تخصيص ملياري ريال يمني للمهرة لمواجهة تداعيات العاصفة «لبان»

TT

تخصيص ملياري ريال يمني للمهرة لمواجهة تداعيات العاصفة «لبان»

أعلن رئيس مجلس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك عن تخصيص الحكومة مبلغ ملياري ريال يمني (نحو 3.41 مليون دولار) بصورة عاجلة للسلطة المحلية بمحافظة المهرة، بتوجيه من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لمواجهة تداعيات العاصفة المدارية «لبان» التي ضربت المحافظة حديثاً، وتسببت في أضرار كبيرة في البنية التحتية بالمحافظة.
وشهد ديوان عام محافظة المهرة، أمس، مؤتمراً صحافياً لعبد الملك، بحضور المحافظ راجح باكريت. وأكد رئيس الوزراء أن المبلغ «سيخصص بشكل أساسي لإعادة الخدمات العامة المتضررة من الإعصار، كصيانة وإصلاح شبكات الطرق والكهرباء والمياه والاتصالات والمستشفيات وغيرها، وأن الحكومة تعمل الآن على إعادة الخدمات الأساسية».
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن عبد الملك قوله: «من الصعب الحديث عن حجم الأضرار في الوقت الحالي، بالنظر إلى حجم الكارثة، والانهيار شبه الكامل للبنية التحتية، وصعوبة الوصول إلى جميع المناطق المتضررة»، مؤكداً أن مجلس الوزراء في اجتماعه المقبل بالعاصمة المؤقتة عدن سيقر إنشاء وحدة تنفيذية لا مركزية في المهرة لإعادة الإعمار.
وأشار عبد الملك إلى أن أعمال حصر الأضرار الناجمة عن «لبان» جارية بالتنسيق مع المكاتب التنفيذية، لافتاً إلى أن هناك آلاف المنازل تهدمت، ونحو 90 في المائة من الخدمات العامة خارج الخدمة، وكثيراً من مصادر الدخل تعطلت في مجال الصيد السمكي والعمل الزراعي بسبب السيول والأمطار.
وأكد أن الحكومة ستعمل بطريقة غير اعتيادية ومن الميدان سعياً للتعافي من آثار الكارثة وتبعاتها، وستسخر كل إمكانياتها لمتابعة الأعمال والمعالجات، وإقرار ميزانية طارئة، وخطط منهجية واضحة، تلبي الاحتياجات وإعمار ما دمره الإعصار، مشيراً إلى أن الحكومة ستقوم بزيارات دورية لتتبع ما أُنجز على الأرض بعيداً عن الروتين المعتاد.
وأشاد رئيس الوزراء اليمني بالجهود الكبيرة التي بذلتها السلطة المحلية في عملية الإنقاذ والإيواء والإغاثة، مثمناً الدور الكبير الذي تقوم به قوات التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية، في الجانب الإغاثي والإنساني والإيوائي، عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وتسيير جسر جوي لإيصال المساعدات إلى المتضررين في مختلف المناطق المنكوبة من الإعصار.
كان عبد الملك قد عقد، أمس، اجتماعاً لوكلاء المحافظة والهيئة الإدارية ومديري عموم المديريات والمكاتب التنفيذية بالمحافظة، بحضور محافظ المحافظة ووزراء الإدارة المحلية والكهرباء والطاقة والمياه والبيئة والاتصالات وتقنية المعلومات، وأعضاء الوفد الحكومي، استعرض من خلاله الهدف من الزيارة، وطبيعة الإجراءات والمعالجات التي تعمل عليها الحكومة لتجاوز كارثة الإعصار، وتقديم التعويضات للمتضررين.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.