يوسف الديني
باحث سعودي ومستشار فكري. درس العلوم السياسية والإسلاميات التطبيقية، وعمل بالصحافة منذ عام 1999، وكاتب رأي في «الشرق الأوسط» منذ 2005، له كتب وبحوث ناقدة لجذور الإرهاب والتطرف والحركات والمنظمات الإرهابية في المنطقة. كتب عشرات الأبحاث المحكمة لمراكز بحثية دولية، ونشرت في كتب عن الإسلام السياسي والحاكمية والتطرف ومعضلة الإرهاب، وساهم بشكل فعال في العديد من المؤتمرات حول العالم.

2023... نيتشه وزلازل الإرهاب والتطرف!

صدرت عن الأمم المتحدة تقارير عدة عن وضعية الإرهاب والتطرف والراديكالية المسلّحة، من خلال التهديدات التي يتعرَّض إليها الجانب المهمل من كوكب الأرض، القارة السمراء التي تعيش حالة من إعادة التجنيد وانتشار الحركات الإرهابية والتنظيمات المسلحة بأساليب تمويل جديدة، وأسلحة متقدمة وتهديدات للسكان المحليين، وتجنيد للأجيال الشابّة، إضافة إلى خلق مناخات لاقتصادات موازية تنافس الدولة المهشمة. التقرير صدر قبل أسابيع عن المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب ومكتب مكافحة الإرهاب وفريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات، وجاء في محتواه ما يستدعي التوقف طويلاً للباحثين والخبراء في مسألة حالة التطرف حول العالم، ومن

زلزال مفهوم الدولة والقيم الإنسانية

بعيداً عن التعميمات العاطفية حول وضع البشرية اليوم، كشف زلزال تركيا/ سوريا عن مأزق حقيقي فيما يخص مجال الأمن القومي والكوارث في شقه العملي، كما فضح دون مواربة هشاشة المؤسسات الدولية، ونفاق الكثير من الدول الغربية تجاه مسألة القيم الإنسانية، الزلزال الحقيقي اليوم هو في مفهوم الدولة بما تعنيه من ضامن لحقوق مواطنيها، كما هي الحال فيما يخص القيم الإنسانية في اختباراتها الحقيقية خارج أقواس الحروب وويلاتها. هناك اليوم مجال واسع مستمد من الفلسفة والسياسات العامة والقانون والإدارة والعلوم الإنسانية خصوصاً علم النفس والاجتماع بشكل عام، فيما يخص إعادة تعريف الأمن الداخلي وعلاقته بالكوارث والحالات الطارئ

إيران ما بعد الاحتجاجات: دولة الحرس الثوري

ربما كان التحدي الأكبر الذي يعيشه نظام طهران اليوم، هو استعادة سيادة الدولة من هيمنة «الحرس الثوري» المرشحة للصعود وصولاً إلى ابتلاع المؤسسات، وربما مزاحمة النظام السياسي، حسب كثير من التحولات الضاغطة على مستوى القلق من مشروع إيران التوسعي وتهديدها للمنطقة، إضافة إلى تراجع مستوى الشرعية في الداخل الإيراني إلى مستويات متدنية، وإن لم تصل إلى مرحلة تقويض النظام. وحسب أوراق بحثية كثيرة تحدثت عن إيران ما بعد الاحتجاجات، وتقديرات الموقف الصادرة عن مراكز دراسات وبيوت خبرة، فإن «الحرس الثوري» مرشح ليكون البديل الأكثر صعوداً والأسوأ من حيث التأثير على الداخل، قبل خدمة المشروع التقويضي، وتهديد أمن المنط

ما بعد دافوس: النموذج السعودي والاقتصاد السياسي

إن أعظم اختراعات البشرية، بحسب مقولة ويل روجرز ذائعة الصيت، يتمثل في: إشعال النار، والعجلة، ثم اختراع البنوك المركزية!

الخوارزميات وأمين «حزب الله»

بمجرد كتابة اسم الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، على محرك البحث في «فيسبوك»، تظهر رسالة تحذيرية للمستخدمين بأن ما تبحث عنه مرتبط بأعمال ومنظمات خطرة ونشاط عنفي إجرامي وبغيض! ومع تطور الذكاء الصناعي ربما نصل إلى أن تكفينا التكنولوجيا عناء «التصريحات العبثية»؛ حسب وصف القاهرة لبيان نصر الله في الفيديو الشهير الذي خلط فيه الحابل بالنابل، متناسياً ذاكرة طويلة من الهجوم على دول الخليج ومصر؛ بل وعلى فرقائه اللبنانيين في سبيل التماهي حد التطابق مع المشروع الإيراني في المنطقة، الذي حوَّل لبنان، الدولة المختطفة، إلى أصداء لهذا المشروع.

