«دولة المستوطنين»... تنفيذ صارخ لخطة سرية
«دولة المستوطنين»... تنفيذ صارخ لخطة سرية
في قرية سنجل التي تبعد نحو 21 كلم شمال رام الله، التي حولتها إسرائيل إلى سجن كبير محاط بسياج ضخم وممتد وبوابات ومستوطنات وبؤر استيطانية، كان يمكن ببساطة مشاهدة آثار المعركة الأخيرة التي قتل خلالها المستوطنون 2 من الشبان الفلسطينيين بدم بارد، في 11 يوليو (تموز) الماضي، في واحدة من أسوأ الهجمات.
كانت سنجل لا تزال حزينة على الفقد المر الذي ألمّ بها رغم أن الشابين اللذين قضيا هناك لم يكونا من أبناء البلدة، وإنما هبّا من المزرعة الشرقية القريبة لمساعدة جيرانهما في صد الهجوم الهمجي للمستوطنين.
وقال محمد علوان، منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان، لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كان هجوماً واسعاً. أكثر من 300 مستوطن تجمعوا في الجبال المقابلة، وبدأوا بمهاجمة القرية التي يعيش فيها نحو 9000 نسمة. كانت معركة صعبة. هب الناس والجيران».
وأضاف علوان: «الناس أكيد راح تدافع عن حالها وعن بيوتها وعن أرضها. في لحظات صعبة فقدنا الاتصال بشابين. لكن حتى بعدما تم دحر المستوطنين، لم نعثر عليهما فوراً، فقد منعنا الجيش من البحث. وبعد ساعات وجدنا سيف مسلط في الوديان خلف هذه الجبال. ضربوه حتى الموت وتركوه. سيف عمره 22 سنة شاب طموح، وكان في زيارة لفلسطين قادماً من أميركا. لسه العمر قدامه... ضربوه حتى الموت. أنا وصلت أول واحد كان مستشهداً والكدمات واضحة».
وتابع بصوت متهدج: «وجدنا أيضاً محمد شلبي كانوا قتلوه برصاصة مباشرة... مجرمون ومتوحشون أطلقوهم علينا».
وشهد علوان في حياته الكثير من المواجهات، لكنه يقول إنه منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، أصبحت وحشية المستوطنين غير مسبوقة.
وقال: «بعد 7 أكتوبر قاموا ببناء سياج، وضعوا بوابة، وتمت السيطرة على بقية الأراضي وتبلغ نحو 8 آلاف دونم من أصل 14 ألفاً». وإذ يشير بيده إلى التلة يقول: «انظر كيف حولوا القرية إلى قفص. سياج و5 مستوطنات وبؤرتان ومعسكر جيش. وهجمات لا تتوقف».
في قرية سنجل التي تبعد نحو 21 كلم شمال رام الله، التي حولتها إسرائيل إلى سجن كبير محاط بسياج ضخم وممتد وبوابات ومستوطنات وبؤر استيطانية، كان يمكن ببساطة مشاهدة آثار المعركة الأخيرة التي قتل خلالها المستوطنون 2 من الشبان الفلسطينيين بدم بارد، في 11 يوليو (تموز) الماضي، في واحدة من أسوأ الهجمات.
كانت سنجل لا تزال حزينة على الفقد المر الذي ألمّ بها رغم أن الشابين اللذين قضيا هناك لم يكونا من أبناء البلدة، وإنما هبّا من المزرعة الشرقية القريبة لمساعدة جيرانهما في صد الهجوم الهمجي للمستوطنين.
وقال محمد علوان، منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان، لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كان هجوماً واسعاً. أكثر من 300 مستوطن تجمعوا في الجبال المقابلة، وبدأوا بمهاجمة القرية التي يعيش فيها نحو 9000 نسمة. كانت معركة صعبة. هب الناس والجيران».
وأضاف علوان: «الناس أكيد راح تدافع عن حالها وعن بيوتها وعن أرضها. في لحظات صعبة فقدنا الاتصال بشابين. لكن حتى بعدما تم دحر المستوطنين، لم نعثر عليهما فوراً، فقد منعنا الجيش من البحث. وبعد ساعات وجدنا سيف مسلط في الوديان خلف هذه الجبال. ضربوه حتى الموت وتركوه. سيف عمره 22 سنة شاب طموح، وكان في زيارة لفلسطين قادماً من أميركا. لسه العمر قدامه... ضربوه حتى الموت. أنا وصلت أول واحد كان مستشهداً والكدمات واضحة».
وتابع بصوت متهدج: «وجدنا أيضاً محمد شلبي كانوا قتلوه برصاصة مباشرة... مجرمون ومتوحشون أطلقوهم علينا».
وشهد علوان في حياته الكثير من المواجهات، لكنه يقول إنه منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، أصبحت وحشية المستوطنين غير مسبوقة.
وقال: «بعد 7 أكتوبر قاموا ببناء سياج، وضعوا بوابة، وتمت السيطرة على بقية الأراضي وتبلغ نحو 8 آلاف دونم من أصل 14 ألفاً». وإذ يشير بيده إلى التلة يقول: «انظر كيف حولوا القرية إلى قفص. سياج و5 مستوطنات وبؤرتان ومعسكر جيش. وهجمات لا تتوقف».
حيّز جغرافي بديل
خلف البوابة الصفراء التي تسد المدخل الرئيسي على الطريق الالتفافي، وقف غريب خليل، في محله المخصص لتصليح السيارات، وحيداً بلا زبائن.
قال غريب: «منذ وضعوا البوابة قبل نحو عام. كل شيء تغير، لم يعد يستطيع الكثيرون الوصول إليّ. الوضع صعب».
وفي الجهة المقابلة لغريب على بعد 5 أمتار خلف البوابة، كانت شاحنة عبد الناصر علوان معطلة، ولم يستطع العبور، فقال: «انظر البوابة مفتوحة لكن مين يجرؤ أن يحركها. انظر إلى الكاميرات. إما بتنطخ (تطلق عليك النار) أو تعتقل. ممنوع تفتح البوابة. وها نحن هنا... معطلون».
ويعدّ الضرر الاقتصادي أحد أبرز جوانب الحرب التي تشنها إسرائيل ومستوطنوها على الضفة. فبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، هناك 898 حاجزاً عسكرياً وبوابة، منها 18 بوابة حديدية وضعت منذ مطلع بداية العام الحالي (2025)، و146 بوابة حديدية نصبها الاحتلال بعد 7 أكتوبر 2023.
وقال المدير العام للنشر والتوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أمير داود، إنها «حواجز قديمة وجديدة ثابتة ومنتظمة ومتغيرة الأنماط، وتعكس سياسة إسرائيل. منذ 1967 يراكمون هذه الحواجز ويراكمون على فكرة الإغلاق».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «إنهم يخلقون حيزاً جغرافياً بديلاً للفلسطينيين يتجاوز ما يعرفه الفلسطينيون من شوارع وطرق ومساحات، وهو حيز مصمم على فكرة الإغلاق والرقابة والإقصاء».
