المغرب: العثماني يدعو الوزراء إلى إعداد برنامج وفقاً لتوجيهات خطاب الملك

المغرب: العثماني يدعو الوزراء إلى إعداد برنامج وفقاً لتوجيهات خطاب الملك
TT

المغرب: العثماني يدعو الوزراء إلى إعداد برنامج وفقاً لتوجيهات خطاب الملك

المغرب: العثماني يدعو الوزراء إلى إعداد برنامج وفقاً لتوجيهات خطاب الملك

دعا سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، وزراءه إلى إعداد برنامج جديد على ضوء مضامين الخطاب الملكي، الذي وجهه الملك محمد السادس إلى الشعب المغربي السبت الماضي بمناسبة عيد الجلوس، وتضمن انتقادات قوية وصريحة للنخب السياسية والإدارية المكلفة بتدبير الشأن العام بالمغرب.
وقال سعد الدين العثماني، خلال افتتاح أول اجتماع للمجلس الحكومي بعد خطاب الملك، إن كل قطاع من القطاعات الحكومية مدعو إلى إعداد وثيقة يضمن فيها الإجراءات التي سيتخذها في الأشهر القريبة، على ضوء ما جاء في الخطاب الملكي، «لنعتمدها برنامجا يضاف إلى البرنامج الحكومي، ويشكل الجزء الأساسي لعملنا خلال المرحلة المقبلة».
وأشار العثماني إلى أن الخطاب الملكي بمناسبة عيد الجلوس «أكد مجموعة من المبادئ لتدبير الشأن العام والاهتمام بالمواطنين، ولكنه أيضا وضع اليد على عدد من الاختلالات والإشكالات التي يعيشها تدبير الشأن العام. ونحن في الحكومة نأخذ الخطاب الملكي بكل الجدية اللازمة، واتفقنا على أن نضع برنامجا واقعيا عمليا وسريعا أيضا لتصحيح الاختلالات في المجالات التي أشار إليها الخطاب الملكي».
وأضاف العثماني أن البرنامج الحكومي كان قد تضمن بعض الإجراءات بشأن بعض الاختلالات التي أشار إليها الخطاب الملكي، «غير أن التوجيهات الجديدة للملك ألقت إضاءة جديدة على الإشكالات والاختلالات التي يعرفها تدبير الشأن العام بالمغرب، الشيء الذي حتم تطوير البرنامج والعمل من أجل تصحيح مزيد من الاختلالات».
وأوضح العثماني أن الخطاب الملكي طرح سبعة محاور، عددها في التطبيق الكامل للدستور، وربط المسؤولية بالمحاسبة، والحرص على خدمة المواطن والاستماع إليه ومعالجة شكاواه، وتشجيع الاستثمار ومراجعة آلية حكامة الاستثمارات، وتحسين شروط التنمية البشرية والترابية، التي لها تأثير مباشر على ظروف عيش المواطنين، مع الأخذ بالاعتبار العدالة المجالية وضرورة استفادة مختلف المناطق والجهات من تمار النمو، وإصلاح الإدارة العمومية وتحسين حكامتها، ورفع مستوى نجاعتها وجودة خدماتها، واستحضار البعد الوطني والاستراتيجي في المخططات والبرامج القطاعية وضمان تناسقها والتقائيتها.
كما أشار العثماني إلى أن كل واحد من هذه المحاور يتضمن كثيرا من الجزئيات، التي تساعد في تسريع العمل الحكومي من أجل بلوغ الأهداف التي سطرها العاهل المغربي. وقال إن الحكومة حققت بعض الإنجازات خلال الفترة السابقة من عمرها، والتي شارفت على إتمام المائة يوم، وأنه سيعرض قريبا حصيلة هذه الفترة. كما أشار العثماني إلى أنه سيعلن قريبا عن برنامج إضافي لإصلاح الإشكالات التي أشار إليها الخطاب الملكي، وقال إن على جميع القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية أن تكون معبئة لتحقيق الأهداف التي تضمنها خطاب الملك، والتي تعكس أهداف وانتظارات المواطنات والمواطنين وتطلعاتهم لعيش متوازن كريم.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.