issue17155

London Sunday - 16 November 2025 Front Page No. 1 Vol 48 No. 17155 The Leading Arabic Newspaper تواكب جهود استعادة الخدمات الأساسية في العاصمة السودانية تحالفات «معارضة» 3 خسارة مدوية لـ البيت الأبيض يبحث خيارات العمل العسكري في فنزويلا العائدون يوقظون نبض الحياة في الخرطوم طهران تُحذر من تحرك غربي في «الوكالة الذرية الدولية» البرلمان العراقي الجديد خال من «المدنيين» ألمـــــح الـــرئـــيـــس الأمــــيــــركــــي دونـــالـــد تـــرمـــب إلـــــى أنـــــه اتـــخـــذ قـــــــرارا بـــشـــأن مـا ســـيـــقـــوم بـــــه حــــيــــال فــــنــــزويــــا، بــعــدمــا عــــززت واشــنــطــن انــتــشــارهــا الـعـسـكـري في أميركا اللاتينية ضمن حملة تقول إن هـدفـهـا مـكـافـحـة تـهـريـب المـــخـــدرات، لكنها تثير مخاوف من مواجهة واسعة النطاق. وقــــــال تـــرمـــب لــلــصــحــافــيــن أثـــنـــاء سـفـره إلــى منتجعه فـي ولايـــة فلوريدا الـــجـــمـــعـــة «لــــقــــد اتــــخــــذت قــــــــراري نــوعــا مـــــا». وأضــــــاف، وفــــق وكـــالـــة الـصـحـافـة الـفـرنـسـيـة: «لا يمكنني أن أخـبـركـم ما هـــــو، لــكــنــنــا أحــــرزنــــا تـــقـــدمـــا كـــبـــيـــرا مـع فـــنـــزويـــا فــــي مــــا يــتــعــلــق بـــوقـــف تــدفــق المخدرات». وجاء تلميح ترمب بعد ساعات من إعـان وزيـر الحرب بيت هيغسيث بدء عملية عـسـكـريـة فــي أمـيـركـا اللاتينية أطــلــق عليها اســـم «الـــرمـــح الـجـنـوبـي»، مؤكدا أنها تستهدف تجار المخدرات. وكثفت إدارة تـرمـب هــذا الأسـبـوع المــــبــــاحــــثــــات حــــــول فــــنــــزويــــا، وذكــــــرت مصادر أن اجتماعات شارك فيها ترمب وهـيـغـسـيـث ووزيـــــر الــخــارجــيــة مــاركــو روبــــيــــو ركّــــــــزت عـــلـــى طـــيـــف واســـــــع مـن «خيارات العمل العسكري». )11 (تفاصيل ص الـــــــخـــــــراب أيــــنــــمــــا تــــحــــل فــــــي الـــعـــاصـــمـــة الـسـودانـيـة الــخــرطــوم، سـمـاؤهـا مُــلـبـد بغيوم المــســيّــرات الانـتـحـاريـة وأرضــهــا تتفشى فيها الأوبئة والأمراض، وما زاد المأساة الغنسانية نقص الخدمات الضرورية من كهرباء ومياه ودواء، ورغـم ذلك يعود آلاف النازحين إليها، لإعادة تأهيل منازلهم ليفتحوا بابا للأمل. قــــالــــوا لـــــ«الــــشــــرق الأوســـــــــــط»، إن مـــنـــزلا محطما تلجأ إليه في نهاية يوم، خير من ألف منزل بالإيجار في مدن النزوح. حكوا ذكريات مـــريـــرة وهـــم يـتـنـقـلـون مـــن مـديـنـة إلـــى أخـــرى، هربا من رصاصات الحرب الطائشة، والآن هم أمام تحد جديد، والبداية من الصفر. «الـــــــشـــــــرق الأوســـــــــــــط» واكــــــبــــــت مــــــن داخــــــل الـعـاصـمـة جــهــود الـسـلـطـات مــن أجـــل اسـتـعـادة الــخــدمــات الأســـاســـيـــة. ويـــقـــول الـــوزيـــر الــولائــي صـديـق فريني، إنـهـم يسابقون الـزمـن لمواجهة مـــتـــطـــلـــبـــات الـــكـــثـــافـــة الـــعـــالـــيـــة لـــلـــعـــائـــديـــن إلـــى مــنــازلــهــم، رغـــم هـجـمـات المـــســـيَّـــرات الــتــي تـهـدد )8 سماء العاصمة من وقت لآخر. (تفاصيل ص حـــــــــذرت طـــــهـــــران مـــــن «تــــحــــركــــات» للولايات المتحدة ودول أوروبية ثلاث، عـــبـــر تـــقـــديـــم مــــشــــروع قــــــرار جـــديـــد إلـــى مـجـلـس المــحــافــظــن الـــتـــابـــع لـــ«الــوكــالــة الـــدولـــيـــة لــلــطــاقــة الـــــذريـــــة»، الـــتـــي دعــت بدورها إيران للسماح لها بالتحقق «في أقـــرب وقــت ممكن» مـن مخزوناتها من اليورانيوم، خصوصا عالي التخصيب. ونقلت وكـالـة «إرنــــا» الرسمية عن المــــنــــدوب الــــدائــــم لإيــــــران لــــدى «الـــوكـــالـــة الــــذريــــة» رضــــا نــجــفــي، قـــولـــه أمـــــس، إن «إلـــــــــزام المــــديــــر الــــعــــام بـــتـــقـــديـــم تـــقـــاريـــر اســــتــــنــــادا إلــــــى قــــــــــرارات ســـابـــقـــة فـــقـــدت صلاحيتها لا يـعـد عـمـا غـيـر قانوني وغــيــر مــبــرر فـحـسـب، بــل يُــفـضـي أيضا إلـى تعقيد الـوضـع أكثر ويـوجـه ضربة جديدة للمسار الدبلوماسي». وأضــــــــاف نـــجـــفـــي أن «هـــــــذه الـــــدول تواصل إساءة استخدام الآليات الدولية لفرض رؤاها غير المنطقية على الشعب الإيـــرانـــي»، مــؤكــدا أن الـخـطـوة الغربية المـــتـــوقـــعـــة «لـــــن تــغــيــر شــيــئــا فــــي وضـــع تـنـفـيـذ الــضــمــانــات داخـــــل إيـــــــران، وهــو الـوضـع الــذي نشأ بفعل عـــدوان أميركا والكيان الصهيوني على إيران». )6 (تفاصيل ص خلا البرلمان العراقي الجديد من أي تمثيل للقوى المدنية بعد أن تكبدت ثلاثة تـحـالـفـات مــعــارضــة خـــســـارة قـاسـيـة في الانتخابات العامة التي جــرت الأسبوع الماضي، مكتفية بمقعد واحد فقط فاز به مرشح «الفاو - زاخو» في البصرة. وضمت التحالفات المدنية: «البديل» و«الـتـيـار المـدنـي الديمقراطي» و«الـفـاو - مرشحا ً، 389 زاخـــو» و«مــدنــيــون»، نحو لـكـن معظمهم خــرجــوا بنتيجة وصفها قادتهم بـ«الصفرية». وقـــال مـرشـحـون إن شـبـكـات النفوذ والتمويل التي تملكها الأحزاب التقليدية لعبت دورا حـاسـمـا، فيما عـانـت الـقـوى المـــدنـــيـــة مــــن خــــافــــات داخـــلـــيـــة وضــعــف التنظيم والـتـمـويـل. وأضـــافـــوا أن غياب الـثـقـة بــن جـمـهـورهـم وتـــراجـــع المـشـاركـة أسهما في تقليص فرص الفوز. وأرجـــع المـرشـحـون الهزيمة أيضا إلى غياب «العدالة الانتخابية» وغياب الرقابة على المـال السياسي، وضغوط تـــــمـــــارســـــهـــــا جــــــمــــــاعــــــات نـــــــافـــــــذة عـــلـــى الناخبين. وباستثناء تحالف «مدنيون» الذي نافس في محافظة نينوى (شمالاً)، وضم مـرشـحـا، تــــوزَّع مـرشـحـو التحالفات 60 المدنية الثلاثة الرئيسية على محافظات وســـط وجــنــوب الــبــاد، بــغــداد، الـبـصـرة، النجف، كربلاء، ذي قار، بابل، القادسية، واســــــط، ونـــافـــس تــحــالــف «الـــبـــديـــل» في محافظة صلاح الدين (شمالاً). )7 (تفاصيل ص واشنطن: إيلي يوسف الخرطوم: بهرام عبد المنعم لندن - طهران: «الشرق الأوسط» بغداد: فاضل النشمي 9 771319 081370 46> ضغط أميركي لحل قضية «مقاتلي رفح» وبدء المرحلة الثانية ضيق المهل والخلافات السياسية يهددان الانتخابات البرلمانية الغزيون يواجهون «حرب الشتاء» بلا غطاء لبنان يرفع «القضم الإسرائيلي» إلى مجلس الأمن فــيــمــا الاهـــتـــمـــام يـــتـــركـــز عـــلـــى «قـــــوات الاستقرار» التي ستحضر في مجلس الأمن غــداً، كـان الغزيون يواجهون حربا جديدة مع الشتاء الـذي ضربهم في الأيــام الثلاثة المـاضـيـة مــن دون أن يـكـون فـــوق رؤوسـهـم سـقـف يـحـمـيـهـم، مــا زاد مــن مـعـانـاتـهـم، لا ســيــمــا الـــذيـــن يــعــيــشــون فـــي الـــخـــيـــام الـتـي غـالـبـيـتـهـا بـــاتـــت مــهــتــرئــة بــعــد عـــامـــن من النزوح والحرب التي دمرت منازلهم وحتى مـــراكـــز الإيــــــــواء، ولــــم تـــبـــق لــهــم ســــوى تلك الـخـيـام الــتــي غــرقــت بـمـا فـيـهـا مــن ملابس وأمتعة ومقتنيات، وجرفتها مياه الأمطار. مئات الخيام، بل ربما الآلاف، وعلى مـــدار الأيـــام الـثـاثـة المـاضـيـة، غـرقـت بفعل الأمـطـار الغزيرة التي صاحبت المنخفض الجوي الـذي سينحسر مساء اليوم، وهو أول منخفض جـوي يضرب قطاع غـزة مع بداية فصل الشتاء الذي يبدو أنه سيكون 370 قاسيا هــذا الـعـام على نحو مليون و ألفا من النازحين بمختلف مناطق القطاع. من جهة أخــرى، نسب تقرير أميركي لمصدرين إسرائيليين أن واشنطن تضغط عــلــى تـــل أبــيــب لـلـتـوصـل إلــــى حـــل لقضية عــنــاصــر «حــــمــــاس» المـــحـــاصـــريـــن فـــي رفــح للمضي قدما نحو المرحلة التالية من اتفاق )4 و 3 وقف إطلاق النار في غزة. (تفاصيل رفـــــــع لــــبــــنــــان، أمــــــــس، مــــلــــف الـــقـــضـــم الإســـرائـــيـــلـــي لـــــأراضـــــي الــلــبــنــانــيــة إلـــى مـــجـــلـــس الأمـــــــــــن، حــــيــــث طــــلــــب الـــرئـــيـــس اللبناني جوزيف عون من وزير الخارجية يوسف رجـي تكليف بعثة لبنان الدائمة لــــدى الأمـــــم المــتــحــدة رفــــع شـــكـــوى عـاجـلـة إلـى مجلس الأمــن الـدولـي ضـد إسرائيل، لإقـدامـهـا عـلـى بـنـاء جـــدار إسمنتي على الــــحــــدود الــلــبــنــانــيــة الــجــنــوبــيــة يتخطى الخط الأزرق. ‏وطلب عـون إرفــاق الشكوى بتقارير صـدرت عن «اليونيفيل» تؤكد أن الجدار الخرساني الذي أقامه الجيش الإسرائيلي أدى إلـــــى مـــنـــع الـــســـكـــان الــجــنــوبــيــن مـن آلاف متر 4 الــوصــول إلـــى مـسـاحـة تـفـوق مربع من الأراضي اللبنانية. فــــي غـــضـــون ذلــــــك، احــــتــــدم الــكــبــاش بين القوى السياسية، على بُعد أيــام من انتهاء مهلة تسجيل المغتربين للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة؛ ما يهدد إجـــــراء الانـــتـــخـــابـــات فـــي مـــوعـــدهـــا، مـايـو )5 (أيار) المقبل. (تفاصيل ص غزة: «الشرق الأوسط» بيروت: «الشرق الأوسط» غزيون يستقلون عربات تجرها الحمير لعبور شوارع تغمرها مياه الأمطار في منطقة العطار غرب خان يونس أمس (د.ب.أ) 1447 جمادى الأولى 25 الأحد 2025 ) نوفمبر (تشرين الثاني 16 السنة الثامنة والأربعون 17155 العدد تصدر في لندن وتقرأ في جميع أنحاء العالم ريالات 3 ثمن النسخة طهران تعيد شهلاني إلى صنعاء لاحتواء تصدع الحوثيين واشنطن ترسم خريطة إمداد أوروبا بالغاز عبر بوابة اليونان عبد المجيد عبد الله يشعل الرياض بليلة طربية استثنائية 2» 16» 22» «يوم حوار مع المجتمع المدني» ينتقل من بروكسل إلى دمشق 6 » اقرأ أيضاً... بعض المتاجر عادت إلى الحياة رغم ما أصابها من دمار في العاصمة الخرطوم (الشرق الأوسط)

قـالـت مـصـادر سياسية يمنية رفيعة إن إيــران دفعت بثقلها العسكري والأمـنـي بشكل مكثف إلى جانب الحوثيين، في محاولة لإعادة ترتيب نفوذها في اليمن وتعويض خسائرها في لبنان وسوريا. أبـــــرز الــتــحــركــات مـــا كـشـفـت عــنــه منصة «ديـــفـــيـــنـــس» المـــعـــنـــيـــة بــــالــــشــــؤون الــعــســكــريــة؛ إذ قــالــت إن طـــهـــران أعـــــادت الــقــائــد الـــبـــارز في «الحرس الثوري» الإيراني عبد الرضا شهلائي إلى صنعاء، بعد عام من مغادرته، وذلك بهدف الإشـــــراف المـبـاشـر عـلـى تــجــاوز الآثــــار الأمـنـيـة والعسكرية التي خلّفتها الضربات الإسرائيلية الأخيرة ومقتل قيادات حوثية رفيعة. وتقول المصادر اليمنية في صنعاء وعدن لــ«الـشـرق الأوســـط» إن الـضـربـات الإسرائيلية الـــتـــي اســتــهــدفــت مـــواقـــع شـــديـــدة الـحـسـاسـيـة ومخابئ سـريـة للجماعة، وأسـفـرت عـن مقتل رئيس حكومتها، وتسعة من وزرائها، ورئيس أركـــان قواتها، وعــدد مـن الـقـادة العسكريين... أحـــدثـــت انــكــشــافــا أمــنــيــا غــيــر مــســبــوق داخـــل الـجـمـاعـة. هـــذا الانـكـشـاف مـــس صـورتـهـا أمــام مناصريها وفـي الـشـارع اليمني عموماً، بعد ســـنـــوات مـــن الادعــــــاء بــأنــهــا قــــوة عــصــيّــة على الاختراق. وبـحـسـب الـتـوصـيـف ذاتـــــه، يـعـيـش قـــادة الحوثيين اليوم تحديات داخلية حادة، أبرزها تصاعد الصراع بين مراكز النفوذ على السلطة والمـــال، إضـافـة إلـى الاحتقان الشعبي المتزايد بسبب اتساع رقعة الفقر. وتقول المصادر إن هذه العوامل مجتمعة دفـــعـــت طــــهــــران إلـــــى «تـــســـريـــع إجــــــــــراءات دعـــم الــجــمــاعــة، والــعــمــل عـلـى تـحـويـلـهـا إلـــى مـركـز