أميركا 2024: بايدن والديمقراطيون على مفترق طرق

بسبب غزة وتراجع تأييد الشباب والناخبين السود واللاتينيين

دعم بايدن المطلق لإسرائيل ... بات مصدر خطراً على حظوظه الرئاسية وفق استطلاعات الرأي (آ ب)
دعم بايدن المطلق لإسرائيل ... بات مصدر خطراً على حظوظه الرئاسية وفق استطلاعات الرأي (آ ب)
TT

أميركا 2024: بايدن والديمقراطيون على مفترق طرق

دعم بايدن المطلق لإسرائيل ... بات مصدر خطراً على حظوظه الرئاسية وفق استطلاعات الرأي (آ ب)
دعم بايدن المطلق لإسرائيل ... بات مصدر خطراً على حظوظه الرئاسية وفق استطلاعات الرأي (آ ب)

في الخامس عشر من يناير (كانون الثاني) الحالي، تدخل الولايات المتحدة سنتها الانتخابية الفعلية مع أول انتخابات رئاسية تمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية أيوا ووفق تقييمات عدة يُعتقد على نطاق واسع أن الانتخابات العامة التي ستُجرى في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل وستشهد أيضاً تجديداً كاملاً لمجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ قد تؤدي إلى رسم وجه جديد للبلاد بالنظر إلى حدة الانقسام السياسي والاستقطاب الحزبي غير المسبوق وفي حين يدافع معسكرا هذا الانقسام عن وجهتي نظريهما بالقول إنها ليست مجرد انتخابات رئاسية حاسمة فحسب بل هي أيضاً اختبار للديمقراطية الأميركية لا يخفى على المتابع تراجع مستوى الديمقراطية نفسها في ظل غياب المنافسة الحقيقية سواءً عند الجمهوريين أو الديمقراطيين.

يرى كثيرون في الولايات المتحدة اليوم أنه لن تكون هناك انتخابات رئاسية ديمقراطية حقيقية. وإذا ما حكمنا على الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري، من خلال استطلاعات الرأي، فهي ممارسة لا طائل من ورائها. إذ إن المرشح الأبرز ورئيس الجمهورية السابق دونالد ترمب، لم يكلف نفسه عناء المشاركة في أي من المناظرات الجمهورية الأربع التي أجريت حتى الآن. لا بل هو على وشك إكمال عودة سياسية مذهلة، بعدما نجح في هزيمة كل التقديرات التي توقعت أفول نجمه بعدما غادر البيت الأبيض، وتحويل الاتهامات الجنائية الـ91 المرفوعة ضده إلى مادة تحريض سياسي.

في المقابل داخل معسكر الحزب الديمقراطي، يرفض الرئيس الأميركي جو بايدن الرضوخ لنتائج الاستطلاعات التي تشير إلى تراجع نسب تأييده، وتمارس «المؤسسة» السياسية للحزب ضغوطا شديدة لمنع ظهور مرشحين جديين يؤمل منهم تجديد دماء القيادة، رغم وفرة الشخصيات.

بل إن الحزب الديمقراطي وبايدن نفسه يجازفان الآن بتبديد التحالف الذي مكنه عام 2020 من الفوز على ترمب، وأوقف في انتخابات التجديد النصفي عام 2022 «الموجة الحمراء» الجمهورية، وبالأخص، بعد اندلاع الحرب في غزة، وتصاعد حدة اعتراضات «التيار التقدمي» (اليسار) على دعم بايدن لإسرائيل، وتراجع نسبة تأييده لدى الشباب والسود واللاتينيين، بحسب استطلاعات الرأ الأخيرة.

ترمب يغلب التوقعات

في هذه الأثناء، من لحظة الضعف بعد تلك الانتخابات النصفية، حوّل الرئيس السابق ترمب لوائح الاتهام الجنائية إلى مادة تحريض حاشدة واستفاد من حملة منضبطة، فتمكن من محاصرة خصومه الجمهوريين وتعطيل تشكيل معارضة حقيقية له، واستفاد أيضاً من الضعف الشديد لبايدن، بحسب العديد من المحللين.

المحللون السياسيون يرون أن نتائج الانتخابات الجمهورية المبكّرة، سواء في ولاية أيوا أو ولاية نيوهامبشير، باتت محسومة، للتنافس على «المركز الثاني»، وليس لجهة هزيمة ترمب. وهذا، بعدما نجح الأخير في السيطرة على القاعدة الجمهورية، مجبراً خصومه على الاصطفاف للدفاع عنه في القضايا المرفوعة ضده.

