جنوب أفريقيا تعارض قرار إعادة مباراتها مع السنغال

بعد تأييد المحكمة الرياضية إيقاف الحكم لتأثيره على النتيجة

الحكم لامبتي المتهم بالتلاعب
الحكم لامبتي المتهم بالتلاعب
TT

جنوب أفريقيا تعارض قرار إعادة مباراتها مع السنغال

الحكم لامبتي المتهم بالتلاعب
الحكم لامبتي المتهم بالتلاعب

تدرس جنوب أفريقيا التقدم بطعن على قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بإعادة مباراتها أمام السنغال في تصفيات كأس العالم 2018 في روسيا، عقب اكتشاف تلاعب الحكم في النتيجة.
وكان الاتحاد الدولي قد قرر إعادة المباراة التي جرت يوم 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد قرار المحكمة الرياضية الدولية (كاس) بتأييد عقوبة الإيقاف مدى الحياة ضد الحكم الغاني جوزيف لامبتي، الذي أدار المباراة، التي فرضتها عليه لجنة التأديب التابعة لـ«فيفا» في شهر مارس (آذار) الماضي «لتأثيره بصورة غير قانونية في نتيجة المباراة».
وأشار الفيفا في حكمه الأول إلى إدانة لامبتي، بالتأثير بشكل غير قانوني على نتيجة المباراة التي فازت فيها جنوب أفريقيا 2-1؛ لكن دون الكشف عن تفاصيل الإدانة، فيما نفت جنوب أفريقيا تورطها في أي أمر مخالف.
ومنح الحكم جنوب أفريقيا ركلة جزاء غير صحيحة، بداعي وجود لمسة يد قبل نهاية الشوط الأول، ورأى لامبتي أن الكرة لمست يد أحد لاعبي المنتخب السنغالي داخل منطقة جزائه، غير أن الإعادة التلفزيونية أثبتت عدم صحة قراره، بعدما كشفت عن اصطدام الكرة بركبة اللاعب.
كما احتسب هدفا آخر في ظروف مثيرة للجدل، بعد تنفيذ ركلة حرة بشكل سريع خلال المباراة التي أقيمت بالمجموعة الرابعة، مما جعل اتحاد الكرة السنغالي يتقدم بشكوى ضده.
وأشار «فيفا» إلى أن مباراة الإعادة سوف تقام في شهر نوفمبر القادم، في إطار مباريات الأجندة الدولية، فيما سيتم تحديد اليوم الذي سيجري فيه اللقاء في الوقت المناسب.
أوضح «فيفا» أنه من المقرر أن يتم سريان هذا القرار بشكل فوري، كما هو منصوص عليه في لوائح كأس العالم، غير أنه سوف يخضع لتأكيد من قبل اللجنة المنظمة لمسابقات «فيفا» في اجتماعها القادم المقرر عقده في 14 سبتمبر (أيلول) الجاري.
يأتي هذا القرار ليحيي آمال المنتخب السنغالي في التأهل للمونديال للمرة الثانية في تاريخه، حيث يحتل حاليا المركز الثالث في ترتيب المجموعة الرابعة، برصيد خمس نقاط، بفارق نقطة خلف منتخبي بوركينا فاسو وجزر الرأس الأخضر (كاب فيردي)، اللذين يحتلان المركزين الأول والثاني على الترتيب من أربع مباريات، فيما تم خصم النقاط الثلاث التي حصل عليها المنتخب الجنوب أفريقي من المباراة، ليظل قابعا في مؤخرة الترتيب برصيد نقطة واحدة.
لكن الاتحاد الجنوب أفريقي قال في بيان له أمس: «يناقش الاتحاد محتويات التقرير، وسيصدر بيانا يتضمن نواياه فيما يتصل بتحدي القرار. ويؤكد الاتحاد الجنوب أفريقي أيضا أنه غير متورط بأي شكل من الأشكال في أي مخالفة تتعلق بتصرفات الحكم التي وردت في تقرير الـ(فيفا)».
وفي وقت سابق قال داني جوردان رئيس الاتحاد الجنوب أفريقي، إن قرار الإعادة سيكون بمثابة سابقة خطيرة، وقال: «لن نقبل ذلك. لو بدأت في إعادة المباريات التي تشهد أخطاء تحكيمية ستستمر المنافسات لفترات طويلة. الـ(فيفا) هو من قرر إدارة هذا الحكم للمباراة، وهذه مباراة تابعة
للاتحاد الدولي وليست مباراتنا نحن، لذلك يجب عليهم التعامل مع حكمهم وليس حكمنا. نحن لم نعينه وفزنا بالمباراة بالفعل. موقفنا واضح، هو أن قرار الحكم نهائي. الحكام يرتكبون كثيرا من الأخطاء. مارادونا سجل هدفا بيده وبعدها توج بكأس العالم».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».