عــســكــري إقــلــيــمــي يـــعـــوّض اخــــتــــالات الــنــفــوذ الإيراني في ساحات أخرى». خطة تطهير أمني عـــــودة شــهــائــي الـــــذي ســبــق أن رصـــدت مليون 15 الـولايـات المتحدة مكافأة تصل إلـى دولار لمـن يـدلـي بمعلومات تـقـود إلــى تحديد مـوقـعـه، تـأتـي ضمن مساعي طـهـران لـــ«إعــادة مسك زمـــام المـلـف الأمـنـي والـعـسـكـري الحوثي بقبضة مباشرة». وتـــقـــول المــــصــــادر إن عــنــاصــر «الـــحـــرس» الإيراني الموجودين في اليمن «لم ينجحوا في التعامل مـع تداعيات الاخـتـراق الإسرائيلي»، بل ساهموا في تصعيد الصراع الداخلي عبر اقتراح خطة لتطهير أجهزة المخابرات الحوثية بـدعـوى وجـــود «مــراكــز اخــتــراق عـالمـيـة» تعمل داخلها. وأُســـــنِـــــد تــنــفــيــذ هـــــذه الـــخـــطـــة إلـــــى عـلـي حسين الـحـوثـي، نجل مؤسس الجماعة وابـن أخـــــي زعـــيـــمـــهـــا، وهـــــو مــــا فـــتـــح الــــبــــاب لـــصـــراع واسع داخل هيكل الجماعة، بعد أن لاقت هذه الخطوة دعما من يوسف المداني، رئيس أركان قوات الحوثيين الجديد، لكنها في الوقت ذاته اصــطــدمــت بـنـفـوذ واســــع يـتـمـتـع بـــه عـبـد الـلـه الـــرزامـــي، أحـــد أقـــدم الــقــادة مــن خـــارج السلالة الـــحـــوثـــيـــة، والــــــذي يـحـتـفـظ بـــوجـــود عـسـكـري ضـخـم فـــي الـــجـــزء الـجـنـوبـي مـــن صـنـعـاء منذ دعـمـه للجماعة فـي مـواجـهـة الـرئـيـس الأسبق .2017 علي عبد الله صالح أواخر الــــــــرزامــــــــي «يـــــعـــــد دولــــــــــة داخــــــــــل الـــــدولـــــة الـحـوثـيـة»؛ إذ لــم تــغــادر قــواتــه مـواقـعـهـا منذ ثـمـانـيـة أعـــــوام، بــل أنـشـأ مكتبا خـاصـا لإدارة شــــؤون الــنــاس والـفـصـل فــي الـــنـــزاعـــات، ومنع المحاكم الرسمية من النظر في أي قضية يكون لأحــد أطـرافـهـا عـاقـة بمكتبه، وفـقـا للمصادر اليمنية. وإلى جانب هذا الصراع، يبرز جناح آخر يتبناه عبد الكريم الحوثي، عم زعيم الجماعة ووزيـــر داخليتها، الـــذي انقطعت أخـبـاره منذ أغـسـطـس (آب) المــاضــي، ويـقـف إلـــى جانب 25 جـهـاز الأمـــن والمــخــابــرات بـقـيـادة عـبـد الحكيم الخيواني. هــذا الـجـهـاز هـو المستهدف الأول بخطة التطهير؛ إذ تتهمه القيادة الحوثية بالمسؤولية عن «الاختراقات الاستخباراتية» التي أدت إلى قتل قيادات ومهاجمة مواقع حساسة، بينها أحــد المخابئ الـتـي كــان يستخدمها عبد الملك الحوثي في صعدة. فراغ استراتيجي منصة «ديـفـيـنـس» قـالـت إن إيـــران قـررت إعــــــــادة شـــهـــائـــي إلــــــى الـــيـــمـــن لــــــ«ســـــد الــــفــــراغ الاسـتـراتـيـجـي» الـــذي تـركـه مقتل الأمـــن العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، والذي وصفته المنصة بأنه «ضابط إيقاع الجماعة» فـــي الـــشـــأن الـــخـــارجـــي، بــحــكــم فــهــمــه الـعـمـيـق للسياقات الإقليمية وصـاتـه الـواسـعـة داخـل محور إيران. المـــــصـــــادر نـــفـــســـهـــا أكــــــــدت أن عـــبـــد المـــلـــك الحوثي «فقد بوفاة نصر الله مرشده الأبرز»، الذي كان يلجأ إليه عبر قنوات مباشرة وغير مـبـاشـرة للحصول عـلـى الـتـوجـيـهـات، قـبـل أن يـعـود إلــى أتـبـاعـه بــقــرارات محسومة. وتشير إلى أن الحوثي لم يكن يعير اهتماما جديا لآراء مستشاريه أو مساعديه، وكان يعتمد اعتمادا شبه كلي على ما يسمعه من نصر الله. وتــضــيــف المــــصــــادر أن زعـــيـــم الـحـوثـيـن «جـــامـــح ومـتـعـطـش لـــــدور إقــلــيــمــي»، مـعـتـبـرة أن كلمته الأخـيـرة فـي المؤتمر القومي العربي فــي بــيــروت «كــانــت أول ظـهـور رسـمـي لــه أمــام حاضنة المحور الرديفة»، لكن المشكلة -حسب توصيفها- «تكمن في أن قوته تبرز في التنفيذ العسكري لا في التفكير الاستراتيجي، بخلاف نصر الـلـه الـــذي جمع بـن الـكـاريـزمـا والخبرة السياسية». وتــــــــرى تـــلـــك الـــتـــقـــيـــيـــمـــات أن عـــبـــد المـــلـــك الحوثي يمتلك جرأة عالية في اتخاذ القرارات والمــغــامــرة، لكنه يفتقر إلــى الــدهــاء السياسي والـــخـــبـــرة الإقــلــيــمــيــة، إضـــافـــة إلــــى أنــــه «مـكـبّــل بعزلة فرضها على نفسه وعلى جماعته»، وأن صــعــوده المــتــأخــر لــم يـسـمـح لــه بـبـنـاء حضور إقليمي يمكّنه من الإمساك بــأدوار أكبر داخل محور إيران. وتـقـول المـصـادر اليمنية إن تـوقـف حرب غزة واهتزاز المشهد الإقليمي «وضـع الحوثي أمــــــام نـــتـــائـــج انـــخـــراطـــه الــعــمــيــق فــــي الـــصـــراع الإقليمي دون خبرة كافية»، وهو ما دفع إيران إلى ضرورة «استخدام شهلائي لضبط الإيقاع الحوثي من جديد، ومنع انفلات مراكز القوى، وإعـــــــادة تــرتــيــب الــبــيــت الـــداخـــلـــي بــمــا يضمن ترسيخ الجماعة كمركز نـفـوذ أول لإيـــران في اليمن». وتضيف المصادر أن طهران باتت تعتبر الجماعة «الذراع الأكثر حيوية» بعد الضربات الــتــي تلقتها فــي لـبـنـان وســـوريـــا، وأن نجاح شـــهـــائـــي فــــي مــهــمــتــه قــــد يــعــنــي انـــتـــقـــال ثـقـل المحور الإيراني جنوب الجزيرة العربية، «في ظــل ثــغــرات أمـنـيـة وسـيـاسـيـة كـبـيـرة يعيشها الحوثيون رغم ما يبدونه من تماسك خارجي». 2 أخبار NEWS Issue 17155 - العدد Sunday - 2025/11/16 الأحد انكشاف الحوثيين أمام إسرائيل مس صورة الجماعة أمام مناصريها بعد سنوات من ادعاء أنها قوة عصيّة على الاختراق ASHARQ AL-AWSAT سعي لتجاوز آثار الضربات الإسرائيلية والاختراق الأمني إيران تعيد شهلائي إلى صنعاء لاحتواء تصدّع الحوثيين مسلحون حوثيون خلال حشد في منطقة حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران شمال صنعاء (أ.ف.ب) تعز: محمد ناصر تمديد العقوبات الأممية بشأن الصراع اليمني... وتعزيز مهام فريق الخبراء قرَّر مجلس الأمن الدولي تمديد نــــظــــام الــــعــــقــــوبــــات المـــــفـــــروض عـلـى الأفراد والكيانات المرتبطة بالصراع الــــيــــمــــنــــي لمــــــــدة عــــــــام إضـــــــافـــــــي، مــع تعزيز ولايــة فريق الـخـبـراء الأممي وتـــوســـيـــع نـــطـــاق مـــهـــامـــه؛ لمـتـابـعـة شبكات تهريب الأسلحة والمكوّنات العسكرية التي تصل إلى الحوثيين. وجاء قرار مجلس الأمن الدولي في جلسته رقم 2025 لعام 2760 رقم نوفمبر (تشرين 14 بـتـاريـخ 9835 الثاني) في ظل تصاعد التهديدات الــــحــــوثــــيــــة عــــلــــى خـــــطـــــوط المــــاحــــة الـدولـيـة، وارتـفـاع مستوى المخاطر على الأمن الإقليمي. وجدَّد المجلس في ديباجة القرار التأكيد على احــتــرام سـيـادة اليمن واستقلاله ووحدته الإقليمية، داعيا جميع الأطـراف إلى الالتزام الصارم بـــقـــراراتـــه الـــســـابـــقـــة، وعـــلـــى رأســهــا ، والقرار 2014 لعام 2140 القرار رقم ، بوصفهما 2015 لــعــام 2216 رقــــم الإطـــار المرجعي الجامع للعقوبات ومسار العملية السياسية. وشـدَّد القرار على أن العقوبات ليست غاية بحد ذاتـهـا، بل وسيلة لــلــحــد مــــن الـــتـــهـــديـــدات الـــتـــي تـمـس الأمــن والسلم، خصوصا الهجمات الــــحــــوثــــيــــة المـــــتـــــكـــــررة عــــلــــى الـــســـفـــن التجارية في البحر الأحمر. وبـمـوجـب الـــقـــرار الــجــديــد، قــرَّر مـجـلـس الأمــــن تــمــديــد حــظــر الـسـفـر وتـجـمـيـد الأصــــول عـلـى الأشــخــاص والــــكــــيــــانــــات المـــــدرجـــــة ضـــمـــن نــظــام ،2026 نوفمبر 15 الـعـقـوبـات حتى مـــع الــتــأكــيــد عــلــى مــعــايــيــر الإدراج الـتـي تشمل الأعـمـال المـهـددة للسلم والاسـتـقـرار فـي اليمن، مثل تجنيد الأطفال، والعنف الجنسي، وتهريب الأســـــــلـــــــحـــــــة، وتــــــمــــــويــــــل الأنــــشــــطــــة العدائية. ومـــع تـصـاعـد عـمـلـيـات تهريب الأســــلــــحــــة لـــلـــحـــوثـــيـــن، دعـــــــا قـــــرار مـجـلـس الأمــــن الــجــديــد، بخصوص الـيـمـن، الــــدول الأعــضــاء إلـــى تعزيز الامـتـثـال لإجـــــراءات تفتيش السفن المشتبه بارتباطها بعمليات تهريب الـــســـاح، فــي خـطـوة تعكس ازديـــاد الـــقـــلـــق الــــدولــــي مــــن تـــدفـــق تـقـنـيـات حــــديــــثــــة تُـــــســـــتـــــخـــــدَم فــــــي تــصــنــيــع المـسـيّــرات والــصــواريــخ الباليستية والـــــعـــــبـــــوات المــــائــــيــــة الــــتــــي طــــوّرهــــا الحوثيون خلال السنوات الأخيرة. مـدَّد قـرار مجلس الأمـن الجديد بـشـأن الـيـمـن، ولايـــة فـريـق الـخـبـراء 15 الــتــابــع لـلـجـنـة الــعــقــوبــات حـتـى ،2026 ) ديـــســـمـــبـــر (كــــــانــــــون الأول وكلفه إعداد تحديث مرحلي بحلول ، وتـــقـــريـــر 2026 ) أبـــــريـــــل (نــــيــــســــان نـهـائـي فــي أكـتـوبـر (تـشـريـن الأول) مـــن الـــعـــام نـفـسـه، يـتـضـمَّــن تحليلا معمقا للاتجاهات الحديثة في نقل التكنولوجيا العسكرية، بما في ذلك استخدام المكونات التجارية المتاحة عــالمــيــا فـــي تـصـنـيـع الـــطـــائـــرات دون طــيــار والأجــــهــــزة المــتــفــجــرة المــائــيــة، إضـافـة إلــى مـراقـبـة تـدفـقـات المـــوارد بين اليمن والقرن الأفريقي. وحـــــــث المـــجـــلـــس الــــفــــريــــق عـلـى الـــتـــعـــاون مـــع مــجــمــوعــات الــخــبــراء الأمـــــــمـــــــيـــــــة الأخــــــــــــــــــــرى، خــــصــــوصــــا فـــــرق الــــرصــــد المــعــنــيــة بــالــعــقــوبــات الإقليمية، لتطوير أدوات مشتركة تــهــدف إلـــى مـكـافـحـة الـتـهـريـب عبر المــــوانــــي والـــســـواحـــل الـــواســـعـــة بين الـــيـــمـــن والــــصــــومــــال، وهـــــي مـنـاطـق أشــــارت الـتـقـاريـر الأمـمـيـة إلـــى أنها تـــشـــهـــد نــــشــــاطــــا واســـــعـــــا لــشــبــكــات تهريب الأسلحة. كــــمــــا طــــلــــب الــــــقــــــرار مـــــن الـــــــدول الأعـــضـــاء تـقـديـم تـقـاريـر دوريــــة عن الإجراءات المتخذة لتنفيذ العقوبات ومـــنـــع نــقــل المــــعــــدات الــعــســكــريــة أو التقنيات الموجهة للأطراف المعاقَبة، مؤكدا ضرورة الالتزام بقرار تفتيش .2216 السفن الوارد في القرار وفـــي الـجـانـب الإنــســانــي، أبــدى مـــجـــلـــس الأمـــــــــن قـــلـــقـــه الـــــبـــــالـــــغ مــن التدهور المستمر للوضع الإنساني فــي الـيـمـن، مــجــددا الـتـأكـيـد عـلـى أن العقوبات لا تستهدف المدنيين ولا تعيق وصول المساعدات الإنسانية، وداعــــيــــا إلــــى ضـــمـــان تـــدفـــق الإغـــاثـــة دون تأخير أو عرقلة. وشــــــدَّد مــجــلــس الأمـــــن الـــدولـــي عـــلـــى أهـــمـــيـــة اســـتـــئـــنـــاف الــعــمــلــيــة الـسـيـاسـيـة الــشــامــلــة بــرعــايــة الأمـــم المتحدة، والتمسك بمبادرة الخليج ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، مــــؤكــــدا أن لا حــــل عــســكــريــا لـــأزمـــة الـيـمـنـيـة، وأن الـتـسـويـة السياسية هي الخيار الوحيد لإنهاء الصراع. وأكد المجلس على إبقاء الوضع اليمني تحت المراجعة المستمرة، مع اسـتـعـداد المجلس لاتـخـاذ إجـــراءات إضافية، سواء بتعزيز العقوبات أو تعديلها أو تعليقها وفـق تطورات الأوضاع الميدانية والسياسية. عدن: «الشرق الأوسط» وزيرا الخارجية بحثا مستجدات الشرق الأوسط مصر وباكستان لتعزيز «التطور اللافت» في العلاقات تـــــعـــــزز مــــصــــر وبـــــاكـــــســـــتـــــان عـــاقـــتـــهـــمـــا الــثــنــائــيــة فـــي مـخـتـلـف المــــجــــالات الـسـيـاسـيـة والاقتصادية. وأكـد وزيـر الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ونائب رئيس الوزراء ووزير خارجية باكستان محمد إسحاق دار، خلال اتصال هاتفي، أمس، «حرصهما على مواصلة تـكـثـيـف جــهــود تـعـزيـز الــتــعــاون فـــي مختلف المجالات بما يحقق تطلعات الشعبين، وذلك انـطـاقـا مــن الــعــاقــات الـتـاريـخـيـة والمـصـالـح المشتركة التي تربط بينهما». وأعرب وزير الخارجية المصري ونظيره الـبـاكـسـتـانـي عـــن «الارتــــيــــاح لـلـتـطـور الـافـت الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين». وبحثا الـتـطـورات فـي الـشـرق الأوســـط، وعلى رأسـهـا مستجدات الأزمـــة فـي غــزة، وأكــد عبد العاطي «أهمية التنفيذ الكامل للمرحلة الأولى من اتفاق شرم الشيخ»، لافتا إلى «ضرورة أن يـحـتـرم طـرفـا الــنــزاع كــل الـتـزامـاتـهـمـا، للبدء فـــي المـــرحـــلـــة الــثــانــيــة مـــن الاتــــفــــاق، فـــي إطـــار الأهمية البالغة للتنفيذ الأمين لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب». وحسب إفادة لوزارة الخارجية المصرية، أمـــــس، تـــنـــاول الاتـــصـــال الــهــاتــفــي المـــشـــاورات الـجـاريـة حــول مـشـروع الــقــرار بمجلس الأمـن بشأن التطورات في غزة والترتيبات الأمنية، حيث أكـد الجانبان «أهمية ضمان أن يُسهم الـــــقـــــرار فــــي تــثــبــيــت إنــــهــــاء الــــحــــرب وتــهــيــئــة الــظــروف لتحقيق ســـام عـــادل وشــامــل يُلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة». وتـــحـــدث الــرئــيــس المـــصـــري عـبـد الـفـتـاح الــســيــســي خــــال لـــقـــاء رئـــيـــس أركــــــان الـــقـــوات البرية الباكستانية، عاصم منير، في القاهرة، نـــهـــايـــة الـــشـــهـــر المـــــاضـــــي، عـــــن حــــــرص بـــــاده عـلـى مـواصـلـة «تـعـزيـز الــتــعــاون الـثـنـائـي مع باكستان، والارتقاء به في مختلف المجالات، بـــمـــا يـــحـــقـــق المـــصـــالـــح المـــشـــتـــركـــة لـلـشـعـبـن، ويُسهم في دفع جهود التنمية والازدهـار في البلدَيْن». وتـنـاول اللقاء حينها سبل تعزيز الأمـــــن والـــســـلـــم الإقــلــيــمــي، ســـــواء فـــي منطقة الشرق الأوسط أو جنوب آسيا، حيث تم تأكيد «أهمية تكثيف التشاور بين البلدين لتفادي التصعيد ومواجهة التحديات المشتركة». وفـــــي يـــولـــيـــو (تـــــمـــــوز) المـــــاضـــــي، أجــــرى الـرئـيـس المــصــري مــحــادثــات فــي الــقــاهــرة مع رئيس هيئة الأركـــان المشتركة الباكستانية، ســـاهـــر شــمــشــاد مـــــرزا، وتـــنـــاولـــت المــحــادثــات «ســــبــــل دعـــــــم وتــــعــــزيــــز الـــــتـــــعـــــاون المــــشــــتــــرك، خصوصا فـي المــجــالات العسكرية والأمـنـيـة، إلى جانب تبادل الخبرات في مكافحة الإرهاب والتطرف، بما يعكس المصالح الاستراتيجية المتبادلة بين مصر وباكستان». واســـــــتـــــــعـــــــرض عــــــبــــــد الــــــعــــــاطــــــي خــــــال الاتصال الهاتفي مع دار، أمـس، جهود مصر لاسـتـضـافـة المــؤتــمــر الـــدولـــي لـلـتـعـافـي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في غزة بالتعاون مع الشركاء الدوليين، داعيا نظيره الباكستاني للمشاركة الفعالة في المؤتمر. وكان عبد العاطي قد أكد في وقت سابق «أهمية البدء في أقـرب وقت في تنفيذ خطط التعافي المبكر، وإعـــادة الإعـمـار فـي غــزة، في إطـــــار رؤيـــــة مـتـكـامـلـة تـحـفـظ حـــقـــوق الـشـعـب الفلسطيني، ووفقا للخطة العربية الإسلامية لـلـتـعـافـي المـبـكـر وإعـــــادة الإعـــمـــار الــتــي أُقـــرت فـــي مـــــارس (آذار) المــــاضــــي، وخـــطـــة الـرئـيـس الأمـــيـــركـــي لــلــســام فـــي الـــشـــرق الأوســـــط الـتـي طُرحت في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي». والـــشـــهـــر المــــاضــــي، الــتــقــى الـــقـــائـــد الــعــام لــــلــــقــــوات المـــســـلـــحـــة المــــصــــريــــة، وزيـــــــر الــــدفــــاع والإنــتــاج الـحـربـي، عبد المجيد صـقـر، رئيس أركان القوات البرية الباكستانية، في القاهرة، وتـنـاول اللقاء مناقشة عــدد مـن الموضوعات ذات الأهمية المشتركة، في ضوء دعم العلاقات الـــعـــســـكـــريـــة بــــن الـــــقـــــوات المـــســـلـــحـــة المــصــريــة والــبــاكــســتــانــيــة، وكـــذلـــك تـــوافـــق الـــــرؤى حــول عدد من الأُطر التي تدعم ركائز الأمن والسلم الدوليين. وأكّـــــــــد وزيـــــــر الـــــدفـــــاع المـــــصـــــري حـيـنـهـا «اعــــــتــــــزازه بـــالـــعـــاقـــات الــــتــــي تــــربــــط الــــقــــوات المـسـلـحـة فـــي الــبــلــديــن»، مـشـيـرا إلـــى «أهـمـيـة تــعــزيــز الـــجـــهـــود الـــرامـــيـــة إلــــى تـحـقـيـق الأمـــن والاســـتـــقـــرار، فـــي ظـــل مـــا تــشــهــده الـسـاحـتـان الدولية والإقليمية من متغيّرات متسارعة». فـــيـــمـــا لــــفــــت رئــــيــــس أركــــــــــان الــــــقــــــوات الـــبـــريـــة الـــبـــاكـــســـتـــانـــيـــة إلــــــى «الـــــحـــــرص عـــلـــى تــعــزيــز أوجــه علاقات التعاون العسكري بين القوات المسلحة المصرية والباكستانية خلال المرحلة المقبلة». الرئيس المصري خلال لقاء رئيس أركان القوات البرية الباكستانية في القاهرة الشهر الماضي (الرئاسة المصرية) القاهرة: «الشرق الأوسط»

