لافروف يرد على اقتراح «مجموعة الاتصال»: يجب تفعيل الآليات القائمة

يصل اليوم إلى السعودية قبل الأردن لبحث التسوية السورية

لافروف ونظيره الفرنسي في موسكو أمس (رويترز)
لافروف ونظيره الفرنسي في موسكو أمس (رويترز)
TT

لافروف يرد على اقتراح «مجموعة الاتصال»: يجب تفعيل الآليات القائمة

لافروف ونظيره الفرنسي في موسكو أمس (رويترز)
لافروف ونظيره الفرنسي في موسكو أمس (رويترز)

شهدت موسكو، أمس، محادثات هي الثالثة من نوعها خلال 3 أشهر بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان، ركزا خلالها بصورة خاصة على بحث آفاق التسوية السورية، والتعاون بين البلدين في هذا الشأن في ضوء المبادرة الفرنسية لتشكيل مجموعة عمل خاصة بسوريا، والجهود التي تبذلها روسيا في إطار الدول الضامنة وعملية آستانة.
وينتظر أن يواصل لافروف بحث الموضوع ذاته خلال جولة خارجية تبدأ اليوم. وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية، إن «الوزير لافروف سيجري خلال 9 - 11 سبتمبر (أيلول) زيارتي عمل إلى السعودية والأردن».
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي، أمس، عقب محادثاته مع لودريان، إن موسكو وباريس متفقتان على ضرورة دفع العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية، وأشار إلى أن جولة جديدة من المفاوضات في جنيف ستنطلق عقب لقاء «آستانة - 6»، لافتاً إلى تقدم متوقع في جنيف، لا سيما في ملفات الدستور والحرب على الإرهاب، معرباً عن قناعته بأن «أهم ما في الأمر أنه تجري تهيئة الظروف لحوار مباشر بين وفدي المعارضة والنظام السوري».
وأعاد الوزير الروسي إلى الأذهان مناطق خفض التصعيد الثلاث، التي تم الإعلان عن إنشائها خلال الأشهر الماضية، وأن لقاء جديداً سيعقد في آستانة، منتصف الشهر الحالي، لبحث المنطقة الرابعة في محافظة إدلب، وقال: «نأمل أن يتم التوصل لاتفاق حول المنطقة الرابعة في إدلب»، ووصف الوضع في تلك المحافظة بأنه «الأكثر تعقيداً، ولذلك يتطلب التوصل لاتفاق حولها كل هذا الوقت».
وبالنسبة للمبادرة الفرنسية حول تشكيل مجموعة عمل حول الأزمة السورية، يبدو أن موسكو تراها غير ضرورية في ظل وجود آليات تم تشكيلها سابقاً، إذ ألمح وزير الخارجية الروسي إلى وجود آليات تم تشكيلها مسبقاً، وقال: «أرى الأهم أن ندفع كل الآليات حول سوريا، التي يجب أن تعمل بفعالية أكبر»، وأشار في هذا السياق إلى «عملية آستانة» و«عملية جنيف»، وقال إن «كتلة حرجة قد تشكلت، ومن شأنها أن تسمح بإطلاق حوار مباشر بين الحكومة والمعارضة».
وأشاد في هذا السياق بالجهود التي تبذلها السعودية لدفع المفاوضات قدماً، وبصورة خاصة المبادرة السعودية لتشكيل وفد موحد للمعارضة، يضم ممثلين عن الهيئة العليا للمفاوضات، ومنصتي موسكو والقاهرة. ومن ثم، أشار إلى مجموعات العمل الخاصة في جنيف، التي تتابع الملفات الإنسانية، ووقف إطلاق النار، والهجمات باستخدام السلاح الكيماوي. وختم لافروف حديثه في هذا الشأن معبراً عن يقينه «بحال ساهمنا في عمل فعال ودقيق لكل الآليات التي تم تشكيلها، والتي تضم تمثيلاً لكل اللاعبين الإقليميين وغير الإقليميين، فإننا سنحقق نتائج». من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي إن بلاده ترغب بتعاون مع روسيا في المبادرة الفرنسية بخصوص تشكيل مجموعة اتصال دولية حول سوريا، ووصف الوضع في سوريا بالمعقد، لافتاً إلى نجاح تم تحقيقه. وأشار في حديثه عن المبادرة الفرنسية إلى أنه «لدينا 4 مراحل لتحديد اللاعبين الرئيسيين الذين بوسعهم دفع عجلة الحل السياسي للنزاع». وبعد ذلك، يمكن تفعيل مجموعات الاتصال، مما سيؤدي إلى نهاية إيجابية لمعاناة السوريين، حسب قوله. واعتبر أن الوضع في سوريا يقترب من تلك المرحلة التي يمكن معها تحقيق الانتقال السياسي، ودعا خماسي مجلس الأمن إلى ضرورة تحديد الإطار الزمني «للتشاور مع الشعب السوري»، مشدداً على أن «هذا أمر ضروري لتنظيم العملية الانتقالية، ولإعادة تنظيم الدولة السورية، وللحفاظ على سيادة ووحدة سوريا»، وقال: «لا يجوز طرح أي شروط مسبقة؛ أي رحيل الأسد، لبدء العملية السياسية»، ولفت إلى أن «فرنسا أعلنت أن الأسد بحد ذاته ليس هدفاً لعملية التسوية السياسية». وشدد في الوقت ذاته: «مع هذا، لا يجوز أن ننسى أن الأسد كان مبادراً إلى ارتكاب مجازر بحق شعبه»، ودعا إلى التفكير بهذا الأمر أيضاً، واصفاً عملية التسوية بشكل عام بأنها «عملية معقدة».
وميدانياً، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان لها أمس، إن مقاتلاتها الجوية استهدفت يوم الخامس من سبتمبر موقعاً في محيط مدينة دير الزور، عقد فيه قياديون من «داعش» اجتماعاً، وأكدت أن الغارة شنتها المقاتلات الروسية بناء على معلومات تم الحصول عليها حول خطة قياديي تنظيم داعش لإجراء اجتماع في أحد مقرات القيادة في محيط مدينة دير الزور. وقالت إن الغارة أدت إلى مقتل 40 إرهابياً، بينهم المدعو أبو محمد الشمالي (أمير دير الزور لدى «داعش» والمسؤول المالي في التنظيم)، وكذلك وزير الدفاع في التنظيم غول مراد حليموف، الذي كان قائداً للوحدات الخاصة في الشرطة الطاجيكية، قبل انضمامه للتنظيم عام 2015.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».