د. عبد المنعم سعيد
عضو مجلس الشيوخ المصري حالياً، ورئيس مجلس إدارة «مؤسسة المصري اليوم» الصحافية في القاهرة، ورئيس اللجنة الاستشارية لـ«المجلس المصري للدراسات الاستراتيجية»، وسابقاً كان رئيساً لمجلس إدارة «مؤسسة الأهرام» الصحافية، و«مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية»، و«المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية»، وعضو مجلس الشورى المصري. كاتب في صحيفة «الشرق الأوسط» منذ عام 2004، و«الأهرام» و«المصري اليوم»... وعدد من الصحف العربية. أكاديمي في الجامعات والمعاهد المصرية، وزميل زائر في جامعة «برانديز» الأميركية، ومؤلف للعديد من الكتب.

المسألة الإسرائيلية مجدداً

لم يمضِ وقت طويل منذ نشرت مقالي «المسألة الإسرائيلية» في هذا المقام بتاريخ 28 ديسمبر (كانون الأول) 2023، وكان المقترب الأساسي فيها قادماً من «المسألة الفلسطينية» والتي منها تخرج التفاعلات العربية - الإسرائيلية. اعتمد المقال كثيراً على مقال نشرته «نيويورك تايمز» بعنوان «ماذا بحق العالم يحدث في إسرائيل؟»، وفيه أشار إلى التعقيد الجاري داخل الأرض الممتدة من نهر الأردن إلى البحر المتوسط، حيث ميز ما بين أربعة أنواع من التفاعلات «اليهود واليهود» و«اليهود والعرب الإسرائيليين» و«اليهود والفلسطينيين» و«الفلسطينيين والفلسطينيين».

مفترق الطرق إلى الجنة أو الجحيم

يبدو أن الإنسان ليس وحده الذي يُختبر في شهر رمضان المكرم في صحة إيمانه وسلامة سلوكه؛ وإنما النظام الدولي كذلك. الخطايا والمعاصي ليست أموراً تواجه الإنسان وحده، وإنما هي تفرض نفسها على النخب الحاكمة، خصوصاً عندما يكون الميزان بين الحرب والسلام. ومن العجب أن هذه النخب نجحت في مواجهة وباء الجائحة التي بلغت وفياتها عالمياً أكثر من ستة ملايين، ولكن الحكومات نجحت في النهاية في إيقاف المرض باللقاح والعلاج بدون تميز ما بين دول غنية وأخرى فقيرة، أو دول عظمى وأخرى صغيرة. كان هناك فارق زمني، ولكن الواقع أيضاً أن الدول العظمى والكبرى والغنية كانت هي الأكثر إصابة على مستوى العالم.

الاتفاق السعودي الإيراني والإقليمية الجديدة

وقت نشر هذا المقال سوف يكون أسبوعان قد مضيا منذ توقيع الاتفاق السعودي الإيراني، وخلالهما لم تتوقف تصريحات السياسيين، والكتابات والتعليقات والتحليلات من قبل المراقبين. لم تكن غائبةً عن أحد الأهمية التاريخية والاستراتيجية لطرفي الاتفاق (السعودية وإيران)، وكلاهما يساهم بكثير في أقدار العالم والمنطقة، سواء في التاريخ القديم أو الحديث.

لا يوجد حل بسيط لقضية معقدة؟

بات شائعاً وكأنه نوع من القدر المحتوم والقضاء النافذ، أن الحرب الأوكرانية سوف تستمر معنا لعام آخر، وربما أعوام أخرى. حصيلة العام الذي مضى من الحرب كانت كارثية على المتحاربين فيها بين غزو وهجوم مضاد وعقوبات اقتصادية وارتباك عالمي في سلاسل الإمداد زاد على الارتباك السابق الذي تولد عن جائحة «كوفيد – 19». استمرار الحرب سوف يرتب نتائج كارثية على الاقتصاد العالمي الذي تباطأ بالفعل، ومع ذلك فإن قضايا الكوكب الرئيسية من انتشار الأوبئة إلى الهجرة إلى الاحتباس الحراري وُضعت بعيداً فوق أرفف مكاتب القادة والزعماء.

التفكير في النظام الإقليمي العربي

العالم ممتلئ بالكثير من أحاديث التغيير والانقلاب رأساً على عقب، والذي يظهر بعده نظم دولية وعالمية «جديدة». الأمر هكذا ليس جديداً في حد ذاته، فكلما حل بالكوكب ملمة أو مصيبة، وباء أو حرب، فإن هذه الحالة تنتاب المفكرين والمحللين، أما الساسة فإنهم يتأملون ما سوف تأتي به الأيام من وقائع وحقائق يصبح عليهم الائتلاف معها أو معارضتها أو تجاهلها كلية.

المتشائمون والمتفائلون في الحرب الأوكرانية

دار الزمان دورته سنة كاملة، وجاء يوم الجمعة الماضي 24 فبراير (شباط) الذكرى الأولى لنشوب «الحرب الأوكرانية» التي أخذت اسمها من جريان العمليات العسكرية على أرض أوكرانيا. ولكن القاصي والداني في العالم يعلم أن الحرب التي استمرت طاحنة لعام كامل ربما تشمل العالم كله من حيث التأثير على الأقل بما فيه من شرق وغرب وشمال وجنوب.

دروس الحرب الأوكرانية

دار الزمان دورته ومضى عام على «الحرب الأوكرانية» لأنها تدور على أرض أوكرانيا؛ ومهما كان هناك تورط من أطراف أخرى بالعون أو بالدعاء، فإن المعارك الدائرة تدور في فلك صد هجمات جاءت بها روسيا عبر الحدود.

حتى لا يكون هناك إخفاق عربي آخر؟!

كان جيمس روزناو هو الذي وضع القانون العام لحركة الدول والمجتمعات في أعقاب انتهاء الحرب الباردة في مطلع تسعينات القرن الماضي، بأنها سوف تتراوح ما بين «الاندماج» Integration و«التفكيك»Disintegration . وكان النموذج الأوروبي شاهداً على الاندماج والتكامل بين شعوب وقبائل وأمم ودول تحاربت على مدى التاريخ، وكان تفكيك الاتحاد السوفياتي ويوغوسلافيا وغيرهما شاهداً على عجز القدرة على إدارة التنوع والتعددية في المجتمع والدولة.

عرب وإسرائيليون وآخرون

استيقظ جيلي على طفولته في خمسينات القرن الماضي، ليجد القضية الفلسطينية حاضرة و«مركزية» في طوابير الصباح بالمدارس، وفي نشرات أخبار الساعة الخامسة بعد الظهر، وفي المساء لم تخلُ جلسة من جلسات الكبار دون متابعة لأحوال الأشقاء. كانت القضية على مدى عقدين تقريباً تصاغ في إطار «الصراع العربي الإسرائيلي». لم يكن الزمن بعيداً عن الحرب الأولى في 1948، ودخول الجيوش العربية إلى فلسطين لمواجهة المستوطنين اليهود.

ضد العولمة...!

قد يكون عنوان هذا المقال مغايراً لما اعتدنا عليه طوال العقود الماضية، عندما باتت «العولمة» صيحة التيار السائد في العالم منذ انتهاء الحرب الباردة. كانت «العولمة» تعبيراً عن تغيير في السياسة الدولية التي قامت على «الدولة القومية» ذات الهوية والسيادة لصالح عالم جديد عابر للحدود ومتجاوز للثقافات والحضارات.