تواجه الأراضي الفلسطينية، خصوصا في قطاع غزة، منخفضا جوياً، زاد من معاناة سـكـانـه، لا سيما الـذيـن يعيشون فـي الخيام التي غالبيتها باتت مهترئة بعد عامين من الــــنــــزوح والــــحــــرب الإســـرائـــيـــلـــيـــة الـــتـــي دمـــرت منازلهم وحـتـى مـراكـز الإيــــواء، ولــم تـبـق لهم ســـوى تـلـك الـخـيـام الـتـي غـرقـت بـمـا فيها من مـابـس وأمـتـعـة ومـقـتـنـيـات، وجـرفـتـهـا مياه الأمطار. مئات الخيام، بل ربما الآلاف وعلى مدار أيـــام المـاضـيـة، الخميس والـجـمـعـة والـسـبـت، غـرقـت بفعل الأمــطــار الـغـزيـرة الـتـي صاحبت المـــنـــخـــفـــض الــــجــــوي الــــــذي ســيــنــحــســر مــســاء الأحد، وهو أول منخفض جوي يضرب قطاع غـــزة مــع بــدايــة فـصـل الـشـتـاء الــــذي يــبــدو أنـه سـيـكـون قـاسـيـا هـــذا الــعــام عـلـى نـحـو مليون ألفا من النازحين في الخيام بمختلف 370 و مناطق القطاع. فــي مـيـنـاء غـــزة الــــذي كـــان لـعـقـود مكانا لـتـجـمـع الـــصـــيـــاديـــن، وكـــذلـــك مــــــزارا لـلـسـكـان للجلوس فيه وتناول الطعام والمشروبات في بعض الأماكن، تحول خلال الحرب إلى مسرح لقيادة العمليات الإسرائيلية داخــل القطاع، قـبـل أن تـنـسـحـب مـنـه تـلـك الـــقـــوات، ويصبح مكانا يؤوي عشرات الآلاف من الغزيين الذين نصبوا خيامهم فيه. شهادات على المعاناة عـامـا)، من 49( المواطنة ريهام الكفارنة ســكــان بــلــدة بـيـت حـــانـــون شــمــال قــطــاع غــزة، الــتــي تـعـيـش فـــي خـيـمـة مـــع أســرتــهــا المـكـونـة أفــراد، عاشت أصعب أيـام النزوح بفعل 7 من الأمــــطــــار الـــتـــي غـــمـــرت خـيـمـتـهـا، مــمــا تسبب فــي غـــرق الـــفـــراش والأغــطــيــة ومــابــس جميع أفـراد الأســرة، فيما بصعوبة نجحت مع أحد أطفال من أحفادها الذين 3 أبنائها في إخراج كادت الأمطار تجرفهم إلى خارج الخيمة. تـــقـــول الـــكـــفـــارنـــة لـــــ«الــــشــــرق الأوســــــــط»: «كانت ساعات فجر السبت صعبة جدا علينا بسبب اشــتــداد المنخفض الــجــوي والأمــطــار، فــغــرقــنــا بــشــكــل أكـــبـــر مـــمـــا تــعــرضــنــا لــــه يـــوم الـجـمـعـة»، مـرجـعـة ذلـــك إلـــى أن أمــــواج البحر قـــد ارتــفــعــت بـشـكـل كـبـيـر وارتــطــمــت بــحــواف اللسان البحري للميناء، قبل أن تدخل أجزاء منها إلـى الخيام، مما زاد مـن صعوبة الأمـر على عائلتها وآلاف العائلات التي تعيش في الأمـــاكـــن المـحـيـطـة بـحـافـة الــلــســان فــي ظــروف أصعب ممن يعيشون في وسط الميناء. تضيف الـكـفـارنـة: «بـعـد تـوقـف الـحـرب، كـــنـــا نــعــتــقــد أن ظـــروفـــنـــا ســتــصــبــح أفـــضـــل، وسـيـتـم إدخــــال الــكــرفــانــات والــخــيــام الـجـيـدة لإيـــوائـــنـــا، لــكــن لـــم نــــر شـيـئـا ســــوى مــزيــد من خــراب الـبـيـوت». كما وصفت الـحـال. مضيفة بلغتها العامية: «إحنا تعبنا وزهقنا من هذا الحال، بدِّنا نعيش مثل الناس.. الشتاء بأوله وجــايّــة أيـــام صعبة علينا، مـشـان هـيـك بـدّنـا حدا يحلّنا». وتــؤكــد وكــالــة غـــوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونـــــروا) أن الأمــطــار تـزيـد من صـعـوبـة الأوضــــاع فــي قـطـاع غـــزة والـعـائـات تلجأ إلـى أي مكان متاح بما في ذلـك الخيام المـــؤقـــتـــة، مــــشــــددة عــلــى الـــحـــاجـــة المـــاســـة إلــى إمدادات المأوى في غزة المتوفرة لديها. داعية إلى السماح لها بإدخالها وتقديمها للسكان. يــقــول أحــمــد الــكــفــارنــة، الـنـجـل الأوســـط عــامــا: «كلما 19 لــريــهــام، والــبــالــغ مــن الـعـمـر شاهدت ما نعيشه الآن، أتذكر ما كان يجري في سوريا، كنا نعتقد أن ما نراه على وسائل الإعـــــام آنـــــذاك مــجــرد صـــور عـــابـــرة، لـكـن الآن أصـــبـــحـــت أشــــعــــر أكــــثــــر بـــــواقـــــع حــــــال أولـــئـــك الــســوريــن الــذيــن شـــــرِّدوا مثلنا وعـــاشـــوا في الخيام وغمرت الأمطار خيامهم». ويـرى أحمد أن هناك تقصيرا كبيرا من المؤسسات الدولية والمحلية وحتى مَن يطلق عليهم «المبادرون» الذين يجمعون الأموال من الخارج لتقديم المساعدة والدعم للسكان. العراقيل الإسرائيلية وقــال مكتب تنسيق الـشـؤون الإنسانية فـي الأمــم المتحدة (أوتـشـا) إنـه منذ بـدء وقف أكــتــوبــر (تــشــريــن الأول) 11 إطــــاق الـــنـــار فـــي الماضي، رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي طلبا من تسعة من الشركاء لإدخــال نحو 23 منصة نقّالة مـن الإمــــدادات الأساسية، 4000 بما في ذلك الخيام، وأدوات العزل والتأطير، والفراش، وأدوات المطبخ، والبطانيات. وتسببت الحرب الإسرائيلية في تدمير في المائة من المباني السكنية في 90 أكثر من قطاع غــزة ســواء بشكل كلي أو جـزئـي، الأمـر الـذي فرض على نحو مليون ونصف المليون فلسطيني الـعـيـش فـــي خــيــام بــالــكــاد تقيهم مـن حـر الصيف أو بــرد الـشـتـاء، فيما يعيش بضع آلاف فـي مـنـازل متضررة جزئيا غرقت هي الأخرى بفعل الأمطار، وسط مخاوف من انهيار بعضها. عـــلـــى أطــــــــراف الــــجــــزء الـــغـــربـــي مــــن حـي الشجاعية شـرق مدينة غـزة، يعيش أكثر من أفــــراد فــي كــل منها، 5 عـائـلـة، بمتوسط 120 جميعها في خيام مهترئة وممزقة، وبالكاد تصلح للسكن في الصيف، تعرضت جميعها خلال موجة المطر الجديدة للغرق بالكامل. عاما ً)، 31( يقول الغزي رامي أبو سكران إنــــه وزوجـــتـــه واثـــنـــن مـــن أطـــفـــالـــه، يـعـيـشـون فــي خـيـمـة لا تـتـعـدى الأمـــتـــار الــثــاثــة، لكنهم مجبرون على العيش فيها في ظل عدم قدرته عـــلـــى تـــوفـــيـــر بـــيـــت بـــالإيـــجـــار مـــمـــا تــبــقــى مـن بيوت، أو حتى «حاصل» (محل فـارغ) للبقاء فيه ليقي نفسه وعائلته من الشتاء والأمراض التي قد تصيبهم. يضيف أبو سكران في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «أطفالي مصابون بالإنفلونزا قبل المـنـخـفـض الـــجـــوي، والآن مــع ظـــروف الشتاء والبرد باتت أحوالهم الصحية أسوأ»، مشيرا إلـــــى أن خــيــمــتــه تـــعـــرضـــت لـــلـــغـــرق بــالــكــامــل، واضطر إلى مبيت ليلته (الجمعة - السبت)، في غرفة صغيرة متضررة جزئيا داخـل أحد المـــنـــازل الــفــارغــة المــتــضــررة بـشـكـل كـبـيـر، ولا يستطيع العيش فيها خشية من انهيارها في أي لحظة، ولهذا السبب لم يعش فيها من قبل. عــــاد أبــــو ســــكــــران، صـــبـــاح الـــســـبـــت، إلــى خيمته ليجد الأمطار ومياه الصرف الصحي قد غمرتها بشكل كامل، في ظل تضرر البنية التحتية بالكامل، وعدم وجود آبار لتصريف المــــيــــاه، وقـــــال مـــن أمـــــام خـيـمـتـه الـــتـــي تـحـسَّــر عـلـى حـالـهـا: «مـــش عــارفــن ويـــن نـــروح وشـو نعمل، أزمــات الحياة بتلاحقنا ومـا فيه حدا شايفنا ولا مستعد يقف معنا». مشيرا إلى أن كل الاحتياطات التي اتخذها قبيل وصول المنخفض الـجـوي ومنها وضــع سـاتـر رملي كبير لمنع المـيـاه مـن الـتـسـرب إلــى خيمته قد فشلت في تحقيق مبتغاه بأن يمضي الشتاء بلا معاناة كبيرة قد تطوله وعائلته. وأعـــــرب المــتــحــدث بــاســم الأمــــم المـتـحـدة، ستيفان دوجـاريـك، عن خشيته من أن «آلاف الـــعـــائـــات الـــنـــازحـــة أصــبــحــت الآن مــعــرَّضــة بالكامل لظروف الطقس القاسية، مما يزيد من المخاوف المتعلقة بالصحة والحماية». فـيـمـا يــؤكــد اتـــحـــاد بــلــديــات قــطــاع غــزة أن مـــعـــانـــاة ســـكـــان الـــقـــطـــاع تــفــاقــمــت بـسـبـب المــنــخــفــض الــــجــــوي، وأن الأوضـــــــاع كــارثــيــة، مـــشـــيـــرا إلـــــى أن شـــبـــكـــات تـــصـــريـــف الأمـــطـــار مدمَّرة في القطاع مما يتسبب في طفح المياه العادمة، فيما تنتشر النفايات في الشوارع بـــالـــقـــرب مــــن الـــخـــيـــام ومـــــا تــبــقــى مــــن مـــنـــازل ومـــراكـــز إيـــــواء. مـطـالـبـا بـتـدخـل دولـــي عاجل لمعالجة الوضع. ويـــقـــول اتـــحـــاد الــبــلــديــات فـــي بـــيـــان لــه، إن لــــديــــه مـــخـــطـــطـــات واســـــعـــــة لـــلـــتـــعـــامـــل مـع المـنـخـفـضـات الــجــويــة والــعــمــل عـلـى مـسـاعـدة السكان لتجاوز الظروف الحالية، لكن نقص المـــعـــدات والاحـــتـــيـــاجـــات الـــازمـــة لـــذلـــك يمنع تنفيذ أي خطوة، الأمر الذي أسهم في تضرر آلاف الخيام وتبلل ملابس وأغطية النازحين في ظل انعدام أي مقومات للحياة في القطاع. وذكــــر جــهــاز الـــدفـــاع المـــدنـــي فـــي غـــزة أن طواقمه عجزت عن التعامل مع حالات الغرق لــغــيــاب المــــعــــدات بــعــد تــدمــيــر الاحــــتــــال لـهـا، والخدمات البلدية بدائية ولا تلبي احتياجات الناس، كما قـال. مضيفاً: «المنخفض الحالي مـــجـــرد بـــدايـــة لــفــصــل شـــتـــاء قـــــاس قـــد يشهد مــــآســــي كـــــبـــــرى، مـــــع خــــطــــر انــــهــــيــــار المــــنــــازل المتصدعة والمتضررة بفعل السيول والأمطار الغزيرة». خيبة من اتفاق الهدنة كان سكان قطاع غزة يعوِّلون على تنفيذ سـريـع لاتــفــاق وقـــف إطـــاق الــنــار، مـمـا يسمح بإدخال الكرفانات والخيام الآمنة وغيرها من المــواد الإغاثية، إلا أن إسرائيل لا تــزال تماطل فـي ذلـــك، كما تماطل فـي الانـتـقـال إلــى المرحلة الثانية التي من أحد بنودها إعادة الإعمار. وأكـــــــــدت حــــركــــة «حـــــمـــــاس» أن «الــــوضــــع المـــــأســـــاوي يـــؤكـــد الـــحـــاجـــة المـــلـــحـــة والــعــاجــلــة للإغاثة والإيــــواء»، داعـيـة الضامنين للاتفاق، والأمـــــــم المــــتــــحــــدة، وجـــامـــعـــة الـــــــدول الــعــربــيــة، ومــنــظــمــة الـــتـــعـــاون الإســـــامـــــي، إلـــــى ضـــــرورة التحرك العاجل لإيـصـال الإمــــدادات الإنسانية والـطـبـيـة والإيــوائــيــة إلـــى غـــزة، ورفـــع مستوى الدعم الميداني والشعبي والرسمي، بما يضمن حـمـايـة الـــنـــازحـــن، وتــوفــيــر الــحــد الأدنـــــى لهم مــن متطلبات الـحـيـاة الـكـريـمـة فــي ظــل الـواقـع الكارثي. ونــــاشــــدت الـــرئـــاســـة الـفـلـسـطـيـنـيـة، دول الــعــالــم، خـصـوصـا الإدارة الأمــيــركــيــة، وكـذلـك الـــدول الضامنة لاتـفـاق وقــف إطـــاق الـنـار في قطاع غــزة، بالضغط على إسـرائـيـل، للإسراع فــــي إدخـــــــال الـــبـــيـــوت الـــجـــاهـــزة والـــخـــيـــام إلـــى القطاع، وذلك لمواجهة الأحوال الجوية القاسية التي تُعرِّض حياة المواطنين في غزة للخطر. وطالبت الرئاسة برفع القيود والعراقيل الإسرائيلية التي تَــحـول دون تمكن الحكومة الــفــلــســطــيــنــيــة مــــن إدخــــــــال الــــبــــيــــوت المــتــنــقــلــة والـــخـــيـــام، ومــــعــــدات الإيـــــــواء إلــــى قـــطـــاع غـــزة، لمـــواجـــهـــة الــــوضــــع الإنــــســــانــــي الـــصـــعـــب الــــذي يُــعــرض حــيــاة الأطـــفـــال والــنــســاء وكــبــار السن لمخاطر جسيمة. 3 فلسطين NEWS Issue 17155 - العدد Sunday - 2025/11/16 الأحد الشتاء سيكون قاسيا هذا العام على نحو مليون ألفا من النازحين 370 و بمختلف مناطق القطاع ASHARQ AL-AWSAT عن «الوضع المأساوي» شهادات لـ الغزيون يواجهون «حرب الشتاء» بلا مغيث فلسطينيون يستخدمون عربات تجرها حمير لعبور شارع غمرته الأمطار في خان يونس جنوب قطاع غزة أمس (د.ب.أ) غزة: «الشرق الأوسط» يقسم الضفة إلى نصفين ويقطع التواصل الجغرافي ويمنع الدولة » الاستيطاني بلغ نقطة اللاعودة 1 تقرير: مخطط «إي قـــــال تـــقـــريـــر حـــقـــوقـــي إن الاســـتـــيـــطـــان المتسارع، شـرق القدس، ضمن مخطط «إي » المــثــيــر لــلــجــدل، أصــبــح يـشـكـل تصعيدا 1 خـطـيـراً، ويـهـدد بقطع الضفة الغربية إلى نصفين، بطريقة تمنع التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية المرجوة، ويحول البلدات والـــتـــجـــمـــعـــات فــــي الـــضـــفـــة إلـــــى فـسـيـفـسـاء معزولة تحت الزحف الاستعماري. وجاء في التقرير الذي نشرته «منظمة الــبــيــدر» الـحـقـوقـيـة، أمــــس، أن مستوطنين شـــرعـــوا مـــؤخـــرا بــإقــامــة بـــــؤرة اسـتـعـمـاريـة جــــديــــدة عـــلـــى أراضــــــــي بــــلــــدة عـــنـــاتـــا، قـــرب تـجـمـعـي أبـــو غـالـيـة والـــعـــراعـــرة الــبــدويــن، بالتوازي مع تحركات مشابهة في أراضـي حزما وجبع شمال شـرق الـقـدس، فـي إطـار مشروع استعماري ممنهج. وقالت المنظمة إن ما يحدث يستهدف بـــلـــدات عــنــاتــا وحـــزمـــا وجــبــع والـتـجـمـعـات الـــبـــدويـــة المـحـيـطـة بـطـريـقـة تــهــدف لتغيير الــــجــــغــــرافــــيــــا الـــفـــلـــســـطـــيـــنـــيـــة بـــشـــكـــل يـــهـــدد التواصل الجغرافي في الضفة. وأضـــافـــت: «هــــذه الـتـحـركـات تــأتــي في ) الرامي لربط مستوطنة E1( سياق مخطط (معاليه أدوميم) بمدينة القدس، بما يعني عمليا قطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، وإحاطة القدس الـــشـــرقـــيـــة بــــطــــوق اســــتــــعــــمــــاري يـــخـــنـــق أي إمكانية مستقبلية لجعلها عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة». وأكدت المنظمة أن بلدات عناتا وحزما وجــــبــــع، إضــــافــــة إلـــــى الــتــجــمــعــات الـــبـــدويـــة المنتشرة فيها، تقع في قلب المنطقة الممتدة بين شمال شرق وشرق القدس ومستوطنة «مـعـالـيـه أدومـــيـــم»، وتـشـكـل المـعـبـر الوحيد الـــذي يـربـط شـمـال الضفة بجنوبها، وهـذا يجعل الأنشطة الاستعمارية الأخيرة أكثر خطورةً. »، الــذي يمتد على نحو E1« ومخطط كيلومترا مـربـعـا، طُـــرح مـنـذ تسعينات 12 الــقــرن المــاضــي لـكـنـه واجــــه اعــتــراضــا دولـيـا واسعاً، فيما يجري اليوم تنفيذه تدريجيا عبر إنشاء بؤر صغيرة غير معلنة، تمهيدا لــربــطــهــا بـــالـــطـــرق الالــتــفــافــيــة ومــعــســكــرات وحــــواجــــز عـــســـكـــريـــة، بـــمـــا يــــــؤدي إلـــــى عـــزل الـقـدس الشرقية وتـــرك التجمعات البدوية محاصرة كجزر منفصلة. وتـم رصـد هـذه الخطوات بعدما نجح وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بـجـلـب 2025 ) قـــبـــل نـــهـــايـــة أغـــســـطـــس (آب »، وأعـلـن أن 1 مـوافـقـة نهائية لمـشـروع «إي الخطة الـتـي ظلت مجمدة لـعـقـود، حصلت عــلــى الـــضـــوء الأخـــضـــر رســمــيــا مـــن الـلـجـنـة العليا للتخطيط الـتـابـعـة لــــإدارة المـدنـيـة، التابعة لوزارة الدفاع. ووصــــــف ســـمـــوتـــريـــتـــش، الــــــذي يـشـغـل أيـــضـــا مــنــصــبــا وزاريــــــــا فــــي وزارة الـــدفـــاع يمنحه سلطة واسعة في بناء المستوطنات، الـــقـــرار، بـأنـه «تــاريــخــي». كـمـا وصـــف خطة البناء بأنها «خطوة مهمة تُبدد عمليا وهْم الدولتين، وتُــرسّــخ قبضة الشعب اليهودي عــــلــــى قــــلــــب أرض إســــــرائــــــيــــــل». وأضـــــــــاف: «إن الـــدولـــة الـفـلـسـطـيـنـيـة تُــمــحــى مـــن على الطاولة ليس بالشعارات، بل بالأفعال. كل مستوطنة، كـل حــي، كـل وحـــدة سكنية هي مسمار آخر في نعش هذه الفكرة الخطيرة». المـــــــشـــــــروع الـــــــــذي يـــــعـــــد أهـــــــم مــــشــــروع استيطاني في العقود الأخيرة يؤدي فعليا إلى تقسيم الضفة الغربية إلى نصفين. وســــتــــربــــط الــــخــــطــــة، مـــديـــنـــة الــــقــــدس، بـمـسـتـوطـنـة «مــعــالــيــه أدومــــيــــم» الـضـخـمـة وســــط الـــضـــفـــة. وقـــالـــت مـنـظـمـة «بـتـسـلـيـم» الإسرائيلية إن المشروع يُهدد بشدة إمكانية قــيــام دولــــة فلسطينية مستقبلية، ويـعـزز «دولة فصل عنصري ثنائية القومية». ووصـفـت «منظمة الـبـيـدر» مـا يجري الآن فـــي المـنـطـقـة بـــأنـــه يـشـكـل «نــقــطــة الــا عودة» في مسار حل الدولتين، إذ سيؤدي ربط مستوطنة «معاليه أدوميم» بالقدس عـــبـــر عـــنـــاتـــا وحــــزمــــا وجـــبـــع والــتــجــمــعــات الـــبـــدويـــة المــحــيــطــة بــهــا إلــــى فــصــل الـضـفـة الغربية إلى منطقتين معزولتين، وتقويض إمكانية قيام دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي. وقــالــت المنظمة إن سـكـان التجمعات البدوية في المنطقة يعتمدون على الزراعة والرعي مصدر رزق رئيسياً، ومع تصاعد الــنــشــاط الاســتــعــمــاري يــجــري مـنـعـهـم من الــوصــول إلــى أراضـيـهـم، والاسـتـيـاء على مـسـاحـات واسـعـة بـذريـعـة «أراضــــي دولــة» أو «مناطق تـدريـب عـسـكـري»، إضـافـة إلى هـــدم المــنــازل والمـنـشـآت بحجة الـبـنـاء غير المــــرخــــص، فـــي ســيــاســة تــرحــيــل تــدريــجــي تخالف اتفاقية جنيف الرابعة. ودعت «منظمة البيدر» الحقوقية إلى توثيق وتحديث الخرائط الميدانية لإظهار الـتـرابـط بـن الـبـؤر الاستعمارية الجديدة »، والـتـحـرك الـدولـي العاجل 1E« ومخطط لــــوقــــف المـــــشـــــروع وفـــــــرض تــجــمــيــد فـــــوري للبناء الاستعماري، شرق القدس، وحماية الـــتـــجـــمـــعـــات الــــبــــدويــــة عـــبـــر تـــوفـــيـــر دعـــم قـانـونـي وإنــســانــي عــاجــل، وتـفـعـيـل الـــرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بتاريخ والـــضـــغـــط لــفــرض 2024 ) يـــولـــيـــو (تـــــمـــــوز عقوبات على الجهات المنفذة للمشاريع في الأراضي المحتلة. وأكدت أن ما يجري في عناتا وحزما وجبع ومحيط التجمعات البدوية جزء من مخطط يستهدف إعادة رسم خريطة الضفة الـغـربـيـة وفـــق المــصــالــح الإســرائــيــلــيــة، بما يحوّل البلدات والتجمعات إلـى فسيفساء مــــعــــزولــــة تــــحــــت الـــــزحـــــف الاســــتــــعــــمــــاري، ويضعف فرص تطبيق حل الدولتين. » لتوسيع مستوطنة «معاليه أدوميم» في الضفة (أرشيفية - أ.ف.ب) 1 الوزير االإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش يستعرض خريطة «إي رام الله: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky