رياض سيف {رئيس الائتلاف السوري}: صندوق لتغطية تكاليف الحكومة المؤقتة

رياض سيف {رئيس الائتلاف السوري}:  صندوق لتغطية تكاليف الحكومة المؤقتة
TT

رياض سيف {رئيس الائتلاف السوري}: صندوق لتغطية تكاليف الحكومة المؤقتة

رياض سيف {رئيس الائتلاف السوري}:  صندوق لتغطية تكاليف الحكومة المؤقتة

كشف رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عن عزم الائتلاف، تأسيس صندوق وطني لتغطية تكاليف تشغيل الحكومة المؤقتة، بما يمكنه من تقديم إمكانات الصمود واستقرار السوريين في الداخل؛ وذلك من خلال عقد مؤتمر لرجال الأعمال السوريين الداعمين للشعب السوري، منوها بوعود سعودية بالدعم لتمكين الحكومة المؤقتة من أداء عملها.
وعقد وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أمس، اجتماع عمل مع كبار مسؤولي وزارة الخارجية السعودية في الرياض، تناول المستجدات السياسية والميدانية، وعملية التسوية ومفاوضات جنيف، ودور الهيئة العليا في هذا المجال، وأهمية الدعم العربي، والتنسيق بين قوى المعارضة السورية ودور الائتلاف الوطني، الممثل الشرعي للشعب السوري، في إنجاح ذلك.
وأوضح رياض سيف، خلال تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن زيارته إلى السعودية، أمس، جاءت بعد تلقيه رسالة تهنئة من وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، بمناسبة اختياره رئيساً للائتلاف، مضيفاً: «طلبنا عقد لقاء معه للتشاور وبحث آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة، وما يدور فيها من أحداث مهمة فيما يتعلق بالشأن السوري؛ خاصة أن المملكة تنوي استضافة التحضيرات لعقد لقاء موسع لمكونات الهيئة العليا للمفاوضات، لبحث تحديات المرحلة الحالية والقادمة، ونتائج التواصل الذي تم بين أطراف المعارضة السورية؛ لا سيما مع منصتي القاهرة وموسكو». وقال سيف إن الاجتماع تم مع وكيل وزارة الخارجية السعودي للشؤون السياسية والاقتصادية عادل مرداد، في مقر وزارة الخارجية بالرياض، الذي ناب عن وزير الخارجية، مؤكداً أن الاجتماع استغرق أربع ساعات في التداول والبحث بكافة القضايا المستقبلية المتعلقة بالشأن السوري.
وأضاف: «قدمنا صورة عامة عن مؤسسات الائتلاف، وخاصة الحكومة المؤقتة والدور الذي يمكن أن يناط بها، خاصة بعد إتمام دخول الفصائل الفاعلة من الجيش الحر، وممثلين عن المجالس المحلية المنتخبة للمحافظات».
وبيّن سيف أن الوفد وجد وعوداً بالدعم لتمكين الائتلاف والحكومة المؤقتة من أداء دورهما الفاعل في إدارة مناطق خفض التصعيد، والتي هي من واجبات وأهداف الحكومة المؤقتة، وإدارة أملاك ومؤسسات الدولة لتجنب فراغ السلطة.
وتابع: «اتفقت وجهات النظر مع الجانب السعودي بخصوص تكامل العمل بين المعارضة ومؤسسات الثورة السورية، ولا سيما بين الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات، باعتبارهما من مكوناتها الأساسية».
وقال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن هناك اجتهادات لتحسين تمثيل الهيئة العليا للمفاوضات لتقوم بدور قوي وفاعل، آخذاً بالاعتبار المتغيرات التي حدثت بعد تأسيسها منذ عام ونصف.
من جهة أخرى، لفت سيف إلى أن وكيل وزارة الخارجية السعودي أوضح أن السعودية تدافع بشدة عن استقلالية القرار السوري وتدعم ما يختاره السوريون.
وبيّن أنه شرح عزم الائتلاف القيام بتأسيس صندوق وطني لتغطية تكاليف تشغيل الحكومة المؤقتة، بما يمكنه من تقديم إمكانات الصمود واستقرار السوريين في الداخل؛ وذلك من خلال الدعوة لعقد مؤتمر لرجال الأعمال السوريين.
وأصدر الائتلاف بياناً في أعقاب الزيارة، قال فيه إن الطرفين أكدا أن الدافع الأساسي للعمل في هذه المرحلة هو تحقيق تطلعات الشعب السوري، والدفع لبدء مرحلة انتقالية حقيقية، وصولاً إلى قيام نظام مدني، ديمقراطي، تعددي، مبني على المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، دون أي وجود للأسد وزمرته فيه. وأكد وفد الائتلاف على ضرورة الاستفادة من كل التجارب ولا سيما في اليمن وتونس وغيرهما، وأن نجاح المرحلة الانتقالية غير ممكن في حال استمرار المسببات نفسها التي أدت إلى قيام الثورة في سوريا، كما أكد أن الشعب السوري هو صاحب المصلحة الأساسية في القضاء على الإرهاب، وهو من يجب أن يقودها على الأراضي السورية، وشدد على ضرورة الحرص على حياة المدنيين الأبرياء واستمرار وصول الدعم لهم، كونهم عماد الحراك المدني السلمي.
شارك في الزيارة ضمن وفد الائتلاف الوطني، رئيس الحكومة المؤقتة دكتور جواد أبو حطب، ورئيس الوفد المفاوض دكتور نصر الحريري، ونائبا رئيس الائتلاف: عبد الرحمن مصطفى وعبد الباسط حمو، وعضوا الهيئة السياسية: دكتور أحمد سيد يوسف، وهادي البحرة.
وشارك من الجانب السعودي وفد من وزارة الخارجية، ضمَّ إضافة إلى وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية عادل سراج مرداد، كلا من السفير سعيد بن عثمان سويعد مدير عام الإدارة العامة للدول العربية، وأحمد الشيخ.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.