وحقاً، منذ صدور لائحة الاتهام الأولى، التي وجهها ألفين براغ، المدعي العام لمنطقة مانهاتن في نيويورك، بشأن مدفوعات الصمت لممثلة أفلام إباحية عام 2016، أثارت القضية موجة من التعاطف من جانب الجمهوريين، الذين رأوا فيها قضية «ضعيفة ومسيّسة». كذلك، احتشدت شخصيات إعلامية مؤثرة بشكل موحّد للدفاع عن ترمب، بل وتعاطف معه معارضوه في الانتخابات التمهيدية، الذين ردّدوا إلى حد كبير ادعاءاته حول الاستخدام المجحف للنظام القانوني ضده. ومع توالي صدور الاتهامات الجنائية، عملت حملة ترمب على تقديم هذه الاتهامات إلى قاعدته والمشرعين الجمهوريين كأدلة على «الاضطهاد السياسي» الذي يتعرض له، وحضتهم على الوقوف للدفاع عنه، عاجلا وليس آجلا.

وبحلول أبريل (نيسان) 2023، بدأ الجمهوريون، مستشهدين بلائحة اتهام براغ، يتكلمون عن الرئيس السابق باعتباره المرشح الحتمي. وبالفعل، تظهر اتجاهات استطلاعات الرأي نقطة تحول واضحة بعد لائحة الاتهام الأولى، عندما بدأ دعم ترمب في الارتفاع، على حساب منافسيه، على رأسهم حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، الذي كان يُعتقد أنه قد يكون هو المرشح الجمهوري البديل. وأيضاً جمعت حملة ترمب وعمّمت بيانات داعمة له من 6 حكام ولايات، و26 عضوا في مجلس الشيوخ، و63 جمهوريا في مجلس النواب، و10 مدعين عامين في الولايات. وهذا ما دفع ديسانتيس للقول خلال مقابلة في الشهر الماضي «إذا كان بإمكاني تغيير شيء واحد، أتمنى لو يوجه الاتهام إلى ترمب بشأن أي من هذه الأشياء وأشياء أخرى كثيرة، امتصت الكثير من الأكسجين».

ترمب يطلق في مطلع العام الجديد حملته في ولاية ساوث كارولينا (آ ب)

الاتهامات زادته قوة

من جانب آخر، مع أن الاتهامات الجنائية الموجهة ضد ترمب أكسبته مزيداً من تعاطف الجمهوريين، فإنها وضعته أيضاً على «مسار تصادمي» مع احتمال خضوعه لمحاكمات متعددة خلال ذروة الحملة الانتخابية. وهذا ما دفعه إلى تصعيد استخدامه للغة التحريضية والتخطيط لولاية ثانية تركز على الانتقام، في مسار يقارنه البعض بمسار الزعماء المستبدين.

لقد ضاعفت حملته من استخدام، ليس فقط الاتهامات الجنائية ضده، بل الهجمات التي تتهمه بالديكتاتورية، والتراجع عن وعوده السابقة كبناء «الجدار الفاصل» عن المكسيك، وحتى تعليقاته المسيئة، محوّلة كل ذلك إلى نقطة قوة. ونقلت أخيراً صحيفة «الواشنطن بوست» عن مسؤول جمهوري قوله إنه «ما لم يحدث شيء ما في أيوا ونيوهامبشير، وبحلول «يوم الثلاثاء الكبير» (في مارس/ آذار المقبل حين تُجرى انتخابات تمهيدية في أكثر من 15 ولاية)، قد لا تكون هناك منافسة على الإطلاق». وأردف قائلاً «بصراحة، ربما لم يعد من المهم التساؤل عن ماهية النظام الذي لدينا».

مع كل هذا، يبقى احتمال أن يكون ترمب أول مرشح لحزب كبير يترشح كمجرم يخيم على السباق. إذ من المقرّر أن تستمع محكمة الاستئناف في العاصمة واشنطن إلى المرافعات الأسبوع المقبل حول ما إذا كان ترمب محصناً من الملاحقة القضائية على الإجراءات التي اتخذها كرئيس، وتقرر من ثم ما إذا كانت محاكمته المقرّرة في مارس المقبل يمكن أن تمضي قدما. ومن ناحية أخرى، تتأهب المحكمة العليا الأميركية أيضاً للنظر فيما إذا كان بإمكان ترمب البقاء على بطاقة الاقتراع بعدما قضت المحكمة العليا في ولاية كولورادو ببطلان أهليته للترشح بسبب دوره في التحريض على الهجوم على مبنى الكابيتول يوم 6 يناير 2021. ولقد تقدم ترمب من المحكمة العليا في ولاية ماين بطلب لإبطال قرار وزيرة خارجية الولاية بإزالة اسمه من الاقتراع الأولي في الولاية، بعدما أرجأت تطبيقه، حتى يتمكن من الاستئناف.

«الانتخابات التمهيدية الجمهورية تنطلق في أيوا ونيوهامبشير مفتتحة معركة الرئاسة... ولا منافس حقيقياً لدونالد ترمب»

لا يوجد منافس جمهوري حقيقي

في المناظرة التمهيدية الجمهورية الأولى، في أغسطس (آب) الماضي، طلبت اللجنة الجمهورية المنظمة للمناظرات من منافسي ترمب رفع الأيدي لدعمه إذا كان هو المرشح الأول للحزب. وهو ما فعله رون ديسانتيس، ونيكي هايلي الحاكمة السابقة لولاية ساوث كارولينا، ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي، الذين ما زالوا رسمياً في السباق. وللعلم، كان الرهان، ولا يزال، على تمكن هايلي من أن تكون هي المنافس الحقيقي لترمب، بعد صعود أرقامها على المستوى الوطني. ورغم ذلك، لم تتمكن حتى الساعة من تغيير تقدّمه الكاسح في ولايتي أيوا ونيوهامبشير. بل قالت هايلي في نيوهامبشير أخيراً في عبارة رددتها سابقاً «كان ترمب الرئيس المناسب في الوقت المناسب. لكن الفوضى تتبعه، سواءً عن صواب أم عن خطأ. ونحن لا يمكن أن نظل دولة في حالة من الفوضى وعالم يحترق ونعيش أربع سنوات أخرى من الفوضى».

في الواقع تظهر استطلاعات الرأي أن هايلي - وهي هندية الأصل - صعدت إلى المركز الثاني (خلف ترمب) في قائمة المرشحين بفارق كبير في نيوهامبشير، في حين يحتل ديسانتيس هذا المركز في ولاية أيوا، ما ترك معارضة ترمب منقسمة في أول منافستين. وقال الناطق باسم ترمب ستيفن تشيونغ «لقد تفوّق الرئيس ترمب على كل شخص خلال الحملة الانتخابية، ولهذا السبب يواصل السيطرة على كل استطلاعات الرأي وهو في وضع أفضل للتغلب على جو بايدن واستعادة البيت الأبيض».

من جانبهم، يرى مساعدون وداعمون لهايلي أن ضعف بايدن لا يساعد قضيتها، لكنها لا تزال مصدر قلق كبير بين الناخبين الجمهوريين، الذين كانوا يتوقعون «موجات حمراء» (داعمة للجمهوريين) في الانتخابات النصفية عام 2022، لم تتحقق أبداً. وهي نتيجة أرجعها هؤلاء إلى سيطرة ترمب على الحزب. وأما اليوم فيشدد الناشطون الجمهوريون المعارضون لترمب، على استطلاعات الرأي التي تظهر تفوق هايلي على ترمب ضد بايدن، قائلين إن على الجمهوريين ألاّ يخاطروا، مذكّرين الناخبين بدوافع الديمقراطيين لمعارضة ترمب. أما بايدن نفسه فقد اعترف بالقول إنه ما كان ليترشح لو لم يكن ترمب هو المرشح الجمهوري، في تكرار للمعركة التي خاضها ضده عام 2020. وكانت استطلاعات الرأي في ذلك الوقت قد بيّنت أن الناخبين لم يصوّتوا لبايدن محبة به، بل لرفضهم عودة ترمب إلى سدة الرئاسة.

تداعيات حرب غزة

ورغم ما سبق، تقف حملة الرئيس بايدن على مفترق طرق، وقد تحضّ الديمقراطيين على التفكير جدياً في أخطار مواصلة الرهان على تكرار معركة 2020 هذا العام. وفعلاً، حذّر جيم ميسينا، مدير حملة إعادة انتخاب الرئيس الأسبق باراك أوباما، من أن ترمب «يمكن أن يهزم بايدن في الخريف... حتى لو كان في السجن».

وفي أحدث استطلاعات رأي، نشرت في الأيام الأخيرة، بدا أن ترمب يتفوّق على بايدن في العديد من الشرائح العمرية والعرقية. والسبب لا يتعلق فقط بسنه المتقدمة وقدراته الذهنية المثيرة للجدل، بل وأيضا في تقييم الناخبين لسياساته الاقتصادية ومواقفه من الصراعات الدولية، ولا سيما حرب إسرائيل على غزة. ووفق استطلاع لصحيفة «النيويورك تايمز» مع كلية سيينا (الجامعية)، تراجعت أرقام قبول بايدن لدى فئة الشباب، بسبب دعمه المطلق لإسرائيل. وهو العامل نفسه الذي أظهره استطلاع آخر للرأي أجرته صحيفة «اليو إس إي توداي» وجامعة سافلوك. وبعدما كان بايدن قد حصل عام 2020 على تأييد 24 في المائة ضمن فئة الشباب، فإن ترمب يتقدم عليه اليوم ضمن هذه الفئة العمرية، حاصلاً على تأييد 37 في المائة مقابل 33 في المائة لبايدن.

