رغم المخاوف... خبراء كرويون يرشحون الهلال والأهلي للتأهل آسيوياً

توصيات بالتركيز على الجانب النفسي قبل مواجهات إياب ربع النهائي

إدواردو مهاجم الهلال يسدد الكرة وسط مضايقة عموري لاعب العين (تصوير: بدر الحمد)
إدواردو مهاجم الهلال يسدد الكرة وسط مضايقة عموري لاعب العين (تصوير: بدر الحمد)
TT

رغم المخاوف... خبراء كرويون يرشحون الهلال والأهلي للتأهل آسيوياً

إدواردو مهاجم الهلال يسدد الكرة وسط مضايقة عموري لاعب العين (تصوير: بدر الحمد)
إدواردو مهاجم الهلال يسدد الكرة وسط مضايقة عموري لاعب العين (تصوير: بدر الحمد)

أجمع خبراء كرويون على أن حظوظ ممثلي الكرة السعودية في دوري أبطال آسيا الحالي (الهلال والأهلي) لعبور ربع النهائي كبيرة جدّاً، رغم عدم نجاح أي منهما في الفوز في مباراتي الذهاب ضد فريقي العين الإماراتي وبيرسبوليس الإيراني، وخروجهما بالتعادل في المباراتين اللتين أقيمتا في العين ومسقط.
وقال رئيس لجنة المدربين الوطنين بالاتحاد السعودي لكرة القدم محمد الخراشي إن الحظوظ كبيرة جدّاً في التأهل للأهلي والهلال، خصوصاً أن كسب نقطة على أرض الفريق الخصم يمثل هدفاً رئيسياً ومهماً، وإن كانت الظروف تسير نحو تحقيق نتائج أفضل في الذهاب.
وأضاف: «كان الهلال قادراً على الظفر بنتيجة أفضل وتحصل على كثير من الفرص السانحة وأهمها فرصة البرازيلي (ماتياس بريتوس)، كما أنه أكمل المباراة مكتمل الصفوف، في وقت فقد فيه الفريق الإماراتي أحد مدافعيه في الشوط الثاني ولكن الأداء الفني مطمئن إلى حد كبير، مع وجود أخطاء يتوجب عدم التغاضي عنها حصلت في مباراة الذهاب ويجب أن تحل في مباراة الإياب».
وبيَّن أن التعادل على أرض الفريق الخصم يعني أن الحظوظ أوفر في لقاء الرد على اعتبار أن الظروف ستكون أفضل، خصوصاً أن الهلال لم يتلقَّ أي هدف في المباراة، لكنه في المقابل لم يسجل أي هدف، وهذا ما يجعل هناك مخاطر عالية في مباراة الإياب، وتحديداً إذا نجح فريق العين في تسجيل أي هدف، حينها سيكون الهلال ملزماً بالفوز بأي نتيجة من أجل العبور حيث لن يكفيه حينها التعادل بل إنه سيخدم فريق العين.
وأشار إلى أن مدرب الهلال أخطأ في خياراته الأجنبية تحديدا مع اللاعب ماتياس الذي لم يوفَّق في تسجيل فرصة محققة للتسجيل، حيث كان من المفترض منح الفرصة للاعبين أفضل منه وأكثر فائدة منه.
ولم تقتصر الأخطاء من دياز على إشراك ماتياس، بل إن هناك أخطاء حصلت في الجانب الفني وعدم القدرة على استغلال النقص الذي كان عليه الفريق الإماراتي بعد طَرْد أحد لاعبيه، ومن هنا يتوجب السعي لتصحيح كثير من الأخطاء الفنية من المدرب واللاعبين قبل جولة الرد.
وشدد الخراشي على ضرورة العمل على الجانب النفسي على اعتبار أنه يمثل أهمية بالغة، خصوصاً أن كل الترشيحات باتت تصب في صالح الفريق، وأنه سيكون في قمة توهُّجِه بدعم جماهيره الغفيرة في الرياض، ولذا يجب على اللاعبين عدم الالتفاف لكل ما يدور حولهم والتركيز على أرض الملعب لأنه دون الجهود البدنية والفنية قد تنقلب الأمور رأساً على عقب ويكون الفريق الإماراتي الذي لا يستهان به حاضراً بشكل أفضل في الإياب، ويسيِّر الأمور كما يريد إذا لم يعطِ لاعبي الهلال الأهمية القصوى والتركيز الكامل في المباراة.
وتطرق إلى وضع فريق الأهلي معتبرا أنه قدم شوطاً قوياً وخرج متقدماً، ولكن هناك الكثير من الأخطاء التي حصلت فقدها الفريق وكانت في متناول اليد، مما كان سيريح الأهلاويين كثيرا في جولة الإياب.
وبيَّن أن مدرب الأهلي أخطأ كذلك في الاستغناء عن ليوناردو الذي أبدع، فيما كان خروج الهداف عمر السومة إجباريّاً كما يتضح ولكن في النهاية لا تُعتَبَر النتيجة سيئة.
وأكد أن الأهلي وُفِّق في التسجيل في خارج ملعبه (هدفين)، وهذا سيكون مساعداً له في الإياب وإن كان مجبورا على خوض المباراة في أرض محايدة مع الفريق الإيراني الذي لم يظهر على أنه ذلك الفريق القوي القادر على العبور على حساب الأهلي.
واعترف أن مدرب الأهلي يحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على وضعه ولكن من المهم أن يكون هناك تصحيح عاجل للأخطاء التي حصلت بعد الهدفين حتى لا تتكرر في الإياب.
من جانبه، قال المدرب يوسف عنبر مساعد مدرب المنتخب السعودي وعضو اللجنة الفنية للمدربين باتحاد الكرة إن حظوظ الهلال والأهلي وافرة جدا للعبور للدور نصف النهائي ومن ثم تأهل أحدهما للنهائي.
وأضاف: «يمكن القول إن الفريقين فَرَّطا بنتائج أفضل مما تحقق في جولة الذهاب، ولكن ما دامت الفرص قوية، فيجب العمل على تعزيز المعنويات وتصحيح الأخطاء التي حصلت، خصوصا أن الهلال أظهر شجاعة قوية وهو يواجه العين الإماراتي على أرضه، وكان واثقاً كما هو معتاد منه كفريق كبير وقوي ومنافس ولم يظهر تأثره بغياب عناصر ذات ثقل كبير عن التشكيلة مثل نواف العابد وغيره من اللاعبين».
وأكد أن الهلال فرط في فوز قريب، خصوصاً بعد طرد اللاعب الإماراتي، ولكن ضاعت عدد من الفرص السانحة حتى قبل الطرد من بينها فرصة ماستوس التي لا تضيع.
وشدد على أن الهلال سيكون مدعوما بشكل مؤكد بجماهير كبيرة ومن المهم أن يتم استغلال عاملي الأرض والجمهور للفوز.
أما في جانب الأهلي فكما تابع الجميع، فقد فرط الفريق في فوز سهل وتقدم بهدفين ولكن الأخطاء التي حصلت كلفته كثيرا وخرج بنقطة التعادل في وقت كان يمكنه حصاد كل إيجابيات المباراة.
وأشار إلى أن الفريقين يملكان القوة والقدرة على العبور وإن كانت ظروف الأهلي ليست مشابهة للهلال، لكونه سيلعب أيضاً خارج أرضه، ولكن تسجيله هدفين في المباراة المحسوبة على أرض الفريق الإيراني يجعل حظوظه أفضل بكون التعادل حتى بهدف لهدف يؤهله.
وختم العنبر بالقول: «خوض كل فريق جولتين في بطولة الدوري السعودي للمحترفين أضعف الأعداد نسبيا، ولكن بكل تأكيد بعد أن يخوض اللاعبين مباراة دولية مع المنتخب السعودي وكذلك في ارتفاع درجة الانسجام ستجعلنا موعودين بإذن الله بشهر سبتمبر (أيلول) جميل وتاريخي من خلال المنتخب السعودي ووصوله للمونديال وعبور الفريقين السعوديين للدور نصف النهائي في البطولة القارية».
أما المدرب الوطني حمد الدوسري فشدد على ضرورة أن يسعى مدربا الفريقين الهلال والأهلي إلى عدم المجازفة بالهجوم والتعجل لحسم النتيجة في مباراتي الرد لأن ذلك سيكلف الفريقين كثيرا كما تعلمنا من التجارب.
وبين أن التدخلات الفنية للمدربين كانت متباينة حيث كان مدرب الهلال تعامله أفضل نسبيا حيث أفادته بشكل واضح الفترة التي قضاها وإن كان يعاب عليه الخيارات الأجنبية والتعامل مع بعض ظروف المباراة وخصوصا بعد طرد اللاعب الإماراتي.
أما مدرب الأهلي فقد ظهر عليه عدم قدرته على تقدير قدرات لاعبيه بعد التقدم حيث كان يلزمه التحصين الدفاعي المنظم بعد التقدم بهدفين ولكن بكل تأكيد يحتاج المدرب فترة إضافية من أجل أن يقدم الفريق بشكل أفضل.
وأشار إلى أن العناصر لدى الفريقين الهلال والأهلي مميزة وهذا ما يجعل التفاؤل كبيرا بأن يعبر الفريقان سويا للدور نصف النهائي واستغلال إيجابية مباراتي الذهاب.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».