بري يلتقي رئيس أفريقيا الوسطى ويشجع الاستثمارات اللبنانية

TT

بري يلتقي رئيس أفريقيا الوسطى ويشجع الاستثمارات اللبنانية

شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري، على تعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان وجمهورية أفريقيا الوسطى، وأكد «أهمية تشجيع الاستثمارات اللبنانية في أفريقيا، وتعزيز دور المغتربين اللبنانيين هناك».
كلام بري خلال استقباله في مقر الرئاسة الثانية في منطقة عين التينة (بيروت)، رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستين أرشانج تواديرا ظهر أمس، وعقدهما خلوة تناولا خلالها التعاون بين البلدين والتطورات الراهنة، تبعها اجتماع موسع حضره الوفد الأفريقي الرسمي المرافق وعدد من أركان الجالية اللبنانية والاغتراب في أفريقيا الوسطى.
بعدها عقد بري وتواديرا مؤتمرا صحافيا مشتركا، رحب رئيس مجلس النواب اللبناني في مستهله بالضيف، وتحدث عن «فضل أفريقيا على لبنان وعلى المغتربين اللبنانيين في شتى أنحاء أفريقيا، التي عوضت عليهم الحرمان الذي حصل في لبنان لمدة طويلة». وقال بري: «كان هناك كلام صريح وواضح، لأن هناك أمورا كثيرة متشابهة بين لبنان وأفريقيا الوسطى».
ورأى رئيس مجلس النواب، أن «الجالية اللبنانية في أفريقيا عددها كبير جدا، وهي موضع احترام... نحترمها ونفتخر بها»، مؤكدا أن «كل لبناني عندما يخرج من لبنان، يخرج على حال ويعود بحال أخرى مع الأسف الشديد، لأن ليس هناك من قيود سوى الإنسان وعمله». وأضاف: «اتفقنا مع فخامة الرئيس، وهذه هي رغبته، أن يكون هناك تشجيع للمغتربين والاقتصاديين والمستثمرين للاستثمار في أفريقيا الوسطى، وفخامته والحكومة على أتم الاستعداد، ويرحب بتوجه جمعية المصارف أو جمعيتي التجار والصناعة إلى هذه البلاد العظيمة، التي كان لها الفضل الدائم على لبنان واللبنانيين وهذه ليست المرة الأولى».
ثم تحدث رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فأثنى على الاستقبال الودي والحار والأخوي، وأشاد بأهمية المباحثات التي أجراها مع الرئيس بري. وقال: «لقد أتينا إلى لبنان لكي نشارككم خبراتكم، ونعرف في الماضي كيف واجه لبنان أوقاتا صعبة ولكنه تمكن من استعادة عافيته، ونحن بحاجة لهذه الخبرة، لأننا نعبر أوقاتا صعبة، وشعبنا أيضا يودّ أن يخرج من هذه الأزمة، ونرغب عبر هذه المحادثات أن نتعلم منكم كثيرا للخروج من أزمتنا».
أضاف تواديرا: «نعرف أن لبنان يتمتع بقدرات كبيرة خصوصا في مجال الاستثمارات والشركاء، في لبنان بإمكانهم مساعدتنا، لأن مشكلتنا أيضا هي مشكلة عدم النمو والتطور، ونودّ أن نتعاون مع القطاع الديناميكي، ونعمل حاليا لتحسين مناخ السفارة والأعمال، لكي نجلب مستثمرين وشركاء يرغبون في الاستثمار في أفريقيا الوسطى لديهم إمكانيات في هذا المجال»، مشيرا إلى أن أفريقيا الوسطى «لديها عمّال ومستثمرون لبنانيون يساهمون في إنماء وإحياء الاقتصاد، ونرغب في توسيع هذه الإمكانيات، لأن بلدنا يقدم إمكانيات كثيرة في مجالات كثيرة، لذلك نحن مهتمون، لأنكم تعهدتم بدعم هذا التوجه والإبقاء على التواصل الدائم بقيادتكم أيضا على مستوى الشراكة، وعلى مستوى المصارف ومستثمرين آخرين».
وأشار رئيس أفريقيا الوسطى، إلى «وجود إمكانيات لتعزيز الأعمال بالنسبة للبنان وأفريقيا الوسطى»، وتوجه إلى بري بالقول: «نود أن نشكركم لاستعدادكم بالدعم الذي تساهمون به في هذه الديناميكية، ونحن أيضا مستعدون لتشجيع ذلك وتشجيع مجيء شركاء من لبنان إلى أفريقيا الوسطى».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.