لتعلن عن نبأ إطلاق صاروخ، ومنذ ذلك الحين عادت إلى الظهور على الشاشة بانتظام، ولقبت بـ«الجدة» لتقدمها في السن.
مع ذلك، لا تزال ري تمثل الصوت الذي يعلن الأحداث التي ترى الحكومة أنها الأهم، وتثير حفيظة كل من الولايات المتحدة الأميركية، وكوريا الجنوبية وباقي دول العالم. ولا يتمتع مذيعو الأخبار الأصغر سناً بالجاذبية نفسها على حد قول نام سونغ ووك، أستاذ الدراسات الخاصة بكوريا الشمالية في «جامعة كوريا» في سيول. ويوضح قائلا: «يتمتع صوتها بالقوة والقدرة التعبيرية، إلى جانب ما تتمتع به من حضور وجاذبية. وهذا ما يؤهلها لإذاعة الأنباء المهمة».
لكن، ماذا سيحدث إذن حين تتوقف تشون هي عن العمل تماماً؟
يقال إن الجدة، التي تعيش مع أسرتها حياة تتسم بالرفاهية في بيونغ يانغ، قد وجهت انتباهها بعيداً عن الكاميرات، حيث ستعكف على تدريب الجيل الجديد من قراء الأخبار في كوريا الشمالية. وتقول ري تشون هي: «هناك كثير من قارئات الأخبار الشابات الجميلات والمؤهلات للظهور على الشاشة أمام المشاهدين، وسأعمل على تدريبهن».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».