في الأردن... من حارس ليلي للبلدية إلى رئيس لها

المحامي نضال اكريم رئيس بلدية الظليل
المحامي نضال اكريم رئيس بلدية الظليل
TT

في الأردن... من حارس ليلي للبلدية إلى رئيس لها

المحامي نضال اكريم رئيس بلدية الظليل
المحامي نضال اكريم رئيس بلدية الظليل

ليس للطموح حدود، مقولة طبقها المحامي الأردني نضال اكريم العوضات، الذي فاز يوم أمس (الثلاثاء)، برئاسة البلدية في أحدى المدن التابعة لمدينة الزرقاء شرق العاصمة عمان، بعد أن استطاع أن يحصد أعلى الأصوات ضمن منافسية الأربعة على الرئاسة.
المحامي نضال العوضات أثبت أنه لا يأس مع الحياة، ولا شيء يقف أمام رغبة الإنسان في التغيير، بدأ حياته المهنية حارساً للبلدية في مدينة الظليل التابعة لمحافظة الزرقاء، حيث لم يكن ضمن رصيده التعليمي أكثر من المستوى (المتوسط)، لكن رغبته في التغيير جعلته يعود الى التعليم ويتقدم بطلب الى وزارة التربية والتعليم في الأردن لتقديم امتحان الثانونية العامة الذي استطاع النجاح فيه، ليفتح له باب الالتحاق في أحدى الجامعات الأردنية في تخصص المحاماة.
كان يعمل في الليل حارساً للبلدية وفي النهار طالباً مثابراً يتلقى تعليمه على مدى أربع سنوات، حتى حصل على الشهادة الجامعية التي أهلته ليدخل معترك المحاماة، في أروقة المحاكم لينجح في الدفاع عن المظلومين والمحتاجين، ويسجل لنفسه مكانة كبيرة في قلوبهم.
مع الإعلان رسميا عن إجراء الانتخابات البلدية في الأردن، بدأ المحامي نضال خوض تجربة الانتخابات بتقديم طلب للمنافسة على مقعد رئيس البلدية التي كان حارساً لها، حيث بدأ بالاستعداد والتحرك باتجاه إطلاق حملته وبرامجه الانتخابية وحشد المؤازرة والدعم له، وما ترافق مع ذلك من نشاطات واستعدادات مختلفة.
ويوم أمس ومع اعلان النتائج الأولية للفائزين كان المحامي نضال اكريم رئيساً لبلدية الظليل بفارق عن أقرب منافسية ليعود اليها بعد أن كان حارساً لها.
وكان الاردن احتفل يوم أمس الثلاثاء بانتخابات هي الأولى من نوعها، إذ توجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع، ليختاروا مرشحين لمجالس المحافظة ومرشحين للمجالس البلدية، فيما أطلق عليه الانتخابات اللامركزية، التي تقوم على تقسيم المملكة على أسس تنموية، تهدف في قادم الأيام إلى تخفيف العبء التنموي والخدماتي على مجلس النواب، ليتفرغ للمسائل الرقابية والتشريعية في الدولة، وقد بلغت النسبة العامة للاقتراع في انتخابات المجالس البلدية واللامركزية على مستوى المملكة 31.7 في المائة، وذلك بعد انتهاء فترة التمديد لجميع مراكز الاقتراع في المملكة بتمام الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء.
ووصل عدد المقترعين بانتخابات المجالس البلدية واللامركزية في المملكة الى مليون و302 ألف و748 ناخباً وناخبة، لغاية الساعة التاسعة مساءً.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.