إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

فشل الكليتين
لماذا تتورم الساقان في حالة فشل الكليتين؟
فاتن أ. - مكة المكرمة.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول إصابة والدتك بضعف في عمل الكليتين نتيجة لتقدم حالة مرض السكري لديها، وحصول تورم وتجمع سوائل في الجسم لديها وخاصة في الساقين. ولاحظي أن تجمع السوائل في الساقين لدى مرضى ضعف الكلى له سببان، الأول ضعف عمل الكليتين في التعامل مع حفظ البروتينات في الدم، وبالتالي حصول تسريب وخروج البروتينات مع البول بكميات عالية، أو ما يُعرف لدى البعض بـ«زلال البول». والسبب الثاني هو ضعف عمل الكليتين نفسها في التعامل مع الماء والأملاح.
وفي حالة السبب الأول، لاحظي أن الكليتين يدخل إليهما الدم كي تتم تنقيته وتصفيته من عدد من المواد الكيميائية التي تضر بالجسم لو تراكمت فيه، كما أن الكليتين تعملان على حفظ التوازن في الجسم بالنسبة لكمية الأملاح والماء، إضافة إلى عدد آخر من المهام. وإحدى خطوات التنقية للدم تتطلب دخول الدم إلى الكليتين بقوة إلى نوع من الأنسجة كالشبكة، ومن خلالها ومن خلال تراكيب أنبوبية أخرى في الكليتين تتم التنقية والتصفية، وحينما يكون ثمة خلل في قدرة تلك الأنسجة الشبكية، فإنها لا تقوى على حفظ البروتينات للبقاء في الدم، وبالتالي تتسرب وتخرج البروتينات مع البول.
وحينما ترتفع كمية البروتينات المتسربة إلى ما فوق 3 غرامات في اليوم فإن التورم يظهر في الساقين والبطن وربما حتى حول العينين، لأن وجود كمية طبيعية من البروتينات في الدم يسحب السوائل من أنسجة الجسم المختلفة ويدفعها للبقاء في الأوعية الدموية، بينما تناقص كمية البروتينات في الدم يمنع هذه القدرة لدى الدم على حفظ السوائل في الأوعية الدموية وبالتالي تتجمع السوائل في تلك المناطق بالساقين والبطن والوجه. وبالتالي تقل كمية السوائل في الدم وهو ما تشعر به الكليتان كنقص لكمية الماء في الجسم وهو ما يدفعها لتقليل خروج السوائل مع البول وزيادة تراكم الماء بالجسم. وهناك عدد من الأدوية التي يصفها الطبيب للتعامل مع هذه الحالة وتخفيف قوة تدفق الدم إلى الأنسجة الشبكية لتخفيف تسريب البروتينات مع البول.
وفي حالة السبب الثاني، لاحظي أن التراكيب الأنبوبية في الكليتين تعمل على إجراء عمليات معقدة في تكوين سائل البول وتكوين توازن في إخراج المواد الكيميائية الضارة وضبط نسبة الأملاح في الدم بإخراج الكميات الضارة منها عن سائل الدم، وحينما تضطرب قدرة هذه الأنبابيب عن العمل بكفاءة نتيجة لتأثيرات مرض السكري، فإن قدرة الكليتين تضعف عن التعامل مع أملاح الصوديوم لإخراجها مع الماء في البول، وبالتالي تتراكم السوائل في الجسم، أي في الساقين والبطن. كما تضعف قدرات الكليتين على حفظ التوازن لنسبة أملاح البوتاسيوم في الدم. والطبيب يُتابع هذه المتغيرات عبر تحليل الدم لمعرفة نسبة تلك المواد الكيميائية الضارة ونسبة البوتاسيوم، وعندما تتدنى بشكل شديد قدرات الكليتين عن العمل، قد يضطر الطبيب لإجراء غسيل للدم، أي غسيل الكُلى.
المهم هو إدراك مريض السكري أن الاهتمام بضبط نسبة السكر في الدم هو الوسيلة المفيدة على المدى البعيد لحماية الكليتين وضمان عملهما بكفاءة، وهذا يتم عبر المتابعة المستمرة مع الطبيب، وتناول الأدوية التي يصفها للمريض، وتنظيم تناول الطعام بالحمية الغذائية، وإجراء الفحوصات الطبية التي يطلبها والتي منها متابعة تقييم عمل الكليتين بتحاليل الدم والبول وغيرها من فحوصات تقييم الكليتين.

