تطبيق إلكتروني يساعد في علاج المراهقين المصابين بارتجاج في المخ

منذ عام 2005 تضاعفت معدلات الإصابة بارتجاج المخ (موقع جامعة ولاية أوهايو الأميركية)
منذ عام 2005 تضاعفت معدلات الإصابة بارتجاج المخ (موقع جامعة ولاية أوهايو الأميركية)
TT

تطبيق إلكتروني يساعد في علاج المراهقين المصابين بارتجاج في المخ

منذ عام 2005 تضاعفت معدلات الإصابة بارتجاج المخ (موقع جامعة ولاية أوهايو الأميركية)
منذ عام 2005 تضاعفت معدلات الإصابة بارتجاج المخ (موقع جامعة ولاية أوهايو الأميركية)

ابتكر فريق من الباحثين بمركز ويكسنر الطبي التابع لجامعة ولاية أوهايو الأميركية، بالاشتراك مع الباحثة الأميركية جين مكجونيجال من معهد دراسات المستقبل تطبيقاً إلكترونياً علاجياً يمكن تنزيله على الهواتف والأجهزة الإلكترونية الذكية للمساعدة في علاج المراهقين المصابين بارتجاج في المخ.
وعلى الرغم من أن المصابين بارتجاج في المخ عادة ما يتم توصيتهم بتجنب القراءة ومشاهدة التلفزيون أو استخدام الأجهزة المحمولة لحين استكمال شفائهم، أثبتت التجارب أن استخدام هذا التطبيق الإلكتروني مرة واحدة يوميّاً، بالتزامن مع باقي الإجراءات الطبية المتبعة، يساعد في تحسين الأعراض المرضية بشكل أكبر من الاكتفاء باتباع الإجراءات العلاجية التقليدية وحدها.
وفي إطار التجربة، تمت الاستعانة بمجموعة تضم 19 مراهقاً من المصابين بارتجاجات في المخ، واستخدام الأساليب التقليدية في علاج الأعراض المرضية التي ما زالت تلازمهم بعد ثلاثة أسابيع من الإصابة في الرأس، فيما تم الاستعانة بمجموعة تجريبية أخرى والسماح لهم باستخدام التطبيق الإلكتروني الجديد الذي يحمل اسم «سوبر باتر».
ونقل الموقع الإلكتروني الأميركي «ساينس ديلي» المعني بالأبحاث العلمية والتكنولوجيا عن الباحثة ليزا ورثن تشاودهاري المتخصصة في إعادة التأهيل بمركز ويكسنر الطبي قولها: «وجدنا أن الدمج بين استخدام التطبيق الإلكتروني الذي يعتمد على آليات الألعاب الاجتماعية، وسرد القصص البطولية بالتكامل مع أساليب الرعاية الصحية التقليدية يساعد في تحسين حالة المراهقين الذين يعانون من أعراض مستمرة للإصابة بارتجاج المخ».
ومن بين أعراض الإصابة بارتجاج في المخ الصداع والاكتئاب واضطرابات النوم والإجهاد والتوتر والدوار وصعوبة التركيز والحساسية تجاه الضوء والضوضاء مع اضطراب الوظائف الذهنية للمريض.
ومن خلال تطبيق «سوبر باتر» يتم توصيف هذه الأعراض المرضية باعتبارها شخصيات شريرة، في حين يتم عرض التوصيات الطبية مثل النوم وارتداء النظارات الشمسية، واتباع الخطة العلاجية باعتبارها عناصر قوة، ويقوم المشاركون في التطبيق بدعوة هذه العناصر لمساعدتهم في التغلب على الشخصيات الشريرة أو الأعراض المرضية خلال اللعبة الإلكترونية.
ويقول الطبيب كيلسي لوجان مدير قسم الطب الرياضي في مستشفى سينسناتي للأطفال: «منذ عام 2005، تضاعفت معدلات الإصابة بارتجاج المخ بين الرياضيين في المدارس الثانوية»، مشيراً إلى أن الشباب بصفة خاصة معرضون لمخاطر هذه الإصابة.
وأكد لوجان الذي شارك في إجراء التجارب أن «الجمع بين استخدام تطبيق (سوبر باتر)، وأساليب الرعاية الطبية التقليدية يبدو أنه يساعد في تحسين النتائج ويفتح مجالاً للتفاؤل أمام الشباب الذين يعانون من أعراض مرضية مستعصية جراء الإصابة بارتجاجات في المخ».



مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إنّ جهود استعادة القطع الأثرية من آيرلندا استمرّت طوال عام ونصف العام، وأوضحت في بيان، الجمعة، أنّ «القطع الأثرية التي استُردَّت من جامعة (كورك) الآيرلندية، هي مومياء مصرية وعدد من الأواني الفخارية والقطع الأثرية الأخرى، والجامعة أبدت تعاوناً كبيراً في تسهيل إجراءات إعادتها».

وتمثّل القطع المُستعادة حقبة مهمّة من التاريخ المصري القديم، وجزءاً من التراث الثقافي المصري الذي يحظى باهتمام الجميع، ومن المقرَّر عرضها في المتاحف المصرية، وفق بيان «الخارجية».

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، أنّ «استرداد هذه القطع جاء وفقاً للاتفاق الثنائي الموقَّع مؤخراً بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة (كورك) الآيرلندية»، مشيراً في بيان لوزارة السياحة والآثار، إلى أنّ الجامعة كانت قد حصلت عليها بين الأعوام 1920 و1930؛ ومن بينها تابوت خشبي ملوَّن بداخله بقايا مومياء ومجموعة من الأواني الكانوبية المصنوعة من الحجر الجيري بداخلها أحشاء المتوفّى.

القطع الأثرية المُستردّة تعود إلى حقب تاريخية مهمّة (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، كشف مدير الإدارة العامة لاسترداد الآثار، المُشرف على الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية، شعبان عبد الجواد، عن أنّ «الأواني الكانوبية التي استُردَّت لكاهن يُدعى (با ور)، من الأسرة 22 من العصر المتأخر؛ كان يحمل ألقاباً من بينها (حارس حقول الإله). أما التابوت الخشبي فهو من العصر الصاوي لشخص يُدعى (حور)، وكان يحمل لقب (حامل اللوتس)؛ وتوجد بداخله بقايا مومياء وعدد من أسنانها»، وفق بيان الوزارة.

وأعلنت مصر، في وقت سابق، استرداد أكثر من 30 ألف قطعة أثرية من 2014 حتى أغسطس (آب) 2024، كما استُردَّت أخيراً 67 قطعة أثرية من ألمانيا. وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت في يناير (كانون الثاني) 2023 استرداد 17 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية، أبرزها «التابوت الأخضر».

في هذا السياق، يرى عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير، أنّ «استعادة القطع الأثرية والمومياوات فرصة لإثراء بحثنا الأثري والتاريخي، إذ تساعدنا في الكشف عن جوانب جديدة من التاريخ المصري»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المقتنيات توفّر رؤى قيّمة حول أساليب الدفن والعادات الثقافية القديمة التي كانت جزءاً من الحياة اليومية للمصريين القدماء».

ويعدُّ عبد البصير هذه الاستردادات إسهاماً في تعزيز الهوية الوطنية، إذ تُساعد في الحفاظ على التراث الثقافي من أجل الأجيال القادمة، مؤكداً أنّ «وزارة الخارجية المصرية تلعب دوراً حيوياً في استرداد الآثار من خلال التفاوض مع الدول الأجنبية والتنسيق الدبلوماسي للوصول إلى حلول تفاوضية تُرضي الأطراف المعنيّة»، لافتاً إلى أنّ استرداد القطع يأتي بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري إلى آيرلندا؛ مما يؤكد اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها باسترداد آثار مصر المُهرَّبة من الخارج.

قطع متنوّعة من الآثار استردّتها مصر من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

«وتسهم الاتفاقات الثنائية التي تعقدها مصر مع الدول في استعادة الآثار؛ منها 5 اتفاقات لمكافحة تهريبها والاتجار في الآثار المسروقة مع سويسرا وكوبا وإيطاليا وبيرو وكينيا»، وفق عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، الخبير الآثاري الدكتور عبد الرحيم ريحان، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «العلاقات القوية بين مصر وآيرلندا منذ تولّي الرئيس السيسي الحُكم أسهمت في استعادة هذه الآثار»، مشيراً إلى أنّ «مصر استعادت نحو 30 ألف قطعة أثرية منذ تولّيه الرئاسة، من الولايات المتحدة الأميركية، وإنجلترا، وفرنسا، وإسبانيا، وهولندا، وكندا، وألمانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، وسويسرا، ونيوزيلندا، وقبرص، والإمارات، والكويت، والأردن».

ويتابع: «جاء ذلك بعد جهود حثيثة من إدارة الآثار المُستردة بالمجلس الأعلى للآثار، وبمتابعة مستمرّة لكل المزادات العلنية، وكل ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر وكالات الأنباء الدولية عن الآثار المصرية المنهوبة، وعن طريق مفاوضات مثمرة، بالتعاون بين وزارات السياحة والآثار والخارجية والداخلية في مصر».