ويضطر الفلسطينيون اليوم إلى قضاء ساعات أطول في الشوارع متجنبين الحواجز والبوابات، والمستوطنين الذين يهاجمونهم في شوارع محددة، بين الفينة والأخرى، ويغلقون أمامهم الشوارع. وكل يوم تقريباً في الضفة الغربية، تسجل الكاميرات هجمات مستوطنين على السيارات المارة، أو مستوطنين يغلقون الشوارع.
حيّز جغرافي بديل
خلف البوابة الصفراء التي تسد المدخل الرئيسي على الطريق الالتفافي، وقف غريب خليل، في محله المخصص لتصليح السيارات، وحيداً بلا زبائن.
قال غريب: «منذ وضعوا البوابة قبل نحو عام. كل شيء تغير، لم يعد يستطيع الكثيرون الوصول إليّ. الوضع صعب».
وفي الجهة المقابلة لغريب على بعد 5 أمتار خلف البوابة، كانت شاحنة عبد الناصر علوان معطلة، ولم يستطع العبور، فقال: «انظر البوابة مفتوحة لكن مين يجرؤ أن يحركها. انظر إلى الكاميرات. إما بتنطخ (تطلق عليك النار) أو تعتقل. ممنوع تفتح البوابة. وها نحن هنا... معطلون».
ويعدّ الضرر الاقتصادي أحد أبرز جوانب الحرب التي تشنها إسرائيل ومستوطنوها على الضفة. فبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، هناك 898 حاجزاً عسكرياً وبوابة، منها 18 بوابة حديدية وضعت منذ مطلع بداية العام الحالي (2025)، و146 بوابة حديدية نصبها الاحتلال بعد 7 أكتوبر 2023.
وقال المدير العام للنشر والتوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أمير داود، إنها «حواجز قديمة وجديدة ثابتة ومنتظمة ومتغيرة الأنماط، وتعكس سياسة إسرائيل. منذ 1967 يراكمون هذه الحواجز ويراكمون على فكرة الإغلاق».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «إنهم يخلقون حيزاً جغرافياً بديلاً للفلسطينيين يتجاوز ما يعرفه الفلسطينيون من شوارع وطرق ومساحات، وهو حيز مصمم على فكرة الإغلاق والرقابة والإقصاء».
ويضطر الفلسطينيون اليوم إلى قضاء ساعات أطول في الشوارع متجنبين الحواجز والبوابات، والمستوطنين الذين يهاجمونهم في شوارع محددة، بين الفينة والأخرى، ويغلقون أمامهم الشوارع. وكل يوم تقريباً في الضفة الغربية، تسجل الكاميرات هجمات مستوطنين على السيارات المارة، أو مستوطنين يغلقون الشوارع.
لم يبق شيء من أوسلو
كانت المستوطنات العالية واضحة وقريبة وتشكل شريطاً يمتد من مستوطنة أرئيل القريبة من نابلس حتى الأغوار، وكلها جزء من مخطط أوسع لمنع التواصل الجغرافي في الضفة.
قال علوان، وهو يشير إلى المستوطنات: «لم يبق من أوسلو أي شيء. لقد استوطنوا قلب الضفة الغربية. ليس فقط في (المنطقة) (ج) بل في (ب) وحتى (أ)».
ويقسم اتفاق أوسلو الضفة الغربية إلى 3 مناطق «أ» و«ب» و«ج». وتتضمن المنطقة «أ» المراكز السكانية الفلسطينية الرئيسية، وتقع تحت السيطرة الفلسطينية أمنياً وإدارياً، وتبلغ مساحتها 18 في المائة من مساحة الضفة الغربية؛ فيما تقع مناطق «ب» تحت السيطرة الإدارية الفلسطينية، والسيطرة الأمنية لإسرائيل، وتبلغ مساحتها 21 في المائة من مساحة الضفة الغربية؛ أما مناطق «ج» فتقع تحت السيطرة الإسرائيليّة أمنياً وإدارياً، وتبلغ مساحتها 61 في المائة من مساحة الضفة الغربية.
وفي المنطقة «ج»، توجد جميع المستوطنات ومناطق نفوذها وطرق خاصة بالمستوطنين وأخرى مشتركة بينهم وبين الفلسطينيين. وخلال عقود من الاحتلال، كانت هجمات المستوطنين في الضفة الغربية محدودة وتتركز في مناطق «ج» التي تسيطر عليها إسرائيل، وكانت تتم عادة تحت جنح الظلام والناس نيام، لكن منذ السابع من أكتوبر تكثفت الهجمات وصارت يومية ليلاً ونهاراً وصارت تطول مناطق «ب».
كان ما زال الفلسطينيون لم يفهموا بعد سر التحول. فبعدما كان المستوطنون يخشون السير في شوارع يعبرها الفلسطينيون، تبدلت المعادلة وباتوا يتمددون وينتشرون.
ومنذ احتلت إسرائيل الضفة الغربية عام 1967 كان الاستيطان هدفاً لكل حكومات إسرائيل بلا استثناء، ونتيجة لذلك، يعيش اليوم في قلب الضفة المحتلة أكثر من 900 ألف مستوطن إسرائيلي يحملون الجنسية الإسرائيلية، بين نحو 3 ملايين فلسطيني، مثل خلايا سرطانية عشوائية، تهاجم وتفتك بالجسم الفلسطيني.
وتُظهر خريطة الضفة الغربية اليوم، كيف أن المدن الرئيسية جميعاً في مناطق «أ» - أي تحت حكم السلطة الفلسطينية - أصبحت محاطة بمستوطنات وبؤر وطرق التفافية في المنطقتين «ب» و«ج»، وبهذا تحولت مناطق «أ» إلى جزر معزولة تماماً.
لقد بنوا دولة داخل الدولة... وأكبر من دولة فلسطين لو أعلنت يوماً ما.
وقال عيسى زبون، مدير وحدة النظم الجغرافية في معهد أريج للأبحاث التطبيقية، لـ«الشرق الأوسط»: «نعم، لقد بنوا دولة داخل الدولة. المستوطنون اليوم هم رأس حربة إسرائيل في هذه المعركة. وبدل أن يعطوا الفلسطينيين دولتهم المنشودة، سيطروا على الأرض وحولوها إلى دولة مستوطنين».
وأضاف: «كانت إسرائيل بحاجة إلى سن قوانين من أجل بناء المستوطنات، مثل مصادرة أراضٍ لأغراض مختلفة، أو إعلان الأراضي أراضي دولة. اليوم يقومون بذلك دون أوامر، دون إجراءات، دون إعلانات، دون قوانين».
وعرض زبون مجموعة من الخرائط على حاسوبه، وقال: «انظر من عام 1967 ولغاية عام 1979، كان عدد المستوطنات في الضفة الغربية 69 مستوطنة، ومساحتها 12 كم (0.2 في المائة من مساحة الضفة الغربية)، وعدد المستوطنين 98 ألف مستوطن.