2023... تحولات في الراديكالية والعنف

من بين التحليلات الاستباقية والأبحاث التي تحرص مراكز الأبحاث وخزانات التفكير في الغرب، وتتقدمها الولايات المتحدة، على نشرها، ما يتصل بحالة العنف والراديكالية في العالم مع مطلع كل عام، وغالباً ما تتخذ هذه المناقشات والمداولات والمؤتمرات محاولة لقراءة استباقية وتقدير موقف للوضع الحالي، وما يمكن أن يفضي إليه من مؤشرات تدل على زيادة أو تراجع منسوب العنف والتطرف والراديكالية. المتابع لهذه التقارير التي بدأت تصدر تباعاً حول عام 2023 يلاحظ أن هناك تحولات كبرى على مستوى زوايا النظر والنتائج وتوسيع دائرة البحث، لكنها لا تخلو أيضاً من تحيّزات جغرافية وتركيز على الأولويات الداخلية «أمن الولايات المتحدة»

2023 والتنجيم السياسي

ثقافة التنبؤات ثقافة راسخة في كل العالم وحتى في تراثنا العربي والإسلامي رغم أن موقفه واضح ومتحيّز للعقلانية «كذب المنجمون ولو صدقوا»، لكن الرغبة الدفينة في معرفة المستقبل دفعت عدداً من السياسيين القدماء وحتى المحدثين إلى الرغبة في قراءة ما سيحدث، إما بدافع التحرّك والتعاطي معه أو بهدف قراءة سياق صيرورة التاريخ، والأكثر في التراث البحث عن استمرارية الشرعية في ظل أجواء مضطربة جداً...

ما بعد مسيّرات إيران في أوكرانيا

بالأمس تم الإعلان من قبل أوكرانيا أنها أسقطت 45 طائرة مسيّرة من طراز «شاهد» أطلقتها روسيا ليلاً مع بداية رأس السنة، وقد تم الإعلان عن إسقاط العشرات مثلها قبلها بأيام. خبر كهذا يجب أن يقلق الدول العاقلة في المنطقة والعالم، فالأمر لا يقف عند استخدام روسيا لتلك المسيّرات أو قدرتها على تغيير المعادلة على الأرض؛ بل على مسألتين بارزتين في هذا السياق الجديد. الأولى: صعود العلاقة بين موسكو وطهران من دون تحرّك واضح من قبل المجتمع الدولي والدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، على الرغم من وجود أصوات كثيرة في بريطانيا وأميركا نفسها لاحظت هذا الصعود الكبير، بحسب مدير «وكالة المخابرات المركزية» الأمير

الاشتباك الاستراتيجي: شرق أوسط يسع الجميع

بين نظرية القطب الواحد والولايات المتحدة، كما يطرح في الأدبيات الكلاسيكية، والصعود الصيني الذي عكسه الحضور الكبير الأخير في الرياض، أريق حبر كثير على مستوى الصحافة الغربية يعبر عن مخاوف السياسيين الغربيين، وبدرجة عكسية فهم مراكز الأبحاث والدراسات للتحولات الجديدة في المنطقة، بالأخص الأوزان السياسية لدول المنطقة، في مقدمتها السعودية وتحديات المرحلة المقبلة، وكان من أبرز توابع ذلك إعادة طرح مسألة الاشتباك الاستراتيجي بين الصين والولايات المتحدة في المنطقة، وهو ما يتجاهل مسألتين؛ السيادة لدول المنطقة، إضافة إلى تعدد اللاعبين والمصالح والانتقال من التحالف إلى الشراكات غير المشروطة، خصوصاً بملفات أ

الصعود السعودي: سرديات متوهمة وأصوات عاقلة

بينما تشتغل الصحافة الأميركية بمراقبة الصعود السعودي الدبلوماسي، وعلى مستوى العلاقات الخارجية وتنويعها، تبرز أصوات لمراكز أبحاث وخزانات تفكير ومعلقين عقلانيين عن ضرورة تجاوز حالة «الشخصنة» السياسية التي تعاني منها إدارة بايدن وعدد من الصحف في مقاربة الحالة السعودية الجديدة، وضرورة العودة إلى الثوابت؛ 80 عاماً من التعاون المشترك، والحفاظ على المشتركات والمكتسبات طوال هذه المدة التاريخية. اللافت أن ما يمكن وصفه بـ«الصوت العقلاني» في الداخل الأميركي مرتبط غالباً بتقارير وإفادات تأتي بعد معاينة الواقع الجديد للسعودية، وزيارة الرياض، والوقوف على «مملكة 2030» وثقافة الرؤية السائدة، وكان آخرها زيارة