وسط تفشي متغير فيروس كورونا الجديد «أوميكرون»، يزداد القلق من عدم تمكن اللقاحات التقليدية المضادة للفيروس من مواجهته، في الوقت الذي أشار فيه عدد من العلماء وخبراء الصحة إلى أن تلقي جرعة ثالثة معززة من اللقاحات سيكون أكثر فاعلية في التصدي للعدوى من تلقي جرعتين فقط.
وأفادت منظمة الصحة العالمية، أمس (الأحد)، بأنه من المرجح أن ينتشر «أوميكرون» أكثر من نظيره «دلتا»، وأن يسبب أعراضاً أقل حدة؛ مما يجعل اللقاحات أقل فاعلية أمامه.
وأكدت مختبرات «فايزر - بايونتيك»، التي طورت أحد أكثر اللقاحات المضادة لـ«كورونا» فاعلية حتى الآن، أن لقاحها لا يزال «فعّالاً» ضد «أوميكرون» بعد «ثلاث جرعات».
وتشجع غالبية البلدان القادرة على تحمل تكاليف اللقاحات الناس على أخذ جرعة معززة، كما هي الحال خصوصاً في أوروبا التي تواجه موجة جديدة من الإصابات الناجمة عن المتحور «دلتا»، بعد أن خففت بشكل مبكر القيود الصحية، علاوة على انخفاض معدلات التلقيح.
ولكن، لماذا تعدّ الجرعات المعززة من لقاحات «كورونا» أكثر فاعلية في التصدي لـ«أوميكرون» من تلقي جرعتين فقط؟
وفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، فإن اللقاحات تحث الجسم على صنع أجسام مضادة تعترض فيروس كورونا قبل أن يصيب خلايانا. لكن هذه الأجسام المضادة المنتشرة يمكن أن تتلاشى بمرور الوقت.
وقد أظهرت البيانات الواردة من دراسات عدة حول فاعلية اللقاحات انخفاضاً في الحماية من عدوى «كورونا» بعد ثلاثة إلى ستة أشهر من تلقي جرعتي اللقاح.
ويبدو أن متغير «أوميكرون» قد جعل الحاجة إلى تلقي الجرعات المعززة أكثر إلحاحاً. فالطفرات والمتغيرات الجديدة للفيروس تعني أن بروتين «سبايك»، الموجود على سطح الفيروس، يبدو الآن مختلفاً تماماً عن سلالة الفيروس الأصلية التي صممت جميع اللقاحات الحالية لاستهدافها. وهذا بدوره يعني أن الأجسام المضادة من العدوى السابقة وتلك الناتجة من التلقيح ستكون أقل كفاءة في التصدي لـ«أوميكرون».
ونظراً لأن الأجسام المضادة تلتصق بالفيروس بقوة أقل عند إصابة الشخص بـ«أوميكرون»، فإن الجسم يصبح في حاجة إلى كمية أكبر من الأجسام المضادة للتعويض عن عدم التصاقها بالفيروس جيداً.
وتشير الدراسات إلى أن الجرعات المعززة من اللقاحات تزيد مستويات الأجسام المضادة بشكل كبير فوق المستوى الذي شوهد بعد جرعتين، وهو ما يزيد الأمل في أن انخفاض المناعة سيحدث بشكل أبطأ بعد الجرعة الثالثة.
وتقول ميغان ستاين، أستاذة الأمراض المعدية بجامعة سيدني، والتي شاركت في دراسة مؤخراً حول فاعلية الجرعات المعززة للقاح «كورونا» ضد «أوميكرون»: «الطلقات المعززة للقاح ضرورية للحفاظ على الحماية المناعية بين السكان، ومن دون المعززات، قد تنخفض الحماية من المرض المصحوب بأعراض إلى أقل من 50 في المائة بعد ستة أشهر، مما يعني إصابة المزيد من الأشخاص».
وأمس (الأحد)، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تسريع حملة التلقيح بجرعة معززة من لقاحات «كورونا»، وجعلها متاحة لجميع الراشدين بحلول نهاية العام؛ وذلك بهدف كبح «موجة هائلة» تلوح في الأفق جراء تفشي «أوميكرون».
وقال جونسون في خطاب متلفز «ينبغي ألا يساور أحد أدنى شك: هناك موجة هائلة آتية جراء (أوميكرون)، وأخشى أنه من الواضح الآن أن جرعتين من اللقاح لا تكفيان لتوفير مستوى المناعة الذي نحتاج إليه جميعاً».
وتدارك «لكن النبأ السار هو أن علماءنا مقتنعون بأنه مع جرعة ثالثة - جرعة معززة - يمكننا جميعاً زيادة مستوى المناعة لدينا».
ويراهن جونسون على الجرعة الثالثة لتجنب إغراق المستشفيات وإعاقة الاقتصاد.
لماذا تحقق الجرعات المعززة من اللقاحات فاعلية أكبر في التصدي لـ«أوميكرون»؟
لماذا تحقق الجرعات المعززة من اللقاحات فاعلية أكبر في التصدي لـ«أوميكرون»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة