فرص برايتون في البقاء بالدوري الممتاز لا علاقة لها بالمال

المبالغ الباهظة التي تم إغداقها لضم لاعبين لا تعني أن مفتاح النجاح يمكن شراؤه بصفقات خيالية

روسينيور (كاتب هذا المقال) لعب في الدوري الممتاز مع فولهام وريدينغ وهال سيتي والآن مع برايتون
روسينيور (كاتب هذا المقال) لعب في الدوري الممتاز مع فولهام وريدينغ وهال سيتي والآن مع برايتون
TT

فرص برايتون في البقاء بالدوري الممتاز لا علاقة لها بالمال

روسينيور (كاتب هذا المقال) لعب في الدوري الممتاز مع فولهام وريدينغ وهال سيتي والآن مع برايتون
روسينيور (كاتب هذا المقال) لعب في الدوري الممتاز مع فولهام وريدينغ وهال سيتي والآن مع برايتون

هل تعتقد أن الدوري الإنجليزي الممتاز البطولة الأصعب على مستوى العالم؟ في الواقع، هذا ما يكرره الكثيرون، وهو أمر يمكن تفهمه تماماً بالنظر إلى مستوى أداء الفرق الكبرى المشاركة بالبطولة، والتنامي المستمر في قيمة صفقات الانتقال وأجور اللاعبين وتسلط مختلف وسائل الإعلام عبر أنحاء العالم المختلفة عليه.
إلا أن السؤال هنا: هل هذا حقيقي؟ لا أعتقد ذلك. في الواقع، أنا عدت منذ فترة وجيزة إلى الدوري الممتاز مع برايتون، وعلى امتداد جزء كبير من الصيف كنت أواجه هذه التساؤلات: «كيف ستتكيف مع الدوري الممتاز؟». «كم عدد اللاعبين الجدد الذين تحتاج إليهم لتنجح؟». «كم حجم الأموال التي ستحتاج لإنفاقها كي تتمكن من المنافسة في المستوى الجديد من بطولة الدوري؟».
إذن، دعونا نطرح سؤالاً أساسياً هنا: ما وجه الاختلاف الرئيسي بين دوري الدرجة الثانية (تشامبيونشيب) والدوري الممتاز؟ وهل الفجوة بينهما بمثل هذه الضخامة حقاً؟ حقيقة الأمر، لقد قضيت كل مسيرتي المهنية تقريباً بين النصف الأدنى من الدوري الممتاز والنصف الأعلى من دوري الدرجة الثانية. وعليه، أرى أنني أملك خبرة جيدة في البطولتين والسمات اللازمة للنجاح بكل منهما. في الواقع، قد تثير وجهة نظري دهشة الكثيرين داخل وخارج لعبة كرة القدم، لكن يمكنني إيجازها ببساطة على النحو التالي: إنني أرى أن كرة القدم بالدوري الممتاز أسهل عن دوري الدرجة الثانية.
عند الحديث من منظور لاعب وفيما يتعلق بالجانب البدني، نجد أن طبيعة دوري الدرجة الثانية، بجانب أنه يتضمن 8 مباريات إضافية، وغالباً ما يعتمد على فرق أصغر بكثير، فإن هذا كله يجعل منه البطولة الأشد صعوبة. وغالباً ما لا تجد الفرق وقتاً للاستعداد فيما بين المباريات، ذهنياً وبدنياً. ودائماً ما تجد نفسك تلعب في ظل ظروف يغلب عليها الإرهاق والإنهاك والضغط العصبي الشديد بسبب العدد الضخم للمباريات.
وإذا كنت لاعب كرة قدم ماهراً فنياً، فإنك ستجد مباريات الدوري الممتاز أكثر اتساقاً مع سماتك، ذلك أن القدرة على قراءة المباريات على الوجه الصحيح والتمركز في المكان المناسب يحملان القدر ذاته من الأهمية مثل القوة البدنية. ويمكنك أن تضيف إلى ذلك أن جدول مباريات الدوري الممتاز نادراً ما يتضمن مباريات في منتصف الأسبوع، مما يمنح الفرق واللاعبين الوقت الكافي للتعافي من إرهاق المباراة السابقة والتكيف تكتيكياً مع الأخرى التالية.
