إنه لشيء رائع أن ترى فريقك وهو يحرز هدفا في الدقيقة الأولى من عمر اللقاء أو الدقيقة الأخيرة أو اللحظة الأخيرة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، أو في أي وقت من المباراة. وهناك 30 ثانية يمكنك خلالها التعبير عن سعادتك وأن تقفز وتعانق أناسا لن تعانقهم أبدا في أي مكان آخر، وأنت تبتسم وتضحك وتغني من فرط السعادة.
بالنسبة لـ99.99 في المائة من مشجعي كرة القدم حول العالم، يكون العنف بعيدا تماما عن عقولهم، فكرة القدم ليست مثل ألعاب رياضية أخرى مثل الرغبي أو الكريكيت أو التنس التي تشهد أهدافا كثيرة وبشكل مستمر، فقد نشاهد مباراة كرة قدم رائعة لمدة 90 دقيقة من دون أن يحرز الفريقان أي هدف، لذا تعد الأهداف شيئا نادرا وممتعا في كرة القدم.
أتذكر أنني صافحت أحد مشجعي نادي ميلوال بعدما تغلب فريقه على ليستر سيتي خارج ملعبه بهدف في الدقيقة 87 من عمر اللقاء، وقال لي: «إنه أفضل شعور في العالم». وقد صُدم الرجل، إذ كان يعتقد أنني قائد الشرطة المسؤول عن تأمين المباراة وأنني سأتخذ بعض الإجراءات ضده. وقبل عقود من الزمن أتذكر إنقاذ أحد زملائي من جمهور كوفنتري سيتي في مدرج سبيون كوب في ليستر، بعدما حاول وقف مشجعيهم عن ترديد كلمات إحدى الأغنيات المسيئة.
وفي الآونة الأخيرة، كان هناك شعور بالغضب بسبب الطريقة التي عومل بها جمهور مانشستر سيتي (وسيرجيو أغويرو) في بورنموث نهاية الأسبوع الماضي - بعد أن سجل رحيم ستيرلينغ هدف الفوز في الدقيقة 97 من عمر المباراة. ولكي نكون واضحين، من الخطأ أن يجتاح الجمهور أرض الملعب، لكن يجب أن ندرك أيضا أن هناك اختلافا كبيرا بين اجتياح الملعب والاحتفالات بجوار خط التماس.
ومن المثير للاهتمام دائما أن نرى رد فعل الحكام وأفراد الشرطة عندما يتم تسجيل هدف، حيث أرى في أعينهم الخوف والغضب والعدوان وأحيانا الذعر. وبالنسبة للكثيرين، يبدو أن هناك رغبة طاغية في إيقاف رد فعل بشري طبيعي تماما على أمر نادر الحدوث، بدلا من اتخاذ بضع خطوات للخلف، واستنشاق بعض الأنفاس العميقة والاتسام بالهدوء والاكتفاء بمراقبة الأوضاع ومنح الجمهور نصف دقيقة حتى تعود الأمور إلى ما كانت عليه.
وخلال تلك المدة القصيرة سوف يهدأ الجمهور، خاصة إذا لم تتفاقم الأمور بسبب تدخلات الحكام وأفراد الشرطة بلا أي داع. عندما يذهب اللاعبون إلى جمهورهم للاحتفال، فلا يتعين عليك أن تقلق، لأنه لا يوجد ما يدعو للقلق، وسوف يعود المشجعون بأمان إلى مقاعدهم في غضون دقيقة واحدة، وسوف يعود اللاعبون لمواصلة اللعب أيضا.
ويعد رد فعل الحكام وأفراد الشرطة على احتفالات الجمهور بالأهداف بمثابة مؤشر على مشكلة أكبر تتعلق بالقواعد واللوائح التي تحكم مشجعي كرة القدم، وطريقة تعامل السلطات مع الجمهور. ولا تنطبق الكثير من اللوائح إلا على مشجعي كرة القدم، وأرجوكم لا تحاولوا الادعاء بأننا جميعا نستحق ذلك، لأننا في الحقيقة لا نستحق هذا على الإطلاق.