تخطيط كهرباء الدماغ
لماذا يطلب الطبيب إجراء تخطيط كهرباء الدماغ وكيف يتم ذلك؟
هناء أ. - الإمارات.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول طلب الطبيب إجراء تخطيط كهرباء الدماغ لك، وهو اختبار يكشف عن النشاط الكهربائي في الدماغ باستخدام أقراص صغيرة لأقطاب معدنية مسطحة تُلصق مباشرة على جلد فروة الرأس. ولاحظي أن خلايا الدماغ تتواصل مع بعضها البعض عبر النبضات الكهربائية ونشاط هذه النبضات الكهربائية مستمر في كل وقت، حتى عندما الإنسان نائماً. والأطباء لديهم وسيلة لإظهار هذا النشاط الكهربائي الذي يجري في الدماغ، وهو جهاز تخطيط كهرباء الدماغ الذي يظهر هذا النشاط الكهربائي على هيئة خطوط متموجة تتم طباعتها على الورق. وهو إلى حد ما شبيه بالتخطيط الذي يُجرى لكهرباء القلب والتخطيط الذي يُجرى لرصد نشاط القلب لدى الجنين عند مراحل الولادة. وتخطيط كهرباء الدماغ أحد الاختبارات والفحوصات التشخيصية الرئيسية في حالات مرضى الصرع، وكذلك في تشخيص اضطرابات دماغية أخرى مثل أورام المخ أو إصابة الرأس في الحوادث، أو حالات الخلل في عمل الدماغ التي قد يكون لها مجموعة متنوعة من الأسباب، أو التهاب الدماغ، أو السكتة الدماغية، أو اضطرابات النوم أو عته الخرف أو الغيبوبة المستمرة. ولكن لاحظي أن هذا التخطيط لا يُستخدم لتشخيص قدرات الذكاء. وتخطيط كهرباء الدماغ هو فحص آمن وغير مؤلم.
وللتحضير لإجراء هذا الفحص، يطلب الطبيب منك غسل شعرك في الليلة السابقة أو يوم الاختبار بالشامبو العادي، أي دون استخدام مكيّف «كونديشنر» الشعر أو وضع هلام «جلّ» الشعر، لأنها قد تعيق التصاق الأقطاب المعدنية الصغيرة على جلد فروة الرأس، كما يطلب الطبيب تجنب تناول الكافيين، في الشاي أو القهوة، لأنه يُؤثر على دقّة نتائج الفحص. وغالباً ما يطلب الطبيب من الشخص الذي سيجري هذا الفحص تناول أدويته المعتادة إلاّ إذا ذكر له الطبيب غير هذا حول أدوية معينة. ولو كان الفحص سيتطلب من الشخص النوم أثناء إجراء تخطيط كهرباء الدم فإن الطبيب سيطلب تقليل ساعات النوم، أو عدم النوم، في الليلة السابقة لإجراء الفحص كي يسهل النوم عليه أثناء الفحص. وقد يُعطي الطبيب أحد أنواع الأدوية المُهدئة.
أثناء الاختبار لا يشعر المرء بأي شيء مزعج غالباً، لأن الأقطاب الكهربائية بعد إلصاقها بجلد فروة الرأس سوف تنقل فقط رصد الإشارات الكهربائية التي تسري بين أجزاء الدماغ، وسوف يقوم الفني الذي يُجري الاختبار قياسات على جلد فروة الرأس كي يحدد مكان إلصاق الأقطاب ليثبتها برفق. وعادة يستغرق الأمر نحو الساعة، وإذا كان المطلوب النوم لرصد النشاط الكهربائي في الدماغ خلال النوم فإن الفحص قد يستغرق 3 ساعات. وخلال الفحص قد يطلب الفني التنفس العميق أو السريع، أو يطلب فتح وإغلاق العينين وغيرها من الأمور التي قد يتطلبها الفحص.

حقنة منع الحمل
هل تؤثر حقنة منع الحمل على الحيض واحتمالات الحمل بعد وقفها؟
غدير ن. - الرياض.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول تلقي حقنة الهرمونات الإنثوية لمنع الحمل وتأثيراتها على الحيض. والنوع الذي تم ذكره في رسالتك يحتوي على هرمون بروجسترون الأنثوي، وهو هرمون طبيعي تنتجه المبايض في كل شهر كجزء من التغيرات الهرمونية خلال الدورة الشهرية. وقد يُعطى كحقنة تحت الجلد أو في العضل، وذلك في عضلة العضد أو الفخذ. وتعمل من خلال منع حصول عملية الإباضة، أي إنتاج المبيضين للبويضة وإخراجها إلى الرحم كي تتم عملية التلقيح بالحيوانات المنوية. كما تعمل على ترقيق سمك بطانة الرحم لكي لا تعطي فرصة للبويضة المُلقحة كي تنغرس في بطانة الرحم وتنمو.
ويستمر عمل الحقنة الواحدة نحو 3 أشهر، أي تحتاج المرأة أربع حقنات منها طوال العام الواحد.
غالبية النساء اللواتي يتلقين هذه الحقنة لمنع الحمل تحصل لديهن اضطرابات في حيض الدورة الشهرية، أي إما انقطاع الحيض، وهو الغالب لدى نحو نصف النساء، وإما حصول خروج قطرات من الدم فيما بين حيض الدورات الشهرية المتعاقبة، أو نقص إخراج دم الحيض.
ولاحظي أن بعد التوقف عن تلقي هذه الحقنة، قد تتأخر فرص حصول الحمل لفترة قد تصل إلى تسعة أشهر. ويُمكن الاستفسار من الطبيب مباشرة عن هذه الأمور وفق نوعية الحقنة وكمية محتواها من الهرمونات.



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».