تونس: «النهضة» حددت قوائم مرشحيها للانتخابات البلدية وحزب معارض يقود حملة توقيعات لـ«عزل السبسي»

TT

تونس: «النهضة» حددت قوائم مرشحيها للانتخابات البلدية وحزب معارض يقود حملة توقيعات لـ«عزل السبسي»

حددت حركة «النهضة» الإسلامية قوائم مرشحيها للانتخابات البلدية التونسية المقبلة التي ستقدم فيها مرشحين في كل الدوائر، وهو أمر سيقوم به أبضاً حزب «النداء» الليبرالي، لتكون المواجهة واضحة وشاملة بين هذين الحزبين المتنافسين اللذين يشكلان في الوقت ذاته عماد الحكومة الائتلافية الحالية. وجاء هذا الحراك الانتخابي في وقت أكد فيه حسان الحناشي، الأمين العام لحزب «تيار المحبة» الذي يتزعمه الإعلامي التونسي المقيم في لندن الهاشمي الحامدي، أن حزبه الذي يقبع في صفوف المعارضة أطلق عريضة إلكترونية لسحب الثقة من رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي على خلفية اقتراحه مبدأ المساواة بين المرأة والرجل في الميراث وجواز زواج المسلمة بغير المسلم.
وقال الحناشي، على هامش أشغال المجلس الوطني لحزب «تيار المحبة» الذي انعقد نهاية الأسبوع المنقضي، في دورة عادية أولى بعد المؤتمر الأول للحزب، إن عدد الموقعين على عريضة سحب الثقة من رئيس الجمهورية بلغ نحو 126 ألف تونسي بينهم قرابة 47 ألفاً عبّروا عن «وقوفهم ضد تصريحات السبسي» حول الميراث والزواج بغير المسلم. وأضاف: «هذا أمر مرحب به من قبل الحزب».
وناقش «تيار المحبة» في اجتماع مجلسه الوطني الخطوات المقبلة التي سيعتمدها للتصدي لمبادرة السبسي، كما ناقش نشاط الحزب في الولايات (المحافظات) واستمع إلى تقرير من المكتب التنفيذي والمنسقين على مستوى الجهات. وبشأن أهم القرارات التي اتخذها المجلس، أكد الحناشي في تصريح صحافي تشكيل لجنة قانونية للنظر في الصيغ الدستورية الممكنة لـ«عزل» قائد السبسي. وأعلن، بالمناسبة ذاتها، دعوة ممثلين عن الجهات إلى تنظيم احتجاج حاشد أمام قصر قرطاج في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وكان «تيار المحبة» المنبثق عن حزب «العريضة الشعبية» الذي حقق نتائج غير متوقعة في انتخابات المجلس التأسيسي (البرلمان) سنة 2001 بحصده نحو 26 مقعداً برلمانياً من إجمالي 217 مقعداً، قد أعلن نهاية يوليو (تموز) الماضي عن مقاطعة الانتخابات البلدية المقرر إجراؤها يوم 17 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وأشار كذلك إلى أنه سيعتمد «الطرق السلمية والديمقراطية» لحث التونسيين على عدم المشاركة في هذه المحطة الانتخابية.
في السياق ذاته، أعلن حزب «حركة النهضة» الإسلامي المشارك في الائتلاف الحاكم عن تشكيل كافة لوائحه الانتخابية المتعلقة بالانتخابات البلدية المقبلة. وأكد أن الدفعة الأولى من فعاليات الجلسات الانتخابية مخصصة لتشكيل قوائم «النهضة» للانتخابات البلدية في 16 ولاية (محافظة)، حيث عقدت 56 جلسة انتخابية من أجل انتخاب 1095 مرشحاً. أما الدفعة الثانية من الجلسات الانتخابية فقدر عددها بنحو 300 جلسة من أجل اختيار 7184 مرشحاً للمحطة الانتخابية المفضية إلى تنفيذ آلية الحكم المحلي.
وأكدت قيادات من «النهضة» في تصريحات لوسائل الإعلام أن الحزب الذي سيغطي كل الدوائر الانتخابية، يحرص على أن تفضي هذه الجلسات الانتخابية إلى تعزيز دور المرأة والشباب وفتح المجال للمستقلين بالتناصف مع المنخرطين للترشح على قوائم الحركة في الانتخابات البلدية.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.