ويجب أن نعرف أن قانون (جرائم) كرة القدم لعام 1991 قد كتب في وقت كان به بعض التحيزات الواضحة بعد كارثة هيلسبره، عندما كان الجمهور يُخدع بعناوين الصحف الكاذبة والتصور الذي كان يدعمه السياسيون في ذلك الوقت بأن جميع مشجعي كرة القدم «حثالة» للدرجة التي تجعلهم يتبلون على مشجعي الفرق المنافسة حتى بعد أن يفارقوا الحياة!
لقد تم ترسيخ هذه الأكاذيب في قانون (جرائم) كرة القدم، بشكل يجعل الحكام وأفراد الشرطة المسؤولين عن تأمين المباريات ينظرون إلى الجمهور بعين الشك والريبة والكره في جميع أنحاء البلاد. وبات يُنظر إلينا جميعا على أننا من مثيري الشغب.
في الحقيقة، تعد بعض القوانين التي تحكم كرة القدم سخيفة للغاية، علاوة على أن القواعد التي تحكم اجتياح الجمهور للملعب تتسم بأنها فضفاضة للغاية. نحن نريد أن نمنع اجتياح الجمهور للملعب، لا أن نجرم ونخنق الشخص الذي يتجاوز خط التماس ببضعة سنتيمترات أثناء احتفاله بهدف.
دعونا نتفق أيضا على أن رمي قطع معدنية يمكن أن يصيب الشخص بالعمى أو أن تسبب له إصابات خطيرة. وإذا تمكنا من معرفة الشخص الذي يرمي تلك القطع المعدنية، فأنا أرحب بقوة بتطبيق القوة الكاملة للقانون عليه. ومن الناحية الفنية، وضمن أحكام «رمي الصواريخ»، يمكن أن يكون رمي الكرة إلى داخل الملعب بمثابة جريمة جنائية. وبالتالي، ينطبق نفس الأمر على رمي الكرة للطفل الذي يحاول أن يكون أول شخص يلقي الكرة مرة أخرى إلى الملعب. وببساطة يعد تناول الكحوليات في أي مكان قريب من الملعب جريمة جنائية. كل هذا يؤكد أن تلك القواعد قد عفا عليها الزمن وباتت مثارا للسخرية.
والآن، وبعد أن تحققت العدالة الحقيقية أخيرا لضحايا كارثة هيلسبره وأسرهم، يجب مراجعة قانون (جرائم) كرة القدم وغيره من القواعد واللوائح ذات الصلة التي تنظم كرة القدم. ولا يمكن أن تستمر التناقضات في كيفية تحكم رجال الشرطة والحكام في كرة القدم. لقد آن الأوان لإجراء مراجعة وطنية مستقلة في ذلك الإطار.
أما بالنسبة لتطويق الأشخاص بالقوة - كما حدث مع المشجع على أرضية الملعب في بورنموث في نهاية الأسبوع الماضي، والذي كان أغويرو حريصا على مساعدته - فلا توجد حاجة لمراجعة القوانين أو سن قوانين جديدة في هذا الشأن، لأن البند الثالث من القانون الجنائي لعام 1967 ينص على أن القوة التي تستخدمها الشرطة، وأي شخص آخر، بما في ذلك حكام كرة القدم، يجب أن تكون منطقية في ظل الظروف المحيطة. ويجب أن تكون القوة المستخدمة متناسبة مع التهديد الذي يتم التعامل معه.
ولا يحظر استخدام التطويق (أي استخدام القوة يجب أن يكون منطقيا في الظروف المناسبة)، لكن الظروف الوحيدة التي يمكن أن تبرر التطويق هي أن يكون العنف أو الخطر الذي يتم تفاديه خطيرا للغاية بحيث يمكن تبرير التسبب في وفاة الشخص أو إصابته إصابة خطيرة.
ويجب أن نعرف أن التطويق بالقوة يمكن أن يؤدي إلى الوفاة، لذا فإن تبرير استخدامه أمر نادر الحدوث. وقد يكون تذكير أفراد الشرطة وحكام كرة القدم بهذه الحقيقة كافيا لتفادي مأساة يمكن تجنبها بسهولة.
يجب على الشرطة والحكام التوقف عن معاملة جمهور الكرة كعدو
الطريقة التي عومل بها مشجعو مانشستر سيتي في بورنموث تثير الشعور بالغضب
يجب على الشرطة والحكام التوقف عن معاملة جمهور الكرة كعدو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة