عادل درويش
صحافي معتمد في مجلس العموم البريطاني، وخبرة 55 عاماً في صحف «فليت ستريت». وكمراسل غطى أزمات وحروب الشرق الأوسط وأفريقيا. مؤرخ نشرت له ستة كتب بالإنجليزية، وترجمت للغات أخرى، عن حربي الخليج، و«حروب المياه»؛ أحدثها «الإسكندرية ، وداعاً: 1939-1960».

القوانين وحدها لا تكفي

في قمة الإليزيه بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والزعيم البريطاني ريشي سوناك، ومشاركة وزراء من الجانبين (الجمعة)، كانت أولويات الوفد البريطاني إيجاد حلول عاجلة للتعامل مع عصابات تهريب البشر، الذين يضعون الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين في القوارب الصغيرة عبر القنال الإنجليزي (بحر المانش). يوم الأربعاء، المساءلة الأسبوعية لرئيس الوزراء، أسئلة زعيم المعارضة العمالية السير كيير ستامر الستة (ومداخلات نوابه ونواب أحزاب المعارضة الأخرى) تحولت إلى مبارزة كلامية حامية، وتدخلات من رئيس الجلسة للتهدئة؛ محور النزاع مشروع قانون تعده الحكومة بغرض تثبيط عزم المهاجرين اللاشرعيين عن عبور بحر المانش. وكانت

الكاتب الشبح

ما «بين الصحافة والسياسة» أحياناً ما تُطرح أسئلة صعبة عن أخلاقيات المهنة، والالتزام القانوني عندما يشترك شخصان في صياغة كتاب، ودور الكاتب الشبح، ghost writer (المؤلف الحقيقي لكتاب يصدر باسم شخصية مشهورة). الأسئلة تحولت إلى معركة قانونية بين وزير سابق وصحافية شاركته في تأليف كتاب عن وباء «كوفيد» في بريطانيا. هذا الأسبوع نشرت «الديلي تلغراف» العريقة، سبقاً صحافياً، هو الأكبر من ناحية مسؤولية المؤسسة السياسية أمام الشعب، منذ كشف الصحيفة نفسها مغالاة نواب البرلمان في تقاضي مصاريف نثرية قبل ثلاثة عشر عاماً.

الاقتصاد أم الآيديولوجيا؟

تساءلنا سابقاً عما يدفع حكومات بلدان عريقة لانتهاج سياسات تضر بالاقتصاد، كمثال زيادة حكومة المحافظين الضرائب؛ ما دفع شركة أدوية عملاقة لاختيار إيرلندا، بدلاً من إنجلترا لاستثمارها الجديد. وقبل أيام، أتت سياسة الهوس الآيديولوجي بالبيئة، وما يسمى بموازنة عوادم المحروقات في معادلة الصفر مع عام 2050 (أي تساوي الخارج من عوادم الكربون مع مساهمة البلاد فيما تقدمه من طاقة خضراء)...

درس استقالة الوزيرة الأولى لأسكوتلندا

استقالة نيقولا ستيرجين، الوزيرة الأولى في أسكوتلندا، تستحق الدراسة، كظاهرة وقوع الزعيم الكاريزماتي أسيراً لآيديولوجيته وشعاراته التي نجحت مؤقتا في قيادة الجماهير (غالبا إلى هزائم في معارك افتعلها مع قوى خارجية) وتتحول الآيديولوجية إلى منزلق انتهائه سياسياً كحال أول سيدة تتولى منصب الوزير الأول والأطول بقاء فيه منذ إنشائه في 1999. الظاهرة الأخرى الملازمة هي الحركات السياسية ذات الهدف الواحد، التي تنتهي صلاحيتها الانتخابية بتحقيقه. مثلا حركات «التحرر الوطني»، خاصةً المؤدلجة والتي اعتمدت العنف كوسيلة لتحقيق هدفها، أو ما تسمي نفسها «مقاومة»، فبعد الاستقلال أو انتهاء «الاحتلال»، تحاول تبرير وجودها،

رهان المحافظين يخيف المستثمر البريطاني

الاسم «أسترازينيكا»، مؤسسة العقاقير وأبحاث الفارماكولوجيا، ارتبط بالنجاح في بريطانيا، في خريف 2020، ونذكر تكرار رئيس الحكومة وقتها، بوريس جونسون، التفاخر القومي بالإنجاز الطبي والعلمي للبلاد. المؤسسة العلمية، ومقرها كمبريدج، بالتعاون مع فريق سارة غيلبرت، بروفسير دراسات التطعيم الطبي في جامعة أكسفورد، دخلا التاريخ بنجاح تطعيم - مصل (وهو ليس لقاحاً حياً) لبرمجة جهاز المناعة الإنساني لإنتاج مضادات أجسام تقاوم فيروس كورونا المستجد، مساهمين في إنقاذ حياة الملايين أثناء وباء «كوفيد» العالمي.

الأصل كانت الكلمة المطبوعة

أثبتت السلطة الرابعة مكانتها التقليدية، بعد أن كنت فقدت الأمل في عودة المهنية إلى مستواها المعتاد في الصحافة البريطانية (خصوصاً المرئية).

درس «البقرة المقدسة»

ما يبدو هنا كمسألة بريطانية، يصلح لكل مكان، خاصة في بلدان قراء «الشرق الأوسط»، لأنه درس نموذجي لإدارة الخدمات العامة الممولة من خزانة الدولة، أي ضرائب المواطنين. ربما القوى العاملة الوحيدة التي لم يثر إضرابها عن العمل اشمئزاز واعتراض غالبية الرأي العام البريطاني، كانوا العاملين في قطاع خدمة الصحة القومية (وتعرف بالحروف الأولى لثلاث كلمات NHS). إضراب الممرضات، والعاملين في خدمة الإسعاف، وممارسي العلاج الطبيعي وأطقم المستشفيات، وأطباء الاستقبال والطوارئ.

الذكاء الصناعي لا يرقى للعقل الإنساني

استكمالاً لتحذيرنا من خطورة انتشار برامج الذكاء الصناعي في الأوساط التعليمية، واندفاع الأجيال الجديدة في الاعتماد عليها وسيطاً أساسياً في إعداد التقارير التي يكلفهم بها المعلمون والمشرفون على دراساتهم الجامعية، أجريت تجربة عملية كجزء من دراسة الظاهرة قبل كتابة هذه السطور. وبجانب الاستعانة بأحد أبنائي الذي يدرس برمجة الكومبيوتر ولوغاريتمات الذكاء الصناعي في جامعة بريطانية عريقة (وهو بالطبع من أشد المتحمسين لهذه البرامج)، انتهزت فرصة بحثي مع ناشر كتابي الأخير رغبته في طرحه بمعرض القاهرة للكتاب، وطلب ناشر مصري ترجمته إلى العربية.

«فهرنهايت 451» والذكاء الصناعي

خدمة إيلون ماسك الجديدة، بتوظيف الذكاء الصناعي مدعياً مساعدة التلاميذ في إنجاز الواجب المنزلي في زمن قياسي، أثارت قلق خبراء التعليم. الخدمة «ChatGpT» كانت محل تجارب لنحو عامين وانطلقت الصيف الماضي، وأحياناً ما أجربها بنفسي، فلماذا القلق متعدد الأسباب؟ هل استعانة الطلبة بإجابات جاهزة كالغش في الامتحان؟ اللوغاريتمات (العمليات الحسابية لتشغيل البرنامج) ترتب مفردات السؤال في معادلة رياضية تتناقلها محركات البحث، وفي ثوانٍ يصوغ الذكاء الصناعي النتائج في تقرير مركّز. معلمو المدارس في بريطانيا (كمدارس وزارة المعارف المصرية حتى خمسينات القرن الماضي)، ينصحون أهالي التلاميذ بعدم الإجابة عن أسئلة الواجب

الحكومة والمعارضة في بريطانيا

الإضرابات مستمرة في المملكة المتحدة في المرافق العامة بأعداد لا يتسع المجال لحصرها. ذكرنا سابقاً، أن أهداف معظم الإضرابات تبدو سياسة خاصة، والكثير من قادة النقابات (التي تمول حزب العمال المعارض) لهم ميول اشتراكية وماركسية، وكرروا نداءاتهم بإسقاط حكومة المحافظين. كما تواجه البلاد أزمة اقتصادية، بارتفاع معدلات التضخم وسعر فائدة الإقراض، وأسعار الطاقة، وتدهور خدمات الصحة القومية.