 

أصوات الشباب والسود واللاتينيين

اللافت جداً في استطلاع «النيويورك تايمز» أن 72 في المائة من الفئة العمرية 30 سنة وما دون، وخصوصاً في الحزب الديمقراطي، (الذين لعبوا دوراً بارزاً في فوز بايدن في انتخابات 2020)، لا يوافقون على أداء بايدن في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، مقابل قبول 20 في المائة فقط.

أيضاً، بدا أن تداعيات الحرب على غزة تربك حتى حسابات التقدميين في الحزب الديمقراطي، وذلك بعدما تمكنت الجمعيات اليهودية وجماعات الجمهوريين عموما، من توجيه اتهامات معاداة السامية للناشطين الداعمين للفلسطينيين. وعلى سبيل المثال، كان اليمين السياسي ضعيفا جداً في العديد من الجامعات، قبل هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ووفقا لمسح أجرته مؤسسة الحقوق الفردية والتعبير، كان في جامعة هارفارد العريقة 17 في المائة فقط من الطلاب الجامعيين يُعتبرون محافظين، و13 في المائة في جامعة ستانفورد و9 في المائة في بنسلفانيا. ونادراً ما تعرض رؤساء هذه الجامعات للخطر إذا تسببت مواقفهم بإزعاج هذا اليمين في الحُرُم الجامعية. ولكن بعد الحملة التي تعرضوا لها، ومثولهم أمام الكونغرس، قدم رؤساء الجامعات الثلاث استقالاتهم.

في سياق متصل، أظهر استطلاع «اليو إس إي توداي» وجامعة سافلوك، أن 20 في المائة من أصوات السود واللاتينيين إلى جانب الشباب من الفئة العمرية أقل من سن الـ35 لن تذهب لأي من ترمب أو بايدن، بل إلى حزب ثالث، مع تقدم ترمب على بايدن بخمس نقاط مئوية على المستوى الوطني. بل ما قرع جرس الإنذار أكثر لدى الديمقراطيين هو احتمال خسارة بايدن جزءاً لا يستهان به من أصوات السود. إذ أظهر الاستطلاع أن تأييدهم له تراجع من نسبة 87 في المائة إلى 63 في المائة. وبعدما حصل بايدن في انتخابات 2020 على تأييد 65 في المائة من أصوات اللاتينيين، أظهر الاستطلاع تراجع دعمه إلى 34 في المائة، مقابل 39 في المائة لترمب. ولقد علّق دومينغو جغارسيا، الرئيس الوطني لرابطة مواطني أميركا اللاتينية المتحدين، لموقع «سيمافور» قائلاً «إنه علم أحمر... أصوات ذوي الأصول اللاتينية باتت متاحة تماماً للاستيلاء عليها». وأضاف «ترمب يقطع الهوامش. وفي الولايات الحاسمة مثل أريزونا ونيفادا وويسكونسن، يمكن أن يشكل هذا فارقاً كبيراً».

ولا تختلف التحديات التي يواجهها بايدن مع الناخبين المتحدرين من أصل لاتيني عن مشاكله مع جمهور الناخبين الأوسع، وأهمها: قلة الرضى إزاء التضخم، والمخاوف بشأن المعابر الحدودية التي بلغت مستويات غير مسبوقة، والإنجازات السياسية الباهتة. وحتى بينما بايدن يعمل على تعزيز أمن الحدود من خلال صفقة محتملة بين الحزبين في الكونغرس، يحذّر الساسة الديمقراطيون من أنه قد يفقد مزيداً من الدعم في الخريف المقبل، إذا انتهى الأمر باتفاق معادٍ بشكل مفرط للمهاجرين الذين هم في غالبيتهم من دول أميركا اللاتينية.

 

قضايا قد تحدد مسار المعركة الانتخابية في الخريف المقبل

مع دخول الولايات المتحدة أخيراً عام الانتخابات الرئاسية، طرح المراقبون أسئلة مهمة، عمّا إذا كان سيظهر منافس قادر على تشكيل تهديد كبير لإعادة ترشيح دونالد ترمب وجو بايدن، وعمّا إذا كانت المعركة ستنتهي بشكل مختلف عن 2020، ومن هو الحزب الذي سيتمكن من السيطرة على الكونغرس؟ ومن بين تلك الأسئلة والقضايا التي يمكن أن تؤثر على نتائج الانتخابات على سبيل المثال:> دور الناخبين الإيفانجيليين الذي يهيمن ترمب على قاعدتهم بشكل شبه كامل، سواءً في ولايتي أيوا ونيوهامبشير، أو في باقي الولايات، وعما إذا كانوا سيتخلون عنه في مرحلة لاحقة في حال إدانته. > عدد الإدانات التي قد تصدر بحق ترمب قبل يوم الانتخابات، والتي قد تؤثر على الناخب الأميركي عموماً، وليس على الجمهوريين الذين لا يبدو أنها تردعهم عن تأييده. > جهود نيكي هايلي لتعزيز حصتها من أصوات النساء، بينما هي تتقدّم بشكل أفضل بين الرجال، وفق استطلاعات الرأي، وتعاملها مع قضية العبودية التي أثار ردها عنها نقاشاً محموماً في ولايتها نفسها (ساوث كارولينا)، وهي من ولايات الجنوب التي خاضت الحرب الأهلية رفضاً لتحرير السود. > أداء بايدن، الذي تبلغ نسبة تأييده الآن 40 في المائة، مع العلم أنه تاريخيا، كان الرؤساء الذين تقل معدلات تأييدهم عن 50 في المائة يخسرون إعادة انتخابهم. > تأثيرات تراجع مؤشر ثقة المستهلك، وهي علامة محتملة على تحسن التوقعات الاقتصادية، على بايدن. > عدد الولايات التي سينافس فيها روبرت كيندي «الابن»، الذي استقال من الحزب الديمقراطي ليترشح كمستقل، وتأثيره على كل من ترمب وبايدن؟> تأثير احتمال مقاطعة ترمب للمناظرات الرئاسية العامة الثلاث، بحسب ما أعلنته اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، في تكرار لتجربته الناجحة بمقاطعة المناظرات الجمهورية، ومعدل الإقبال على المشاركة في الانتخابات العامة. > الإنفاق الإعلاني الجمهوري على قضية الإجهاض لمواجهة الإنفاق الديمقراطي الضخم، بعدما نجحوا في استخدامها بشكل ناجح في الانتخابات الجزئية الأخيرة قبل شهرين. > عدد الانتخابات التمهيدية الجمهورية في مجلس الشيوخ، التي يحتمل في حال وجود تنافس كبير فيها، أن تحرمهم من إمكانية سيطرتهم شبه المؤكدة عليه، ذلك أنهم يحتاجون إلى قلب مقعد واحد فقط. وكذلك عدد المنافسات الديمقراطية في مجلس الشيوخ لمواصلة سيطرتهم، في الوقت الذي يسعون فيه أيضا إلى قلب العديد من مقاعد مجلس النواب للسيطرة عليه.


مقالات ذات صلة

روبيو: إلغاء 83 % من برامج التنمية الدولية

الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (أ.ف.ب)

روبيو: إلغاء 83 % من برامج التنمية الدولية

أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أمس، عن قرار بإلغاء 83 في المائة من برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس إيد) في وقت تعمل إدارة الرئيس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يتحدث مع وسائل الإعلام على متن طائرته أثناء توجهه إلى جدة بالمملكة العربية السعودية 10 مارس 2025 (أ.ف.ب)

روبيو: أوكرانيا ستضطر للتنازل عن أراض لصالح روسيا في أي اتفاق لإنهاء الحرب

نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، قوله إن التنازلات من جانب أوكرانيا وروسيا ستكون مهمة لإنجاح الدبلوماسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الخليج ولي العهد السعودي لدى استقباله وزير الخارجية الأميركي الاثنين في جدة (واس) play-circle 00:17

محمد بن سلمان وروبيو يبحثان المستجدات الإقليمية والدولية

استقبل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في جدة مساء الاثنين، وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الولايات المتحدة​ متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين أمام المدخل الرئيسي لجامعة كولومبيا في نيويورك يوم 25 أغسطس 2024 (رويترز)

ترمب بعد اعتقال متظاهر مؤيد للفلسطينيين في جامعة كولومبيا: «سيتم توقيف المزيد»

قال دونالد ترمب إن احتجاز محمود خليل، أحد قادة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جامعة كولومبيا بنيويورك، هو «عملية التوقيف الأولى وسيتم توقيف المزيد».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مهاجرون غير شرعيين عبروا إلى الولايات المتحدة من المكسيك في جاكومبا هوت سبرينغز... كاليفورنيا 15 مايو 2024 (رويترز)

إدارة ترمب تطلق تطبيقاً جديداً يخوّل المهاجرين غير الشرعيين ترحيل أنفسهم

أطلقت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تطبيقا جديدا، اليوم (الاثنين)، يسمح للمهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة «بترحيل أنفسهم».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ياسين جابر... شاغل «حقيبة التحديات» في الحكومة اللبنانية الجديدة

ياسين جابر... شاغل «حقيبة التحديات» في الحكومة اللبنانية الجديدة
TT

ياسين جابر... شاغل «حقيبة التحديات» في الحكومة اللبنانية الجديدة

ياسين جابر... شاغل «حقيبة التحديات» في الحكومة اللبنانية الجديدة

بدّد تشكيل الحكومة اللبنانية وحصولها على ثقة البرلمان في الأسبوع الماضي، كل الاعتراضات السابقة على تعيين ياسين جابر وزيراً للمالية. فالاعتراض لم يتخطَّ «تكريس أعراف جديدة متصلة بحصريّة تخصيص حقائب وزارية لطوائف وقوى سياسية»، ولم تطل شخص جابر الذي شارك في وزارات عدة منذ عام 1995، وشغل مقعداً نيابياً منذ 1996 وحتى 2022، وعُرف خلال السنوات الماضية بـ«التكنوقراطي المنفتح»، و«صلة مجلس النواب مع الخارج». جابر الذي يصفه عارفوه بـ«مهندس القوانين الإصلاحية» في البرلمان اللبناني، يحمل «حقيبة التحديات» التي تواجه الحكومة اللبنانية، وأكبرها السؤال: «كيف نغيّر الصورة؟ وكيف نكسب تحدي الإصلاح؟»، كما يقول لـ«الشرق الأوسط». وإذ يشدد على أن «نية العمل الجدي قائمة»، يؤكد أن البداية ستكون «من إعادة هيكلة الدولة وملء الشواغر» فيها.

كما في بدايات ياسين جابر السياسية، كذلك في مهمته الحالية. كان الوضع في عام 2000 صعباً، لجهة تعامل السلطات اللبنانية مع مطالب المجتمع الدولي بالإصلاح، وإقرار القوانين الإصلاحية وتنفيذها، وفي مقدمتها تعيين الهيئات الناظمة لقطاعات حيوية مثل الكهرباء والنفط والطيران المدني والاتصالات وغيرها... وذلك للحصول على حزمات المساعدات المتعاقبة في مؤتمرات دولية، بينها «باريس 1» و«باريس 2». وتشبه المرحلة الحالية المرحلةَ السابقة، ويُضاف إليها الآن نهوض لبنان من ركام الحرب، وإعادة الإعمار، بعد سنوات من المراوحة والوعود أفضت إلى نهاية فترة السماح الدولية، ووضعت لبنان أمام تحديات جِسام.

بطاقة شخصية

يتحدّر ياسين جابر من إحدى أكبر عائلات مدينة النبطية، في جنوب لبنان. ولقد وُلد في مدينة لاغوس، العاصمة السابقة لنيجيريا، يوم 15 يناير (كانون الثاني) 1951. أما والده فهو رجل الأعمال المغترب في أفريقيا كامل جابر.

أنهى جابر دراسته الثانوية في مدرسة الإنترناشونال كوليدج (الآي سي) في بيروت. وتخرّج في الجامعة الأميركية ببيروت، حاملاً درجة بكالوريوس آداب في الاقتصاد. وهو متزوّج من وفاء محمد العلي، وأب لأربعة أولاد هم: كامل وسارة وتمارا ونائل.

عام 1979 هاجر إلى بريطانيا، وأقام فيها حيث أدار أعمال عائلته. إلا أنه دخل العمل السياسي رسمياً في عام 1995 حين تولى حقيبة وزارة الاقتصاد والتجارة في حكومة الرئيس الراحل رفيق الحريري، ثم عُيّن وزيراً للأشغال العامة والنقل في حكومة الرئيس عمر كرامي عام 2004. ومنذ دخوله العمل النيابي في 1996، وانضمامه إلى «كتلة التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه برّي، شغل موقعه بفاعلية في لجنة المال والموازنة، وتنقل إلى لجان أخرى، وكان آخرها رئاسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان في 2018.

وبعدما اتخذ قراراً شخصياً بألا يترشح للانتخابات النيابية في دورة 2022، عُيّن وزيراً للمالية في حكومة الرئيس نوّاف سلام خلال فبراير (شباط) 2025.

تحدّيات وزارة المالية

تختصر تحديات جابر في وزارة المالية تحديات كل لبنان الذي يعمل جاهداً للتعامل مع السؤال الأساسي: «هل يستطيع لبنان التقاط الفرصة المتاحة له دولياً وعربياً أو لا؟». وإذا كانت الحكومات تضع جدولاً بأولوياتها، فإن كل الملفات اليوم في لبنان تحتل الأولوية نفسها؛ كونها تضطلع بالأهمية ذاتها، وتبدأ من الإصلاحات الداخلية، وإعادة هيكلة القطاع المصرفي، وإيجاد حل لأزمة المودعين، مروراً بإعادة إعمار ما دمّرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، واستعادة ثقة المؤسسات الدولية، وتفعيل قطاع الجمارك والدوائر العقارية، ولا تنتهي الأولويات بملفات الكهرباء، والاتصالات، والمطار، وتعيين الهيئات الناظمة، ومخاطبة المؤسسات الدولية مثل «البنك الدولي» وصندوق النقد، وغيرها من الملفات.

تتراكم هذه الملفات دفعة واحدة في وجه الحكومة، ويوزّع الوزراء أوقاتهم على مستوى العمل الحكومي ومستوى وزاراتهم. وتبدو نهاراتهم «مزدحمة باللقاءات والعمل الدؤوب لمعالجة مختلف الملفات»، كما يقول جابر الذي يضطلع بأبرز ملفات العمل الحكومي في الوقت الراهن، إلى جانب رئيس الحكومة نوّاف سلام؛ ذلك أن الوزارة، بطبيعتها التكوينية، معنية بقسم كبير من خطط الإصلاح تلك...

يُضاف ذلك إلى أن وزير المال، إلى جانب وزيرين آخرين يحيطان بشكل أساسي برئيس الحكومة، هما وزير الثقافة غسان سلامة، ونائب رئيس الحكومة طارق متري، يُعدّون من الوزراء الذين يمتلكون تجربة سياسية.

ويقول جابر إن أعضاء الحكومة يخوضون في ورشة الإصلاح، ولا يحصر هذا الجهد بالوزراء السابقي الذكر؛ «فنحن الوزراء الثلاثة سبق لنا أن تعاطينا السياسة، وبالتالي فإننا نمتلك خبرات في هذا المجال، ومتآلفون مع الإدارة والسياسة. لكن إلى جانب الرئيس سلام، هناك شخصيات مهمة جداً أيضاً، نذكر على سبيل المثال لا الحصر، الوزير عامر البساط الآتي من خلفية إدارية ومالية، إضافة إلى الوزيرة حنين السيد الآتية من تجربة في البنك الدولي، والوزير جو صدّي، وغيرهم».

العمل النيابي

ساهمت تجربة ياسين جابر في العملين الحكومي والنيابي لنحو 30 سنة في القفز خطوات كبيرة باتجاه الإسراع في الإصلاحات والإنجازات. طوال تلك السنوات كان جابر يخيط القوانين ويدفع لإقرارها في البرلمان، ثم يضغط على الحكومات المتعاقبة لإصدار المراسيم التنفيذية لها. وحقاً استفاد من تجربته التي بدأت عام 1995 في أول حكومة شارك فيها.

يومذاك، كان وجوده يشبه وجود وزراء كثيرين يحتاجون إلى مراكمة الخبرات في الإدارة والسياسة. وبعد أن تراكمت خبراته، باتت خلفيته القانونية الآن تساعده على تحقيق «انطلاقة جيدة»، تبدأ من معرفته بالقوانين.

الآن، حين وضعت حكومة سلام جدول أعمالها الذي يُفترض أنه يحتاج إلى إقرار قوانين إصلاحية، أحضر جابر جدولاً بعشرات القوانين التي سبق إقرارها في الماضي، وتحتاج فقط إلى مراسيم تطبيقية. ووضع الجدول بعهدة الرئيس سلام، فأصدر الأخير تعميماً على الوزارات المعنية طالب فيه بأن تكون المراسيم جاهزة سريعاً للتطبيق. وبالمثل، عمّم وزير المال على المؤسسات العامة إجراء تدقيق خارجي بحساباتها، بهدف زيادة الشفافية... كما أعرب الوزراء عن «جدية بتعيين الهيئات الناظمة ضمن آلية تعيين شفافة، تستعين بالكفاءات».

جابر قال إن تعيين الهيئات الناظمة لمختلف القطاعات، هو مفتاح الإصلاح في لبنان. ويذكر هنا تفاصيل من لقائه «الإيجابي جداً» مع نائب رئيس البنك الدولي عثمان ديون؛ إذ ناقش المجتمعون برنامج المساعدة الطارئة للبنان (LEAP)، وهو مبادرة متقدمة لإعادة الإعمار بقيمة مليار دولار، يساهم البنك الدولي فيها بـ250 مليون دولار، ويؤمّن الباقي من قبل الشركاء المانحين وأصدقاء لبنان.

ويشير جابر إلى أن البنك الدولي خصص دعماً لتأهيل البنى التحتية وإزالة الردم الناتج عن الحرب بقيمة 250 مليون دولار، و200 مليون لدعم القطاع الزراعي، و250 مليوناً لشبكات المياه، و30 مليوناً للتأهيل المرتبط بالمعلوماتية. وإثر سؤاله من قبل البنك الدولي عن إصلاح قطاع الكهرباء، وقلة التزام لبنان في السابق بهذا المجال، أبلغ عثمان سائليه بأن الحكومة اللبنانية هذه المرة جدية، بدليل تقديم وعود بتعيين الهيئة الناظمة للكهرباء.

مؤسسات دولية

غير أن بناء الثقة مع المؤسسات الدولية الهادفة إلى طمأنة المستثمرين وتحسين بيئة الأعمال، لا يقتصر على «البنك الدولي» الذي يشارك جابر في اجتماعاته بالربيع في واشنطن، بل يشمل أيضاً مخاطبة صندوق النقد الدولي. وهنا يشير وزير المالية إلى أنه بعد مباحثات مع الممثل المقيم للصندوق في لبنان، فريدريكو ليما، كشف خلالها الالتزام بتطبيق الإصلاحات، لم تمضِ ساعات قليلة حتى صدر بيان من واشنطن يرحب بتعهدات الحكومة. وأفاد جابر بأن وفد الصندوق سيزور بيروت يوم الثلاثاء المقبل للانطلاق في المفاوضات مع الصندوق، وهي خطوة رئيسة لتحقيق الإصلاح.

وللعلم، جابر كان أبلغ ليما في الشهر الماضي بأن «الحكومة، ووزارة المالية تحديداً، تولي اهتماماً كبيراً لتحقيق اتفاق مع صندوق النقد الدولي، انطلاقاً من إدراكهما لأهمية دوره في السير على طريق الإصلاح، وإعادة استقطاب المجتمع الدولي وتحفيزه على مساعدة لبنان في هذا المضمار».

لقاءات دولية مكثفة

مروحة اللقاءات تتسع لتشمل سفراء الدول الصديقة للبنان، وممثلي مؤسسات مالية أجنبية رائدة. وبجانب ذلك، فتحت وزارة المال خطاً مع «مؤسسة التمويل الدولية» (IFC) للانطلاق في مشاريع وتمويلها، وتستفيد من القانون الجاهز الذي أنجزه في عام 2017، وهو تنظيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وإنشاء «المجلس الأعلى للخصخصة والشراكة»، وذلك لتسهيل النهوض بالمؤسسات، وجذب المستثمرين من القطاع الخاص، «وخصوصاً أن مشاريع كثيرة تنتظرنا، مثل تأهيل مطار القليعات (شمال لبنان)، وتأهيل المدينة الرياضية على سبيل المثال لا الحصر، وهي تحتاج إلى تعاون وشراكة بين القطاعين العام والخاص»، وتسعى جميعها إلى جذب الاستثمارات الخارجية، وتشجيع المغتربين اللّبنانيين على الاستثمار في البلاد، في ظل الجهود الحكومية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والمالي.

هذه الورشة تبعث بإشارات حول «بداية جديدة» في لبنان. ووفق جابر، فإن هذا الجهد «يبعث برسائل حول جدية الإصلاح، ما دامت المساعدات مشروطة به».

ساهمت تجربته في العملين الحكومي والنيابي لنحو 30 سنة في القفز خطوات كبيرة باتجاه الإسراع في الإصلاحات

القطاع المصرفي

إصلاح القطاع المصرفي يتصدر فعلياً مهام وزارة المال، والبداية من تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان. وهنا يقول جابر: «هذه الخطوة ملحة، وتهيئ الأرضية لإصلاح القطاع المالي والمصرفي، بالنظر إلى أن مصرف لبنان المركزي، قانوناً، هو الهيئة الناظمة للقطاع».

أيضاً يعمل جابر على تعيين مستشارين متخصصين في قطاع البنوك، إلى جانب آخرين متخصصين بملفات الضرائب والتعامل مع الشركات المالية والمؤسسات المالية الدولية. ويشير إلى ضرورة «إحياء القطاع المصرفي، والخروج من الاقتصاد النقدي. وهي مهمة لا يمكن أن تتحقق من دون قطاع مصرفي فاعل ونشط»، لافتاً إلى «أننا وضعنا مع رئيس الحكومة قواعد مهمة للإصلاح، وبعثنا برسائل واضحة إلى المؤسسات الدولية تتضمن إظهار الجدية في العمل لتحقيق الإصلاح، وهو ما شجّع الخارج على مخاطبتنا والتعامل مع الحكومة».

ويؤكد الوزير أن لبنان «ليس الطرف الذي يشطب الودائع، بل يعيد للناس حقوقها؛ لأن تسديد الودائع سيبعث برسالة ثقة لأي مستثمر محلي وخارجي في المستقبل»، موضحاً أنه «أساس خطة العمل التي تنسجم مع مطالب صندوق النقد الدولي، وسيبدأ تنفيذ الخطة بصرف ودائع صغار المودعين، وننتقل تدريجياً لتسديد جميع الودائع العالقة على مراحل».أخيراً، يولي جابر ملف الجمارك والدوائر العقارية أهمية بالغة، وهو من أبرز القطاعات التي تدرّ المداخيل على الخزينة، موضحاً: «أحاول تغيير نظام العمل وترشيقه، بهدف تسهيل معاملات المواطنين، وحماية مصادر دخل الدولة وحفظها»، فضلاً عن مشاريع حماية المستهلك وتشجيع الاستثمار، ومن بينها تخصيص مناطق صناعية على ممتلكات الدولة في مختلف المناطق اللّبنانية لدعم القطاع الإنتاجي، وتعزيز النمو الاقتصادي، وخلق فرص عمل جديدة تساهم في التنمية الاجتماعية.