تهديدات بالقتل لصحافي يتابع ملف فساد نتنياهو

TT

تهديدات بالقتل لصحافي يتابع ملف فساد نتنياهو

بعد حملة تحريض واسعة ضده على الشبكات الاجتماعية، تعرض محرر شؤون الشرطة والجنايات في القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي؛ الصحافي غاي بيلغ، لتهديد بالقتل، بسبب التقارير التي يبثها عن شبهات الفساد التي تحوم حول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتلقى بيلغ تهديدات مباشرة بالقتل، ورفع أحد المتظاهرين في مظاهرة اليمين المؤيدة لنتنياهو لافتة تقول: «بيلغ... الأرملة سترتدي الأسود». وتبين أن المحرر السياسي في القناة العاشرة أفيف دروكر، وهو محقق صحافي بارز كشف عدداً كبيراً من قضايا الفساد في السلطة في زمن نتنياهو وقبله، تعرض أيضاً لتهديد بالقتل، واضطرت القناة إلى تعيين حارس مرافق له.وكشف المراسل العسكري للقناة العاشرة أور هيلر أنه تعرض وابنه للتهديد بالقتل، بسبب التقارير التي ينشرها عن قيام الجندي الإسرائيلي أليئور أزاريا بقتل الشاب الفلسطيني الجريح عبد الفتاح الشريف في الخليل قبل سنتين.
وإزاء هذه التهديدات، خرجت نقابة الصحافيين والمجلس الأعلى للصحافة، أمس، ببيانات إدانة وتحذير، ووجها أصبع الاتهام مباشرة إلى نتنياهو «الذي يحرض على الصحافيين ويتهمهم بالقيام بحملة تحريض شرسة لإسقاطه». وحاولا تذكير الجمهور بأن الشبهات ضد نتنياهو موجودة لدى الشرطة، وأن من يبت فيها هي النيابة والمحاكم وليس الصحافيون، وحذرا من أن تفقد إسرائيل «حرية الصحافة... وتنتصر فيها مافيا الفساد على الأسس والقيم الديمقراطية».
يذكر أن نحو 3 آلاف شخص شاركوا مساء السبت الماضي في المظاهرة التي جرت قرب منزل المستشار القانوني للحكومة أبيحاي مندلبليت، احتجاجاً على سلوكه في التحقيق مع نتنياهو. وهذا هو أكبر عدد من المشاركين في هذه المظاهرات التي تجري منذ 37 أسبوعاً.
وفي الوقت نفسه، جرت مساء أمس، أيضا، مظاهرات عدة مماثلة. ولم يستطع حزب «ليكود» الذي نظم للأسبوع الثاني على التوالي مظاهرة مضادة في بيتاح تكفا، تجنيد أكثر من مائة شخص، بينهم منظم المظاهرة رئيس الائتلاف الحكومي عضو الكنيست ديفيد بيتان. ولوحظ وجود مجموعة من ناشطي اليمين وحزب «ليكود» أيضاً في المظاهرة ضد نتنياهو.
ورفع المتظاهرون أمام بيت المستشار أعلام إسرائيل ولافتات كتب على بعضها: «اليمين واليسار يرفضون الفاسدين» و«مندلبليت استيقظ... من الذي تحرسه؟». وكان بين المتحدثين في المظاهرة أبناء عائلات ثكلى وعجزة. وجرت المظاهرة، أمس، على خلفية محاولات اليمين المؤيد لنتنياهو استصدار أوامر قضائية تمنعها.
وقدم رئيس لجنة حي «كفار جانيم» في بيتاح تكفا، التماساً إلى المحكمة العليا مطالباً بمنع المظاهرات في الحي. ورفضت المحكمة العليا طلب اللجنة إصدار أمر يمنع التظاهر أيام السبت، وأمرت الشرطة بالرد على الالتماس قبل الأربعاء. ويدعي سكان الحي أن المظاهرات «تشوش حياتهم وتمس بحرية الحركة وحقوقهم في الملكية».
وجاء في الالتماس أن الحي يتحول كل أسبوع إلى «هدف محصن»، فيما تتحول آلاف العائلات المقيمة في الحي إلى «رهائن للمتظاهرين... وصباح الأحد يستيقظ السكان على حي مليء بالنفايات والمواد الدعائية». وكانت المحكمة قد سمحت بإجراء المظاهرات على مسافة محددة من بيت مندلبليت، كي لا يمارس الضغط عليه. وعندما طلبت الشرطة إلغاء المظاهرات تماماً رفضت المحكمة الطلب.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.