أعضاء في «المجلس الرئاسي» لحكومة السراج يتّهمونه بتهديد اتفاق الصخيرات

الجيش الوطني يتحدث عن تحشيد لميليشيات مسلحة قرب موانئ النفط

فتحي المجبري وعلي القطراني وعمر الأسود
فتحي المجبري وعلي القطراني وعمر الأسود
TT

أعضاء في «المجلس الرئاسي» لحكومة السراج يتّهمونه بتهديد اتفاق الصخيرات

فتحي المجبري وعلي القطراني وعمر الأسود
فتحي المجبري وعلي القطراني وعمر الأسود

اتهم 3 أعضاء في المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، رئيسَها فائز السراج باتخاذ ما وصفوها بـ«قرارات انفرادية» خارج إطار صلاحياته المنصوص عليها في الاتفاق السياسي المبرم في منتجع الصخيرات بالمغرب قبل نحو عامين، وحذروا من أنها ستؤدي إلى «تأزم المشهد السياسي والأمني في ليبيا وتلحق الضرر بالمساعي الجادة للوصول إلى وفاق شامل بين كل الليبيين».
وفي بيان مشترك أصدروه مساء أمس من مدينة بنغازي بشرق البلاد، حذر علي القطراني وعمر الأسود وفتحي المجبري، وهم أعضاء في المجلس الرئاسي لحكومة السراج المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، الذي يضم بالأساس 9 أعضاء، السراج من «العواقب الوخيمة» لخرقه بنود اتفاق الصخيرات، ودعوا الشعب الليبي وجميع الهيئات والأجهزة الرقابية لرفض هذه القرارات، وعدم التعاطي معها باعتبارها «قرارات معدومة وباطلة».
كما طالب البيان المجتمع الدولي والدول الراعية للاتفاق وبعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا، باتخاذ موقف واضح وحازم من هذه الخروقات التي تهدد وحدة البلاد وأمنها واستقرارها.
وأكد الأعضاء الثلاثة على «موقفنا الوطني الثابت الداعم لوحدة التراب الليبي، والمضي في محاربة الإرهاب، والانصياع التام لتوجهات الشعب الليبي والخضوع لإرادته والمحافظة على السيادة الوطنية».
وجددوا دعمهم المطلق للمؤسسات الشرعية، وفي مقدمتها مجلس النواب الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي، والمؤسسة العسكرية المنبثقة عنه متمثلة في المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني، والفريق عبد الرازق الناظوري رئيس الأركان العامة للجيش.
إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني الليبي أن مقاتلاته الحربية قصفت عددا من الآليات التابعة لميليشيات تنظيم ما يعرف باسم «سرايا الدفاع عن بنغازي» بالقرب من منطقة التسعين الواقعة بين سرت وهراوة.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية الموالية للجيش عن مصادر عسكرية، تأكيدها انسحاب عدد من الآليات والعناصر الإرهابية خلال الغارة الجوية التي تمت في منطقة التسعين التي تبعد نحو 90 كيلومترا شرق مدينة سرت الساحلية، مشيرة إلى وقوع اشتباكات بين قوات الجيش والجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم داعش في المنطقة الواقعة غرب بلدية هراوة بنحو 10 كيلومترات بالتزامن مع تقدم مجموعة استطلاع للميليشيات الإرهابية باتجاه المنطقة.
وأظهرت مقاطع فيديو بثت أمس، مقاتلات تابعة لسلاح الجو الليبي وهي تنفذ جولات استطلاعية مكثفة على منطقة الهلال النفطي، حيث يقول الجيش إنه رصد تحشيدات للمجموعات الإرهابية بالقرب من مدينة سرت، تحاول التقدم باتجاه الحقول النفطية.
من جهة أخرى، قال العقيد عادل مرفوعة، مدير الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب والظواهر الهدامة، إنه تم إحباط محاولة إدخال سيارات مفخخة على شاحنة لنقل السيارات آتية من مدينة مصراتة كانت متجهة إلى مدينة بنغازي، موضحا أن السيارات كانت تحمل مفخخات بوزن نصف طن، قبل أن يتم ضبطها منذ خروجها من مدينة مصراتة في غرب البلاد، مشيرا إلى أن الجماعات الإرهابية تحاول زعزعة الأمن في عيد الأضحى.
من جهتها، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا أنها وثقت خلال الشهر الماضي 21 حالة في صفوف المدنيين، من بينها 7 حالات وفاة، و14 حالة إصابة بجروح، خلال سير الأعمال العدائية في جميع أنحاء ليبيا، مشيرة إلى أن من بين الضحايا 6 رجال لقوا حتفهم، و13 جريحا، فيما لقي طفل واحد مصرعه وأصيب طفل آخر بجروح.
وقالت البعثة في تقرير لها إن معظم الخسائر في صفوف المدنيين وقعت بسبب المتفجرات من مخلفات الحرب (3 حالات وفاة، و6 إصابات بجروح)، يعقبها إطلاق النار (4 حالات وفاة وإصابة اثنين بجروح) ومتفجرات أخرى (6 إصابات بجروح). كما وثقت البعثة 4 حالات وفاة، و14 إصابة بجروح في بنغازي، وحالتي وفاة في الجفرة، وحالة وفاة واحدة في الزاوية.
وشملت الحالات مقتل رجلين وإصابة 5 بجروح، ومقتل طفل واحد وإصابة طفل آخر بسبب مخلفات الحرب، مما يبرهن، بحسب التقرير، على التهديدات التي تشكلها الألغام وغيرها من المتفجرات من مخلفات الحرب للمدنيين العائدين إلى ديارهم في المناطق المتضررة من النزاع، مثل منطقة الصابري. وأضافت: «يعتقد أن (مجلس شورى ثوار بنغازي) وحلفاءه، مسؤولون عن ترك الألغام وغيرها من المتفجرات من مخلفات الحرب في مناطق بنغازي الواقعة تحت سيطرتهم، مثل الصابري، قبل انسحابهم».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.