المغرب: انطلاق إيداع الترشيحات لانتخاب مجلس المستشارين الجمعة

TT

المغرب: انطلاق إيداع الترشيحات لانتخاب مجلس المستشارين الجمعة

أعلن وزير الداخلية المغربي، في بيان صدر أمس، أن الفترة المخصصة لإيداع الترشيحات لانتخابات مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، ستبدأ بعد غد الجمعة، وتستمر حتى الساعة الـ12 من زوال يوم الاثنين المقبل، على أن يجري الاقتراع يوم 5 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وقال البيان ذاته إنه طبقاً للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل، فإنه يجب إيداع التصريحات بالترشيح برسم الهيئات الناخبة لممثلي مجالس الجماعات (البلديات)، ومجالس العمالات (المحافظات) والأقاليم، وممثلي مجالس الجهات (المناطق)، وممثلي الغرف المهنية، وممثلي المنظمات المهنية للمشغلين الأكثر تمثيلية بمقر العمالة، أو الإقليم مركز الجهة المعنية. أما لوائح الترشيح برسم الهيئة الناخبة لممثلي المأجورين، فينبغي إيداعها لدى كتابة (أمان) اللجنة الوطنية للإحصاء بوزارة الداخلية.
وأشار وزير الداخلية في البيان ذاته إلى أن الفترة المخصصة للحملة الانتخابية برسم انتخاب أعضاء مجلس المستشارين ستنطلق في الساعة الأولى من يوم الثلاثاء 28 سبتمبر (أيلول) الحالي، وتنتهي في الساعة الثانية عشرة (12) ليلاً من يوم الاثنين 4 أكتوبر المقبل.
وعلى صعيد متصل، جرى أمس في مدينة كلميم (جنوب أغادير)، انتخاب مباركة بوعيدة رئيسة لمجلس جهة كلميم – واد نون، وهي تنتمي لحزب «التجمع الوطني للأحرار»؛ متصدر اقتراع 8 سبتمبر الحالي. وتزامن الانتخاب مع حادث وفاة عضو الجهة عبد الوهاب بلفقيه، متأثراً بجروح أصيب بها صباح أمس بسبب طلق ناري، تشير مصادر مطلعة إلى أنه يتعلق بانتحار بواسطة بندقية صيد.
يأتي ذلك في وقت تصدر فيه حزب «الأصالة والمعاصرة» نتائج انتخابات أعضاء مجلس جهة كلميم – واد نون، بحصوله على 12 مقعداً في الانتخابات الأخيرة، متبوعاً بـ«التجمع الوطني للأحرار» (10 مقاعد)، و«الاستقلال» (5 مقاعد)، و«الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية» (4 مقاعد)، وحزب «الحركة الشعبية» بمقعدين.
كما حصلت أحزاب «البيئة والتنمية المستدامة»، و«العدالة والتنمية»، و«التقدم والاشتراكية»، و«الإصلاح والتنمية»، و«الحركة الديمقراطية الاجتماعية»، و«الوحدة والديمقراطية» على مقعد لكل واحد منها.
وبخصوص حادث وفاة بلفقيه، تشير مصادر إلى أنه كان في بيته، وأطلق النار على نفسه في ظروف غامضة، فيما ترجح أطراف سياسية فرضية تعرضه لاعتداء. وسبق أن شغل بلفقيه منصب عضو في مجلس المستشارين، (الغرفة الثانية في البرلمان)، وكان عضواً في المكتب السياسي لـ«الاتحاد الاشتراكي» قبل أن يغادره ويترشح في الانتخابات الأخيرة باسم حزب «الأصالة والمعاصرة»، ويفوز بعضوية مجلس جهة كلميم، وكان مرشحاً للمنافسة على رئاسة الجهة. لكن عبد اللطيف وهبي، الأمين العام للحزب، سحب منه تزكية الترشح للرئاسة، ما جعله يكتب رسالة نشرها في «فيسبوك»، قال فيها إنه قرر اعتزال السياسة، واشتكى من الغدر.
وقبيل جلسة انتخاب رئيس مجلس جهة كلميم، انخرط بلفقيه في دعم محمد أبودرار، مرشح «الاتحاد الاشتراكي» (برلماني سابق باسم «الأصالة والمعاصرة») لمنافسة بوعيدة، قبل أن يصاب بطلق ناري في ظروف ما زالت غامضة.



أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
TT

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)

قرب ركام مبنى ما زال الدخان يتصاعد منه في مدينة صور، تحمل عائلة حقائب وتصعد على سلم مظلم إلى شقة خُلعت أبوابها ونوافذها، ولا يوجد فيها ماء ولا كهرباء، بعد أن استهدف القصف الإسرائيلي البنى التحتية والطرق، إضافة إلى الأبنية والمنازل.

في اليوم الثاني من سريان وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، كانت مئات العائلات صباح الخميس تتفقّد منازلها في أحياء استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وحوّلتها إلى منطقة منكوبة.

لم تسلم سوى غرفة الجلوس في شقة عائلة نجدة. تقول ربّة المنزل دنيا نجدة (33 عاماً)، وهي أم لطفلين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما تقف على شرفتها المطلة على دمار واسع: «لم نتوقّع دماراً إلى هذا الحدّ. رأينا الصور لكن وجدنا الواقع مغايراً وصعباً».

وغطّى الزجاج أسرّة أطفالها وألعابهم، في حين تناثرت قطع من إطارات النوافذ الحديدية في كل مكان. وتضيف دنيا نجدة: «عندما وصلنا، وجدنا الدخان يتصاعد من المكان، وبالكاد استطعنا معاينة المنزل».

على الشرفة ذاتها، يقف والد زوجها سليمان نجدة (60 عاماً)، ويقول: «نشكو من انقطاع المياه والكهرباء... حتى المولدات الخاصة لا تعمل بعد انقطاع خطوط الشبكات».

ويقول الرجل، الذي يملك استراحة على شاطئ صور، الوجهة السياحية التي تجذب السكان والأجانب: «صور ولبنان لا يستحقان ما حصل... لكن الله سيعوضنا، وستعود المدينة أفضل مما كانت عليه».

وتعرّضت صور خلال الشهرين الماضيين لضربات عدّة؛ دمّرت أو ألحقت أضراراً بمئات الوحدات السكنية والبنى التحتية، وقطعت أوصال المدينة.

وأنذرت إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مراراً سكان أحياء بأكملها بإخلائها، ما أثار الرعب وجعل المدينة تفرغ من قاطنيها، الذين كان عددهم يتجاوز 120 ألفاً.

لن يحصل بنقرة

خلال جولة في المدينة؛ حيث تعمل آليات على رفع الردم من الطرق الرئيسة، يحصي رئيس بلدية صور واتحاد بلدياتها، حسن دبوق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أكثر من 50 مبنى، مؤلفة من 3 إلى 12 طابقاً دُمّرت كلياً جراء الغارات الإسرائيلية»، غير تضرّر عشرات الأبنية في محيطها، بنسبة تصل إلى 60 في المائة. ويضيف: «يمكن القول إنه يكاد لم يبقَ أي منزل بمنأى عن الضرر».

وشهدت شوارع المدينة زحمة سير مع عودة المئات من السكان إلى أحيائهم، في حين أبقت المؤسسات والمحال التجارية والمطاعم أبوابها موصدة.

ويوضح دبوق: «يتفقّد السكان منازلهم خلال النهار، ثم يغادرون ليلاً بسبب انقطاع الماء عن أنحاء المدينة والكهرباء عن الأحياء التي تعرّضت لضربات إسرائيلية قاسية».

ويقول إن الأولوية اليوم «للإسراع في إعادة الخدمات إلى المدينة، وتأمين سُبل الحياة للمواطنين»، مقرّاً بأن ذلك «لن يحصل بنقرة، ويحتاج إلى تعاون» بين المؤسسات المعنية.

ويضيف: «من المهم أيضاً إزالة الردم لفتح الشوارع حتى يتمكّن الناس من العودة».

واستهدفت غارة إسرائيلية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) شركة مياه صور، ما أسفر عن تدميرها، ومقتل موظفيْن، وانقطاع المياه عن 30 ألف مشترك في المدينة ومحيطها، وفق ما قال رئيس مصلحة مياه صور وليد بركات.

ودمّرت الغارة مضخّات المياه وشبكة الأنابيب المتفرّعة منها، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، في إطار جولة نظمها «حزب الله» للصحافيين في عدد من أحياء المدينة.

وتحتاج إعادة بنائها إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وفق بركات، الذي قال إن العمل جارٍ لتوفير خيار مؤقت يزوّد السكان العائدين بالمياه.

ويقول بركات: «لا صواريخ هنا، ولا منصات لإطلاقها، إنها منشأة عامة حيوية استهدفها العدوان الإسرائيلي».

قهر ومسكّنات

بحزن شديد، يعاين أنس مدللي (40 عاماً)، الخيّاط السوري المُقيم في صور منذ 10 سنوات، الأضرار التي لحقت بمنزله جراء استهداف مبنى مجاور قبل ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار. كانت أكوام من الركام تقفل مدخل المبنى الذي تقع فيه الشقة.

ويقول بأسى: «بكيت من القهر... منذ يوم أمس، وأنا أتناول المسكنات جراء الصدمة. أنظر إلى ألعاب أولادي والدمار وأبكي».

وغابت الزحمة، الخميس، عن سوق السمك في ميناء المدينة القديمة، الذي كان يعجّ بالزبائن قبل الحرب، بينما المراكب راسية في المكان منذ أكثر من شهرين، وينتظر الصيادون معجزة تعيدهم إلى البحر لتوفير قوتهم.

بين هؤلاء مهدي إسطنبولي (37 عاماً)، الذي يروي أنه ورفاقه لم يبحروا للصيد منذ أن حظر الجيش اللبناني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حركة القوارب في المنطقة البحرية جنوب لبنان.

ويقول: «لم يسمح الجيش لنا بعد بالخروج إلى البحر حفاظاً على سلامتنا» باعتبار المنطقة «حدودية» مع إسرائيل.

ويقول إسطنبولي: «نراقب الوضع... وننتظر»، مضيفاً: «نحن خرجنا من أزمة، لكن الناس سيعانون الآن من أزمات نفسية» بعد توقف الحرب.

ويقول أب لأربعة أطفال: «أحياناً وأنا أجلس عند البحر، أسمع صوت الموج وأجفل... يتهيّأ لي أن الطيران يقصف. نعاني من الصدمة».