ومع اتفاق أوسلو عام 1993، كان هناك 172 مستوطنة في الضفة، مساحتها 70 كم (1.2 في المائة من مساحة الضفة الغربية)، وكان عدد المستوطنين 248 ألفاً، ولم يكن يوجد أي بؤرة استيطانية، صفر بؤر. اليوم لدينا 200 مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية (بزيادة 27)، وتشكل 3.6 في المائة من مساحة الضفة الغربية، ويستوطنها أكثر من 940 ألف مستوطن (بزيادة 270 في المائة)». وإضافة إلى ذلك، يوجد اليوم 243 بؤرة استيطانية جديدة لم تكن موجودة قبل أوسلو، و129 بؤرة رعوية بعد 7 أكتوبر.
وإذا كانت مساحة المستوطنات اليوم تُقدّر بـ3.6 في المائة من مساحة الضفة، فإن مناطق نفوذها تصل إلى 9.6 في المائة من مساحة الضفة.
لم يبق شيء من أوسلو
كانت المستوطنات العالية واضحة وقريبة وتشكل شريطاً يمتد من مستوطنة أرئيل القريبة من نابلس حتى الأغوار، وكلها جزء من مخطط أوسع لمنع التواصل الجغرافي في الضفة.
قال علوان، وهو يشير إلى المستوطنات: «لم يبق من أوسلو أي شيء. لقد استوطنوا قلب الضفة الغربية. ليس فقط في (المنطقة) (ج) بل في (ب) وحتى (أ)».
ويقسم اتفاق أوسلو الضفة الغربية إلى 3 مناطق «أ» و«ب» و«ج». وتتضمن المنطقة «أ» المراكز السكانية الفلسطينية الرئيسية، وتقع تحت السيطرة الفلسطينية أمنياً وإدارياً، وتبلغ مساحتها 18 في المائة من مساحة الضفة الغربية؛ فيما تقع مناطق «ب» تحت السيطرة الإدارية الفلسطينية، والسيطرة الأمنية لإسرائيل، وتبلغ مساحتها 21 في المائة من مساحة الضفة الغربية؛ أما مناطق «ج» فتقع تحت السيطرة الإسرائيليّة أمنياً وإدارياً، وتبلغ مساحتها 61 في المائة من مساحة الضفة الغربية.
وفي المنطقة «ج»، توجد جميع المستوطنات ومناطق نفوذها وطرق خاصة بالمستوطنين وأخرى مشتركة بينهم وبين الفلسطينيين. وخلال عقود من الاحتلال، كانت هجمات المستوطنين في الضفة الغربية محدودة وتتركز في مناطق «ج» التي تسيطر عليها إسرائيل، وكانت تتم عادة تحت جنح الظلام والناس نيام، لكن منذ السابع من أكتوبر تكثفت الهجمات وصارت يومية ليلاً ونهاراً وصارت تطول مناطق «ب».
كان ما زال الفلسطينيون لم يفهموا بعد سر التحول. فبعدما كان المستوطنون يخشون السير في شوارع يعبرها الفلسطينيون، تبدلت المعادلة وباتوا يتمددون وينتشرون.
ومنذ احتلت إسرائيل الضفة الغربية عام 1967 كان الاستيطان هدفاً لكل حكومات إسرائيل بلا استثناء، ونتيجة لذلك، يعيش اليوم في قلب الضفة المحتلة أكثر من 900 ألف مستوطن إسرائيلي يحملون الجنسية الإسرائيلية، بين نحو 3 ملايين فلسطيني، مثل خلايا سرطانية عشوائية، تهاجم وتفتك بالجسم الفلسطيني.
وتُظهر خريطة الضفة الغربية اليوم، كيف أن المدن الرئيسية جميعاً في مناطق «أ» - أي تحت حكم السلطة الفلسطينية - أصبحت محاطة بمستوطنات وبؤر وطرق التفافية في المنطقتين «ب» و«ج»، وبهذا تحولت مناطق «أ» إلى جزر معزولة تماماً.
لقد بنوا دولة داخل الدولة... وأكبر من دولة فلسطين لو أعلنت يوماً ما.
وقال عيسى زبون، مدير وحدة النظم الجغرافية في معهد أريج للأبحاث التطبيقية، لـ«الشرق الأوسط»: «نعم، لقد بنوا دولة داخل الدولة. المستوطنون اليوم هم رأس حربة إسرائيل في هذه المعركة. وبدل أن يعطوا الفلسطينيين دولتهم المنشودة، سيطروا على الأرض وحولوها إلى دولة مستوطنين».
وأضاف: «كانت إسرائيل بحاجة إلى سن قوانين من أجل بناء المستوطنات، مثل مصادرة أراضٍ لأغراض مختلفة، أو إعلان الأراضي أراضي دولة. اليوم يقومون بذلك دون أوامر، دون إجراءات، دون إعلانات، دون قوانين».
وعرض زبون مجموعة من الخرائط على حاسوبه، وقال: «انظر من عام 1967 ولغاية عام 1979، كان عدد المستوطنات في الضفة الغربية 69 مستوطنة، ومساحتها 12 كم (0.2 في المائة من مساحة الضفة الغربية)، وعدد المستوطنين 98 ألف مستوطن.
ومع اتفاق أوسلو عام 1993، كان هناك 172 مستوطنة في الضفة، مساحتها 70 كم (1.2 في المائة من مساحة الضفة الغربية)، وكان عدد المستوطنين 248 ألفاً، ولم يكن يوجد أي بؤرة استيطانية، صفر بؤر. اليوم لدينا 200 مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية (بزيادة 27)، وتشكل 3.6 في المائة من مساحة الضفة الغربية، ويستوطنها أكثر من 940 ألف مستوطن (بزيادة 270 في المائة)». وإضافة إلى ذلك، يوجد اليوم 243 بؤرة استيطانية جديدة لم تكن موجودة قبل أوسلو، و129 بؤرة رعوية بعد 7 أكتوبر.
وإذا كانت مساحة المستوطنات اليوم تُقدّر بـ3.6 في المائة من مساحة الضفة، فإن مناطق نفوذها تصل إلى 9.6 في المائة من مساحة الضفة.
حدود مرسومة بالنار
ليس بعيداً من قرية سنجل بنحو 10 كيلومترات، وعوضاً عن الوصول سريعاً، كان علينا أن نمر عبر طرق التفافية كثيرة؛ عبرنا حواجز وبوابات وسرنا بمحاذاة المستوطنين حتى وصلنا إلى قرية كفر مالك، التي قتل فيها المستوطنون 4 من أبنائها قبل نحو شهر.
كانت صور الشبان تملأ جدران القرية، ورُفع الكثير من الشعارات الوطنية، وصور زعماء فلسطينيين قتلتهم إسرائيل، في رسالة تحد شعبية لإسرائيل والمستوطنين غير البعيدين الذين كانت مستوطناتهم تحتل قمم الجبال القريبة، ويتوسعون فيها بشكل كبير منذ السابع من أكتوبر.
أشار الناشط منتصر المالكي إليهم وقال: «من هناك يهاجمون القرية». وأضاف: «تجمعوا بشكل غير عادي بعد السابع من أكتوبر. قبل ذلك كانت ثمة هجمات لكن ليس مثل الآن. لم تكن الهجمات بهذه الكثافة والشراسة. انظر زاد عددهم بشكل كبير، وأصبحوا يعملون بشكل منظم».
والأراضي التي يسيطر عليها المستوطنون اليوم هي امتداد طبيعي لقرية كفر مالك، وفيها كثير من عيون الماء والمراعي ومرابط الخيل، لكن لا يستطيع أحد من سكانها الوصول إليها اليوم. وحذرَنا المالكي ألا نتحرك قائلاً: «بعد 500 متر من موقعنا سيطلقون علينا النار».
كان واضحاً أن المستوطنين رسموا حدوداً جديدة للقرية، بقوة السلاح والتسلّط وبحماية الجيش والدولة.
ومن أجل تجنب خسارات أكبر، اضطر السكان الذين خسروا الكثير من منازلهم ومركباتهم وأراضيهم وبدأوا بفقدان أبنائهم، إلى تشكيل لجان حراسة ليلية.
وقال المالكي: «الأرض غالية، وتعادل العرض، ونحن مجبرون على أن ندافع عنها». وأضاف: «مش راح نخليها لقمة سائغة إلهم. ما بنخليهم يهجموا علينا جوا بيوتنا واحنا نايمين».
وأوضح أن أبناء البلدة والبلدات المجاورة شكلوا لجان حراسة مشتركة تعتمد مبدأ «الفزعة»، أي أن يهبّوا جميعاً للدفاع عن أي قرية تتعرض للهجوم، خاتماً بالقول: «مضطرين نعمل هيك. ما في حدا يحمينا».
حدود مرسومة بالنار
ليس بعيداً من قرية سنجل بنحو 10 كيلومترات، وعوضاً عن الوصول سريعاً، كان علينا أن نمر عبر طرق التفافية كثيرة؛ عبرنا حواجز وبوابات وسرنا بمحاذاة المستوطنين حتى وصلنا إلى قرية كفر مالك، التي قتل فيها المستوطنون 4 من أبنائها قبل نحو شهر.
كانت صور الشبان تملأ جدران القرية، ورُفع الكثير من الشعارات الوطنية، وصور زعماء فلسطينيين قتلتهم إسرائيل، في رسالة تحد شعبية لإسرائيل والمستوطنين غير البعيدين الذين كانت مستوطناتهم تحتل قمم الجبال القريبة، ويتوسعون فيها بشكل كبير منذ السابع من أكتوبر.
أشار الناشط منتصر المالكي إليهم وقال: «من هناك يهاجمون القرية». وأضاف: «تجمعوا بشكل غير عادي بعد السابع من أكتوبر. قبل ذلك كانت ثمة هجمات لكن ليس مثل الآن. لم تكن الهجمات بهذه الكثافة والشراسة. انظر زاد عددهم بشكل كبير، وأصبحوا يعملون بشكل منظم».
والأراضي التي يسيطر عليها المستوطنون اليوم هي امتداد طبيعي لقرية كفر مالك، وفيها كثير من عيون الماء والمراعي ومرابط الخيل، لكن لا يستطيع أحد من سكانها الوصول إليها اليوم. وحذرَنا المالكي ألا نتحرك قائلاً: «بعد 500 متر من موقعنا سيطلقون علينا النار».
كان واضحاً أن المستوطنين رسموا حدوداً جديدة للقرية، بقوة السلاح والتسلّط وبحماية الجيش والدولة.
ومن أجل تجنب خسارات أكبر، اضطر السكان الذين خسروا الكثير من منازلهم ومركباتهم وأراضيهم وبدأوا بفقدان أبنائهم، إلى تشكيل لجان حراسة ليلية.
وقال المالكي: «الأرض غالية، وتعادل العرض، ونحن مجبرون على أن ندافع عنها». وأضاف: «مش راح نخليها لقمة سائغة إلهم. ما بنخليهم يهجموا علينا جوا بيوتنا واحنا نايمين».
وأوضح أن أبناء البلدة والبلدات المجاورة شكلوا لجان حراسة مشتركة تعتمد مبدأ «الفزعة»، أي أن يهبّوا جميعاً للدفاع عن أي قرية تتعرض للهجوم، خاتماً بالقول: «مضطرين نعمل هيك. ما في حدا يحمينا».
مناطق ممنوعة على السلطة
وممنوع على السلطة الفلسطينية الوصول إلى مناطق «ب» و«ج» إلا بتنسيق مع إسرائيل، لكن حتى مع إمكانية وصول القوات الفلسطينية إلى هناك، فإنه من غير المتخيل أن يدخل رجال الأمن الفلسطينيون في مواجهة مسلحة مع المستوطنين أو الجيش الإسرائيلي.
وعادة يدعم الجيش هجمات المستوطنين، بدعوى أنه يريد ردعهم، لكنه في الحقيقة يأتي لحمايتهم، وقد قتل الجيش الكثير من الفلسطينيين في أثناء هجمات المستوطنين على الفلسطينيين.
ولم يسجل منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي أن أجهزة إنفاذ القانون في إسرائيل عاقبت مستوطنين، أكثر من احتجاز سريع وعابر، حتى مع الضغط الأميركي الذي شنته بعض الإدارات على إسرائيل، بل إنه لم تسجل أي حالة اعتقال لمستوطنين قتلوا فلسطينيين في الهجمات الأخيرة.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن حاولت التصدي لعنف المستوطنين، عبر فرض عقوبات إضافية ضدهم وضد قادتهم ومن يدعمهم في الحكومة، إلا أن الرئيس الحالي دونالد ترمب ألغى العقوبات في أول يوم له في منصبه، وهو ما شجع أيضاً وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على إلغاء قانون كان أقره سلفه، يوآف غالانت، تحت ضغط إدارة بايدن، يسمح بتنفيذ اعتقالات إدارية للمستوطنين في الضفة في حال ثبتت مشاركتهم في هجمات قاتلة.
وكان وصول ترمب إلى السلطة لحظة فارقة لدى قادة اليمين في إسرائيل والمستوطنين كذلك. وبينما عدّت الحكومة الإسرائيلية وصول ترمب فرصة لا تتكرر من أجل بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، التقط المستوطنون الرسالة، وراحوا يحاولون فرض السيادة بالدم أولاً.
مناطق ممنوعة على السلطة
وممنوع على السلطة الفلسطينية الوصول إلى مناطق «ب» و«ج» إلا بتنسيق مع إسرائيل، لكن حتى مع إمكانية وصول القوات الفلسطينية إلى هناك، فإنه من غير المتخيل أن يدخل رجال الأمن الفلسطينيون في مواجهة مسلحة مع المستوطنين أو الجيش الإسرائيلي.
وعادة يدعم الجيش هجمات المستوطنين، بدعوى أنه يريد ردعهم، لكنه في الحقيقة يأتي لحمايتهم، وقد قتل الجيش الكثير من الفلسطينيين في أثناء هجمات المستوطنين على الفلسطينيين.
ولم يسجل منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي أن أجهزة إنفاذ القانون في إسرائيل عاقبت مستوطنين، أكثر من احتجاز سريع وعابر، حتى مع الضغط الأميركي الذي شنته بعض الإدارات على إسرائيل، بل إنه لم تسجل أي حالة اعتقال لمستوطنين قتلوا فلسطينيين في الهجمات الأخيرة.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن حاولت التصدي لعنف المستوطنين، عبر فرض عقوبات إضافية ضدهم وضد قادتهم ومن يدعمهم في الحكومة، إلا أن الرئيس الحالي دونالد ترمب ألغى العقوبات في أول يوم له في منصبه، وهو ما شجع أيضاً وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على إلغاء قانون كان أقره سلفه، يوآف غالانت، تحت ضغط إدارة بايدن، يسمح بتنفيذ اعتقالات إدارية للمستوطنين في الضفة في حال ثبتت مشاركتهم في هجمات قاتلة.
وكان وصول ترمب إلى السلطة لحظة فارقة لدى قادة اليمين في إسرائيل والمستوطنين كذلك. وبينما عدّت الحكومة الإسرائيلية وصول ترمب فرصة لا تتكرر من أجل بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، التقط المستوطنون الرسالة، وراحوا يحاولون فرض السيادة بالدم أولاً.
عنف غير مسبوق
أكثر ما لوحظ بعد وصول ترمب إلى السلطة، أن إرهاب المستوطنين تصاعد إلى حد غير مسبوق، وتحول إلى عنف منفلت.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن العدد الإجمالي للاعتداءات التي نفذتها دولة الاحتلال في النصف الأول من عام 2025 بلغ 11280 اعتداءً، بينها 2154 نفذتها ميليشيات المستوطنين التي قتلت 6 فلسطينيين.
وظلت إدارة ترمب صامتة تجاه المستوطنين، حتى بعدما قتلوا الكثير من الفلسطينيين، ولم تعلق فوراً على مقتل مسلط في سنجل الذي يحمل الجنسية الأميركية، قبل أن يضطر السفير الأميركي لدى إسرائيل، مابك هاكابي، لطلب التحقيق بشكل جاد في الجريمة.
وقال هاكابي بعد أن بدأت عائلة مسلط في إجراءات قانونية، وهبت وسائل إعلام أميركية لتوثيق ما حدث، إنه «يجب أن تكون هناك مساءلة عن هذا العمل الإجرامي والإرهابي. سيف كان يبلغ من العمر 20 عاماً فقط».
جاءت تصريحات هاكابي قبل أن يزور قرية الطيبة المسيحية قرب رام الله التي تعرضت أيضاً لهجمات مستوطنين أحرقوا خلالها مقبرة مسيحية تابعة لإحدى الكنائس القديمة. وقال هاكابي، وهو مسيحي إنجيلي متدين لطالما أعرب عن دعمه لضم إسرائيل للضفة الغربية ورفض الدعوات إلى تقليص الوجود الإسرائيلي هناك، إن ما حدث في القرية «إرهاب مطلق».
ووصل هاكابي إلى طيبة في زيارة قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إنها استثنائية، بعد أن قام نشطاء فلسطينيون مسيحيون بتوزيع عريضة في الأيام الأخيرة تحث هاكابي على إدانة العنف الذي استهدف قرية الطيبة المسيحية. وقال: «إن تدنيس كنيسة أو مسجد أو كنيس جريمة ضد الإنسانية وضد الله».
لكن رغم تصريحاته لم يعتقل أحد في إسرائيل، حتى إن المستوطنين لم يرتدعوا، وهاجموا بعد ذلك الفلسطينيين مجدداً، بما في ذلك قرية الطيبة نفسها، ومناطق أبعد في الصحراء.
عنف غير مسبوق
أكثر ما لوحظ بعد وصول ترمب إلى السلطة، أن إرهاب المستوطنين تصاعد إلى حد غير مسبوق، وتحول إلى عنف منفلت.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن العدد الإجمالي للاعتداءات التي نفذتها دولة الاحتلال في النصف الأول من عام 2025 بلغ 11280 اعتداءً، بينها 2154 نفذتها ميليشيات المستوطنين التي قتلت 6 فلسطينيين.
وظلت إدارة ترمب صامتة تجاه المستوطنين، حتى بعدما قتلوا الكثير من الفلسطينيين، ولم تعلق فوراً على مقتل مسلط في سنجل الذي يحمل الجنسية الأميركية، قبل أن يضطر السفير الأميركي لدى إسرائيل، مابك هاكابي، لطلب التحقيق بشكل جاد في الجريمة.
وقال هاكابي بعد أن بدأت عائلة مسلط في إجراءات قانونية، وهبت وسائل إعلام أميركية لتوثيق ما حدث، إنه «يجب أن تكون هناك مساءلة عن هذا العمل الإجرامي والإرهابي. سيف كان يبلغ من العمر 20 عاماً فقط».
جاءت تصريحات هاكابي قبل أن يزور قرية الطيبة المسيحية قرب رام الله التي تعرضت أيضاً لهجمات مستوطنين أحرقوا خلالها مقبرة مسيحية تابعة لإحدى الكنائس القديمة. وقال هاكابي، وهو مسيحي إنجيلي متدين لطالما أعرب عن دعمه لضم إسرائيل للضفة الغربية ورفض الدعوات إلى تقليص الوجود الإسرائيلي هناك، إن ما حدث في القرية «إرهاب مطلق».
ووصل هاكابي إلى طيبة في زيارة قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إنها استثنائية، بعد أن قام نشطاء فلسطينيون مسيحيون بتوزيع عريضة في الأيام الأخيرة تحث هاكابي على إدانة العنف الذي استهدف قرية الطيبة المسيحية. وقال: «إن تدنيس كنيسة أو مسجد أو كنيس جريمة ضد الإنسانية وضد الله».
لكن رغم تصريحاته لم يعتقل أحد في إسرائيل، حتى إن المستوطنين لم يرتدعوا، وهاجموا بعد ذلك الفلسطينيين مجدداً، بما في ذلك قرية الطيبة نفسها، ومناطق أبعد في الصحراء.
برية فلسطين وبيت لحم
إذا كان لدى المستوطنين تبرير للاستيلاء على أراض خضراء وغنية بالمياه وتقع في قلب مناطق استراتيجية، فإنه ليس مفهوماً ماذا يريدون من صحراء قاحلة.
وهاجم المستوطنون بشكل مكثف في الأسابيع القليلة الماضية قرى بعيدة في بيت لحم وتجمعات في برية المدينة التي تعرف أيضاً بصحراء فلسطين.
في الطريق إلى برية فلسطين، حذرنا زايد كوازبة، رئيس مجلس قروي «المنيا»، من المستوطنين قائلاً: «يمكن في أي لحظة أن نتعرض لهجوم». وكانت سيارات محروقة ما زالت شاهدة على آخر هجوم في القرية.
وشرح كوازبة كيف وصلوا إلى مناطق لم يكونوا في السابق يصلون إليها. وكيف يبثون الرعب في قلوب الأطفال والنساء. وقال: «مخربون... أينما حلوا حل الدمار».
والدمار الذي يتحدث عنه كوازبة كان أصاب أيضاً قرية كيسان القريبة (تجمع «دير علا» وسط البرية الذي يبعد نحو 17 كيلومتراً عن بيت لحم).
كان الطريق إلى «دير علا» وعراً وشاقاً ومتعباً ومغلقاً معظم الوقت، لكن ذلك لم يمنع المستوطنين من شن هجمات هناك شبه يومية. وقال عدنان عبيات لـ«الشرق الأوسط»: «إنهم تحت وابل هجوم لا ينقطع هنا». وأضاف: «يشنون هجمات يومية علينا، لم يسلم منهم أحد، لا بشر ولا بهائم. ضربوا الناس وكسروا البيوت وحرقوها وقتلوا الأغنام».
«كانت هذه الهجمات قبل 7 أكتوبر محدودة إلى حد ما، لكن بعد ذلك يبدو أن أوامر صدرت»، يقول عبيات. وتابع: «تكثفت وزادت وتيرتها بشكل جنوني، والناس لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم. الناس هنا لا يملكون شيئاً. الكثير رحلوا بالفعل».
وعائلة عبيات واحدة من العائلات التي دفعت ثمناً كبيراً لهذه الهجمات، ورحل جزء منهم من القرية.
كشف عاكف، شقيق عدنان، عن جرح قطعي في رأسه، وقال إنه ناتج عن إحدى الهجمات. وأضاف: «هاجمونا أكثر من مرة، يقولون هذه أرضنا وهذه أرض أجدادنا. ونحن لا نملك شيئاً. حيلة الضعيف».
وبالنسبة لعبيات، أصبح الوضع لا يطاق. وتابع: «يضربوننا ويسرقون مواشينا ويتهموننا بسرقة مواشيهم، ويأتي بالجيش والشرطة ويعتقلوننا نحن. معاناة رهيبة».
وتشكل دير علا، المبنية من بيوت طينية وكرفانات ومراع صغيرة وسط صحراء قاحلة وممتدة، جزءاً من برية ممتدة، وتم تعريفها في اتفاقيات السلام على أنها محمية طبيعة.
برية فلسطين وبيت لحم
إذا كان لدى المستوطنين تبرير للاستيلاء على أراض خضراء وغنية بالمياه وتقع في قلب مناطق استراتيجية، فإنه ليس مفهوماً ماذا يريدون من صحراء قاحلة.
وهاجم المستوطنون بشكل مكثف في الأسابيع القليلة الماضية قرى بعيدة في بيت لحم وتجمعات في برية المدينة التي تعرف أيضاً بصحراء فلسطين.
في الطريق إلى برية فلسطين، حذرنا زايد كوازبة، رئيس مجلس قروي «المنيا»، من المستوطنين قائلاً: «يمكن في أي لحظة أن نتعرض لهجوم». وكانت سيارات محروقة ما زالت شاهدة على آخر هجوم في القرية.
وشرح كوازبة كيف وصلوا إلى مناطق لم يكونوا في السابق يصلون إليها. وكيف يبثون الرعب في قلوب الأطفال والنساء. وقال: «مخربون... أينما حلوا حل الدمار».
والدمار الذي يتحدث عنه كوازبة كان أصاب أيضاً قرية كيسان القريبة (تجمع «دير علا» وسط البرية الذي يبعد نحو 17 كيلومتراً عن بيت لحم).
كان الطريق إلى «دير علا» وعراً وشاقاً ومتعباً ومغلقاً معظم الوقت، لكن ذلك لم يمنع المستوطنين من شن هجمات هناك شبه يومية. وقال عدنان عبيات لـ«الشرق الأوسط»: «إنهم تحت وابل هجوم لا ينقطع هنا». وأضاف: «يشنون هجمات يومية علينا، لم يسلم منهم أحد، لا بشر ولا بهائم. ضربوا الناس وكسروا البيوت وحرقوها وقتلوا الأغنام».
«كانت هذه الهجمات قبل 7 أكتوبر محدودة إلى حد ما، لكن بعد ذلك يبدو أن أوامر صدرت»، يقول عبيات. وتابع: «تكثفت وزادت وتيرتها بشكل جنوني، والناس لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم. الناس هنا لا يملكون شيئاً. الكثير رحلوا بالفعل».
وعائلة عبيات واحدة من العائلات التي دفعت ثمناً كبيراً لهذه الهجمات، ورحل جزء منهم من القرية.
كشف عاكف، شقيق عدنان، عن جرح قطعي في رأسه، وقال إنه ناتج عن إحدى الهجمات. وأضاف: «هاجمونا أكثر من مرة، يقولون هذه أرضنا وهذه أرض أجدادنا. ونحن لا نملك شيئاً. حيلة الضعيف».
وبالنسبة لعبيات، أصبح الوضع لا يطاق. وتابع: «يضربوننا ويسرقون مواشينا ويتهموننا بسرقة مواشيهم، ويأتي بالجيش والشرطة ويعتقلوننا نحن. معاناة رهيبة».
وتشكل دير علا، المبنية من بيوت طينية وكرفانات ومراع صغيرة وسط صحراء قاحلة وممتدة، جزءاً من برية ممتدة، وتم تعريفها في اتفاقيات السلام على أنها محمية طبيعة.
تنفيذ صارخ لخطة سرية
والمحميات الطبيعية جزء من الأراضي التي قررت إسرائيل السيطرة عليها أيضاً ضمن خطة فرض السيادة التي يقودها بتسلئيل سموتريتش، رأس حربة المشروع برمته.
ومنذ منح نتنياهو حليفه سموتريتش عام 2022 منصب وزير ثان في وزارة الدفاع الإسرائيلية مسؤولاً عن الإدارة المدنية التي تعنى بشؤون الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في الضفة الغربية، وتحديداً في المنطقة «ج»، بدأت عملياً عملية فرض السيادة في الضفة.
والإدارة المدنية التابعة للجيش الإسرائيلي هي الجهة المسؤولة عن تنظيم الاستيطان، ومنح تراخيص للفلسطينيين في مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية «ج»، وهدم مبان وشق طرق وإصدار تصاريح ومصادرة أراض وإعطاء رخص كهرباء ومياه ومشاريع، وكان يعني أن يتولى كل ذلك سموتريتش التغيير الأكثر دراماتيكية في الضفة الغربية منذ عام 1967.
لم يكن سموتريتش مختبئاً خلف منصبه قط، بل خرج وجاهر وأعلن أنه يعمل من أجل منع إقامة دولة فلسطينية، وتعزيز الاستيطان هنا. ولم ينف سموتريتش وجود خطة سرية كانت نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز»، لفرض السيطرة الإسرائيلية المدنية على الضفة الغربية، دون الحاجة إلى الإعلان رسمياً عن ضمها.
وقال سموتريتش إنه لا يقوم بشيء سري، وكل ما يفعله واضح.
وكان تسجيل مسرب لسموتريتش فضح خطة حكومية رسمية لفرض السيطرة الإسرائيلية المدنية على الضفة الغربية، قال خلاله الوزير المسؤول عن الإدارة المدنية الإسرائيلية، إن الحكومة منخرطة في جهود سرية لتغيير الطريقة التي تحكم بها إسرائيل الضفة الغربية.
ونقل عن سموتريتش: «أنا أقول لكم، إنه أمر دراماتيكي ضخم. مثل هذه الأمور تغير الحمض النووي للنظام».
كانت أهم خطوة لسموتريتش أنه أعطى مجموعة من الصلاحيات في الضفة الغربية إلى هيليل روط، وهو مدير مدني، في مؤشر على أن الحكومة الإسرائيلية زادت من سيطرتها المدنية على المنطقة، في خطوة أخرى نحو الضم الفعلي.
كان سموتريتش يريد توسيع الحكم المدني إلى الضفة الغربية، وإنشاء نظام مدني منفصل.
ووصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ما يجري في الضفة قائلة إن سموتريتش بذراعين، صلاحيات وزير المالية، وصلاحيات وزارة الدفاع، وبأسلوب الكماشة، يقود سلسلة من الخطوات التي تفرغ وظيفة الجيش بصفته مهيمناً في الضفة الغربية من محتواها، والهدف الذي حدده في برنامجه الحاسم لعام 2017 لم يتغير، وهو إسقاط السلطة الفلسطينية، ومنع إقامة دولة فلسطينية، ووضع سبعة ملايين عربي يعيشون بين الأردن والبحر أمام خيار، إما الموت في معركة، وإما الهجرة إلى الخارج، أو أن يكونوا إلى الأبد مواطنين من الدرجة الثانية.
وأكد التقرير أنه خلال نحو عامين من حكم الحكومة الحالية، أحدث سموتريتش ثورة في وضع اليهود والفلسطينيين في الضفة الغربية، وقاد تغييراً حقيقياً وتاريخياً من مكتبه المكيف، نحو واقع لا يمكن العودة عنه على الأرض.
وبحسب «بتسليم»، فقد خلقت إسرائيل بالفعل في الأراضي المحتلة نظام الفصل المبني على التمييز، حيث أقامت في المنطقة نفسها جهازين قضائيين منفصلين تحدد فيهما حقوق الإنسان حسب انتمائه القومي، هذا النظام هو الوحيد من نوعه في العالم، ويذكرنا بأنظمة قائمة من الماضي كنظام التفرقة العنصرية (الأبرتهايد) الذي ساد في جنوب أفريقيا.
تنفيذ صارخ لخطة سرية
والمحميات الطبيعية جزء من الأراضي التي قررت إسرائيل السيطرة عليها أيضاً ضمن خطة فرض السيادة التي يقودها بتسلئيل سموتريتش، رأس حربة المشروع برمته.
ومنذ منح نتنياهو حليفه سموتريتش عام 2022 منصب وزير ثان في وزارة الدفاع الإسرائيلية مسؤولاً عن الإدارة المدنية التي تعنى بشؤون الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في الضفة الغربية، وتحديداً في المنطقة «ج»، بدأت عملياً عملية فرض السيادة في الضفة.
والإدارة المدنية التابعة للجيش الإسرائيلي هي الجهة المسؤولة عن تنظيم الاستيطان، ومنح تراخيص للفلسطينيين في مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية «ج»، وهدم مبان وشق طرق وإصدار تصاريح ومصادرة أراض وإعطاء رخص كهرباء ومياه ومشاريع، وكان يعني أن يتولى كل ذلك سموتريتش التغيير الأكثر دراماتيكية في الضفة الغربية منذ عام 1967.
لم يكن سموتريتش مختبئاً خلف منصبه قط، بل خرج وجاهر وأعلن أنه يعمل من أجل منع إقامة دولة فلسطينية، وتعزيز الاستيطان هنا. ولم ينف سموتريتش وجود خطة سرية كانت نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز»، لفرض السيطرة الإسرائيلية المدنية على الضفة الغربية، دون الحاجة إلى الإعلان رسمياً عن ضمها.
وقال سموتريتش إنه لا يقوم بشيء سري، وكل ما يفعله واضح.
وكان تسجيل مسرب لسموتريتش فضح خطة حكومية رسمية لفرض السيطرة الإسرائيلية المدنية على الضفة الغربية، قال خلاله الوزير المسؤول عن الإدارة المدنية الإسرائيلية، إن الحكومة منخرطة في جهود سرية لتغيير الطريقة التي تحكم بها إسرائيل الضفة الغربية.
ونقل عن سموتريتش: «أنا أقول لكم، إنه أمر دراماتيكي ضخم. مثل هذه الأمور تغير الحمض النووي للنظام».
كانت أهم خطوة لسموتريتش أنه أعطى مجموعة من الصلاحيات في الضفة الغربية إلى هيليل روط، وهو مدير مدني، في مؤشر على أن الحكومة الإسرائيلية زادت من سيطرتها المدنية على المنطقة، في خطوة أخرى نحو الضم الفعلي.
كان سموتريتش يريد توسيع الحكم المدني إلى الضفة الغربية، وإنشاء نظام مدني منفصل.
ووصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ما يجري في الضفة قائلة إن سموتريتش بذراعين، صلاحيات وزير المالية، وصلاحيات وزارة الدفاع، وبأسلوب الكماشة، يقود سلسلة من الخطوات التي تفرغ وظيفة الجيش بصفته مهيمناً في الضفة الغربية من محتواها، والهدف الذي حدده في برنامجه الحاسم لعام 2017 لم يتغير، وهو إسقاط السلطة الفلسطينية، ومنع إقامة دولة فلسطينية، ووضع سبعة ملايين عربي يعيشون بين الأردن والبحر أمام خيار، إما الموت في معركة، وإما الهجرة إلى الخارج، أو أن يكونوا إلى الأبد مواطنين من الدرجة الثانية.
وأكد التقرير أنه خلال نحو عامين من حكم الحكومة الحالية، أحدث سموتريتش ثورة في وضع اليهود والفلسطينيين في الضفة الغربية، وقاد تغييراً حقيقياً وتاريخياً من مكتبه المكيف، نحو واقع لا يمكن العودة عنه على الأرض.
وبحسب «بتسليم»، فقد خلقت إسرائيل بالفعل في الأراضي المحتلة نظام الفصل المبني على التمييز، حيث أقامت في المنطقة نفسها جهازين قضائيين منفصلين تحدد فيهما حقوق الإنسان حسب انتمائه القومي، هذا النظام هو الوحيد من نوعه في العالم، ويذكرنا بأنظمة قائمة من الماضي كنظام التفرقة العنصرية (الأبرتهايد) الذي ساد في جنوب أفريقيا.
وفي أحدث خطوة، ويمكن اعتبارها الخطوة الأهم التي من شأنها أن تشكل الضربة القاضية للدولة الفلسطينية المنشودة، جلب سموتريتش قبل نهاية أغسطس (آب) 2025 موافقة نهائية لمشروع «آي 1»، المثير للجدل، وأعلن أن الخطة التي ظلت مجمدة لعقود، حصلت على الضوء الأخضر رسمياً من اللجنة العليا للتخطيط التابعة للإدارة المدنية، التابعة لوزارة الدفاع.
ووصف سموتريتش، الذي يشغل أيضاً منصباً وزارياً في وزارة الدفاع يمنحه سلطة واسعة في بناء المستوطنات، القرار بأنه «تاريخي». كما وصف خطة البناء بأنها «خطوة مهمة تُبدد عملياً وهْم الدولتين، وتُرسّخ قبضة الشعب اليهودي على قلب أرض إسرائيل». وأضاف: «إن الدولة الفلسطينية تُمحى من على الطاولة ليس بالشعارات، بل بالأفعال. كل مستوطنة، كل حي، كل وحدة سكنية هي مسمار آخر في نعش هذه الفكرة الخطيرة».
والمشروع الذي يعدّ أهم مشروع استيطاني في العقود الأخيرة، يؤدي فعلياً إلى تقسيم الضفة الغربية إلى نصفين.
وقال نتنياهو إنه رد انتقامي على الدول الغربية التي أعلنت عن خطط للاعتراف بدولة فلسطينية في الأسابيع الأخيرة.
وإذا سارت العملية بسرعة، فقد تبدأ أعمال البنية التحتية في المشروع الذي سيحول دون أي تواصل جغرافي في أي دولة فلسطينية مستقبلية، في الأشهر القليلة المقبلة، وقد يبدأ بناء المنازل في غضون عام تقريباً.
وستربط الخطة، مدينة القدس بمستوطنة معاليه أدوميم الضخمة وسط الضفة. وقالت «بتسليم» إن المشروع يُهدد بشدة إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقبلية، ويعزز «دولة فصل عنصري ثنائية القومية».
وفي أحدث خطوة، ويمكن اعتبارها الخطوة الأهم التي من شأنها أن تشكل الضربة القاضية للدولة الفلسطينية المنشودة، جلب سموتريتش قبل نهاية أغسطس (آب) 2025 موافقة نهائية لمشروع «آي 1»، المثير للجدل، وأعلن أن الخطة التي ظلت مجمدة لعقود، حصلت على الضوء الأخضر رسمياً من اللجنة العليا للتخطيط التابعة للإدارة المدنية، التابعة لوزارة الدفاع.
ووصف سموتريتش، الذي يشغل أيضاً منصباً وزارياً في وزارة الدفاع يمنحه سلطة واسعة في بناء المستوطنات، القرار بأنه «تاريخي». كما وصف خطة البناء بأنها «خطوة مهمة تُبدد عملياً وهْم الدولتين، وتُرسّخ قبضة الشعب اليهودي على قلب أرض إسرائيل». وأضاف: «إن الدولة الفلسطينية تُمحى من على الطاولة ليس بالشعارات، بل بالأفعال. كل مستوطنة، كل حي، كل وحدة سكنية هي مسمار آخر في نعش هذه الفكرة الخطيرة».
والمشروع الذي يعدّ أهم مشروع استيطاني في العقود الأخيرة، يؤدي فعلياً إلى تقسيم الضفة الغربية إلى نصفين.
وقال نتنياهو إنه رد انتقامي على الدول الغربية التي أعلنت عن خطط للاعتراف بدولة فلسطينية في الأسابيع الأخيرة.
وإذا سارت العملية بسرعة، فقد تبدأ أعمال البنية التحتية في المشروع الذي سيحول دون أي تواصل جغرافي في أي دولة فلسطينية مستقبلية، في الأشهر القليلة المقبلة، وقد يبدأ بناء المنازل في غضون عام تقريباً.
وستربط الخطة، مدينة القدس بمستوطنة معاليه أدوميم الضخمة وسط الضفة. وقالت «بتسليم» إن المشروع يُهدد بشدة إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقبلية، ويعزز «دولة فصل عنصري ثنائية القومية».
جاء ذلك، بعدما صوّت الكنيست في 23 يوليو الماضي على مقترح بضم الضفة الغربية، في خطوة قوبلت بتنديد الرئاسة الفلسطينية وحركة «حماس».
وذكر القرار أن هذا الإجراء «سوف يعزز دولة إسرائيل وأمنها، وسيمنع أي تشكيك في حق الشعب اليهودي الأساسي في السلام والأمن بوطنه».
ومن أجل هذه السيادة التي تعني استعادة الضفة الغربية أو جزء كبير منها لإسرائيل، تعمل اليوم جميع أجهزة التشريع والقضاء والتنظيم والمالية والأمن في إسرائيل.
في أثناء إعداد التقرير، هاجم المستوطنون كفر مالك والمنيا ورحّلوا جميع سكان دير علا في البرية، فيما قتل المستوطن المتطرف ينون ليفي، الموضوع على قائمة العقوبات الأميركية والأوروبية، الفلسطيني عودة الهذالين، في مسافر يطا جنوب الخليل. والهذالين هو أحد المشاركين في إنتاج فيلم «لا أرض أخرى» (No Other Land)، الفائز بجائزة الأوسكار لأفضل وثائقي طويل عام 2025.
والأمر ليس فقط في الضفة الغربية، بل يدعو المجانين في إسرائيل إلى احتلال قطاع غزة أيضاً والاستيطان فيه مجدداً.
لقد تحول الأمر إلى حرب «وجودية» بالفعل تقوم على «طرد الأغيار».
جاء ذلك، بعدما صوّت الكنيست في 23 يوليو الماضي على مقترح بضم الضفة الغربية، في خطوة قوبلت بتنديد الرئاسة الفلسطينية وحركة «حماس».
وذكر القرار أن هذا الإجراء «سوف يعزز دولة إسرائيل وأمنها، وسيمنع أي تشكيك في حق الشعب اليهودي الأساسي في السلام والأمن بوطنه».
ومن أجل هذه السيادة التي تعني استعادة الضفة الغربية أو جزء كبير منها لإسرائيل، تعمل اليوم جميع أجهزة التشريع والقضاء والتنظيم والمالية والأمن في إسرائيل.
في أثناء إعداد التقرير، هاجم المستوطنون كفر مالك والمنيا ورحّلوا جميع سكان دير علا في البرية، فيما قتل المستوطن المتطرف ينون ليفي، الموضوع على قائمة العقوبات الأميركية والأوروبية، الفلسطيني عودة الهذالين، في مسافر يطا جنوب الخليل. والهذالين هو أحد المشاركين في إنتاج فيلم «لا أرض أخرى» (No Other Land)، الفائز بجائزة الأوسكار لأفضل وثائقي طويل عام 2025.
والأمر ليس فقط في الضفة الغربية، بل يدعو المجانين في إسرائيل إلى احتلال قطاع غزة أيضاً والاستيطان فيه مجدداً.
لقد تحول الأمر إلى حرب «وجودية» بالفعل تقوم على «طرد الأغيار».
