عون وميقاتي لم يلتقيا... وأجواء تأزم تحيط بمشاورات تشكيل الحكومة

TT

عون وميقاتي لم يلتقيا... وأجواء تأزم تحيط بمشاورات تشكيل الحكومة

خالفت الوقائع السياسية، أمس، كل التقديرات الإعلامية حول لقاء كان متوقعاً بين الرئيس ميشال عون، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، ما يعكس تأزماً في مشاورات التشكيل التي اصطدمت عند الخلاف على حقيبة وزارة الداخلية بشكل أساسي.
وفيما لم يتحقق أي خرق على صعيد تشكيل الحكومة منذ اللقاء الأخير يوم الجمعة الماضي بين الرئيسين عون وميقاتي، نفت الرئاسة اللبنانية، أمس، أن يكون عون طالب بنصف حقائب الحكومة، أي 12 وزيراً من أصل 24، معتبرة في بيان أصدره المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية، أن المعلومة «لا أساس لها من الصحة وهي مختلقة جملة وتفصيلاً، وتهدف إلى التشويش المقصود على التعاون القائم بين الرئيس عون والرئيس المكلف».
وفي السياق نفسه، نفى الرئيس المكلف معلومات وردت في وسائل إعلام تحدثت عن لقاء جمع ميقاتي برئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وأكد المكتب الإعلامي لميقاتي أنه منذ صدور مرسوم التكليف، وباستثناء اللقاءات المعلنة التي جمعت الرئيس المكلف برئيس الجمهورية ميشال عون، «لم يعقد أي لقاء بين الرئيس ميقاتي وأي وسيط لرئيس الجمهورية، وتحديداً لم يحصل أي لقاء مع رئيس (التيار الوطني الحر) جبران باسيل».
كانت اللجنة المركزية للإعلام في «التيار الوطني الحر» نفت في بيان ما تردد عن إيفاد رئيس الجمهورية، النائب باسيل، للقاء الرئيس المكلف، كما نفت المعلومات عن عشاء جمع الرئيس ميقاتي بالنائب باسيل يوم الأحد وعن تفاوض يجري بينهما.
ورغم الأجواء الإيجابية التي تشيعها أطراف سياسية حول تقدم المفاوضات الحكومية، استناداً إلى الاتصالات التي تجري في الكواليس، لم يتحقق أي خرق جوهري بشأن عقدة وزارة الداخلية وعقد أخرى مرتبطة بالحقائب الخدماتية. وأشار النائب علي درويش إلى أن «الأجواء لا تزال جيدة بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي»، لافتاً إلى أن «الساعات المقبلة ستكون مفصلية، والإيجابية يجب أن تكون ملموسة». ورأى في حديث إذاعي أن «تكثيف الاجتماعات بين الرئيسين يدل على جدية الطرفين رغم عدم وصول الأمور إلى خواتيمها».
وتثير المراوحة في ملف تشكيل الحكومة جملة انتقادات، إذ سأل أمين سر كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن: «‏هل شعار حقوق الطوائف يحفظ حق المواطن بالحصول على الكهرباء والدواء والغذاء والمحروقات؟ هل التمسك ببدعة الصلاحيات توفر القدرة للمستشفيات على الصمود والاستمرار؟ إن عرقلة تشكيل الحكومة إذا ما استمر يرقى إلى مستوى الخيانة العظمى، وهل هناك أعظم وأفظع من تجويع الناس وإذلال الشعب؟».



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.