صفقة تبادل أسرى بين النظام و«جيش الإسلام»

إطلاق درزيين من سجون «جبهة النصرة»

TT

صفقة تبادل أسرى بين النظام و«جيش الإسلام»

استكمل «جيش الإسلام»، أكبر الفصائل العسكرية المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق، صفقة تبادل أسرى مع قوات النظام السوري، شملت 50 رهينة من الطرفين، بينهم شخصان يتبعان طائفة الموحدين الدروز كان «جيش الإسلام» حررهما من الاعتقال لدى تنظيم «جبهة النصرة» في أبريل (نيسان) الماضي.
ورغم أن الشخصين الدرزيين اللذين يتحدران من محافظة السويداء جنوب سوريا، أفرج عنهما ضمن الصفقة، فإن مفاوضات الإفراج عنهما كانت منفصلة عن الآخرين الذين ضمتهم الصفقة، بحسب ما قال منسق الإفراج عنهما مجدي مصطفى نعمة لـ«الشرق الأوسط»، مشدداً على «أنني كنت المنسق بين جيش الإسلام والإعلامي فيصل القاسم للإفراج عن الشخصين الدرزيين، ولم أكن على إلمام بكامل الصفقة».
وأوضح نعمة أن السيدة الدرزية المختطفة اعتدال هاني عيد والدرزي سلامة شنّان اللذين تم الإفراج عنهما «كانا مخطوفين في سجون (جبهة النصرة) في الغوطة الشرقية لدمشق»، موضحاً أن «جيش الإسلام» حررهما في أبريل الماضي «إثر سيطرته على مقرات النصرة في الغوطة خلال هجوم كبير نفذه في ذلك الوقت». وقال: «قاد الصليب الأحمر والهلال الأحمر ثلاث مرات، منذ مايو (أيار) الماضي، وساطات لتحرير السيدتين، لكن النظام السوري كان يعرقل الأمر»، لافتاً إلى أن جيش الإسلام «اضطر إثر المحادثات الأخيرة لتنفيذ وساطته، إلى الإفراج عنهما ضمن الصفقة كي يعودوا إلى ديارهم».
وكانت اعتدال، وهي درزية من قرية المجدل بريف السويداء، تم اختطافها من قبل مجهولين قبل عامين، أثناء ذهابها من مدينة جرمانا إلى دمشق، بحسب اللجنة الوطنية للمحافظة على السلم الأهلي وتحرير المختطفين والرهائن.
ولم يصدر أي تعليق من النظام السوري أو منظمة الصليب الأحمر حول ظروف تحرير الرهينتين، فيما أعلن النظام و«جيش الإسلام»، كل من جانبه، تنفيذ صفقة لتبادل الأسرى.
وأفادت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام، بأنه تم الإفراج عن 14 مخطوفا من سجون «جيش الإسلام»، الذي يتخذ من مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق معقلا له، عبر مبادلتهم بأسرى تابعين لهذا الفصيل المسلح كانوا في السجون السورية.
وضمت دفعة المخطوفين المحررين 3 ضباط و5 متعاقدين في صفوف الجيش السوري و6 نساء، جميعهم اختطفوا منذ ما يقارب الأربع سنوات، بحسب مصادر.
من جهته، قال: «جيش الإسلام»، في بيان، إنه «تمكّن من تحرير 36 أسيراً من سجون النظام بينهم أطفال ونساء، وذلك من خلال عملية تبادل للأسرى أفرج فيها عن 11 أسيراً للنظام».
وقال «جيش الإسلام» إن الصفقة تمّت على دفعتين بعد عصر أمس عبر معبر المخيم المؤدي إلى ضاحية الإسكان، لافتاً إلى إطلاق النظام سراح 14 طفلاً و10 نساء و12 رجلاً من أبناء حي برزة الدمشقي والغوطة الشرقية، ممن اعتقلهم النظام «في حملته الأخيرة لتهجير أهالي بلدتي برزة والقابون». ووصف الجيش هذه العملية بأنها «أكبر عملية تحرير أسرى في صفقة تبادل واحدة شهدتها الغوطة الشرقية منذ عدة سنوات».
يذكر أن «جيش الإسلام» عقد عدة صفقات لتبادل الأسرى، كان آخرها تحرير 3 أسرى له لدى الجيش السوري النظامي، بعد نحو 5 سنوات من أسرهم.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.