فيصل البدين: تجاهلنا الضغوط فاقتنصنا تذكرة المونديال

مساعد مدرب الأخضر قال إن الاستقرار الفني وراء الإنجاز الكبير

البدين يشارك لاعب الأخضر نواف العابد إنجاز التأهل للمونديال (تصوير: محمد المانع)
البدين يشارك لاعب الأخضر نواف العابد إنجاز التأهل للمونديال (تصوير: محمد المانع)
TT

فيصل البدين: تجاهلنا الضغوط فاقتنصنا تذكرة المونديال

البدين يشارك لاعب الأخضر نواف العابد إنجاز التأهل للمونديال (تصوير: محمد المانع)
البدين يشارك لاعب الأخضر نواف العابد إنجاز التأهل للمونديال (تصوير: محمد المانع)

قال مساعد مدرب المنتخب السعودي فيصل البدين إن الاستقرار الفني والعناصري لعب دوراً كبيراً في نجاح الأخضر بمهمته الآسيوية، ووصوله إلى نهائيات كأس العالم بعد غيابه عن آخر نسختين. وكشف أن الأسماء التي تم اختيارها من اللاعبين منذ أواخر عام 2015 حينما تم تكليفه بقيادة المنتخب السعودي في التصفيات الأولية استمرت بنسبة 80 في المائة، وهذا ما عزز الانسجام بشكل أكبر داخل المجموعة ومكن المدرب الهولندي مارفيك من التركيز على هذه المجموعة مع تشكيل خيارات إضافية ضيقة جداً.
وأكد البدين في حوار لـ«الشرق الأوسط» أن الضغوط الجماهيرية والإعلامية في الفترة التي كان يخوض المنتخب خلالها المنافسات كانت قوية جدّاً، وقد طرحت الكثير من الأفكار والآراء ولكن من المستحيل أن تغير أي من هذه الأفكار من بعض القناعات لدى الجهاز الفني من حيث ضم لاعب أو استبعاد لاعب، ما دام الجهاز الفني هو الأقرب والأكثر اطلاعاً على الأمور.
وأشار البدين إلى أن المنتخب السعودي تأهل بفضل العمل المنظم داخل أجهزته الإدارية والفنية ولذا لم يتأثر في الفترة الانتقالية لاتحاد كرة القدم، وإن حاول البعض رسم الصورة السلبية في هذا الجانب والتقليل من طرف لصالح آخر. واعتبر البدين أن الوقت مبكر جداً للحديث عن آلية الإعداد للمنتخب السعودي للمونديال المقبل بكون أهم الملفات المتعلقة بالتجديد للجهاز الفني بقيادة الهولندي مارفيك لم تحسم للآن، ولذا ليس من المنطق الحديث عن مرحلة لم تتضح أهم ركائزها.
> بداية نبارك لكم التأهل لمونديال روسيا 2018 بعد غياب عن مونديالي 2010 و2014، كيف تجد هذا الإنجاز؟
- أبارك للوطن وللقيادة الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي كان لحضوره الأثر الكبير في «ختام المسك» للمشوار من خلال الفوز على المنتخب الياباني والعبور للمونديال، والتهاني موصولة لكل الرياضيين والشعب السعودي بشكل عام، وكل من كانت له وقفة ووفاء لمنتخب الوطن، فعلاً ما تحقق من إنجاز هو فرحة وطن.
التأهل جاء نتيجة جهود لأكثر من عامين، لا يمكن تجير الجهود لشخص أو مجموعة معينة، هناك عمل كبير ودعم ووقفة صادقة وقت الصدمات قبل الأفراح من الكثيرين، ولذا يمكن أن نقول إن ما تحقق نتيجة جهد جماعي، لا نريد نجير الإنجاز لشخص أو مجموعة ونظلم الآخرين.
> من تابع المنتخب السعودي منذ بداية المشوار يضع الفضل الكبير لك بعد الله في الجانب الفني، أنت من اخترت العناصر من اللاعبين الذين تم الاستقرار عليهم بنسبة كبيرة جداً حتى نهاية التصفيات، بصراحة هل أحبطت من مستويات بعض اللاعبين وانخفاض مستوياتهم في المنتخب قياسا بأنديتهم طوال مشوار التصفيات؟
- منذ اليوم الأول من تولي المهمة بحثت عن الأسماء التي كنت أرى أنها قادرة على المواصلة حتى نهاية التصفيات الأولية ومن ثم النهائية، ولكن وبكل صراحة، ما حصل في المنتخب كان العكس، هناك لاعبون قدموا الأفضل مع المنتخب فيما كان هناك من ينتقد مستوياتهم الفنية في أنديتهم، منهم مثلاً يحيى الشهري، كان يبدع في المنتخب ولكن في ناديه النصر هناك من يرى أنه لا يقدم ما هو متوقع منه، كان هناك سابقاً يقال هذا لاعب نادٍ وليس منتخبٍ، ولكن ما حصل في المنتخب هو العكس في رأيي والشهري مثال ليس وحيداً على ما قلت.
> هناك لاعبون أبدعوا في الجولات الماضية من الدوري (الجولتين الأولى والثانية) منهم على سبيل المثال هزاع الهزاع ومحمد الكويكبي من الاتفاق وغيرهما، ولكن لم يتم ضمهم، ما الأسباب؟
- كما ذكرت، الحرص على الاستقرار هو ما جعلنا نوسع دائرة المنضمين، والأسماء التي ذكرتها وغيرهم... نتمنى أن تواصل بالجدية ذاتها والتألق، وبإذن الله يحالفهم التوفيق ويتحقق حلم الوجود في المنتخب في المونديال المقبل.
> البعض يرى أن المدرب مارفيك عنيد ومتشبث برأيه في كثير من القرارات، وقد لا يستمع لأحد سوى الجهاز الفني وأنت منهم، هل تعتقد أن هذا العناد من المدرب إيجابي؟
- سواء مارفيك أو غيره، لا يقبل أي مدرب أن يستمع وينفذ لكل من يطرح رأياً من هنا وهناك، وإذا كان مدرب يقبل بهذا الشيء فهذا يعني أنه غير واثق من إمكانياته وقراءته، وآراء مساعديه الذين يثق بهم، القبول بكل الآراء خطأ لا أعتقد أن أي مدرب «يحترم نفسه وإمكانياته» أن يقبل به، ولذا لا أرى أن هذه سلبية في المدرب مارفيك بل أراها إيجابية. وللتوضيح أكثر بهذا الشأن، لم أرَ أو أسمَعْ أن أي أحد داخل إطار المنتخب أو الاتحاد السعودي بشكل عام حاول بأي طريقة التدخل في عمل المدرب من الناحية الفنية، وإن صور البعض ذلك فلا أعتقد أنه ممكن أبداً.
> كانت هناك آراء بعضها لعميد المدربين السعوديين خليل الزياني ومدرب المنتخب السعودي السابق محمد الخراشي وغيرهم من الخبراء، وكان هناك حديث عن أهمية تطوير الاحتراف والجوانب الإدارية والانضباطية في الأندية، وأيضاً موضوع تطبيق نهج «الثواب والعقاب» من أجل نؤسس لمنتخب سعودي محترف فعلاً قادر على التألق في روسيا، ما رأيك فيما ذكر؟
- من ذكرت أسماء كبيرة وقامات في الكرة السعودية، وآراؤها بكل تأكيد لها قيمة عالية، ويمكن القول إن الأندية هي الأساس في النقاط المذكورة، اللاعب يقضي جل وقته في العام في النادي، ويوجَد في المنتخب لفترة قد لا تتجاوز 5 أيام استعداداً لإحدى المباريات، ولذا المنتخب يستقبل اللاعب جاهزاً بنسبة كبيرة في الجوانب التي تم ذكرها، ويؤدي الجهازان الإداري والفني والإشرافي في المنتخب العمل المطلوب منهما، ومن المهم أن يكون هناك عمل أكثر تطوراً واحترافية في الأندية في كل الجوانب، لأن الناتج سيكون للمنتخب الوطني. نحن نتابع اللاعبين بدقة في أنديتهم من كل النواحي حتى نضمن أن يكونوا في المنتخب بالصورة المطلوبة.
> أخيراً، كيف ستكون الاستعدادات لمونديال روسيا، الذي باتت الطموحات كبيرة في أن يتحقق من خلاله إنجاز أفضل للكرة السعودية مما تحقق سابقاً وتحديداً في مونديال 1994 الذي عبر من خلاله المنتخب إلى الدور الثاني؟
- الحديث عن الإعداد سابق لأوانه، ليس لأن هناك متسعاً جيداً من الوقت، بل لأن ملف مدرب المنتخب لم يُحسَم للآن، قد يبقى مارفيك، وقد يحضر مدرب آخر له فلسفة جديدة ويقدم برنامجاً، ومن خلال هذا البرنامج يجب التنسيق مع عدة جهات ولجان من أهمها لجنة المسابقات، ولنتفاءل بأن يحقق المنتخب السعودي في روسيا إنجازا لائقا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».