تفجير رأس شمرا... النظام يتحدث عن تصوير مسلسل و«هتش» تتبنىhttps://aawsat.com/home/article/975966/%D8%AA%D9%81%D8%AC%D9%8A%D8%B1-%D8%B1%D8%A3%D8%B3-%D8%B4%D9%85%D8%B1%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84-%D9%88%C2%AB%D9%87%D8%AA%D8%B4%C2%BB-%D8%AA%D8%AA%D8%A8%D9%86%D9%89
تفجير رأس شمرا... النظام يتحدث عن تصوير مسلسل و«هتش» تتبنى
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
تفجير رأس شمرا... النظام يتحدث عن تصوير مسلسل و«هتش» تتبنى
ساد التخبط ردود فعل النظام السوري، أمس، حيال تفجير شهدته منطقة رأس شمرا وميناء البيضا الذي يتبع لها. وفي حين نفت مصادر في قيادة شرطة اللاذقية وقوع أي عمل إرهابي في المحافظة الساحلية، تبنت «هيئة تحرير الشام» تفجير سيارة مفخخة قرب منطقة رأس شمرا، بريف اللاذقية. وكانت «رويترز» قد نقلت عن التلفزيون السوري، صباح أمس، أن «تفجيراً إرهابياً» وقع شمال مدينة اللاذقية الساحلية، التي تسيطر عليها الحكومة، وأسفر عن سقوط مصابين، مضيفة أن التفجير وقع في منطقة رأس شمرا، على بعد 12 كيلومتراً شمال اللاذقية، ولم تذكر المزيد من التفاصيل. ونقل مراسل «سبوتنيك» عن مصدر في قيادة شرطة اللاذقية أنه لم يقع أي عمل إرهابي في محافظة اللاذقية، مشيراً إلى أن «الانفجار الذي سمع ناتج عن تصوير مشاهد من مسلسل في منطقة رأس شمرا، شمال غربي اللاذقية». من جهتها، نقلت وكالة «إباء»، الناطقة غير الرسمية باسم «هيئة تحرير الشام»، عن مصدر عسكري داخل الهيئة قوله إن الهيئة فجرت سيارة مفخخة قرب منطقة «رأس شمرا» في اللاذقية. وقال المصدر للوكالة إن «وحدات العمل خلف خطوط العدو، وبعد العمل والرصد المستمر، تمكنت من اختراق ميناء البيضا قرب منطقة رأس شمرا في اللاذقية، وفجرت سيارة مفخخة بداخله»، حيث يحتوي بحسب المسؤول «على سفن حربية وثكنات عسكرية للنظام وحلفائه». ولم تنقل وكالة «إباء» عن المسؤول مقتل عناصر في صفوف النظام خلال العملية. وفي السياق ذاته، قالت مصادر محلية إن المنطقة التي سُمع فيها الانفجار شهدت استنفاراً أمنياً، وقامت عناصر الأمن بقطع الطرق المؤدية إلى «رأس شمرا»، ومنعت أي شخص من الاقتراب. وكذبت صفحة «شبكة أخبار اللاذقية»، الموالية للإعلام الرسمي، ما كانت قد نشرته في الصباح، وقدمت اعتذاراً لمتابعيها عن نشر الخبر «نقلاً عن الإعلام الرسمي السوري قبل التحقق منه، الذي تبين لاحقاً عدم صحته». وقالت الصفحة إن الأنباء حول التفجير «إما جزء من مسلسل وثائقي يجري تصويره في المنطقة، أو جزء من تدريبات عسكرية لاختبار الجاهزية أيضاً، حسب سكان المنطقة». وتحوي منطقة «ميناء البيضا» في اللاذقية سفناً حربية وثكنات عسكرية لنظام الأسد والميليشيات الإيرانية، وتعد المعقل الرئيسي والخزان البشري للنظام. وتعتبر رأس شمرا الأثرية، التي تبعد 12 كم عن مدينة اللاذقية، من المناطق السياحية والأثرية الشهيرة في سوريا، وفيها اكتشفت (مدونة أوغاريت) التي تعد أقدم مدونة موسيقية مكتشفة حتى الآن في العالم.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.