اتهام روسي «داعشي» بالتخطيط لهجمات إرهابية في مصر

تلقى تدريبات في {معسكرات تكفيرية} في سوريا

TT

اتهام روسي «داعشي» بالتخطيط لهجمات إرهابية في مصر

أمرت نيابة القاهرة الجديدة (شرق العاصمة المصرية) أمس بإحالة مواطن روسي، قالت إنه ينتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي لنيابة أمن الدولة، تمهيداً لإحالته إلى الجنايات لمحاكمته بتهمة الانضمام إلى تنظيم إرهابي والتخطيط لهجمات في مصر.
وكان قسم شرطة أول القاهرة الجديدة قد تلقى بلاغاً من سكان عقار أفاد باشتباههم في شخص أجنبي يستأجر شقة في العقار في ضاحية التجمع الخامس، وشوهد يحمل سلاحاً في أحد الأيام. وقادت التحريات إلى الكشف عن انتمائه لتنظيم داعش الإرهابي.
وكشفت التحقيقات عن أن المتهم كان يخبئ سلاحاً في أماكن متعددة لتفادي ضبطه. كما تبين من التحريات عقب تفريغ جهاز الكومبيوتر المحمول الذي كان بحوزته، أنه يضم مقاطع فيديو توضح تلقيه تدريبات عسكرية وقتالية في «معسكرات تكفيريين» وفيديوهات لزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي. وأكدت التحقيقات أن المتهم ينتمي بالفعل إلى «داعش» واسمه الحركي عبد الحميد رسلان، وأن هناك مراسلات بينه وبين أشخاص ينتمون إلى هذا التنظيم الإرهابي.
وكشفت التحريات والتحقيقات عن أن المتهم الروسي سافر إلى تركيا، ومنها إلى سوريا، حيث تلقى تدريبات في معسكرات للإرهابيين، ثم انتقل إلى مصر واستأجر شقة في شرق القاهرة، وكان ينوي تنفيذ عمليات إرهابية في مصر.
وقالت مصادر مطلعة إن «التهم المسندة إلى المتهم تتضمن الانضمام إلى (داعش) والاشتراك في مؤامراته وتقديم إمدادات للتنظيم، فضلاً عن جرائم تصنيع وحيازة المفرقعات واستعمالها استعمالاً من شأنه تعريض حياة الناس للخطر، وحيازة أسلحة نارية وذخائر بقصد استعمالها في نشاطه الإجرامي، والاتفاق الجنائي على ارتكاب تلك الجرائم، والالتحاق بمنظمة إرهابية».
ويُعد تنظيم «ولاية سيناء» الذي بايع البغدادي عام 2014، واحداً من أقوى التنظيمات المتطرفة التي ظهرت في شبه جزيرة سيناء، وتبنى سلسلة الهجمات الإرهابية التي وقعت على أكمنة للجيش المصري بمدينة الشيخ زويد شمال شبه الجزيرة، التي خلّفت عشرات القتلى والمصابين بين الجنود.
في غضون ذلك، تمكنت قوات إنفاذ القانون بالجيش الثالث الميداني، بالتعاون مع القوات الجوية، من استهداف وتدمير سيارتي دفع رباعي، وتصفية إرهابيين تكفيريين شديدي الخطورة بوسط سيناء.
وقال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث باسم القوات المسلحة، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أمس، إن «القوات تمكنت من ضبط كمية كبيرة من الدوائر الكهربائية والمواد المستخدمة في تصنيع العبوات الناسفة وأجهزة الاتصال والمستلزمات الطبية والإدارية، فضلاً عن ضبط كمية كبيرة من المواد المخدرة».
وأشار المتحدث العسكري إلى أن قوات الجيش الثالث الميداني تواصل جهودها للقضاء على العناصر التكفيرية والإجرامية في سيناء.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».