كيري يلتقي عباس في لندن غدا في محاولة أخيرة لاستئناف مفاوضات السلام

المحادثات ستتناول العلاقات الأميركية - الفلسطينية.. وترجيحات بتمويل واشنطن حكومة التوافق

رجال أمن اسرائيليون في دورية قرب مركز مسيحي في القدس أمس مع اقتراب زيارة البابا إلى المنطقة (أ.ب)
رجال أمن اسرائيليون في دورية قرب مركز مسيحي في القدس أمس مع اقتراب زيارة البابا إلى المنطقة (أ.ب)
TT

كيري يلتقي عباس في لندن غدا في محاولة أخيرة لاستئناف مفاوضات السلام

رجال أمن اسرائيليون في دورية قرب مركز مسيحي في القدس أمس مع اقتراب زيارة البابا إلى المنطقة (أ.ب)
رجال أمن اسرائيليون في دورية قرب مركز مسيحي في القدس أمس مع اقتراب زيارة البابا إلى المنطقة (أ.ب)

يلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) غدا (الخميس) في لندن للمرة الأولى منذ انهيار مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في أبريل (نيسان) الماضي. وسيبحث المسؤولان إمكانية استئناف تلك المفاوضات مجددا وسط شكوك فلسطينية وإسرائيلية في أن تتمخض عنها نتيجة تذكر.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، لـ«الشرق الأوسط»، إن اللقاء «لا يعني أبدا استئناف المفاوضات أو قرب استئنافها، وإنما جاء بطلب أميركي لمناقشة عدة ملفات مهمة». وأوضح: «اللقاء سيناقش ملفي المفاوضات والمصالحة الفلسطينية الداخلية، وما يترتب عليها، من شكل الحكومة الفلسطينية المرتقبة، إضافة إلى العلاقات الأميركية - الفلسطينية».
بينما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول فلسطيني، لم تكشف عن هويته، قوله إن «اللقاء قد يكون محاولة أخيرة من كيري لاستئناف المفاوضات».
ويتوجه كيري إلى لندن للمشاركة في اجتماع أصدقاء سوريا المتعلق بالنزاع في سوريا المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويعد لقاؤه بعباس الأول من نوعه منذ انهيار المباحثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الشهر الماضي، عندما قررت إسرائيل تعليق المفاوضات ردا على المصالحة الفلسطينية الداخلية بين حركتي فتح وحماس. وكانت المصالحة بين الحركتين أعلنت في 23 أبريل الماضي واتفق الطرفان خلالها على تشكيل حكومة توافق وطني في غضون أسابيع برئاسة عباس.
وشدد أبو يوسف على أنه «لا تغيير في الموقف الفلسطيني من العودة إلى المفاوضات، وأن الرئيس سيبلغ كيري بشروط استئنافها مجددا، وهي الإفراج عن أسرى الدفعة الرابعة المعتقلين منذ قبل (اتفاق) أوسلو (للسلام علم 1993)، ووقف الاستيطان بشكل كامل، واعتراف إسرائيلي بحدود 1967 حدودا للدولة الفلسطينية ومرجعية للمفاوضات». وأضاف: «الرئيس أكد على ذلك أمامنا وكان هذا هو الموقف الذي أعلنه المجلس المركزي (التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية) كذلك ولا يوجد تغيير في الموقف».
وقلل أبو يوسف من احتمال إحداث لقاء عباس وكيري أي اختراق جدي، قائلا إنه «لقاء تقييمي وتوضيحي». وأضاف: «الذي أوقف المفاوضات، ومستمر بالاستيطان ويرفض المصالحة ويريد إخراج القدس من المباحثات، ويرفض الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية، ويشرع قوانين تمنع إطلاق أسرى، بالتأكيد لا يريد السلام. ولا أحد هنا يمكن أن يقبل بكل ذلك».
وعمليا لم تتوقف المباحثات بين الجانبين الفلسطيني والأميركي منذ انهارت المفاوضات، لكنها لم تفض كذلك إلى أي اختراق. وقبل أيام قليلة فقط التقت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس، بأبو مازن في رام الله بعد لقائها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، وتباحث الطرفان في أسباب انهيار المفاوضات وكيفية استئنافها. ويكتسب اللقاء بين كيري وعباس أهمية إضافية لأنه سيتطرق إلى العلاقات المستقبلية بين الطرفين. وكانت الخارجية الأميركية، قالت إن المحادثات بين كيري وعباس ستتركز على العلاقات الأميركية - الفلسطينية، في إشارة محتملة إلى مسألة تمويل واشنطن السلطة الفلسطينية إذا تشكلت حكومة توافق فلسطينية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية، جين ساكي: «بينما يبقى الباب مفتوحا على عملية السلام.. فإن هدف اللقاء هو بحث علاقتنا المستمرة مع الفلسطينيين». ويبلغ حجم المعونة الأميركية للسلطة الفلسطينية نحو 500 مليون دولار سنويا. وقال أبو يوسف، إن الفلسطينيين «لا يتوقعون مقاطعة أميركية للسلطة الفلسطينية في حال تشكلت حكومة مصالحة». وأضاف: «الأميركيون يعرفون أنها حكومة كفاءات وليس فيها أعضاء من الفصائل». وتابع: «الرئيس عباس هو الذي سيرأس هذه الحكومة، وهو الذي يمثل سياستها، وهذا كاف». وكان أبو مازن أعلن سابقا أن الحكومة تعترف بالاتفاقات وتنبذ العنف، ردا على اتهام إسرائيل له بتشكيل حكومة مشتركة مع حركة «إرهابية».
وأعلنت إسرائيل مرارا أنها لن تفاوض حكومة تدعمها حماس. وقال وزير خارجية إسرائيل أفيغدور ليبرمان أمس، إن العودة إلى المفاوضات مع الجانب الفلسطيني «لن تكون قريبة»، على الرغم من الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية. وأضاف ليبرمان، في اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي: «لا يوجد تقدم ولا نرى انفراجة قريبة». وتابع: «إسرائيل لن تجري مفاوضات مع حكومة التوافق الوطني الفلسطينية طالما لم تقبل حركة حماس بشروط اللجنة الرباعية الدولية». وهدد ليبرمان الفلسطينيين في حال التوجه مجددا إلى الأمم المتحدة بالقول، إن «الولايات المتحدة ستقطع المعونة.. وإسرائيل لم تستخدم حتى الآن كل الوسائل المتوفرة لديها لمواجهة الخطوات الأحادية الفلسطينية».
وفي غضون ذلك، يضع الفلسطينيون خطة بديلة إذا ما استمر الجمود الحالي في عملية السلام. وقال أبو يوسف إنه «في حال فشلت الجهود الأميركية الحالية، فإنه تقرر الانضمام إلى المواثيق والمعاهدات الدولية كافة ودون استثناء مع تفعيل دور المقاومة الشعبية». وأضاف: «في هذا الوقت أيضا نحن متمسكون ومصرون على إنهاء الانقسام وتوحيد الصفوف».
ومن المقرر أن يلتقي عباس أيضا في لندن عددا من المسؤولين البريطانيين بينهم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، ثم يتوجه إلى فنزويلا في زيارة رسمية تستمر يومين.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.