ديفيد اغناتيوس
صحافي وروائي. وهو محرر مشارك وكاتب عمود في صحيفة "واشنطن بوست". كتب ثماني روايات، بما في ذلك "جسد الأكاذيب"

بداية جديدة لترمب مع سوريا والصين

كانت السياسة الخارجية لإدارة الرئيس ترمب عبارة عن مشهد باعث على الدهشة من الرسائل المختلطة والانتكاسات السياسية الموجعة خلال الشهور الثلاثة الأولى من توليه مهام منصبه. ولكن من خلال التجارب الحاسمة التي وقعت في الأسبوع الماضي، اتخذ الرئيس ترمب قرارات جيدة بشأن سوريا، وروسيا، والصين، إذ انتقل من خلالها بإدارته غير المنتظمة ناحية ركائز السياسة الأميركية التقليدية. كان القرار بتوجيه الضربات الصاروخية ضد القاعدة الجوية الحكومية السورية بمثابة مكوِّن لبناء المزيد من الثقة للبيت الأبيض الذي يفتقر إلى الخبرة، وربما يعاني الكثير من التخبط، على نحو ما قال أحد كبار المسؤولين الأميركيين.

حروب الفضاء تتحول إلى تهديد حقيقي

من بين القطع التذكارية التي تزين مكتب رئيس هيئة أركان القوات الجوية الجنرال ديفيد غولدفين، شظية من أول طائرة للأخوين رايت. إلا أن واحدة من أكثر القطع المعروضة إثارة للاهتمام هما قمران صناعيان صغيران مصنوعان من البلاستيك يمكن تحريكهما على نحو يحاكي معركة جوية في الفضاء. وشرح غولدفين خلال مقابلة معه أن الفضاء تحول الآن إلى ميدان قتال محتمل، مؤكداً رغبة القوات الجوية في ضمان «التفوق الفضائي»، الذي يعني حسب اعتقاده «عدم التعرض لهجمات وحرية إجراء مناورات». وإذا كنت ممن يعتقدون أن الحروب السيبرية تنطوي على خطورة أكبر، فإن عليك معاودة النظر إلى هذا الخطر الكبير المقبل الذي يشغل بال مسؤولي البنتاغون.

الأتمتة الهائلة هي المسؤولة

تفاخر الرئيس ترمب بأن سياساته التجارية والاقتصادية التي ترفع شعار «أميركا أولاً» تجلب المزيد من فرص العمل في الصناعات التحويلية مرة أخرى إلى الولايات المتحدة. وهذا ربما من أكبر التعهدات التي ألزم ترمب نفسه بها أمام الناخبين المؤيدين له. ولكن هل هذه المزاعم فعلا صحيحة؟ فاز ترمب برئاسة الولايات المتحدة، على نحو جزئي، بسبب أنه عبر عن الغضب والسخط الذي يعتمل في صدور العمال الأميركيين حول فقدان الوظائف والأجور الراكدة.

سقوط فلين قصة مؤلمة

ثمة مسار غريب للأحداث دفع بلفتنانت جنرال المتقاعد مايكل فلين نحو اتصاله الهاتفي المشؤوم أواخر ديسمبر (كانون الأول) مع السفير الروسي سيرغي كيسلياك، والذي وضع نهاية مسيرة مهنية عسكرية مميزة. ويصفه زملاؤه السابقون في المؤسسة العسكرية والاستخبارات ممن عملوا معه، بأنه شخص ذكي خدم في قيادة العمليات الخاصة المشتركة منذ عقد، الأمر الذي لم يعدّه جيدًا للتحديات الأوسع التي واجهها كرئيس لوكالة استخبارات الدفاع، والتي عزل منها عام 2014، ومنصب مستشار الأمن الوطني الذي استقال منه مساء الاثنين الماضي. وقال مسؤول سابق بالبنتاغون كان من رؤساء فلين: «داخل عالم قيادة العمليات الخاصة المشتركة، يساورك شعور بأنك أش

مخاوف من هروب «داعش» تغذي استراتيجية ترمب

عرض مايكل فلين، مستشار الأمن القومي للرئيس ترمب، للزوار خريطة التنبؤات بما سوف يحدث لـ«داعش» بعد سقوط معقله في مدينة الموصل العراقية.

ترمب ألد أعداء إدارته على صعيد السياسات الخارجية

جاءت إجراءات الرئيس ترمب خلال أسبوعه الأول في الرئاسة نارية ودراماتيكية، لكنها تفتقر على نحو خطير إلى الإجماع حتى داخل صفوف إدارته. وبدت المخاطر القائمة وراء هذه الإجراءات واضحة، أبرزها انهيار اجتماع مقرر له مع الرئيس المكسيكي، وإقرار ترمب لأساليب تعذيب يرفضها وزير دفاعه ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه). وظهرت أولى خسائر الإجراءات النارية التي اتخذها ترمب، الخميس، بإعلان الرئيس المكسيكي إنريكه بينيا نييتو إلغاءه زيارة مقررة لواشنطن. وجاء ذلك في أعقاب تغريدة لترمب قال فيها إن على الرئيس المكسيكي البقاء بعيدًا إذا لم يكن مستعدًا لسداد تكلفة الجدار.

ماذا تريد إسرائيل من أميركا؟

يشكل احتضان الرئيس ترمب الملاحظ لإسرائيل معضلة غير مرغوب فيها لقادة الدولة اليهودية؛ فعليهم اتخاذ القرار بشأن ما يريدونه من الولايات المتحدة، وهناك اختلاف حاد وكبير حول هذا السؤال. تحرك نتنياهو لاغتنام لحظة ترمب السانحة يوم الثلاثاء؛ إذ أعلن أن إسرائيل تخطط لبناء 2500 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية. وقبل يومين فقط كانت هناك مكالمة هاتفية؛ تلك التي وصفها الرئيس الأميركي الجديد بـ«المحادثة الهاتفية اللطيفة للغاية». وقال نتنياهو يوم الثلاثاء: «إننا نبني...

التقرير الصادر بشأن التدخل الروسي لا يكفي

تشير مزاعم دائرة أجهزة الاستخبارات إلى أن روسيا تدخلت بشكل خفي في انتخابات 2016، وتحتاج بلادنا إلى معرفة المزيد، حيث تجب متابعة هذا الاتهام من خلال فتح تحقيق مستقل يستمر حتى بعد تولي دونالد ترامب الرئاسة رسميًا في 20 يناير (كانون الثاني) الحالي. ينبغي أن يلتزم الكونغرس حاليًا بفتح هذا التحقيق الذي يشارك فيه الحزبان. وإذا كان الهجوم السياسي الروسي يمثل انتهاكًا محتملاً للقوانين الأميركية، فينبغي على كل من مكتب التحقيقات الفيدرالي، ووزارة العدل، فتح تحقيق قانوني رسمي في هذا الأمر.

يبدو ترامب منحازًا لروسيا... لكن ما المقابل؟

لدى متابعة مدير الاستخبارات الوطنية، جيمس كلابر، صاحب خبرة الـ50 عامًا بمجال الاستخبارات، يجيب عن الأسئلة التي طرحها عليه أعضاء الكونغرس، أخيرًا، لا يملك المرء سوى التساؤل حول ما إذا كان الرئيس المنتخب دونالد ترامب عثر على شبيه مكافئ له تمامًا أم لا. ومن المعتقد أن المواجهة التي ستقع بين كلابر وترامب حول مزاعم حدوث قرصنة روسية ستشكل الرأي العام حيال الرئيس الجديد على مدار الأسبوعين السابقين لتنصيبه. وخلال الأيام المقبلة، سنعرف المزيد عما فعله «الهاكرز» الروس أثناء الحملات الانتخابية الرئاسية الأخيرة.

هل استعادة أميركا لعظمتها كان ما قصده ترامب؟

بالنسبة للولايات المتحدة، كان عام 2016 الأكثر كآبة، فالبلاد لا تزال في حرب، وانتخاباتنا كانت مثار شكوى مريرة، وتسببت في انقسام لم نعهده من قبل. ضرب الإرهاب أقرب حلفائنا، وتلاعب خصومنا بسياساتنا، وحتى الحقائق الأساسية عن الحياة والعلوم باتت مسار جدال ونزاع. فأيا كانت وجهة صوتك الانتخابي، فبالتأكيد لا تود أن يتكرر هذا العام. الآن وبعد أن قلبنا آخر ورقة في عام 2016، ينظر الكثيرون منا إلى العام الجديد بمشاعر هي مزيد من الأمل والخوف. الأميركيون شعب متفائل بطبعه، سواء بالميلاد أو الجنسية. فنحن نتعهد بالولاء لدولة «لا تتجزأ، دولة فيها الحرية والعدالة مصونة للجميع».