كما أنه من واقع خبرتي أرى أن الفارق في مستوى جودة الأداء بين فرق النصف الأسفل من الدوري الممتاز والنصف الأعلى من دوري الدرجة الثانية أقل بكثير عما يسود الاعتقاد. في الواقع، إن الآراء المتعلقة بهذه المقارنة كثيراً ما تقع ضحية لتأثيرات خارجية، مثل الأجور المبالغ فيها وصفقات انتقال اللاعبين الضخمة وزيادة مستوى الاهتمام الإعلامي. إلا أنه إذا فكرت ذات يوم في الجلوس وتحليل مباراة، مثلاً، بين واتفورد وبيرنلي من الموسم الماضي، فهل ستجد أنها أعلى بكثير من حيث مستوى جودة الأداء عن مباراة بين شيفيلد وينزداي وفولهام؟ حقيقة الأمر من واقع خبرتي الشخصية، أؤكد أن الفارق سيكون بالغ الضآلة على أفضل تقدير.
الحقيقة أنني أرى أن الأموال الهائلة التي يجري الحديث عنها في سوق انتقالات اللاعبين الحالية التي تعاني من تضخم شديد، أعمت أنظار الغالبية عن تقييم مستوى أداء فرق الدوري الممتاز، خصوصاً بالمقارنة بفرق دوري الدرجة الثانية.
الواضح أن الفرق السبع الأولى بالدوري الممتاز تفصلها مسافة شاسعة من حيث مستوى أداء وحجم الفرق عن الأندية الأخرى التي تليها. وفي الموسم الماضي عندما أنهى إيفرتون الموسم في المركز السابع وساوثهامبتون في المركز الثامن، كانت الفجوة بين الفريقين هائلة... 15 نقطة، بينما الفارق بين المركز الثامن وواتفورد الذي جاء في المركز الـ17 كان 6 نقاط فحسب. وفي رأيي، فإن هذه الأرقام تطرح تقييماً أكثر واقعية بكثير عن مدى قرب معظم الأندية من منطقة الهبوط، وكيف أن المسافات بين الأندية في النصف الأسفل من الدوري الممتاز متقاربة للغاية.
إن القول إن الصعود إلى الدوري الممتاز يشكل نقلة كبرى، يمكن تفهمه، خصوصاً أن هذا الصعود يعني الوقوف أمام فرق كبرى مثل تشيلسي وآرسنال ومانشستر يونايتد وما إلى غير ذلك. إلا أن هذه المباريات ليست المقياس الحقيقي الذي ينبغي تقييم فرق مثل برايتون بناءً عليه. الحقيقة أن النجاح بالنسبة لنا هذا العام يتمثل في كسر حاجز الـ40 نقطة والاحتفاظ بمشاركتنا في الدوري الممتاز للموسم التالي.
ويتطلب ذلك بدوره منا التنافس بقوة أمام فرق مثل بورنموث وبيرنلي وواتفورد. ولا يعني ذلك أنه يتحتم علينا إنفاق أكثر عن 20 مليون جنيه إسترليني لضم لاعب كي يضمن لنا الوصول لأهدافنا هذا الموسم. في الواقع، امتلاك روح معنوية قوية وهيكل متناسق داخل الفريق يحمل أهمية أكبر بكثير، على جميع المستويات.
الواضح أن المبالغ المالية غير المنطقية التي شهدنا إغداقها على لاعبين هذا الصيف تسببت في تعزيز الفكرة المشوهة القائلة إن المفتاح للنجاح يكمن في إغداق أموال أكبر في سوق الانتقالات. والملاحظ أن ثمة شغفاً جنونياً بات مهيمناً على الساحة الكروية تجاه قيمة صفقات انتقالات اللاعبين من نادٍ لآخر وأجورهم. ويتعين الأخذ في الاعتبار كذلك زيادة عائدات البث التلفزيوني، وحينها ستتجلى حقيقة بسيطة مفادها أن كرة القدم ليست سوى سوق تجارية نشطة.
وإذا كانت أسعار اللاعبين ارتفعت، فذلك لأن السوق فرضت ذلك، وليس لأن مستوى جودة أداء اللاعب ومهاراته تتناسب مع المبلغ المعلن. ومع أنه من الطبيعي أن يشعر مشجعو نادٍ ما بالقلق لدى وقوف فريقهم في مواجهة آخر أنفق ملايين الجنيهات على ضم عناصر جديدة، تظل الحقيقة المؤكدة أن جمال هذه الرياضة الرائعة يكمن في أنها مواجهة بين فريقين كل منهما يتألف من 11 لاعباً. ونحن في برايتون سنحرص كل الحرص على وضع هذا الأمر نصب أعيننا طوال الوقت.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».