العراق يعلن خطة أمنية خشية هجمات إرهابية في عيد الأضحى

أسواق شرق الموصل تبدأ في استعادة نشاطها كما كانت قبل حقبة «داعش»

سوق لبيع الحلويات المحلية في شرق الموصل (إ.ب.أ)
سوق لبيع الحلويات المحلية في شرق الموصل (إ.ب.أ)
TT

العراق يعلن خطة أمنية خشية هجمات إرهابية في عيد الأضحى

سوق لبيع الحلويات المحلية في شرق الموصل (إ.ب.أ)
سوق لبيع الحلويات المحلية في شرق الموصل (إ.ب.أ)

دفع التخوف من حصول عمليات إرهابية تستهدف المواطنين العراقيين والبغداديين على وجه الخصوص، وزارة الداخلية العراقية وقيادات عمليات بغداد إلى وضع خطة أمنية لتغطية أيام عيد الأضحى، شملت المقابر، إلى جانب الأسواق ومدن الملاهي ودور العبادة.
وبدا أمر غريب أن تضع الدولة خطة لحماية المقابر، لكن ذلك يمكن أن يكون مرتبطا بمخاوف من استهداف المواطنين خلال زيارتهم المعتادة لأضرحة موتاهم للترحم عليهم خلال أيام العيد.
وتشير مصادر وزارة الداخلية إلى أن الوزارة، بالتعاون مع «قيادة عمليات بغداد»، ستقوم بتنفيذ الخطة المزمع تنفيذها في بغداد خلال أيام العيد. وقد بدأت الخطة فعلياً، في الساعات الماضية، موضحة أن خطة العيد الأمنية تشمل غالبية المحافظات العراقية.
وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الوزارة، أمس، أن الخطة تقوم على مجموعة محاور من خلال «تأمين الحماية لأماكن التبضع ودور العبادة والترفيه والمقابر في بغداد». وأضاف أن الخطة شملت «منع مرور الدراجات النارية والعربات في الأماكن المزدحمة، وتتولى هذه المهمة مفارز أمنية خاصة، كما تشمل إغلاق بعض الطرق خلال أيام العيد. وتابع أن الطرق التي سيتم غلقها في جانب الرصافة من بغداد هي طريق الذهاب من جسر شارع فلسطين باتجاه طريق القناة الموازي لمدينة ألعاب بغداد. كذلك ستقوم الجهات الأمنية بغلق جانبي الطريق في منطقة الكرادة الممتد من ساحة كهرمانة إلى منطقة الجادرية، وإغلاق شارع الكورنيش في حي الأعظمية.
وفي جانب الكرخ، ستعمد القوات الأمنية إلى غلق تام لـ«طريق مول المنصور، الممتد من تقاطع أبو جعفر المنصور إلى تقاطع الرواد، بسبب الزخم البشري الذي سيشهده الشارع واحتمال تعرضه لهجمات إرهابية، وكذلك قطع طريق حديقة الزوراء».
وأكد المتحدث باسم الداخلية اشتراك عناصر نسائية في تفتيش الحقائب النسوية والعوائل. كما ستستعين القوات الأمنية بالكلاب البوليسية لأغراض التفتيش.
على صعيد آخر، كتبت وكالة «رويترز» أن أسواق شرق الموصل عادت إلى سابق عهدها، إذ اكتظت بالزائرين مع استعداد سكانها للاحتفال بعيد الأضحى الذي يأتي بعد استعادة المدينة من قبضة مقاتلي «داعش». وبدأ الناس في التدفق ببطء عائدين إلى منازلهم التي كانوا هجروها خلال تسعة شهور من الحرب بين قوات الحكومة العراقية والمتشددين، آملين في استعادة نمط حياتهم اليومي الذي اعتادوا عليه على مدى سنوات سبقت سقوط المدينة في قبضة «داعش».
وقال أحد السكان، ويدعى باسم محمد، إن العيد هذا العام أفضل من العام الماضي إذ تم طرد «داعش» وصار بإمكان الناس الاحتفال من جديد.
وتقدر الأمم المتحدة التكلفة المبدئية لإعادة إعمار الموصل بما يزيد على مليار دولار.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.