طالما شكل مسار نهر النيل من منبعه في الجنوب إلى مصبه في الشمال، سبب خصوبة الوديان في الشمال الأفريقي لملايين السنين. كما كان مسار النهر، لغزاً كبيراً أمام علماء الجيولوجيا، والسبب، حسب ما قالوا، أن الأنهار طويلة الأعمار، عادة ما تتغير مساراتها مع مرور الوقت. ولذا حاول الباحثون من جامعة تكساس فرع أوستن، سبر غور هذه المسألة من خلال ربط تدفّق نهر النيل بحركة الصخور في أعمق أخاديد الأرض.

وخلال أبحاثهم، عثروا على «النهر الأبدي»، وهو أقدم تاريخا بكثير مما كان يعتقد.

وجاء في تقديراتهم، أن عمر نهر النيل يبلغ نحو 30 مليون عام، أي نحو 6 أضعاف العمر الذي كان معتقداً من قبل.

وخلص البحث المنشور في مجلة «نيتشر جيوساينس - العلوم الجيولوجية الطبيعية» إلى أنه لو لم تكن حركة الأخاديد العميقة هي التي تحافظ على ثبات مسار نهر النيل، لتحوّل مسار النهر إلى الغرب منذ فترة طويلة، وربما غيّر مجرى التاريخ معه.

ومن شأن نتائج البحث أن توفر دليلاً علمياً على أن الحركة البطيئة للأخاديد العميقة، تعد واحدة من القوى الرئيسية المؤثرة التي تشكّل الوجه للكوكب.
...المزيد [6]