قال مساعد مدرب المنتخب السعودي فيصل البدين إن الاستقرار الفني والعناصري لعب دوراً كبيراً في نجاح الأخضر بمهمته الآسيوية، ووصوله إلى نهائيات كأس العالم بعد غيابه عن آخر نسختين. وكشف أن الأسماء التي تم اختيارها من اللاعبين منذ أواخر عام 2015 حينما تم تكليفه بقيادة المنتخب السعودي في التصفيات الأولية استمرت بنسبة 80 في المائة، وهذا ما عزز الانسجام بشكل أكبر داخل المجموعة ومكن المدرب الهولندي مارفيك من التركيز على هذه المجموعة مع تشكيل خيارات إضافية ضيقة جداً.
وأكد البدين في حوار لـ«الشرق الأوسط» أن الضغوط الجماهيرية والإعلامية في الفترة التي كان يخوض المنتخب خلالها المنافسات كانت قوية جدّاً، وقد طرحت الكثير من الأفكار والآراء ولكن من المستحيل أن تغير أي من هذه الأفكار من بعض القناعات لدى الجهاز الفني من حيث ضم لاعب أو استبعاد لاعب، ما دام الجهاز الفني هو الأقرب والأكثر اطلاعاً على الأمور.
وأشار البدين إلى أن المنتخب السعودي تأهل بفضل العمل المنظم داخل أجهزته الإدارية والفنية ولذا لم يتأثر في الفترة الانتقالية لاتحاد كرة القدم، وإن حاول البعض رسم الصورة السلبية في هذا الجانب والتقليل من طرف لصالح آخر. واعتبر البدين أن الوقت مبكر جداً للحديث عن آلية الإعداد للمنتخب السعودي للمونديال المقبل بكون أهم الملفات المتعلقة بالتجديد للجهاز الفني بقيادة الهولندي مارفيك لم تحسم للآن، ولذا ليس من المنطق الحديث عن مرحلة لم تتضح أهم ركائزها.
> بداية نبارك لكم التأهل لمونديال روسيا 2018 بعد غياب عن مونديالي 2010 و2014، كيف تجد هذا الإنجاز؟
- أبارك للوطن وللقيادة الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي كان لحضوره الأثر الكبير في «ختام المسك» للمشوار من خلال الفوز على المنتخب الياباني والعبور للمونديال، والتهاني موصولة لكل الرياضيين والشعب السعودي بشكل عام، وكل من كانت له وقفة ووفاء لمنتخب الوطن، فعلاً ما تحقق من إنجاز هو فرحة وطن.
التأهل جاء نتيجة جهود لأكثر من عامين، لا يمكن تجير الجهود لشخص أو مجموعة معينة، هناك عمل كبير ودعم ووقفة صادقة وقت الصدمات قبل الأفراح من الكثيرين، ولذا يمكن أن نقول إن ما تحقق نتيجة جهد جماعي، لا نريد نجير الإنجاز لشخص أو مجموعة ونظلم الآخرين.
> من تابع المنتخب السعودي منذ بداية المشوار يضع الفضل الكبير لك بعد الله في الجانب الفني، أنت من اخترت العناصر من اللاعبين الذين تم الاستقرار عليهم بنسبة كبيرة جداً حتى نهاية التصفيات، بصراحة هل أحبطت من مستويات بعض اللاعبين وانخفاض مستوياتهم في المنتخب قياسا بأنديتهم طوال مشوار التصفيات؟
- منذ اليوم الأول من تولي المهمة بحثت عن الأسماء التي كنت أرى أنها قادرة على المواصلة حتى نهاية التصفيات الأولية ومن ثم النهائية، ولكن وبكل صراحة، ما حصل في المنتخب كان العكس، هناك لاعبون قدموا الأفضل مع المنتخب فيما كان هناك من ينتقد مستوياتهم الفنية في أنديتهم، منهم مثلاً يحيى الشهري، كان يبدع في المنتخب ولكن في ناديه النصر هناك من يرى أنه لا يقدم ما هو متوقع منه، كان هناك سابقاً يقال هذا لاعب نادٍ وليس منتخبٍ، ولكن ما حصل في المنتخب هو العكس في رأيي والشهري مثال ليس وحيداً على ما قلت.
> هناك لاعبون أبدعوا في الجولات الماضية من الدوري (الجولتين الأولى والثانية) منهم على سبيل المثال هزاع الهزاع ومحمد الكويكبي من الاتفاق وغيرهما، ولكن لم يتم ضمهم، ما الأسباب؟
- كما ذكرت، الحرص على الاستقرار هو ما جعلنا نوسع دائرة المنضمين، والأسماء التي ذكرتها وغيرهم... نتمنى أن تواصل بالجدية ذاتها والتألق، وبإذن الله يحالفهم التوفيق ويتحقق حلم الوجود في المنتخب في المونديال المقبل.
> البعض يرى أن المدرب مارفيك عنيد ومتشبث برأيه في كثير من القرارات، وقد لا يستمع لأحد سوى الجهاز الفني وأنت منهم، هل تعتقد أن هذا العناد من المدرب إيجابي؟
- سواء مارفيك أو غيره، لا يقبل أي مدرب أن يستمع وينفذ لكل من يطرح رأياً من هنا وهناك، وإذا كان مدرب يقبل بهذا الشيء فهذا يعني أنه غير واثق من إمكانياته وقراءته، وآراء مساعديه الذين يثق بهم، القبول بكل الآراء خطأ لا أعتقد أن أي مدرب «يحترم نفسه وإمكانياته» أن يقبل به، ولذا لا أرى أن هذه سلبية في المدرب مارفيك بل أراها إيجابية. وللتوضيح أكثر بهذا الشأن، لم أرَ أو أسمَعْ أن أي أحد داخل إطار المنتخب أو الاتحاد السعودي بشكل عام حاول بأي طريقة التدخل في عمل المدرب من الناحية الفنية، وإن صور البعض ذلك فلا أعتقد أنه ممكن أبداً.
> كانت هناك آراء بعضها لعميد المدربين السعوديين خليل الزياني ومدرب المنتخب السعودي السابق محمد الخراشي وغيرهم من الخبراء، وكان هناك حديث عن أهمية تطوير الاحتراف والجوانب الإدارية والانضباطية في الأندية، وأيضاً موضوع تطبيق نهج «الثواب والعقاب» من أجل نؤسس لمنتخب سعودي محترف فعلاً قادر على التألق في روسيا، ما رأيك فيما ذكر؟
- من ذكرت أسماء كبيرة وقامات في الكرة السعودية، وآراؤها بكل تأكيد لها قيمة عالية، ويمكن القول إن الأندية هي الأساس في النقاط المذكورة، اللاعب يقضي جل وقته في العام في النادي، ويوجَد في المنتخب لفترة قد لا تتجاوز 5 أيام استعداداً لإحدى المباريات، ولذا المنتخب يستقبل اللاعب جاهزاً بنسبة كبيرة في الجوانب التي تم ذكرها، ويؤدي الجهازان الإداري والفني والإشرافي في المنتخب العمل المطلوب منهما، ومن المهم أن يكون هناك عمل أكثر تطوراً واحترافية في الأندية في كل الجوانب، لأن الناتج سيكون للمنتخب الوطني. نحن نتابع اللاعبين بدقة في أنديتهم من كل النواحي حتى نضمن أن يكونوا في المنتخب بالصورة المطلوبة.
> أخيراً، كيف ستكون الاستعدادات لمونديال روسيا، الذي باتت الطموحات كبيرة في أن يتحقق من خلاله إنجاز أفضل للكرة السعودية مما تحقق سابقاً وتحديداً في مونديال 1994 الذي عبر من خلاله المنتخب إلى الدور الثاني؟
- الحديث عن الإعداد سابق لأوانه، ليس لأن هناك متسعاً جيداً من الوقت، بل لأن ملف مدرب المنتخب لم يُحسَم للآن، قد يبقى مارفيك، وقد يحضر مدرب آخر له فلسفة جديدة ويقدم برنامجاً، ومن خلال هذا البرنامج يجب التنسيق مع عدة جهات ولجان من أهمها لجنة المسابقات، ولنتفاءل بأن يحقق المنتخب السعودي في روسيا إنجازا لائقا.
فيصل البدين: تجاهلنا الضغوط فاقتنصنا تذكرة المونديال
مساعد مدرب الأخضر قال إن الاستقرار الفني وراء الإنجاز الكبير
فيصل البدين: تجاهلنا الضغوط فاقتنصنا تذكرة المونديال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة