الشركات اليابانية توافق على أكبر زيادة في الأجور منذ 34 عاماً

وسط ضبابية لتوقعات إنفاق المستهلكين

عامل يركب دراجة بالقرب من مصنع في المنطقة الصناعية بمدينة كاواساكي اليابانية (رويترز)
عامل يركب دراجة بالقرب من مصنع في المنطقة الصناعية بمدينة كاواساكي اليابانية (رويترز)
TT

الشركات اليابانية توافق على أكبر زيادة في الأجور منذ 34 عاماً

عامل يركب دراجة بالقرب من مصنع في المنطقة الصناعية بمدينة كاواساكي اليابانية (رويترز)
عامل يركب دراجة بالقرب من مصنع في المنطقة الصناعية بمدينة كاواساكي اليابانية (رويترز)

وافقت الشركات اليابانية على رفع الأجور بأكثر من 5 في المائة في المتوسط ​​هذا العام، في طريقها لتحقيق أكبر زيادة في الأجور منذ أكثر من 3 عقود، وهو ما يُشعر كثير من العمال بالارتياح، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الزيادات ستؤدي إلى قفزة كبيرة في إنفاق المستهلكين.

ومع اختتام مفاوضات العمل السنوية هذا الأسبوع، أكدت مجموعة من أكبر الشركات اليابانية أنها لبَّت مطالب النقابات بالكامل. وحقَّقت بعض الشركات، مثل شركة «هيتاشي» للإلكترونيات، زيادات قياسية في الأجور، على الرغم من استبعاد بعض القطاعات، ويبقى أن نرى كيف سيتصرف العاملون في كثير من الشركات الصغيرة.

وتُعدّ الزيادات الكبيرة في الأجور ضروريةً لمواجهة الزيادات الحادة في تكلفة المعيشة الناجمة عن التضخم. كما أن كثيراً من الشركات، التي شجعتها الأرباح القياسية على خلفية ضعف الين، حريصة أيضاً على الاحتفاظ بالموظفين في ظل نقص العمالة.

وعلى نطاق أوسع، لطالما حثَّ صانعو السياسات الشركات اليابانية على رفع الأجور حتى يتمكَّن المواطنون العاديون من التخلص من عقلية متأثرة بعقود من الانكماش جعلتهم مترددين في الإنفاق بثقة.

وتمثل الزيادة الأولية البالغة 5.46 في المائة وفق اتحاد «رينغو»، الذي يضم 7 ملايين عضو، السنة الثالثة على التوالي من الزيادات الكبيرة في الأجر الأساسي، ومن المرجح أن تُمثل أعلى زيادة في 34 عاماً.

ويُقارن هذا الرقم بالقراءة الأولية للعام الماضي البالغة 5.28 في المائة، التي تم تعديلها لاحقاً على مراحل عدة إلى 5.1 في المائة، حيث تُؤخذ غالبية الاتفاقات بين الشركات الصغيرة ونقاباتها في الاعتبار لاحقاً.

ولم يُبدِ الاقتصاديون تفاؤلاً مُفرطاً بأن النمو الكبير في الأجور سيكون كافياً لتحفيز المستهلكين على زيادة إنفاقهم. وبلغ معدل التضخم الاستهلاكي العام، بما في ذلك أسعار المواد الغذائية الطازجة، 4.0 في المائة في يناير (كانون الثاني)، وهو أعلى مستوى له منذ عامين.

وفي تأكيد أهمية نمو الأجور، أمر رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا، هذا الأسبوع، السلطات بالبحث عن سبل لتشجيع زيادة أجور سائقي الشاحنات. كما قال إن الحكومة ستنظر في اتخاذ تدابير تُمكِّن الشركات الصغيرة من تحميل العملاء تكاليف أعلى، مما يُمكّنها من دفع أجور أعلى للعمال. وسعت نقابات أعضاء في تحالف «رينغو» إلى زيادة في الأجور بنسبة 6.09 في المائة هذا العام، ارتفاعاً من 5.85 في المائة في عام 2024، وهي المرة الأولى منذ 32 عاماً التي تطلب فيها النقابات أكثر من 6 في المائة.

وهذا العام، ركزت «رينغو» على تحقيق زيادات كبيرة في الأجور للشركات الصغيرة. وصرحت الرئيسة توموكو يوشينو في مؤتمر صحافي: «بلغ متوسط ​​الزيادة في الشركات الصغيرة أعلى مستوياته لأول مرة منذ 33 عاماً، ولكن لا تزال هناك فجوة كبيرة بين أجور العاملين في الشركات الصغيرة وأجور العاملين في الشركات الكبيرة. وبما أن محادثات الأجور تستمر عادةً في الشركات الصغيرة خلال شهرَي أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، فإننا سنواصل دعمها».

وفي الأسواق، عوَّض المؤشر «نيكي» خسائره المبكرة، وارتفع عند الإغلاق يوم الجمعة بدعم من مكاسب العقود الآجلة للأسهم الأميركية، وسط إقبال المستثمرين على شراء أسهم شركات مرتبطة بالرقائق وأسهم أخرى مقدرة بأقل من قيمتها الحقيقية.

وصعد «نيكي» 0.72 في المائة إلى 37053.1 نقطة عند الإغلاق بعد أن انخفض 0.5 في المائة في وقت سابق من الجلسة. وارتفع المؤشر 0.45 في المائة خلال الأسبوع لينهي 3 أسابيع متتالية من الخسائر.

ومن بين 225 سهماً على «نيكي»، ارتفع 152، وانخفض 72، واستقر واحد. وصعد المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.65 في المائة إلى 2715.85 نقطة.

وقال سييتشي سوزوكي، كبير محللي أسواق الأسهم في «توكاي طوكيو إنتليجنس لابوراتوري»: «المستثمرون أعادوا شراء الأسهم لأنهم أرادوا تعويض خسائر الجلسة السابقة».

وقال تاكاماسا إيكيدا مدير المحافظ لدى «جي سي آي» لإدارة الأصول إن صعود المؤشر «نيكي» جاء محدوداً مع قلق المستثمرين من حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد الأميركي. وأضاف: «لكن الخسائر ظلت أيضاً محدودة لأن هناك طلباً من المؤسسات المستثمرة، مثل صناديق التقاعد، التي تريد شراء أسهم لإعادة التوازن إلى محافظها الاستثمارية في نهاية السنة المالية اليابانية».


مقالات ذات صلة

«ثروة» السعودية تبرم اتفاقية للاستحواذ على «أمجاد وطن»

الاقتصاد السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)

«ثروة» السعودية تبرم اتفاقية للاستحواذ على «أمجاد وطن»

وقَّعت شركة الثروة البشرية (ثروة) اتفاقية للاستحواذ الكامل على شركة «أمجاد وطن» لتنظيم المعارض والمؤتمرات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منظر عام لمدينة الكويت (رويترز)

ارتفاع التضخم السنوي في الكويت 2.41 % خلال مارس

ارتفع معدل التضخم السنوي في الكويت بمقدار 2.41 %، عند 136.1 نقطة، خلال شهر مارس الماضي، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام السابق؛ حيث كان 132.9 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد قطع من شوكولاته دبي المغطاة بورق الذهب في محل أبو خالد للحلويات الشرقية في منطقة الزفاف ببرلين (أرشيفية - أ.ف.ب)

شوكولاته دبي تتسبب في نقص إمدادات الفستق حول العالم

أدَّى الرواج الكبير لشوكولاته دبي إلى أزمة عالمية في إمدادات الفستق، مما أدى إلى تفاقم النقص العالمي في هذا النوع من المكسرات، وارتفاع أسعاره بشكل حاد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا رئيس الوزراء فيليتي تيو (الثاني إلى اليمين) وكبار الشخصيات يحتفلون بتركيب أجهزة الصراف الآلي في توفالو (حساب رئيس الوزراء الرسمي بـ«فيسبوك»)

دولة نائية في المحيط الهادئ تحصل على ماكينات صراف آلي لأول مرة

كشفت دولة توفالو عن أول أجهزة صراف آلي تصل لها، وعدّته «إنجازاً عظيماً» و«تحولاً مهماً».

«الشرق الأوسط» (توفالو)
الاقتصاد أحد مشاريع «الوطنية للإسكان» (واس)

تأثيرات «محدودة» للرسوم الجمركية على سوق العقارات في السعودية

رأى مختصون عقاريون واقتصاديون أن تأثيرات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على السوق العقارية السعودية، سوف تكون «معتدلة» و«محدودة».

محمد المطيري (الرياض)

مشروعات جازان تنتظر استثمارات القطاع الخاص بمعايير محددة

منطقة جازان (واس)
منطقة جازان (واس)
TT

مشروعات جازان تنتظر استثمارات القطاع الخاص بمعايير محددة

منطقة جازان (واس)
منطقة جازان (واس)

علمت «الشرق الأوسط» أن المكتب الاستراتيجي لتطوير منطقة جازان، الواقعة جنوب السعودية، يعمل حالياً على إرساء أرضية مشتركة تنطلق منها جميع الأعمال في المشروعات التنموية بإلزام القطاع الخاص بمعايير محددة، بما يعزز الأدوار ويرفع من كفاءة الأداء في تلبية احتياجات المنطقة، وكفاءة الإنفاق، وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد، ومعالجة أي تحديات قد تؤثر في تحقيق الأهداف التنموية. إضافة إلى تمكينها من التصدي بفاعلية أكبر للقضايا الحرجة، وفق نهج تكاملي يرسخ التنمية الشاملة والمستدامة، ويعزز كفاءة العمل المؤسسي لخدمة المدينة.

والمكتب الاستراتيجي لتطوير منطقة جازان هو أحد المكاتب الاستراتيجية التي أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، عام 2021 التي تشمل أيضاً مناطق الباحة، والجوف، بهدف تعظيم الاستفادة من المميزات النسبية والتنافسية لكل منطقة، وتطوير بيئتها الاستثمارية لتكون جاذبة للاستثمار بالشراكة مع القطاع الخاص.

وطبقاً للمعلومات، وجّه المكتب الاستراتيجي لتطوير منطقة جازان القطاع الخاص بضرورة الالتزام باتخاذ ما يلزم لضمان تنفيذ إطار تفعيل ومتابعة التنمية وفق ما أقرته اللجنة الإشرافية، وأيضاً تطبيق حوكمة المشروعات الاستراتيجية والمتميزة.

التطوير الشامل

ويرجع هذا التوجيه إلى قرار مجلس الوزراء القاضي بالموافقة على الترتيبات التنظيمية للمكتب الاستراتيجي لتطوير منطقة جازان، الذي نصت مادته الثالثة على الآتي: «يهدف المكتب إلى التخطيط والتطوير الشامل في المجالات العمرانية، والسكانية، والاقتصادية، والتنموية، والاجتماعية، والثقافية والبيئية، والنقل، والبنية الأساسية، والبنية التحتية الرقمية، وإلى توفير احتياجات المنطقة من الخدمات والمرافق العامة، وانطلاقاً مما تضمنته المادة ذاتها من مهام واختصاصات موكلة إلى المكتب الاستراتيجي».

وحددت المهام الموكلة إليه في رسم السياسات العامة لتطوير المنطقة وتنميتها، وإعداد الخطط والدراسات والمخططات الاستراتيجية الشاملة للمنطقة وبرامجها التنفيذية، والإشراف المباشر على تخطيط البرامج والمشروعات الاستراتيجية وتصميمها وتنفيذها، وما يتصل بها من أعمال التشغيل والصيانة، وأيضاً مراجعة خطط التنمية والبرامج والمشروعات ذات الصلة بعمل المكتب التي تعدها الأجهزة الحكومية والهيئات والمؤسسات العامة في المنطقة، بما يضمن تحقيق التنمية المتوازنة في المنطقة.

البنية التحتية

ومن ضمن الاختصاصات كذلك متابعة تخطيط مشروعات البنية الأساسية بالتنسيق مع الأجهزة المعنية، وترتيب أولويات تنفيذ البرامج والمشروعات بما يتفق مع خطط التنمية، ومتابعة تنفيذ البرامج والمشروعات، واتخاذ ما يلزم لضمان تنفيذها، بالتنسيق مع الأجهزة المعنية وتطبيق مؤشرات تحسين وقياس كفاية الأداء الحضري عليها في ضوء أهداف خطط التنمية المعتمدة، إلى جانب تنسيق وتنظيم الجهود بين الأجهزة ذات الصلة بتطوير المنطقة وتنميتها.

وأشار المكتب إلى المادة الرابعة من الترتيبات التنظيمية التي حددت اختصاصات اللجنة الإشرافية ومنها إقرار الخطط والدراسات والمخططات الاستراتيجية الشاملة للمنطقة وبرامجها التنفيذية، والبرامج والمشروعات المتعلقة باختصاصات ومهمات المكتب، وأيضاً خطط التنمية والبرامج والمشروعات ذات الصلة بعمل المكتب التي تعدها الأجهزة الحكومية والهيئات والمؤسسات العامة.

وأكد المكتب أن التزام القطاع الخاص بتنفيذ هذه القرارات سيسهم في توحيد الجهود بين مختلف الجهات ذات العلاقة وتعزيز التنسيق فيما بينها، وإرساء أرضية مشتركة تنطلق منها جميع أعمالها.