رحبت الولايات المتحدة، بحذر، بوقف إطلاق النار بمنطقة إدلب بشمال غربي سوريا، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة إنهاء «الهجمات على المدنيين»، مع تواصل الهدوء النسبي ضمن منطقة «خفض التصعيد» مع دخول تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الجديد يومه الثالث، أمس، رغم استهداف قوات النظام ريفي حماة وإدلب بأكثر من 175 قذيفة وصاروخاً.
وقالت مورغن أورتاغوس المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في بيان على هامش زيارة لوزير الخارجية مايك بومبيو لأستراليا، أمس، إن «ما يهم بالفعل هو أن الهجمات على المدنيين والبنى التحتية المدنية يجب أن تتوقف. سنُقدّر كل الجهود المبذولة لتحقيق هذا الهدف المهم».
وأضافت أورتاغوس، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية: «نحيي جهود تركيا وروسيا اللتين عملتا معاً لإعادة فرض وقف النار الذي تم التوصل إليه» في سبتمبر (أيلول)، شاكرة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جهوده الشخصية في ملف إدلب. وأكدت واشنطن من جديد أن «لا حل عسكرياً للصراع السوري». وقالت أورتاغوس: «وحده الحل السياسي بإمكانه ضمان مستقبل مستقر وآمن لجميع السوريين».
وشددت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية على أن «المسار الوحيد الممكن لحل سياسي هو العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف، بما في ذلك إصلاح دستوري وانتخابات تشرف عليها المنظمة الدولية».
وكانت الخارجية الأميركية قد أفادت بأن الولايات المتحدة ستدعم عمل مبعوث الأمم المتحدة الخاص غير بيدرسون والأمم المتحدة لدفع عملية يقودها السوريون من شأنها أن توجد نهاية سلمية وسياسية للصراع. والمنطقة، التي تشمل محافظة إدلب وأجزاء من محافظة حماة القريبة، هي آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة لرئيس النظام السوري بشار الأسد الذي تعهد باستعادة جميع مناطق سوريا.
من جهته، أحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مواصلة الهدوء النسبي والحذر مع دخول تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الجديد يومه الثالث على التوالي، حيث لا تزال طائرات النظام و«الضامن» الروسي تغيب عن الأجواء منذ قبيل البدء بتطبيق الاتفاق وحتى الأمس، لافتاً إلى أنها المرة الأولى التي يتوقف فيها القصف الجوي لأكثر من 48 ساعة منذ بدء التصعيد الأعنف.
غير أن الهدوء المستمر في اليوم الثالث تخللته قذائف مدفعية أطلقتها قوات النظام بعد منتصف ليل السبت/ الأحد، على أماكن في الزكاة وكفرزيتا بريف حماة الشمالي، التي تشهد قصفاً متواصلاً بشكل متقطع منذ اليوم الأول لتطبيق الاتفاق.
وأعلن القائد العام لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني، السبت، أن فصيله لن ينسحب من المنطقة منزوعة السلاح في شمال غربي سوريا. وجاءت تصريحات الجولاني خلال لقاء نظمته هيئة تحرير الشام مع صحافيين في منطقة إدلب. ولم يسمح للصحافيين بالتصوير.
وبعد أشهر من التصعيد العسكري، بدأ منذ منتصف ليل الخميس/ الجمعة، سريان اتفاق لوقف إطلاق نار في منطقة إدلب أعلنت دمشق «الموافقة» عليه واشترطت لاستمراره انسحاب المجموعات الجهادية من المنطقة منزوعة السلاح، بحسب ما ينص اتفاق روسي - تركي منذ سبتمبر.
وقال الجولاني: «ما لم يأخذه النظام عسكرياً وبالقوة فلن يحصل عليه سلمياً بالمفاوضات والسياسة (...) نحن لن ننسحب من المنطقة أبداً». وأكد: «لن نتموضع لا على طلب الأصدقاء ولا الأعداء»، مشدداً على رفض فصيله دخول قوات مراقبة روسية إلى المنطقة العازلة كما ينص الاتفاق. واعتبر الجولاني أن قوات النظام «استنزفت» خلال العمليات العسكرية.
وحذّرت الهيئة في بيان الجمعة، من أن أي قصف على مناطق سيطرتها سيؤدي إلى عدم التزامها بوقف إطلاق النار.
وتحدثت وكالة «سانا» الرسمية، أمس، عن سقوط بعض الصواريخ في بلدة بشلاما جنوب شرقي مدينة القرداحة، أدت إلى مقتل شخص وإصابة 3 آخرين بجراح، إضافة إلى خسائر مادية في الممتلكات.
وتعرضت محافظة إدلب ومناطق مجاورة، حيث يعيش نحو 3 ملايين نسمة، لقصف شبه يومي من طائرات سورية وأخرى روسية منذ نهاية أبريل (نيسان)، لم يستثنِ المستشفيات والمدارس والأسواق، وترافق مع معارك عنيفة في ريف حماة الشمالي.
واشنطن ترحب بوقف النار... وتشدد على إنهاء «الهجمات على المدنيين» في سوريا
قذائف قرب القرداحة... والجولاني يرفض الانسحاب من إدلب
واشنطن ترحب بوقف النار... وتشدد على إنهاء «الهجمات على المدنيين» في سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة